فايننشال تايمز: المخابرات الإسرائيلية استبعدت تحذيرا مفصلا من هجوم حماس
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها أن ضابط استخبارات رفيعا في القوات الإسرائيلية رفض محتويات تحذير تفصيلي توقع هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال التقرير -الذي كتبه ميهول سريفاستافا- إن الضابط الرفيع وصف محتوى التحذير بأنه "سيناريو خيالي".
وأوضح سريفاستافا أن الحراس على حدود إسرائيل مع غزة -الذين كان العديد منهم يشاهدون ويحللون تدفقا مستمرا من مقاطع الفيديو وغيرها من البيانات بشأن المنطقة القريبة من السياج الإلكتروني المحيط بالقطاع- قدموا تقريرا مفصلا إلى أعلى ضابط استخبارات في القيادة الجنوبية قبل أسابيع من الهجوم.
وتضمّن التحذير أن حماس كانت تتدرب على تفجير نقاط حدودية في مواقع عدة لدخول الأراضي الإسرائيلية والاستيلاء على الكيبوتسات.
أكبر فشل استخباراتي منذ 1973وقالت الصحيفة إن فشل إسرائيل في منع الهجوم ينظر إليه في الوقت الراهن على أنه أكبر فشل استخباراتي منذ أن شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئا في عام 1973 (حرب أكتوبر، أو حرب العاشر من رمضان) أو ما تعرف إسرائيليا بحرب يوم الغفران.
وأشار التقرير إلى أن الجنود ذوي الرتب الأدنى حذروا أيضا من أن تحليلهم عدة مقاطع فيديو أظهر أن حماس كانت تتدرب على احتجاز الرهائن، وأنهم شعروا بأن هناك هجوما وشيكا.
وتم إرسال التحذير بعد أن رأى الجنود الإسرائيليون قائدا عسكريا رفيع المستوى من حماس يشرف على التدريب.
وقالت الصحيفة إن التعرف على هذا القائد تم بواسطة قاعدة بيانات الوجوه والهويات التي تحتفظ بها الوحدة 8200، وهي جزء من فيلق المخابرات الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أيضا أن مؤسسة البث العام الإسرائيلية (كان) نشرت في وقت متأخر من أول أمس الخميس تفاصيل تحذير مماثل أرسله جنود من ذوي الرتب الدنيا إلى رتب رفيعة المستوى، مضيفة أن التحذير يشمل احتمال إسقاط طائرة ورفع حماس أعلامها فوق الأراضي الإسرائيلية.
نقاشات داخل الاستخباراتوأضافت فايننشال تايمز أن الفشل في أخذ التحذيرات على محمل الجد أصبح موضوع نقاش داخل مجتمع الاستخبارات يصل إلى حد اتخاذ إجراءات تأديبية، ويذكّر بتلك المناقشات التي تلت الإخفاقات الاستخباراتية قبيل حرب 1973.
ونقل التقرير أن التحذيرات قوبلت بالتجاهل، ليس لأنها جاءت من جنود من ذوي الرتب الدنيا فحسب، بل لأنها تتعارض مع ثقة الحكومة الإسرائيلية بأنها احتوت حماس من خلال حصار عقابي وقصف قدراتها العسكرية واستخدام المساعدات والأموال وسيلة لتهدئتها.
سبب آخر للتجاهلوأوضحت فايننشال تايمز أن هجوما من هذا النوع من قبل حركة حماس من شأنه أن يؤدي فورا إلى حرب مع إسرائيل، وهو الأمر الذي كان مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي مقتنعا بأن الحركة تسعى إلى تجنبه.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن هجوم حماس اتبع إلى حد كبير النمط الذي تنبأت به المذكرة، بما في ذلك الكيبوتسات المحددة التي تعرضت للهجوم، واستخدام الصواريخ لإلهاء القوات الإسرائيلية عن التوغل المستمر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فایننشال تایمز
إقرأ أيضاً:
لقاء متوقع بين ترامب ونتنياهو.. إسرائيل تواصل توغلها في ريف القنيطرة الجنوبي رغم التحذير الأمريكي
هاجم مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان السلطاتَ السورية، وانتقد الاحتفالات التي شهدتها بعض المناطق بمناسبة مرور سنة على سقوط نظام بشار الأسد، وقال: "العار ثم العار ثم العار على هذه السلطة، فعندما تقتل إسرائيل 15 سوريًا، يأتون على ذكرهم ويحتفلون في اليوم التالي بمقتلهم".
