ميرنا الهلباوي.. ناشطة مصرية تقود "معركة" لإعادة الاتصال مع غزة
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
القاهرة - عربي 21
تتخذ الناشطة المصرية والكاتبة ميرنا الهلباوي، دور القائد في معركة إعادة الاتصال أهالي قطاع غزة المحاصرين والعالم الخارجي.
وعلى سطح أحد المنازل في القاهرة، تقف ميرنا وهي ترسل رسائل نصية، تحمل معها قصص الحياة والموت لأولئك المحاصرين في غزة.
تعيش الهلباوي، المؤسِّسة لمبادرة "ربط غزة"، على بعد 200 ميلاً عن القطاع وعلى الرغم من ذلك، تكافح لتوفير فرصة للعائلات في غزة للتعبير مجدداً عن حبها لهم، حتى وإن كان ذلك للمرة الأخيرة.
تتمثل مبادرة الهلباوي باستخدام تكنولوجيا الـ eSIM - أو بطاقات الـ SIM الافتراضية - حيث تقدم ميرنا وفريقها حلاً لتجنب انقطاع الاتصالات خلال غارات "إسرائيل" في المنطقة.
وتقول ميرنا الهلباوي، لوكالة "سي إن إن عربي" أنها تمكنت بجانب مجموعة صغيرة من المتطوعين ومجموعة كبيرة من المانحين الدوليين، من إعادة الاتصال الهاتفي والإنترنت إلى أكثر من 200 ألف فلسطيني في غزة، وسيواصلون الجهود حتى تنتهي الحرب المدمرة التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
توضح الهلباوي، التي لا يتجاوز عمرها 31 عامًا أن حق الوصول إلى الهاتف والإنترنت يعتبر حقًا أساسيًا لا يقل أهمية عن الغذاء والماء.
وتضيف أنه بدون الاتصالات، لا يستطيع المدنيون الفلسطينيون المحاصرون وسط خط النار الاطمئنان على بعضهم البعض أو طلب المساعدة ولا يستطيع عمال الطوارئ والعاملون الطبيون تنسيق استجاباتهم، ولا يستطيع الصحفيون توثيق الفظائع التي ترتكب بحق المدنيين على الأرض، بما في ذلك جرائم الحرب.
ويعبر ذلك عن قلقٍ حقيقي، حيث تقول الهلباوي: "بعد كل هذا الألم، لا يمكن للسكان في غزة حتى مشاركة حزنهم مع العالم أو الصراخ لطلب المساعدة".
وكانت الهلباوي، مثل الملايين حول العالم تتابع بقلق تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت شركة بالتل، شركة الاتصالات الفلسطينية، في بيان: "يؤسفنا أن نعلن عن انقطاع كامل لجميع خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة في ظل العدوان المستمر" وكان هذا هو أول انقطاع من بين عدة مرات لانقطاع للتيار الكهربائي والإنترنت في غزة.
واضطرت الهلباوي وفريقها لمواجهة تحديات قاهرة في استعادة الاتصالات المنقطعة وتقديم فرصة للتعبير عن المشاعر في زمن الحرب.
تحدث ميرنا عن تجربتها قائلة: "أدركنا أن هناك أملا، حتى لو كان صغيراً جداً، في أن نقدم حلاً. لقد كان ذلك ضوءاً في نهاية نفق مظلم للغاية".
ومن خلال دعوتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نجحت ميرنا في جذب انتباه العديد من الأفراد الذين قدموا تبرعاتهم، وبالفعل، تم جمع تبرعات بقيمة 1.3 مليون دولار أمريكي لتكاليف توزيع شرائح eSIM.
وفي الوقت الذي بدأت الهلباوي في تنفيذ خطتها، كان الصحفيون في غزة يبحثون عن أي وسيلة لإيصال صوت الضحايا وأصوات المشردين من غارات الاحتلال الإسرائيلي التي بدأت ترتفع حدتها مع تقدم جيش الاحتلال في توغله البري شمالي القطاع.
