فرنسا قلقة ولودريان عائدٌ للضغط لإنجاز الاستحقاقات.. وضغط أميركي لمنع توسيع الحرب
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
بعدما خطف العدوان الاسرائيلي على غزة كل الاهتمام السياسي الاقليمي والدولي، فضلاً عن القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان، ما أبعد الاستحقاق الرئاسي عن دائرة الاهتمام، يصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان يوم الأربعاء في زيارة جديدة تحمل تساؤلات حول هذا التوقيت، لا سيما وأن الانشغالات الغربية بما يجري في غزة، تدفع الكثيرين إلى القول إن الاستحقاق الرئاسي بات بحكم المزيد من التأجيل وان المساعي الفرنسية جمدت بانتظار ما سيحصل من تطورات في غزة.
ولا شك أنّ زيارة لودريان يوم الاربعاء المقبل تأتي بعد انتهاء الهدنة في غزة التي بدأت امس وتنتهي يوم الثلاثاء علما انه من غير المعلوم ان كانت ستمدد اكثر أو سيتم خرقها في الساعات المقبلة.
ووفق مصادر مطلعة على أجواء الإليزيه، فإن "باريس ليست مطمئنة إلى الأوضاع في الشرق الأوسط ومرد ذلك ما يحصل في قطاع غزة"، معتبرة أن "زيارة لودريان تهدف إلى حث المسؤولين على المسارعة في انتخاب رئيس وإنجاز الاستحقاقات المطلوبة، لا سيما وان هناك قلقاً على لبنان من الاخطار المحيطة به واحتمال توسع الحرب".
واعتبرت المصادر أن "رسالة لودريان الى القوى المعنية هي رسالة اللجنة الخماسية كلها فلودريان تشاور ويتشاور مع اعضائها في شأن الملف اللبناني وضروره إيجاد الحلول في أسرع وقت ممكن".
وبانتظار زيارة لودريان، فإن الترقب سيد الموقف للاوضاع في الجنوب الذي ساده الهدوء أمس مع دخول الهدنة في قطاع غزة حيز التنفيذ، خاصة وأن حزب الله أعلن أنه لن يقوم باي عملية أو ضربة اذا التزمت إسرائيل بالهدنة ولم تقصف اي موقع في الجنوب.
وتقول مصادر مطلعة لـ"لبنان24"، إن "هناك ضغطاً أميركياً على إسرائيل لمنعها من توسيع الحرب في الجبهة الشمالية"، مشيرة إلى أن "التواصل الأميركي - الإيراني عبر سلطنة عمان يتقاطع على رفض توسع الحرب"، علماً أن المصادر نفسها تشير إلى أن "هناك دفعاً غربياً لتحريك الملف الرئاسي، مع ترجيح المصادر أن حزب الله قد يزداد تمسكاً بمرشحه لرئاسة الجمهورية وهذا ما سيتبلغه لودريان، الذي سيجد نفسه مضطراً لتفسير موقف بلاده والرئيس إيمانويل ماكرون من غزة وحركة حماس".
ورجّحت مصادر مقربة من قوى الثامن من آذار أن تُستأنفَ حركة الوسطاء الرئاسيين مُجدداً في لبنان بهدف "تبديد الجمود" الذي طغى على المشهد السياسي لأكثر من 6 أسابيع.
وأشارت المصادر إلى أنَّ مروحة الإتصالات التي ستُجرى مُجدداً بشأن الملف الرئاسي ستقفُ عند رأي كل طرف بالأزمة، ومعرفةِ ما إذا كانت هناك إشارات جديدة لدى الأطراف الأساسية الفاعلة من شأنها أن تُشكل بوادر لحلحلة مُنتظرة.
وبحسب المعطيات، فإنَّ القطريين والفرنسيين ما زالوا يعملون على "وتر تبديد التعقيدات"، علماً أن الإتصالات من قبل باريس والدوحة لم تتوقف مع أطرافٍ لبنانية عديدة طيلة فترة التوتر في الجنوب، وهو ما أسمته المصادر بـ"الحديث خلف الكواليس والأضواء".
