الإمارات تقود العالم للعدالة المناخية
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
مع انعقاد مؤتمر الأطراف (كوب 28) في مدينة إكسبو دبي، يعود الحديث عن العدالة المناخية.
هذا المصطلح الذي تستخدمه منظمات المجتمع المدني، والحركات الاجتماعية، لتسليط الضوء على آثار أزمة المناخ الخاصة بالعدالة والحاجة إلى إعداد استجابات سياسية عادلة، تركز نُهج العدالة المناخية على الأسباب الجذرية لأزمة المناخ، وكيف يبني تغير المناخ على أوجه عدم المساواة بين البلدان وداخلها ويضخمها.وتستند متطلباتها إلى ضرورة معالجة مثل هذه الاختلالات والمظالم، بدءاً من تركيز العمل المناخي في وجهات نظر ومعارف ومطالب الجماعات والمجتمعات الأشد تضرراً من أزمة المناخ.
وتعد العدالة في ما يخص النوع الاجتماعي والعدالة العرقية والطبقية والإثنية والعدالة بين الأجيال، ضرورية لتحقيق العدالة المناخية فعلياً، وهذه العدالة لا تقل في مضمونها عن العدالة في حقوق الإنسان، ومع أهميتها فهي الجزء الغائب عن التحقق بمفاعيل متعددة، منها غياب وعي المجتمعات المحلية بالتغير المناخي كأحد أهم عوامل ارتفاع أسعار الغذاء في العالم. وهنا لابد من أن يُعاد طرح هذه القضية باعتبارها أولوية من أولويات الحقوق الواجب توفيرها للشعوب، التي غالباً ما تكون ضحية لانبعاثات الكربون وعمل المصانع الكبرى.
يعد التحول السريع من نظام الطاقة القائم على الوقود الأحفوري، إلى البنية التحتية للطاقة المتجددة، أمراً ضرورياً إذا أريد خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم بنسبة 43 في المائة بحلول عام 2030 والوصول إلى معدل الصفر بحلول عام2050، من الضروري أن تقود حكومات اليوم التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات الصديقة للبيئة التي أثبتت فعاليتها مع حلول حقيقية لا تضحي بالكوكب ولا بالبشر. ويجب ألا تجعلها مشكلة الأجيال القادمة. يجب على الحكومات مطالبة الشركات قانوناً باحترام حقوق الإنسان أثناء عملية الانتقال في مجال الطاقة.
ومن أجل تحقيق العدالة المناخية، لا بد من تضمين أصوات ومشاركة الجماعات المتضررة من تغير المناخ في صنع القرار والتخطيط والتنفيذ والمراقبة والتقييم للسياسات والبرامج والمشاريع المناخية. كما لا بد من توفير الدعم والتمويل والتكنولوجيا والتعاون الدولي لتمكين هذه الجماعات من التكيف مع آثار المناخ والمساهمة في خفض الانبعاثات، ويجب أن تكون هذه العملية شفافة ومسؤولة ومتوازنة ومنصفة ومحترمة لحقوق الإنسان والتنوع الثقافي والبيولوجي.
وهنا تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة بدورها الريادي والمحفز في تعزيز العدالة المناخية على المستوى الإقليمي والعالمي، فهي والتي تستضيف مؤتمر الأطراف (كوب 28)، تعمل على فرصة لتعزيز التوافق والتعاون بين الدول في مواجهة التحديات المناخية والتزاماتها بموجب اتفاقية باريس. وتقوم الإمارات بتنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع المناخية، التي تستهدف تحسين الاستدامة والتكيف والتخفيف على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، مثل مبادرة الطاقة المستدامة للجميع، ومبادرة خريطة الطريق في مجال الهيدروجين، ومشروع محطة الطاقة الشمسية «نور أبوظبي»، ومشروع «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية».
وتشارك الإمارات في العديد من الشراكات والمنصات الدولية لدعم العمل المناخي والتعاون على محور «جنوب - جنوب»، مثل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، و«مجموعة الأصدقاء للمناخ». تحقيق العدالة المناخية هو تحدٍّ صعب، ولكنه تحدٍّ ضروري فمن دون العدالة المناخية، لن يكون لدينا كوكب قابل للحياة للأجيال القادمة.
