عربي21:
2025-05-28@17:15:33 GMT

هل تنتصر غزة لنفسها فقط؟!

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

بدون مقدمات فإن مشهد غزة وهي تقف وحدها في وجه كل هذا الكم الهائل من العدوان الإسرائيلي المدعوم والمسنود من الحلفاء والأنصار وما أكثرهم؛ يجعلنا في الوقت الذي نسأل: من أي جنس هؤلاء القوم في غزة وما هو دافعهم لهذا الصمود الأسطوري؟ نتساءل لماذا يبدون وحدهم في خضم هذا الصراع الشامل برغم أنه صراع تحدد نتائجه صورة المنطقة وترسم خرائطها، فضلا عن أنها تلقي بظلالها على التنافس الجاري على سقف العالم؟

فالحقيقة التي لا تقبل التشكيك هي أن غزة تقف في الصف الأول للدفاع عن المنطقة الإسلامية في مواجهة مشروع لم تخف وثائق التأسيسية وكواليسه التاريخية أنه يستهدف المنطقة كلها، فهو يستهدف بالأساس إقامة دولة استعمارية استيطانية كبرى تكون لها القيادة في المنطقة، كما أن دورها الوظيفي مثبت ومدون، وهو منع التئام المنطقة الإسلامية مرة أخرى والحفاظ على استمرار تمزيقها الذي بدأ عند "سايكس بيكو"، والعمل على تعطيل كل عوامل نهضتها، وملاحقة كل مصادر استئناف حضارتها.



النظر للموقف الرسمي (العربي والإسلامي) تجاه ما يجري على أرض غزة يشعرك كأن القوم لا يعنيهم ما يجري هناك أو أنهم بالحد الأقصى محايدون تجاه الصراع!! فإذا نظرت إلى القرارات الصادرة عن قمتهم ورأيتها بعين الرضا فإنك تقطع بأنها صدرت ذرا للرماد في العيون، لأنها لم تتضمن آليات لتنفيذها أو متابعتها، ولهذا فقد ذهبت إدراج الرياح، ولم تستطع حتى أن تفرض أي قدر من الاحترام لدي جيش الاحتلال الصهيوني
فالحضارة الإسلامية في نظر الغرب -صاحب المشروع الصهيوني ومؤسسه- هي الحضارة الوحيدة التي نافست الغرب وعطلت مشاريعه أكثر من مرة وطردته من أكثر من مكان، لهذا كانت محاصرتها منذ الكشوف الجغرافية، ولهذا كان استعمارها في مقدمة مشاريع الغرب الاستعمارية، ثم كان لا بد عند أفول نجم الاستعمار العسكري المباشر والاضطرار للجلاء؛ أن تكون هناك أدوات مبتكرة لاستدامة السيطرة والنفوذ، فكان الاستبداد المصنوع خصيصا لكي يُحكم الخناق على مجتمعاتنا، وكان المشروع الصهيوني ليُحكم السيطرة على نظم الاستبداد الحاكمة وتوجيهها في اتجاه استمرار النفوذ الغربي لمدى مفتوح، وذلك كله في إطار أهمية منطقتنا ومركزيتها تجاه مشروع الهيمنة الغربي العالمي.

ومن هنا تنبع أهمية فلسطين التي تم اختيارها بعناية لتكون رأس حربة المشروع الغربي وقاعدته العسكرية في منطقتنا، وهو ما حاوله نابليون إبان الحملة الفرنسية ثم طورته بريطانيا وأكملت حلقاته حتى وعد بلفور ثم تسليم فلسطين لليهود، ثم جاءت الولايات المتحدة وريثة القيادة الغربية لتكمل المشروع وتدعمه وتحميه حتى اليوم.

ومن هنا فإن النظر للموقف الرسمي (العربي والإسلامي) تجاه ما يجري على أرض غزة يشعرك كأن القوم لا يعنيهم ما يجري هناك أو أنهم بالحد الأقصى محايدون تجاه الصراع!! فإذا نظرت إلى القرارات الصادرة عن قمتهم ورأيتها بعين الرضا فإنك تقطع بأنها صدرت ذرا للرماد في العيون، لأنها لم تتضمن آليات لتنفيذها أو متابعتها، ولهذا فقد ذهبت إدراج الرياح، ولم تستطع حتى أن تفرض أي قدر من الاحترام لدي جيش الاحتلال الصهيوني الذي ربما فاقم من عنفوانه أثناء انعقادها وزاد من جرعات قتل المدنيين من الأطفال والنساء!! ومن هنا جاءت نداءات الفلسطينيين تحت النار وشعورهم بالحسرة والمرارة لتضفي على المشهد مأساوية لا حدود لها!!

