النفط وتقاسم الثروة يحجّم وسائل العنف بين بغداد وأربيل
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
23 نوفمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: قالت صحيفة world politics review، ان العوامل الاقتصادية تلعب دورًا في توازن العنف المتغير الذي يعيد تشكيل العلاقات بين بغداد وأربيل.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته المسلة، انه في الشهر الماضي اشتبك الجيش العراقي مع قوات البشمركة الكردية في منطقة مخمور، مما أدى إلى وقوع إصابات متعددة ومقتل ثلاثة جنود من كل جانب.
ورغم أن مثل هذه الاشتباكات برزت بشكل بارز في تاريخ المنطقة على مدى القرن الماضي، فإن الغزو والاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة للعراق قبل 20 عاما كان إيذانا بتسوية سياسية جديدة في بغداد، بدأ بموجبها زعماء البلاد الشيعة والأكراد والسنة في تقاسم السلطة.
واضافت الصيحفة، ان القيام بتوجيه البنادق على بعضهم له علاقة بالتحولات الأوسع في عراق ما بعد 2003، عندما أصبحت مخمور ومناطق أخرى تعرف باسم “المناطق المتنازع عليها” – وهي منطقة يتقاسمها الأكراد والعرب وغيرهم من العرقيات، على الرغم من أن الدستور العراقي حدد عملية تسوية هذه المطالبات، إلا أن الصراع في هذه المناطق لم يتم حله أبدًا.
واليوم، يتغير التوازن بين بغداد وأربيل وتحظى الحكومة المركزية الجديدة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني بدعم إطار التنسيق الشيعي، وهو ائتلاف من الأحزاب التي تصدت لمحاولة مقتدى الصدر لتشكيل حكومة أغلبية بعد انتخابات أكتوبر 2021.
ويزعم رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، أنه منذ انتخابات 2021، واجهت حكومة الإقليم أحكامًا قضائية غير عادلة ومسيسة من بغداد، وفرضت المحكمة الاتحادية العليا قيودا على صادرات النفط والغاز لحكومة إقليم كردستان وأعلنت أن قانون النفط والغاز في إقليم كردستان غير دستوري.
كما دعت الهيئات الحكومية إلى إجبار حكومة إقليم كردستان على تسليم النفط المنتج من حقولها النفطية وإلغاء عقود النفط مع حكومة إقليم كردستان، بينما طالبت حكومة إقليم كردستان بالسماح بمراجعة التزاماتها المالية.. وتقول أربيل إنه نتيجة لهذه الأحكام، احتجزت الحكومة الفدرالية 2.6 تريليون دينار عراقي، أو 2 مليار دولار، من مخصصات الحكومة المركزية منذ يناير/كانون الثاني 2023.
وقد دفعت هذه التداعيات المالية الى سفر بارزاني في نهاية المطاف إلى بغداد بمنتصف أيلول/سبتمبر للمصالحة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
لكن مما يزيد من إضعاف الموقف التفاوضي لإقليم كردستان العلاقات المتوترة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وتعني هذه التوترات أنه على عكس ما حدث في عام 2003، عندما وحد الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني قواهما لتعزيز المصالح الكردية في فترة ما بعد 2003 مباشرة.
ويلعب هذا الصدع بين الأكراد، مثل العوامل الاقتصادية، دورًا في توازن العنف المتغير الذي يعيد تشكيل العلاقات بين بغداد وأربيل على هذه الخلفية، فإن العنف الذي يظهر في مخمور وأجزاء أخرى من المناطق المتنازع عليها ليس تمرداً، لأنه لا يسعى إلى إسقاط النظام السياسي الذي ساد بعد عام 2003، وبدلا من ذلك، فهو جزء من التنافس على السلطة بين النخب الحاكمة في العراق.