ومن خلال العمل معاً، يمكننا بناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة للجميع، وهذا هو التحدي للخروج بتوصيات تحقق العدالة المناخية والتعافي الأخضر. والإمارات قادرة على أن تقود الكوكب للوصول إلى الحياد المناخي وضبط العدالة لسكان الأرض، فهذه مهمة وإن كانت كبيرة فهي في عين الإمارات يسيرة، فلا مستحيل مع شعب الإمارات الذي صنع في بلاده الجودة الأعلى بكل المعايير الدولية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة العدالة المناخیة
إقرأ أيضاً:
«مياه وكهرباء الإمارات»: فتح باب التسجيل لمزاد الربع الثاني لشهادات الطاقة النظيفة
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت شركة «مياه وكهرباء الإمارات»، المتخصصة في مجال التنسيق المتكامل للتخطيط والشراء والإمداد وإدارة وتشغيل أنظمة شبكات نقل الماء والكهرباء في مختلف أنحاء دولة الإمارات، عن فتح باب التسجيل للمشاركة في مزاد الربع الثاني لعام 2025 لمخطط شهادات الطاقة النظيفة في أبوظبي، والذي سيستمر حتى 13 يونيو 2025.
وتُتيح شهادات الطاقة النظيفة الصادرة عن دائرة الطاقة للجهات العاملة في أبوظبي، إمكانية توثيق أن الكهرباء التي تستهلكها ناتجة عن مصادر الطاقة النظيفة، ومساعدة الشركات والأفراد في الإسهام بخفض انبعاثات النطاق 2 من غازات الدفيئة، حيث تقوم شركة مياه وكهرباء الإمارات بدور رئيس في تنفيذ مخطط شهادات الطاقة النظيفة باعتبارها المسجِّل الوحيد، ومُشغِّل المزاد، وهي شهادات رقمية بوحدات 1 ميجاوات في الساعة قابلة للتداول، تتوافق مع معايير الشهادات الدولية للطاقة المتجددة «I-REC»، وتتميز هذه الشهادات بكونها الأداة الوحيدة في أبوظبي القادرة على إثبات المزايا البيئية والاقتصادية الناتجة عن استخدام الطاقة النظيفة.
وقال فرانسوا برايس، المدير التنفيذي للوقود والتجارة، في شركة مياه وكهرباء الإمارات، إن إقبال العديد من المؤسسات العاملة في أبوظبي على المشاركة في مزادات الطاقة النظيفة، يعكس حرص هذه الجهات على تبنّي ممارسات مستدامة.
وأعرب عن فخر شركة مياه وكهرباء الإمارات بقيادة مساعي الانتقال في قطاع الطاقة في الدولة، من خلال توفير أداة مبتكرة لتمكين الجهات العاملة في أبوظبي من إزالة الكربون من عملياتها، والقيام بدورها في دعم مبادرة الدولة الإستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
وأوضح برايس أنه بالتزامن مع «عام المجتمع» في الإمارات تواصل شركة مياه وكهرباء الإمارات العمل على تمكين الشركات في جميع أنحاء أبوظبي من تقليل بصمتها الكربونية، والمساهمة في خلق مستقبل مشرق ومستدام، مع دعوة كافة المؤسسات والجهات المعنية في أبوظبي إلى المشاركة في مزاد شهادات الطاقة النظيفة القادم، والقيام بدور فاعل في حماية الموارد الطبيعية لدولة الإمارات.
يذكر أنّ شركة مياه وكهرباء الإمارات قد أعلنت في مارس الماضي عن عقد شراكة استراتيجية مع مجموعة «برجيل القابضة» تهدف إلى تشغيل المرافق الصحية التابعة لبرجيل في أبوظبي، والبالغة 22 مرفقاً بالطاقة النظيفة، وتوثيقها بشهادات الطاقة النظيفة، لتمكين «برجيل القابضة» من اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق استدامة أعمالها.
وبالتزامن مع أهداف مبادرة «عام المجتمع» الرامية إلى تعزيز إسهام الأفراد والمؤسسات من مختلف القطاعات في رسم ملامح مستقبل مستدام، تتطلع الشركة إلى الدخول في مزيد من الشراكات مع كبرى الجهات في أبوظبي، لمساعدتها في تسريع عملية إزالة الكربون من القطاعات الرئيسة في الإمارة.