عبداللهيان يدعو للتهدئة وطهران تطلب من حلفائها التقيد بوقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": حط وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان في بيروت في زيارة ثانية للبنان منذ العملية التي قامت بها «حماس» في 7 تشرين الأول وذلك بهدف تمرير رسالة بأن طهران شريكة في اتفاق التهدئة وتدعمه وتطلب من حلفائها بدءاً بـ«حزب الله» وحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» التقيُّد به لعله يتمدد نحو التوصُّل لوقف إطلاق نار شامل يفتح الباب أمام البحث عن تسوية سياسية تنهي الحرب الدائرة في قطاع غزة.
فعبداللهيان حمل في لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وممثلين عن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، رسالة واضحة توخى منها التأكيد على شراكة طهران في التسوية التي تهدف إلى تبادل الأسرى بين «حماس» وتل أبيب، داعياً إلى التقيد بها على قاعدة انسحاب الهدنة في غزة على الجبهة الشمالية في جنوب لبنان، مع «إبقاء اليد على الزناد»، تحسُّباً لقيام رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في الوقت الفاصل عن سريان التهدئة، بعملية عسكرية خاطفة يتطلع من خلالها إلى تحقيق انتصار خاطف ضد «حزب الله».
وكشف مصدر سياسي لبناني، مواكب للأجواء التي سادت الاجتماعات التي عقدها عبداللهيان في بيروت قبل أن يتوجّه إلى قطر لمواكبة بدء تنفيذ تبادل الأسرى، عن أنه يراهن على تمديدها لاستكمال عملية الإفراج عنهم، مع تأكيده بأنها لن تشمل في المدى المنظور الإفراج عن الأسرى العسكريين لدى «حماس» لارتباطه بالتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، خصوصاً أن توغل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لم يؤد حتى الساعة للكشف عن مصيرهم.
ولفت إلى أن عبداللهيان يتناغم في موقفه هذا، ولو بطريقة غير مباشرة، مع قول مصادر أميركية في بيروت لعدد من المسؤولين اللبنانيين بأن واشنطن تأمل بأن تمتد الهدنة لوقت أطول، آخذةً بعين الاعتبار الهدف من الزيارة الخاطفة التي قام بها مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستين لتل أبيب، والتي تزامنت مع وضع اللمسات الأخيرة على الخطة الخاصة بتبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل.
وأكد المصدر نفسه لـ«الشرق الأوسط» أن الموفد الأميركي سعى لخفض منسوب التوتر على الجبهة الشمالية الذي يُفترض أن يترافق مع التهدئة في قطاع غزة لقطع الطريق على انزلاق المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل على نحو تصعب السيطرة عليه، ويمكن أن تؤدي إلى تعطيل تبادل الأسرى.
وأضاف المصدر أن عبداللهيان، وإن كان ضد توسع الحرب على نطاق واسع بحيث تشمل الجبهة الشمالية، فإنه شدد في المقابل على إسقاط الذرائع التي يمكن أن تستخدمها إسرائيل للانقلاب على اتفاق تبادل الأسرى.
ورأى عبداللهيان، بحسب المصدر نفسه، أن تبادل الأسرى أدى للاعتراف بمشروعية «حماس»، وأن إسرائيل عجزت عن شطبها من المعادلة، وإلا لم يكن ميسّراً للاتفاق أن يرى النور الذي جاء خلاصة للقاءات التي عقدتها قطر ومصر مع قيادة «حماس» في الخارج، وحظيت بتأييد أميركي وموافقة إسرائيلية. وإن كان نتنياهو يتعامل مع عملية التبادل وكأنها مؤقتة، وأن مجرد انتهاء مفاعيلها سيتيح له الاستمرار في حربه ضد «حماس».
لكن المصدر لم يُسقط من حسابه الدور الوسيط الذي لعبته مصر وقطر بين واشنطن وطهران، وكان وراء التوصل إلى وضع جدول زمني لبدء الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس»، من دون العسكريين الذين تُبقي عليهم كورقة ضغط، رغم أن طهران تؤكد عدم ضلوعها في التحضير لعملية «طوفان الأقصى» التي كانت وراء اجتياح «حماس» للمستوطنات الإسرائيلية الواقعة ضمن غلاف غزة.
وتتردد أخبار في بيروت على لسان مسؤول في «محور الممانعة» أن إسرائيل تستعد للقيام بحرب استباقية ضد «حزب الله»؛ لئلا يبادر الأخير إلى اختيار الوقت المناسب لتكرار ما قامت به «حماس» ضد المستوطنات في غلاف غزة، وهذا ما يكمن وراء إصرار الحزب على إبقاء يده «على الزناد»؛ لدرء الأخطار المترتبة على قيام نتنياهو بمغامرة عسكرية يحصرها بالحدود مع لبنان.
لذا يتحسّب الحزب، بحسب المسؤول نفسه، لكل الاحتمالات، مع احتفاظه بحق الرد في حال أن تل أبيب لم تلتزم كما يجب بالتهدئة في غزة إلى الجبهة الشمالية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجبهة الشمالیة تبادل الأسرى فی بیروت حزب الله
إقرأ أيضاً:
حماس: ملتزمون باستقرار لبنان وبقراره وقف إطلاق النار
قالت حركة "حماس"، الخميس، إنها ملتزمة باستقرار لبنان وقوانينه، وكذلك بقرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية"، بأن "حماس" أكدت التزامها "بسيادة لبنان وأمنه واستقراره وقوانينه وكذلك بقرار وقف إطلاق النار".
كما أوضحت الحركة، أن "ما يجري الآن، هو حوار فلسطيني فلسطيني في لبنان، من أجل التحضير لبناء رؤية فلسطينية موحدة خاصة بهذا الموضوع وبكل المواضيع الأخرى كالحقوق الإنسانية والاجتماعية وأمن مخيماتنا واستقرارها وقضايا أخرى".
وكان الرئيسان اللبناني جوزيف عون، والفلسطيني محمود عباس، قد اتفقا، الأربعاء، على التزامهما بحصر السلاح بيد الدولة، وذلك خلال زيارة قام بها عباس إلى لبنان، تهدف إلى البحث في ملف السلاح في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
وجاء في بيان مشترك بعد لقاء جمع بين عباس وعون في القصر الجمهوري: "يؤكد الجانبان التزامهما بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وإنهاء أي مظاهر خارجة عن منطق الدولة اللبنانية، كما يؤكدان أهمية احترام سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه".
ووفق البيان: "إن الطرفين يعلنان إيمانهما بأن زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية قد انتهى، خصوصا أن الشعبين اللبناني والفلسطيني قد تحمّلا طيلة عقود طويلة، أثمانا باهظة وخسائر فادحة وتضحيات كبيرة".
وأشار البيان إلى أن الجانبين اتفقا "على تشكيل لجنة مشتركة لبنانية فلسطينية لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، والعمل على تحسين الظروف المعيشية للاجئين، مع احترام السيادة اللبنانية والالتزام بالقوانين اللبنانية".