اعتلى الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك المنصة في مقر الشركة في أوستن تكساس ليكشف عن تفاصيل سيارة بيك أب سايبرترك (Cybertruck) الجديدة.

وعلى مسرح بإضاءة خافتة في المقر الرئيسي للشركة، خاطب الحاضرين قائلا: "ما لدينا هنا هو شاحنة أفضل من الشاحنة، وفي الوقت نفسه سيارة رياضية أفضل من السيارة الرياضية في مركبة واحدة".

وأوضح ماسك أن هيكل سايبرترك الفولاذي الصلب مضاد للرصاص، وأن نوافذها "مقاومة للصخور"، وأنها يمكن أن تسحب أكثر من 11 ألف رطل (نحو 5000 كلغ)، وتتسارع من 0 إلى 60 ميلاً (100 كلم) في الساعة خلال 2.6 ثانية، وتتميز بقاعدة مركبة "شديدة الصلابة"، ويبلغ طولها 6 أقدام وعرضها 4 أقدام. وأضاف أن السيارة "ستغير مظهر الطرق"، وأن أحلام المستقبل يبدو أخيرا أنها تحققت.

ولم يذكر الرئيس التنفيذي لشركة تسلا بشكل مباشر السعر ونطاق المسافة المقطوعة في شحنة البطارية، ولكن موقع تسلا على الويب ذكر أن سعر النموذج الأساسي للدفع الخلفي لسايبرترك أصبح الآن أعلى بنسبة 50٪ تقريبا من 40 ألف دولار، وهو السعر الذي كانت الشركة تهدف إليه في الأصل قبل أي إعفاءات ضريبية أو حوافز أخرى.

وفي مكالمة عن مراجعة الأرباح التي عقدت في شهر أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، أبدى ماسك ملاحظة بشأن حجم الإنتاج قائلا: "ستكون هناك تحديات هائلة في الوصول إلى حجم الإنتاج بخصوص سايبرترك، ثم جعل التدفق النقدي لهذا المنتج إيجابيا". وأضاف أيضا في ذلك الوقت: "لقد حفرنا قبرنا بأنفسنا مع سايبرترك"، مشيرا إلى "التحديات الفريدة" في إنتاج تلك الشاحنة وطرحها في الأسواق.

مواصفات وأسعار

ووفقا لموقع تسلا على الويب، ستبيع الشركة نسختها الأساسية ذات الدفع الخلفي من سايبرترك مقابل 60 ألفا و990 دولارا تقريبا، ونسخة سايبربيست (Cyberbeast) مقابل 99 ألفا و990 دولارا، مع بدء تسليم كلا الطرازين في العام المقبل. وتخطط تسلا أيضا لبيع نسخة الدفع الرباعي من سايبرترك مقابل 79 ألفا و900 دولار بدءا من عام 2025.

ويتمتع الطراز الأساسي لسايبرترك ذي الدفع الخلفي ببطارية يبلغ مداها 250 ميلا (نحو 400 كلم) في الشحنة الواحدة وبتسارع من 0 إلى 60 ميلا (100 كلم) في الساعة خلال 6.5 ثواني، أما طراز سايبرترك ذي الدفع الرباعي فيصل مدى البطارية إلى 340 ميلا (547 كلم) وتنطلق من 0 إلى 60 ميلا (100 كيلومتر) في الساعة خلال 4.1 ثوان. وسيكون لدى طراز سايبربيست المتطورة مدى يقدر بـ 320 ميلا (513 كلم)، مع سرعة قصوى تبلغ 130 ميلا (209 كلم) في الساعة.

وكشفت تسلا لأول مرة عن سايبرترك بهيكلها الفولاذي الصلب وغير المطلي في نوفمبر/تشرين الثاني 2019. وكانت قالت سابقا إن إنتاج السيارة سيبدأ في عام 2021، وسيتم بيع الشاحنة بسعر مبدئي يبلغ 39 ألفا و900 دولار لطراز الدفع الخلفي، بينما كان سعر الطراز الأعلى نحو 69 ألف دولار، وهي أسعار أقل بكثير من الأسعار التي أعلنتها تسلا مؤخرا.

سوق الشاحنات الكهربائية الصغيرة لم يتوسع بالسرعة التي اعتقدها البعض عندما كُشف عن سايبرترك في البداية (غيتي)

وبينما كشفت تسلا عن تصميم سايبرترك في عام 2019، فإنها بدأت في إنتاجها في يوليو/تموز من هذا العام، وقدم ماسك في الحفل العديد من "شاحنات سايبرترك" للعملاء.