وكواحد من الصحفيين القلائل على الأرض، كان الصحفي أحمد المدهون يحاول بأي وسيلة إيصال ما يحدث وشعر بأنه ملتزم بإبقاء العالم على الاطلاع حول آخر الأخبار، ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي حديثه لموقع شبكة "سي إن إن" قال المدهون: إنها مسؤولية كبيرة، الناس هنا يموتون في صمت، ولا أحد يستطيع سماعهم، نحن صوت كل هؤلاء الضحايا".
ووسط مخاوفه، تمكن المدهون من الوصول إلى الإنترنت باستخدام بطاقة SIM إسرائيلية قبل أن يتم حجبها في ذلك الوقت، نشر على منصة "إكس" متسائلا: "شخص ما أخبرني عن شريحة eSIM- من هو؟".
وبعد دقائق رأت الهلباوي سؤاله وردت عليه: "أنا...أرسل لي رسالة على وجه السرعة".
وسرعان ما أعطت الهلباوي للمدهون رمز الاستجابة السريعة لبطاقة eSIM وساعدته في إعادة توصيلها بالإنترنت، مما جعله أول شخص في غزة يحصل على واحدة، وهنا، وُلدت مبادرة "توصيل غزة".
وسرعان ما انتشرت أخبار المبادرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام الأشخاص المعنيون من أنحاء العالم بشراء شرائح eSIM الإلكترونية والتبرع بها.
وتقول الهلباوي إن الجهات المانحة أرسلت رموز الاستجابة السريعة من أماكن بعيدة مثل الولايات المتحدة وسويسرا وباكستان وهولندا، ويقوم معظمهم بشرائها عبر تطبيقات الهاتف المحمول، والتي تسمح للمانحين بمعرفة متى يتم تنشيط شرائح eSIM وتفعيلها.
وذكر غرايم برادلي، أحد المتبرعين من اسكتلندا، أنه انجذب إلى هذه المبادرة لأنها طريقة سهلة لإحداث تأثير كبير على صراع تتعرض فيه حياة الكثير من الأشخاص للخطر.
وقال برادلي، إنه أمر مروع أن نرى مستوى الدمار والموت الذي يلحق بالمدنيين الأبرياء الذين يعيشون في منطقة محتلة وليس لديهم مكان يذهبون إليه، لا يوجد مفر لديهم".
ومن خلال مساعدة الفلسطينيين على رواية قصصهم، يأمل أن يتمكنوا من "تحويل الرأي العام والضغط على قادة العالم للدعوة إلى وقف إطلاق النار".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى فی غزة
إقرأ أيضاً:
19 شركة مصرية تشارك في مؤتمر الاستثمار الدولي بـ زامبيا
يشارك وفد من جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة برئاسة الدكتور يسري الشرقاوي، في مؤتمر الاستثمار الدولي في زامبيا 2025 (ZIIC)، المقرر انعقاده في الفترة من 16 إلى 18 يوليو الحالي، ويعقد لأول مرة تحت رعاية رئيس جمهورية زامبيا.
ويضم الوفد المصري في عضويته عدد من الشركات المصرية والاستثمارية الكبري العاملة في قطاعات المقاولات الكبرى والصناعة والأجهزة الكهربائية والمنزلية وتجهيزات الملاعب الرياضية والطاقة والتعدين والمستشفيات وتجهيزها بأنظمة الغازات الطبية وكذا مصدري الأدوية.
يأتي ذلك استكمالا لجهود التعاون المشترك بين القطاع الخاص المصري ونظيره بالدول الأفريقية وتنفيذا لتوجهات القيادة السياسية المصرية بشأن تفعيل العمل المشترك والحرص على تحقيق نتائج تبني على المكتسبات للزيارة الرئاسية التي قام بها الرئيس الزامبي إلى مصر في فبراير ٢٠٢٥.
وقد عقدت السفيرة ميادة عصام عبد الرحمن سفيرة جمهورية مصر العربية لدي زامبيا، عدد من اللقاءات التنسيقية مع الجهات الزامبية لاخراج الزيارة بشكل فاعل ونتائج متميزة، وذلك بحضور ومشاركة
الوزير مفوض محمد دويدار رئيس المكتب التجاري في لوساكا
والملحق محمد عبد الفتاح عضو المكتب التجاري بالسفارة
وألبرت هالووامبا رئيس هيئة التنمية والاستثمار الزامبية الجهة المسئولة عن تنظيم مؤتمر " استثمر في زامبيا" ٢٠٢٥ .
كما عقدت الجمعية، في إطار التحضير لهذه المشاركة، يوم الثلاثاء الماضي "مائدة مستديرة" بالقاهرة بمشاركة 19 شركة مصرية من مختلف القطاعات بحضور السفير الزامبي توبلي مولامبو لوبايا وأعضاء بعثة السفارة وذلك لرفع درجة التنسيق لنجاح هذه الزيارة في ضوء الاستعدادات الجارية للمشاركة المصرية في مؤتمر Zambia International Investment Conference (ZIIC).
وخلال اللقاء، تم استعراض أبرز ملامح المؤتمر واللقاءات الثنائية وجدول اعمال البعثة وتنسيق اللقاءات الثنائية مع السادة الوزراء الزامبيين والتجار ومفاتيح الاسواق وكبار السادة المسئولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص الزامبي حتي نحصل علي مخرجات جادة لهذا الحدث الذي يحظى بدعم مباشر من الرئيس هاكيندي هيشيليما، رئيس زامبيا ويُعد من أبرز الفعاليات الاقتصادية على مستوى القارة، بمشاركة أكثر من ١٠٠٠ شخصية من صُنّاع القرار وكبار المستثمرين من ٢٥ دولة ، إلى جانب أكثر من ٧٠ جهة عارضة، و٦٠ متحدثًا دوليًا من مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية.
من جانبه أكد الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين الافارقة أن زامبيا تُعد مركزًا اقتصاديًا واعدًا وتمثل بوابة إقليمية مهمة للوصول إلى أسواق متعددة، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يُشكّل فرصة استثنائية لعقد شراكات مباشرة وصفقات نوعية في ظل ما توفره الدولة من بيئة محفّزة وتشريعات مشجعة.
كما أشاد ممثلو السفارة الزامبية بالرغبة المصرية للمشاركة، مؤكدين أن البعثة الدبلوماسية الرسمية والاقتصادية في مصر تعمل بشكل فعّال لتعزيز التعاون الاستثماري وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة في كلا البلدين.
ويُركز المؤتمر على قطاعات استراتيجية من أبرزها: الزراعة، الطاقة، البنية التحتية، التعدين، تكنولوجيا المعلومات، السياحة، الصحة، والصناعات التحويلية، كما يتضمن فعاليات متنوعة تشمل جلسات رئيسية، منتديات قطاعية، لقاءات ثنائية تشبيك ، B2G, B2B، وعروضًا لمشروعات قابلة للتمويل، بالإضافة إلى حفل توزيع جوائز رئاسية لتكريم التميز في الاستثمار.
من جانبها اعربت السفيرة ميادة عصام سفيرة مصر لدى زامبيا عن سعادتها بالمشاركة المصرية، مؤكدة ان اعضاء البعثة الدبلوماسية والاقتصادية يعملون علي كل انهاء كافة الترتيبات.
وأشارت إلى أن هذه المشاركة تُعد ترجمة حقيقية فاعلة لتوجهات القيادة السياسية في البلدين، التي اكد فيها الزعيمين في فبراير الماضي علي ضرورة زيادة الاستثمارات والتجارة البينية بين البلدين وهذا ما يحرص علي دعمه وتأكيده وزير الخارجية الذي يولي ملف العمل الافريقي جلّ الاهتمام .