ترجمة محمد الخفاجي
المصدر (https://tinyurl.com/4zks25bm)
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: حکومة إقلیم کردستان بین بغداد وأربیل
إقرأ أيضاً:
اتفاق سلام بين حكومة إقليم أمهرة وفانو الشعبية بإثيوبيا
أنهت حكومة إقليم أمهرة ومنظمة فانو الشعبية أكثر من عامين من القتال بتوقيع اتفاق سلام هو الأول من نوعه بين الطرفين، بعد جولات طويلة من المفاوضات جرت برعاية الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد.
الاتفاق وُقّع في حضور سلمى حدادي نائبة رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، ومحمد عبدي نائب الأمين العام للإيغاد، حيث مثّل حكومة الإقليم الحاكم أريغا كيبدي، في حين وقّع عن فانو الشعبية الكابتن ماسريشا سيتينج.
إشادة الاتحاد الأفريقيأكدت سلمى حدادي أن الاتفاق يمثل "بداية جديدة"، مشيرة إلى أن الباب مفتوح أمام كل الفصائل الراغبة في الانضمام لمسار السلام. وأضافت أن القارة بحاجة إلى إسكات صوت السلاح وتعزيز الحوار، معتبرة أن هذه الخطوة تعكس رؤية أفريقية لحل الخلافات داخل البيت الواحد.
الإيغاد يدعو للالتزاممن جانبه، شدد محمد عبدي على أهمية الاتفاقية قائلا إنها تعكس جهود الإيغاد لترسيخ السلام في منطقة عُرفت بالصراعات. وأوضح أن توقيع الاتفاق سهل، لكن الالتزام ببنوده هو التحدي الحقيقي، داعيا بقية الفصائل إلى تبني خيار الحوار والانخراط في العملية السلمية.
حكومة الإقليم: الحرب لم تجلب سوى الخسائرالحاكم أريغا كيبدي أوضح أن المفاوضات استمرت لعدة جولات قبل الوصول إلى اتفاق شامل، مؤكدا أن الحرب لم تحقق أي مكاسب، بل جلبت الخسائر والمعاناة لشعب الإقليم.
ودعا إلى تغيير ثقافة اللجوء إلى السلاح، وحث الفصائل الأخرى على التخلي عن القتال والانضمام إلى المسار السلمي، معتبرا الاتفاق إنجازا يمنح المواطنين شعورا بالطمأنينة بعد سنوات من الاضطراب.
فانو: الحوار ليس هزيمة بل حكمةأما ممثل فانو الشعبية الكابتن ماسريشا سيتينج فأكد أن قرار التوقيع جاء بعد قناعة بأن الحرب لم تعد خيارا، وأن الحوار هو الطريق الأمثل لحل الخلافات.
وشدد على أن اللجوء إلى الحوار لا يعني هزيمة سياسية بل يعكس حكمة، معلنا أن الحرب انتهت بالنسبة لهم وأنهم سيعملون مع الحكومة لتحقيق تطلعات السكان.
قوات فانوظهر مصطلح "فانو" عام 2016 خلال احتجاجات شبابية في إقليم أمهرة، ولعب دورا بارزا في التغييرات السياسية التي أطاحت بحكومة جبهة تيغراي عام 2017.
إعلانومع تصاعد النزاعات، بدأت الفصائل العسكرية لفانو بالتشكل عام 2019، واتسع نفوذها خلال حرب تيغراي مستفيدة من دعم لوجستي رسمي، ما أثار مخاوف الحكومة الفدرالية والإقليمية.
وبعد توقيع اتفاق بريتوريا وإنهاء حرب تيغراي، أعلنت الحكومة الإثيوبية عام 2023 قرار دمج جميع القوات غير النظامية تحت قيادة مركزية، وهو ما رفضته فانو بالإجماع.
ورغم حضورها العسكري، تفتقر فانو إلى قيادة موحدة أو تحالف جامع، وتبقى علاقتها متوترة مع حكومة الإقليم والحكومة المركزية.
وإقليم أمهرة يتميز بموقع جغرافي حساس، إذ يجاور إريتريا والسودان، إضافة إلى أقاليم تيغراي وعفر وأوروميا وبني شنغول، ما يجعله في قلب التوازنات الإثيوبية المعقدة.