تجارب السائقين وانطباعاتهم

وبعد أن وصلت شاحنة سايبرترك لأيدي المستخدمين قام عدد من محبي السيارات والتقنية بعمل تجارب ومراجعات مفصلة عن الشاحنة الجديدة، ومن أبرز هؤلاء اليوتيوبر الشهير ماركوس براونلي المتخصص بالتقنية، وكذلك موقع برنامج توب غير على يوتيوب المتخصص بالسيارات.

وقام براونلي بعمل مراجعة كاملة عن الشاحنة من حيث التصميم والمدى والتقنيات المستخدمة، كما جربها على الشارع. ومع أن براونلي لم يقم باختبارها في الطرق الوعرة أو وضعها تحت اختبارات صعبة فإنه وجد أن أهم ما يميز هذه الشاحنة قوتها وسرعتها مقارنة بالشاحنات التقليدية، ولكن في الوقت نفسه رأى أن سعرها الجديد مبالغ فيه، وهو ضعف السعر الذي طرحه ماسك عند الإعلان الأول عنها في عام 2019.

 

أما موقع توب غير فأعطى تفصيلات أخرى عن استعمالات السيارة ومقاومتها للرصاص، واستضاف قائمين على تطوير السيارة، وخلص مقدم البرنامج جاك ريكس إلى أن شاحنة سايبرترك قد لا تكون أفضل الشاحنات التي نعرفها لكنها بالتأكيد شاحنة من عالم مختلف، ونصح من لديه المال ويستطيع تحمل كلفتها العالية أن يقوم بشرائها لأنها ربما تكون الأولى في جيل الشاحنات المستقبلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی الساعة

إقرأ أيضاً:

إيلون ماسك يقترب من إدخال الإنترنت الفضائي إلى لبنان... هل تنفجر "حرب الشبكات" مجددًا؟

في تطوّر لافت قد يُغيّر قواعد اللعبة في قطاع الاتصالات في لبنان، تلقّى الرئيس اللبناني جوزيف عون مكالمة هاتفية من رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، عبّر خلالها عن اهتمامه الجدي بإطلاق خدمات الإنترنت الفضائي من خلال شركته ستارلينك في السوق اللبنانية. اعلان

وجاء هذا الاتصال عقب زيارة رسمية أجراها سام تورنر، مدير التراخيص العالمي في شركة ستارلينك، إلى بيروت بتاريخ 30 مايو/ أيار 2025، حيث التقى بوزير الاتصالات اللبناني وعدد من المسؤولين الأمنيين.

ولطالما شكّل ضعف البنية التحتية للإنترنت في لبنان إحدى أبرز العوائق أمام النمو الاقتصادي والتحوّل الرقمي. وتشير أرقام أووكلا (Ookla) لعام 2024 إلى أن لبنان يحتل مرتبة متأخرة عالميًا من حيث سرعة الإنترنت الثابت والمحمول. وقد أفاد تقرير نشرته وكالة رويترز بتاريخ 5 يونيو/ حزيران 2025 أن خدمات ستارلينك قد لاقت اهتمامًا في لبنان في ظل تفاقم الشكاوى من سوء خدمات الشبكات الأرضية والانقطاعات المزمنة في مختلف المناطق.

ويُنظر إلى دخول ستارلينك كمصدر أمل لإحداث نقلة نوعية، إذ تقدم الشركة خدمات إنترنت عالي السرعة عبر الأقمار الاصطناعية في أكثر من 70 دولة، وتُعدّ أحد أبرز مشاريع شركة سبيس إكس التابعة لماسك.

الرئيس عون وماسك يبحثان إدخال ستارلينك إلى لبناندوافع متقاطعة: ماذا يريد كل طرف؟

من جهة ماسك، فإن التوسع في الشرق الأوسط، وبخاصة في مناطق تمر بظروف تقنية أو سياسية معقدة، يُعد جزءًا من خطة لتوسيع قاعدة مستخدمي ستارلينك، بعد نجاحات مشابهة في أوكرانيا، وفق ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال في تقريرها المؤرخ بـ21 أبريل/ نيسان 2024.

أما من جهة الدولة اللبنانية، فإن المشروع قد يفتح الباب أمام استثمارات تكنولوجية أجنبية نوعية، ويُعيد بعض الثقة إلى الاقتصاد الرقمي، خاصة في مجالات التعليم عن بُعد وريادة الأعمال. كما ذكرت صحيفة النهار اللبنانية في تقريرها الصادر في 4 يونيو/ حزيران 2025 أن الرئاسة اللبنانية تنظر بإيجابية إلى التعاون التقني مع شركات عالمية بشرط احترام السيادة الرقمية والقانون المحلي.