كذلك، اعتبرت أوساط سياسية أن زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان القصيرة إلى لبنان "حملت تاكيداً إيرانياً على الالتزام وحلفائها في لبنان بالتهدئة طالما أن الهدنة مستمرة".
وفيما عاد الحديث في الايام الماضية عن أهمية تطبيق القرار 1701، اعتبرت هذه الاوساط أن "هناك التزاماً شيعياً يعبر عنه الرئيس نبيه بري وأبلغه للموفد الأميركي اموس هوكشتاين لجهة ضرورة انسحاب أسرائيل من قرية الغجر وتلال كفرشوبا وضرورة تثبيت حقوق لبنان في النقاط 13 البرية التي تمتدّ من رأس الناقورة المعروفة بـ(B1) حتى بلدة الغجر".
وتوقّع مرجع عسكريّ مطّلع أنّ يلتزم "حزب الله" بالهدنة بين حركة "حماس" والعدوّ الإسرائيليّ، ويوقف الإشتباكات الدائرة على الحدود الجنوبيّة. وأشار إلى أنّ "المقاومة الإسلاميّة" فتحت جبهة الجنوب للضغط على إسرائيل، وبعد دخول الهدنة حيّز التنفيذ في غزة، والبدء بتبادل الأسرى والرهائن بين الجانبين الفلسطينيّ والإسرائيليّ، فإنّ "حزب الله" لن يُهاجم مواقع العدوّ في الجنوب. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الجنوب حزب الله فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطة هروب جاهزة لكندا.. فرنسيون قلقون من حرب محتملة مع روسيا
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، تعيش الفرنسية ناداج تحت وطأة هاجس سيناريو كارثي، وهو أن تجد فرنسا نفسها منخرطة في صراع مسلح مع روسيا، وقد ازداد قلقها هذا الأسبوع عندما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده "جاهزة للحرب" إذا "أرادها الأوروبيون وبدؤوها".
وناداج ذات الـ70 سنة مقتنعة بأن بوتين لن يحصر طموحاته في أوكرانيا، بل سيحاول يوما ما غزو دول أوروبية أخرى، خصوصا تلك التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي سابقا بعد أن باتت 3 منها اليوم من أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
وهذه الدول محمية بالمادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي، التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو هو هجوم على الجميع، بما فيهم فرنسا.
وتقول ناداج إنه إذا اضطرت فرنسا للتدخل عسكريا لحماية أحد حلفاء الناتو، فإنها أعدت خطة هروب جاهزة: "أنوي أن آخذ أطفالي وأحفادي في طائرة إلى كندا، حيث يعيش أبناء العمومة الذين أستضيفهم كل عامين، وسيوافقون على استقبالنا"، وتضيف بجدية تامة: "كندا جيدة لأنها بعيدة بما يكفي عن روسيا، ولأن اللغة الفرنسية متداولة فيها".
واللافت أن ناداج ليست الوحيدة التي تشعر بهذا القلق حيال احتمال التهديد الروسي الوشيك، والتي ترى أن الحرب الأوكرانية الروسية أصبحت قضية أمنية أوروبية وفرنسية، فقد زادت حدة المخاوف بسبب توغل طائرات مسيرة في أجواء عدة دول أوروبية، وصولا إلى حدود فرنسا، ثم خطاب الجنرال فابيان ماندون رئيس أركان الجيوش، الذي جاء بنبرة مقلقة.
وتظهر هذه المخاوف أيضا في الأرقام إذ ارتفعت نسبة الفرنسيين الذين يرون روسيا "تهديدا لسيادة دول الاتحاد الأوروبي" من 72% إلى 80% في شهر واحد، وفق استطلاعين أُجري أحدهما في سبتمبر/أيلول والآخر في أكتوبر/تشرين الأول، وعلى مستوى أوروبا، يعتبر 79% من الأوروبيين أن روسيا تشكل تهديدا لدول الاتحاد، والبريطانيون هم الأكثر قلقا بنسبة 85%.
وداخل فرنسا، يشعر كثير من المواطنين بأن السلطات تعدّهم نفسيا لاحتمال اندلاع صراع مسلح، ويشيرون إلى أن هذا الوضع غير مسبوق.
