أنفاق غزة أكثر تطورا.. واشنطن بوست: معركة محفوفة بالمخاطر تنتظر إسرائيل بعد الهدنة
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
تواجه إسرائيل معضلة مؤلمة وربما مثيرة للجدل في المستقبل، وهي كيف ستستكمل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، عقب الهدنة الإنسانية، والتعامل مع أنفاق القطاع، التي أظهرت الأيام أنها أكثر تطورا مما تعتقده إسرائيل.
هكذا تحدث مقال رأي لديفيد إغناتيوس في صحيفة "واشنطن بوست"، وترجمه "الخليج الجديد"، نقل فيه حديثا تعليق أحد المسؤولين الإسرائيليين على إطلاق سراجح الدفعة الأولى من الأسرى في غزة، حين قال: "إنه أمر حلو ومر.
ونقل المقال قلق كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن ما سيحدث في هذه الحرب المتقطعة، حيث تسعى إسرائيل إلى استعادة جميع الأسرى، البالغ عددهم 240، وسحق قوات حماس التي تحتجز معظمهم.
وقال المسؤول الكبير: "في هذا الوقت، تركز إسرائيل على إطلاق سراح جميع النساء والأطفال البالغ عددهم 100.. وسيكون من الأصعب بكثير توسيع العملية لتشمل أكثر من 100 من المدنيين والجنود الذكور.. وربما يعني ذلك العودة إلى المعركة قريبًا".
وأضاف المسؤول: "المرحلة التالية ستكون صراعاً عالي الحدة.. الجيش مصمم على الانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب.. نحن لم نصل إلى مرحلة الاستقرار بعد".
اقرأ أيضاً
بسبب أنفاق غزة..مطالبات إسرائيلية بسحب الجنسية من إيهود باراك
وردا على سؤال حول احتمال أن يثير هذا الهجوم الإسرائيلي المتجدد انتقادات دولية، أجاب: "هناك تصميم قوي للغاية من جانب الجيش الإسرائيلي والشعب الإسرائيلي على أننا لم يعد بإمكاننا العيش مع حكم حماس لغزة".
وهنا جوهر المشكلة، حسب إغناتيوس، الذي لفت إلى أن إسرائيل سوف تسعى إلى استئناف عملياتها الهجومية في وقت تتزايد الضغوط الدولية من أجل وقف دائم لإطلاق النار.
وأشار إلى أنه على الرغم من كل الدمار الذي جلبته هذه الحرب الأخيرة للمدنيين الفلسطينيين، إلا أن مقاتلي حماس ما زالوا متحصنين تحت الأرض.
وأضاف: "عمليات التطهير في شمال غزة لم تنته بعد، أما العمليات في جنوب غزة فلم تبدأ بعد".
قبل أن ينقل حديثا مع مسؤول إسرائيلي ثان، قال إن شبكة أنفاق حماس "أكثر تطورا مما كنا نعتقد"، وأنه تم اكتشاف وإغلاق ما لا يقل عن 600 فتحة نفق في الشمال وحده.
اقرأ أيضاً
هآرتس: ما تعرفه إسرائيل عن أنفاق حماس لا يقترب من حجمها وتعقيداتها
وأضاف: "ولكن بعد فترة التوقف، سيتعين على إسرائيل أن تتخذ بعض القرارات الصعبة بشأن مستويات قوة جيش الدفاع الإسرائيلي، وخاصة ضد الأنفاق".
حديث المسؤول الإسرائيلي، سبق أن أشالرت إليه صحيفة "هآرتس" العبرية، حين قالت في تحليل قبل 3 أسابيع، إن كل ما تعرفه الاستخبارات العسكرية حول أنفاق غزة، بعيد كل البعد عن حجم ودرجة إحكام مشروع الأنفاق.
ونقلت الصحيفة عن المحلل العسكري عاموس هارئيل، الذي اختارت صحيفته اعتماد تحليله كمادة وعناوين مركزية على صفحتها الأولى، إن المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها إسرائيل حول أنفاق "حماس" في غزة "لا تعكس حجمها الحقيقي ومدى تطورها ولا تعقيداتها، ولا تقترب من حجم هذا المشروع على أرض الواقع، والذي ربما يكون الأكبر من نوعه في العالم".
وحسب مسؤولين استخباراتيين في الغرب وفي إسرائيل، فإن قيادة الحركة والجناح العسكري قاما ببناء قدرات تتيح البقاء في الأنفاق لعدة أشهر.
وينبّه بعض المراقبين الإسرائيليين إلى أن النجاحات العسكرية المزعومة بعد ضرب غزة بـ30 ألف طن ديناميت غير مرئية حتى الآن، لافتين على سبيل المثال لعدم مشاهدة صور لأنفاق مدمرة، أو استسلام، أو قتل عدد كبير من المقاتلين الفلسطينيين، أو قتل قيادات بارزة في المقاومة.
اقرأ أيضاً
الجيش الإسرائيلي: نستعد لمواجهة "حماس" داخل أنفاقهم
المصدر | واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أنفاق غزة إسرائيل الحرب على غزة المقاومة هدنة غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل| مفاوضات في الدوحة: حماس تبدأ جولة جديدة دون شروط مسبقة... وتفتح قنوات مع واشنطن
أعلنت حركة حماس، يوم السبت، عن انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع وفد إسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بوساطة مصرية قطرية، ودون فرض أي شروط مسبقة من كلا الطرفين.
وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، أكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن "المفاوضات قد بدأت فعليًا اليوم في الدوحة، وتتم دون شروط مسبقة"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل تطورًا مهمًا في المسار السياسي الرامي إلى إنهاء الحرب في غزة وفتح باب للحلول السياسية.
في تحول لافت في الخطاب السياسي، كشفت حركة حماس عن إجراء محادثات مباشرة مع شخصيات في الإدارة الأميركية.
وصرّح باسم نعيم، عضو المكتب السياسي ورئيس الدائرة السياسية في غزة، في لقاء مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، أن الحركة قدّمت مقترحًا عبر وسطاء وكذلك بشكل مباشر لبعض المسؤولين الأميركيين، معتبرًا أن واشنطن قادرة على لعب دور الوسيط، خاصة في عهد الرئيس دونالد ترامب.
أوضح نعيم أن حماس تسعى إلى التوصل لاتفاق يتضمن عدة نقاط رئيسية، أبرزها:
تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي. الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.إعادة إعمار غزة دون فرض تهجير قسري على السكان. حماس: المفاوضات الجادة وصفقة التبادل هما السبيل لإعادة المحتجزين ووقف الحرب بن غفير: لن نسمح بدخول أي مساعدات إلى غزة حتى القضاء على حماسوأكد أن هذه المطالب تأتي بعد التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وهي شروط ترى فيها الحركة ضرورة لضمان استقرار طويل الأمد.
مستقبل الحكم في غزة: حماس مستعدة للتنحيفي تصريح غير مسبوق، ألمح باسم نعيم إلى استعداد حماس للتنحي عن الحكم في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه منذ عام 2006، إذا كان ذلك سيسهم في تحقيق السلام.
وأوضح أن الحركة منفتحة على كافة السيناريوهات التي تؤدي إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تشكيل حكومة توافق أو تسليم السلطة لجهة وطنية جامعة.
تشير هذه التصريحات والمفاوضات الجارية في الدوحة إلى مرحلة سياسية جديدة قد تشهد تغيرات محورية في مسار الأزمة الفلسطينية، وسط دعم إقليمي واضح ومحاولات لكسر الجمود في الساحة الدولية.
وفي حال نجاح هذه الجولة، فإنها قد تمثل نقطة انطلاق فعلية نحو تهدئة شاملة، وإعادة إعمار قطاع غزة، وفتح باب المصالحة الفلسطينية الداخلية.