الإنترنت الفضائي يربك المشهد التنافسي الداخلي

من شأن دخول ستارلينك أن يعيد خلط الأوراق في سوق الاتصالات المحلي، خصوصًا بالنسبة لشركتي ألفا وتاتش المشغلتين الأساسيتين لشبكات الاتصالات الخلوية في لبنان. وبينما تعاني الشركتان من تحديات مالية وتقنية مزمنة، قد يُنظر إلى ستارلينك كعامل منافسة خارجي قد يُسرّع في وتيرة التحوّل نحو الخدمات الرقمية الحديثة، أو يُعرّض مصالح هذه الشركات للانكماش إذا لم تتكيّف سريعًا مع الواقع الجديد. ويرى مراقبون أن أي إدخال غير منسّق لخدمات الإنترنت الفضائي قد يفتح سجالات بين القطاعين العام والخاص حول تنظيم السوق، والتوزيع العادل للبنية التحتية، وحقوق المستخدمين.

ويثير الحديث عن البنية التحتية الرقمية في لبنان حساسيات قديمة. ففي 7 مايو/ أيار 2008، قررت حكومة فؤاد السنيورة آنذاك إقالة مسؤول أمني في مطار بيروت ومصادرة شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله، ما أدى إلى مواجهات دامية في بيروت كادت تجر البلاد إلى حرب أهلية. ولا تزال تلك الحادثة حاضرة في الذاكرة السياسية اللبنانية، وتُستخدم حتى اليوم كسلاح في السجالات حول مفهوم السيادة الرقمية وشرعية الرقابة على شبكات الاتصالات.

وفي ظل الحديث الحالي عن دخول ستارلينك وتحوّل التحكم في الإنترنت إلى خارج الأراضي اللبنانية، تعود تلك المخاوف إلى الواجهة، لا سيما من قبل قوى ترى في استقلالية البنية التحتية الرقمية جزءًا لا يتجزأ من معادلة التوازن السياسي. ومع تغيّر المعادلات الإقليمية وتراجع تأثير حزب الله داخليًا وخارجيًا، يبدو أن تجربة "7 أيار" لن تتكرّر بالحدّة نفسها، لكنها تظل مرجعًا يُستحضر عند كل منعطف سيادي جديد.

التحديات التنظيمية والسيادية

ورغم التفاؤل، لا تزال هناك مخاوف تتعلق بالسيادة القانونية والرقابة على البيانات. حيث أفاد تقرير لموقع تيك مغازين (TechMGZN) بتاريخ 5 يونيو/ حزيران 2025 أن ستارلينك طلبت تشغيل خدماتها عبر محطات أرضية قد تكون متمركزة خارج لبنان، ما أثار مخاوف داخلية حول التحكم في حركة الإنترنت محليًا.

وفي السياق ذاته، عبّرت جهات فاعلة في قطاع الاتصالات المحلي، منها هيئة أوجيرو، عن تحفظات تتعلق بإمكانية تعارض المشروع مع التراخيص الحالية.

Relatedقراصنة معلوماتية يقولون إنهم قطعوا بث خطاب للرئيس الايراني على الانترنتتأملات في 7 أيار.. يوم خرج حزب الله لحماية شبكة اتصالاته فكادت تندلع حرب أهليةما هي الدول الأكثر استخداما للألياف الضوئية لاتصال الانترنت؟

وفي حال تم تجاوز العوائق التقنية والتشريعية، قد يشهد لبنان دخولاً رسميًا لعصر الإنترنت الفضائي خلال 2025، مما سيُحدث نقلة في التعليم الرقمي، وخدمات الحكومة الإلكترونية، ويُعيد دمج لبنان في الأسواق الرقمية الإقليمية.

لكن يبقى هذا مرهونًا بقدرة الحكومة اللبنانية على إيجاد توازن بين الحاجة الملحّة لتحديث البنية التحتية وبين احترام الأطر القانونية والتنظيمية، خاصة في ظل الرقابة الشعبية والسياسية المشددة على ملفات سيادية كهذه.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ماسك يوقف استخدام الهاشتاغات في إعلانات “إكس”
  • إيلون ماسك يقترب من إدخال الإنترنت الفضائي إلى لبنان... هل تنفجر "حرب الشبكات" مجددًا؟
  • ضبط شاحنة أتلفت 15 كلم من الطريق الصحراوي
  • إيلون ماسك يتصل بالرئيس عون معرباً عن مدى اهتمامه بلبنان
  • تعميم أوصاف جثة سيّدة تعرّضت لحادث صدم.. هل من يعرف عنها شيئًا؟
  • عاجل | ضبط سائق يرفض المساعدة ويتسبب بتخريب 15 كلم من الطريق الصحراوي
  • شبكة جديدة للموساد وبريطانيا في قبضة حرس الثورة الاسلامية
  • ليال غادرت منزلها ولم تعد.. هل من يعلم عنها شيئاً؟
  • تسلا تطرح ساير كاب السيارة الثورية ذات التصميم الفضائي
  • هكذا أعلن ترامب وقف إطلاق النار وفاجأ كبار مسؤولي إدارته