إعلانوكانت الفتاة بلانش مع والدتها عندما قرأت خطاب الجنرال ماندون الذي دعا فيه الفرنسيين إلى "قبول فقدان أبنائهم"، فتقول: "ظننا أولا أنه يقصد التعبئة واحتمال استدعاء المدنيين، فقالت لي أمي: سنخفي أخاك ونذهب إلى بلد آخر بعيد".
ورغم التوضيح أن الحديث يخص العسكريين فقط، فإن بلانش (26 عاما) بقيت قلقة، وتشرح ذلك بأنها "هذه أول مرة يتحدث فيها مسؤولون فرنسيون عن الحرب بهذه الطريقة.. لسنا معتادين على هذا الخطاب"، وتشير أيضا إلى زيادة ميزانية الجيوش، معتبرة أن "الدولة لن تقوم بكل هذه الإجراءات لو لم يكن هناك خطر حقيقي".
ورغم أن بلانش لا تعتبر نفسها شخصا قلقا بطبيعته، فإنها تعترف بأنها كثيرا ما تخشى اندلاع "حرب عالمية ثالثة" قد تشمل دولا أوروبية بينها فرنسا، وأن هذه المخاوف تؤثر في حياتها وخططها، وتقول إنها تفكر في أنه إذا أرادت السفر فعليها فعل ذلك الآن، لأنه ربما لن تتمكن لاحقا من ذلك لو اندلعت الحرب.
هل تخطى الصراع مرحلة جديدة نحو التصعيد؟ وهل تصريحات بوتين فعلا مقلقة؟ جان دو غلينياستي، السفير الفرنسي السابق لدى موسكو، يريد طمأنة الفرنسيين، فيرى أنه "من غير الجدي تخيل دبابات روسية تتقدم في شارع الشانزليزيه"، لأن فرنسا قوة نووية.
لكنه يعترف -في المقابل- بأنه لم يسمع خطابا من السلطات الفرنسية بهذه النبرة "منذ الحرب الباردة"، كما يشير إلى توتر غير مسبوق بعد استهداف ناقلات نفط روسية في البحر الأسود وقرب سواحل السنغال الأيام الأخيرة.
ويضيف أن "هذه أول مرة تتعرض فيها بنى روسية للتدمير في المياه الدولية؛ تركيا أعربت عن قلقها، والكرملين حذر من أنه يحتفظ بحق استهداف السفن التجارية في الموانئ الأوكرانية"، ويحذر من أن الوضع قد يتطور إلى "تصعيد"، وهو احتمال "واقعي جدا".
دور الإعلامويعتقد الفرنسيون الذين استُطلعت آراؤهم أن وسائل الإعلام تزيد هذا الجو المتوتر، فالسيدة ماري -وهي أم (54 عاما) وابنتها تعمل في البحرية- تنتقد القنوات الإخبارية "التي تتحدث وكأن الحرب حتمية، وهذا يقلقها"، وترى أن هذا يختلف عما تسمعه من ابنتها وزملائها العسكريين الذين "لا يتوقعون صراعا مسلحا"، وتلوم الإعلام على تضخيم ما تعتبرها "أخطاء تواصل" حكومية.
وتضيف: "أفهم ما قصده الجنرال ماندون، لكنه خطاب غير مشجع. إذ كيف تريد تحفيز الناس حين تقول لهم إنهم سيموتون؟ الأفضل أن يرفع معنويات العسكريين ويؤكد أنهم شجعان". وتضيف: "طلبوا منا تجهيز حقيبة طوارئ، وأنا على وشك أن أحزم حقيبتي وأرحل"، وهو نفس الشعور الذي يعتري بلانش التي تقول أيضا إنها تصاب بالإحباط كلما قرأت الأخبار.
وما يقلق ماري أكثر من خطر الحرب هو قدرة فرنسا على مواجهة هجوم روسي، لأن "المجتمع منقسم جدا" حسب رأيها، كما أنها لا تثق في (الرئيس الفرنسي) إيمانويل ماكرون في حال اندلاع صراع، وتتهمه بأنه يريد "جر فرنسا إلى الحرب".