مناشدتنا للقوم يجب أن تنبههم أنهم لا يجاملون غزة ولا يمنون عليها حين يدعمونها، بل يؤدون ضريبة الدم الواجبة عليهم، لأن الدفاع عن غزة وعن فلسطين هو دفاع عن المنطقة كلها، وخاصة مصر، فهي الدولة المعنية أكثر من غيرها بالمشروع الصهيوني
وفي خضم النار التي تلتهم الأخضر واليابس من غزة وتعلن حرقها كل ما تبقي من القضية الفلسطينية، فإن القوم مشغولون بنداءات رومانسية حول السلام والدعوة لحل الدولتين، بينما إسرائيل لم تكتف من قبل بمجرد رفض كل مشاريع السلام والعمل على تقويضها، بل إنها عملت على إهانة كل دعوات السلام وأصحابها، لأن السلام في نظرها وخاصة حل الدولتين يعني هزيمة للمشروع الصهيوني الذي لا تخفي تمسكها به وخاصة في ظل هذه الحكومة التي تعمل بجد على ابتلاع كل فلسطين بعد تطهيرها عرقيا لتصبح يهودية خالصة، وهو ما يفسر انطلاق أكبر عملية استيطان أثناء حكمها (الحكومة)، وتهديدها للقدس وإهاناتها المتكررة للأقصى، واستفزازاتها المتكررة لكل رموز القضية الفلسطينية، ثم عمليات الإبادة الجماعية التي أعقبت طوفان الأقصى وإجبار سكان غزة للنزوح تجاه الجنوب تمهيدا لدفعهم تجاه سيناء!!

ولهذا فإن مناشدتنا للقوم يجب أن تنبههم أنهم لا يجاملون غزة ولا يمنون عليها حين يدعمونها، بل يؤدون ضريبة الدم الواجبة عليهم، لأن الدفاع عن غزة وعن فلسطين هو دفاع عن المنطقة كلها، وخاصة مصر، فهي الدولة المعنية أكثر من غيرها بالمشروع الصهيوني، كما كانت على طول تاريخها تعتبر هذه المنطقة من أهم أسس أمنها القومي، كما أنها (مصر) في الحقيقة تعد حجر الزاوية في أي مشروع لقيادة الأمة نحو التحرير، ولهذا كان إخراجها من الصراع وفق مقررات "كامب ديفيد" التي كانت تستبطن ذلك في إطار مخطط تأجيل الصراع لحين استكمال بنية الدولة الصهيونية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الصراع المشروع الصهيوني مصر مصر غزة المقاومة صراع المشروع الصهيوني مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المشروع الصهیونی ما یجری أکثر من

إقرأ أيضاً:

ماكرون: فرنسا تؤيد حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء 28 مايو 2025، رغبته في رؤية نهاية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني عن طريق حل الدولتين، وقال إنه لا توجد معايير مزدوجة في السياسة الفرنسية تجاه الشرق الأوسط.

ويقول دبلوماسيون وخبراء إن ماكرون يميل نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، وهي خطوة قد تُثير غضب إسرائيل، وتُعمّق الانقسامات الغربية.

وأضاف ماكرون متحدثاً من إندونيسيا: "الحل السياسي وحده هو الذي سيجعل من الممكن استعادة السلام والبناء على المدى الطويل، وسننظم قريباً، بالتعاون مع السعودية، مؤتمراً حول غزة في نيويورك، لإعطاء زخم جديد للاعتراف بالدولة الفلسطينية والاعتراف بدولة إسرائيل، وحقها في العيش بسلام وأمن في هذه المنطقة".

ودعت فرنسا وإندونيسيا إلى تحقيق تقدّم في "الاعتراف المتبادل" بين إسرائيل والفلسطينيين أثناء المؤتمر الدولي الشهر المقبل.

وقال البلدان في بيان مشترك: "على المؤتمر... أن يُعيد إحياء الأفق السياسي لتسوية سلمية لهذا النزاع، ما من شأنه أن يسمح بمسار لا رجوع عنه باتّجاه إقامة دولة فلسطينية، واعتراف متبادل بين إسرائيل وفلسطين".

وأقرّ مصدر دبلوماسي فرنسي، بأنّ حلّ الدولتين الرامي لإنهاء النزاع بين الدولة العبرية والفلسطينيين، هو اليوم "مهدَّد أكثر من أيّ وقت مضى"، وعَدَّ، من جهة أخرى، أنّ حدوث "تطبيع كامل وشامل" بين إسرائيل والدول العربية "غير مرجّح"، خلال مؤتمر نيويورك في يونيو (حزيران) المقبل.

وقال المصدر إنّ "الأحداث الجارية تُظهر لنا أنّ هذا الحلّ لم يكن يوماً أكثر ضرورة ممّا هو عليه اليوم".

وبين 17 و20 يونيو، ستترأس فرنسا والسعودية مؤتمراً دولياً في نيويورك حول القضية الفلسطينية.

وأوضح المصدر الدبلوماسي الفرنسي أنّ هذا المؤتمر سيُعقد على خلفية الأحداث الجديدة "المقلقة للغاية" التي حصلت في الأشهر الأخيرة في غزة؛ حيث استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية واسعة النطاق، بعد أن منعت، طوال أكثر من شهرين ونصف الشهر، دخول أي مساعدات إنسانية لسكّان القطاع المحاصَر.

وابتداءً من الأسبوع الماضي، سمحت إسرائيل بدخول كميات محدودة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقال المصدر، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، إنّه "في هذا السياق، يبدو لنا في فرنسا، أنّ حل الدولتين مهدَّد أكثر من أيّ وقت مضى".

وأضاف أنّ حلّ الدولتين مُهدَّد "بالدمار في غزة، وبرغبة واضحة، إلى حدّ ما، من بعض القادة الإسرائيليين بإعادة احتلال هذا القطاع، وطرد جزء، على الأقلّ، من سكانه (على الرغم من أنّ الأحداث تُشير إلى أن هذا الحل لم يكن يوماً أكثر ضرورة".

وتابع المصدر: "نحن نُدرك العقبات وكلّ ما حال دون هذا الحلّ على مدى العقود الثلاثة الماضية".

يُذكر أن السعودية وفرنسا أطلقتا، منذ أيام، في اجتماعين متوازيين في باريس ونيويورك، زخم التحضيرات لمؤتمر حل الدولتين، المفترض أن تستضيفه الأمم المتحدة بين 17 و20 يونيو المقبل.

ففي باريس، استضاف وزير الخارجية جان نويل بارو نظراءه من المملكة العربية السعودية ومصر والأردن (الأمير فيصل بن فرحان وبدر عبد العاطي وأيمن الصفدي)، لجلسة عمل مخصصة للتحضير للمؤتمر. تَرافق ذلك مع انعقاد اجتماع مماثل، بقيادة فرنسية سعودية، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك؛ حيث دعت رئيسة الوفد السعودي، منال رضوان، إلى المشاركة في جهود متضافرة من أجل إقامة دولة فلسطينية "ليس بوصفها بادرة رمزية، بل ضرورة استراتيجية" لإحلال "السلام الإقليمي".

ودلّ الاجتماعان على أن التحضيرات انطلقت بوتيرة مكثفة للمؤتمر، وأن الطرفين الراعيين يريدان تحقيق اختراق فعلي مِن شأنه فتح الباب مجدداً أمام الحل السياسي.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية أيرلندا تقر قانونا يحظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية السعودية تعلن غدا الأربعاء أول أيام شهر ذي الحجة 2025 وزير خارجية ألمانيا لإسرائيل: لن نتضامن معكم بالإجبار  الأكثر قراءة أستراليا تُعارض توسيع الحرب في غزة وتدين منع المساعدات  فصائل المقاومة تُحذّر المواطنين من مخططات دفعهم للنزوح جنوب قطاع غزة الرئيس عباس يطلق نداءً عاجلا لقادة دول العالم حول الوضع الكارثي في غزة تطورات سياسية غير مسبوقة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • أهمية بحر الصين الجنوبي في الصراع الأمريكي الصيني (1-3)
  • السيد القائد: نسعى لموقف أقوى إلى جانب فلسطين في معاناتها التي لم يسبق لها مثيل
  • ماكرون: فرنسا تؤيد حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
  • الحرب النفسية: اليمن يُعيد تعريف معادلة الصراع
  • سباق تسلح جديد بين الهند وباكستان: الطائرات المُسيّرة تدخل ساحة الصراع
  • نائب:استحالة القضاء على الفساد بوجود حكومة وأحزاب وقضاء داعم له
  • مدريد/ الأناضول تباينت مواقف وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس ونظيره الألماني يوهان ديفيد فادفول، بشأن غزة، خلال لقائهما في مدريد. وفي المؤتمر الصحفي المشترك، الاثنين، بدا أن القاسم المشترك الوحيد بين ألباريس وفادفول هو تعريف حماس على أنها R
  • لماذا تنتصر الدولة السودانية
  • مصر: نواصل الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة
  • الجولان في قبضة الاحتلال.. كيف يغذّي الاستيطان أطماع الكيان الصهيوني؟