يواصل الجيش الإسرائيلي توغّله داخل الأراضي السورية، مسجّلًا ثالث اختراق خلال أقل من 24 ساعة. فقد تقدّمت قواته، من الجهة الغربية لقرية سعدة الحانوت في ريف القنيطرة الجنوبي، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السورية "سانا". ويأتي هذا التصعيد بعد ساعات فقط من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل من التدخل في الساحة السورية.
وقالت "سانا" إن ثلاث آليات إسرائيلية تمركزت داخل القرية، في حين نفّذت طائرة مُسيّرة تابعة للنظام السوري عملية استطلاع فوق المنطقة. وقد سُجّل أكثر من توغّل في اليوم نفسه، إذ سبق أن تقدّمت قوات إسرائيلية، تُساندها عربتا هامر وناقِلتا جنود، نحو قمة تل أبو قبيس قرب قرية عين زيوان.
ويأتي ذلك فيما أدّى القصف الإسرائيلي على بيت جن في ريف دمشق إلى مقتل 15 شخصًا وإصابة 25 آخرين على الأقل، ما أثار موجة واسعة من الإدانة.
وكان ترامب قد دعا حكومة بنيامين نتنياهو إلى عدم اتخاذ إجراءات قد تقوّض فرص الاستقرار، ونقل موقع "أكسيوس" عن مصدرين أمريكيين قولهما إن الإدارة تخشى أن تؤدي الضربات الإسرائيلية إلى عرقلة اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب.
وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" إن إدارته "راضية جدًا" عن أداء الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وأضاف: "من المهم للغاية أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وألا يحدث أي أمر من شأنه أن يتدخّل في تطوّر سوريا لتصبح دولة مزدهرة".
وفي وقت سابق، جرى اتصال هاتفي بين نتنياهو وترامب على خلفية التوتر في سوريا، وقالت القناة 13 العبرية إنه من المتوقع أن يزور رئيس الوزراء نتنياهو البيت الأبيض قريبًا.
Related من عملية بيت جن إلى سؤال المرحلة: ماذا تريد إسرائيل من سوريا؟ترامب يشيد بالشرع ويحذّر إسرائيل.. ما خلف رسالته غير المألوفة إلى تل أبيب بشأن سوريا؟"مهام سرّية".. تقرير يكشف دور مجنّدات إسرائيليات في عمليات استخباراتية داخل سوريامن جهتها، أدانت نجاة رشدي، المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى سوريا، التوغّل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، مشيرةً إلى سقوط مدنيين جراء ذلك.
ومنذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، كثّفت إسرائيل طلعاتها الجوية في مختلف أنحاء سوريا، إلى جانب توسيع عملياتها البرية في الجنوب.
كما أقامت عددًا من الحواجز العسكرية داخل الأراضي، واعتقلت مواطنين، فيما عززت سيطرتها على الجولان المحتل من خلال الاستيلاء على منطقة عازلة منزوعة السلاح.
في المقابل، يرى البعض أن سكوت النظام الحالي، إلى جانب مساعيه للتطبيع مع تل أبيب، قد شجّعا إسرائيل على تصعيد حملتها التوسعية، خاصة وأن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس كان قد صرّح في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني بأن دولته "ليست على مسار السلام مع سوريا".
وفي هذا السياق، هاجم رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان السلطاتَ السورية، وانتقد الاحتفالات التي شهدتها بعض المناطق بمناسبة مرور سنة على سقوط نظام بشار الأسد، وقال: "العار ثم العار ثم العار على هذه السلطة، فعندما تقتل إسرائيل 15 سوريًا، يأتون على ذكرهم ويحتفلون في اليوم التالي بمقتلهم، وبعد ذلك يأتي الرئيس الأمريكي ترامب ويقول إن الشرع وعده بإقامة علاقات ممتازة طويلة الأمد مع إسرائيل".
وتابع: "طالما أن هناك شحنًا طائفيًا وعنصريًا، فكل من هو موالٍ للسلطة، حتى لو نُهبت سوريا بأكملها، سيبقى مواليًا للسلطة بشكل كامل."
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة