يوم 23 ديسمبر تحتفل مصر بعيد النصر وهو ذكرى انتصار القوات المصرية والشعب المصرى والإرادة المصرية على قوات العدوان الثلاثى: البريطانى والفرنسى والإسرائيلى عام 1956، واندحار قوات هذه الدول على أرض مدينة بورسعيد. وبذلك تحقق تحرير الأراضى المصرية من أى احتلال وتأكدت مصرية قناة السويس.
يشكل هذا اليوم الذى مر عليه 67 عاما، صفحة مضيئة فى تاريخ النضال الوطنى المصرى، ويؤرخ لانتصار مصر السياسى والعسكرى، فى هذا اليوم تم انسحاب آخر جندى من جنود العدوان من منطقة قناة السويس.
فبعد إعلان الرئيس جمال عبدالناصر، تأميم قناة السويس كشركة مساهمة مصرية، شنت قوات دول إنجلترا، وفرنسا، وإسرائيل، العدوان على مصر بشكل عام وكثفت من قواتها لدخول الأراضى المصرية من البوابة الشمالية الشرقية عن طريق محافظة بورسعيد.
توقع العدوان خلال إعلانه الحرب على بورسعيد، أنه من السهل العبور إلى المحافظات المصرية والاستيلاء على قناة السويس، ولكن هذا ما رفضه أهالى بورسعيد ورجال المقاومة الشعبية بالتنسيق مع القوات المسلحة.
شهدت محافظة بورسعيد منذ إعلان الحرب عليها فى 5 نوفمبر حتى جلاء العدوان فى 23 ديسمبر عام 1956، حصارا تاما لا مياه أو طعام أو أمان، ورغم ذلك أذاقوا قوات الاحتلال أشد العذاب من خلال عمليات نوعية سطروها فى كتب التاريخ بدمائهم وأرواحهم.
مع شدة العمليات النوعية وانحصار قوات العدوان الثلاثى فى نطاق الحى الأفرنجى «حى الشرق حاليا» والمطل على مجرى قناة السويس الملاحى، بدأت مغادرة هذه القوات تدريجيا حتى رحل آخر جندى فى 23 ديسمبر 1956.
خرج أهالى بورسعيد من منازلهم عن بكرة أبيهم بعد رحيل العدوان، احتفالا بالانتصار على العدوان الثلاثى، وأصبح هذا اليوم 23 ديسمبر عيدا قوميا للمدينة الباسلة.
اختلفت الأسباب حول العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، أقدمت فرنسا على شن هجوم على مصر بسبب دعم مصر لثورة الجزائر، أما عن إسرائيل، فكانت بسبب توقيع مصر اتفاقية مع الاتحاد السوفيتى تقضى بتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة والمتطورة بهدف تقوية القوات المسلحة لردع إسرائيل، وبالنسبة لانجلترا فجاء السبب بسبب إعلان الزعيم جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس، لأن التأميم منع إنجلترا من التربح من القناة التى كانت تديرها قبل التأميم. وجاءت نتائج العدوان الثلاثى على مصر، عكس توقعات العالم أجمع ودعاة الحروب والمروجين لها، وذلك بعد أن رفضت مصر الإنذار البريطانى - الفرنسى بانسحابها من منطقة القناة بحجة منع الصدام المصرى - الإسرائيلى المحتمل. وفشل العدوان عسكريا وسياسيا واقتصاديا، نتيجة تماسك الشعب المصرى وشجاعته، والتحامه مع الجيش المصرى فى صد العدوان، بالإضافة إلى معارضة أمريكا للخطة البريطانية - الفرنسية لأسباب استراتيجية أمريكية، وأيضاً لصدور الإنذار الروسى العنيف الذى هدد بضرب كل من «لندن، وباريس، وتل أبيب» فى حالة عدم إيقاف إطلاق النار.
تحول «عيد النصر» إلى عيد قومى لمحافظة بورسعيد، وفى أول عيد للنصر ألقى الزعيم جمال عبدالناصر خطابا فى ميدان الشهداء «المسلة» فى بورسعيد الباسلة، أعلن فيه الاحتفال على سياسة القوة، وعلى سياسة العدوان، وعلى سياسة الغدر. انتصرنا لأن مصر ملك لأبنائها مش ملك لفئة من الناس.. مصر بتاعتكم كلكم.. بتاعة كل واحد فيكم.. بتاعة أبنائكم.. مصر اللى أنتم دافعتهم عنها، وأبناؤكم وإخوانكم وإخوانى استشهدوا فيها.. انتصرنا لأنكم كلكم قمتم تحت السلاح، وأنا عارف إزاى كنتم بتقاتلوا، وإزاى المدنيين هنا فى بورسعيد كانوا يحملون السلاح، وازاى الشعب كله قام تحت السلاح يقاتل فى سبيل مصر.. فى سبيل بلده.
كنتم أنتم يا أهل بورسعيد طليعة المعركة.. طليعة المعركة فى هذا القتال المرير، قاتلتم بشرف وقاتلتم بإيمان، قاتلتم من أجل مصر.
كل عام، ومصر من نصر إلى نصر، وكل عام وشعب بورسعيد والشعب المصرى بخير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن عيد النصر الشعب المصرى قناة السویس على مصر
إقرأ أيضاً:
قناة السويس تتحرك لاستعادة الملاحة.. خفض الرسوم بعد خسائر تجاوزت 10 مليارات دولار
في ظل استمرار تداعيات التوترات الأمنية في البحر الأحمر وتأثيرها المباشر على حركة الملاحة العالمية، اتخذت هيئة قناة السويس خطوة حاسمة تمثلت في خفض رسوم عبور السفن لمدة 90 يوماً، ويأتي القرار في وقت تسعى فيه الهيئة لاستعادة مكانة الممر الملاحي الحيوي الذي يربط الشرق بالغرب، بعد أن تكبّدت خسائر غير مسبوقة تجاوزت عشرة مليارات دولار خلال عام ونصف من الأزمة.
وأعلنت هيئة قناة السويس تخفيض رسوم عبور السفن لمدة ثلاثة أشهر، في خطوة تهدف إلى تشجيع الشركات الملاحية العالمية على العودة لاستخدام الممر الملاحي الحيوي، بعد خسائر كبيرة لحقت بالهيئة بسبب التوترات الأمنية في البحر الأحمر.
وأكد رئيس الهيئة، الفريق أسامة ربيع، أن القرار تمت دراسته منذ فترة، وكان ينتظر توقيتاً مناسباً لضمان تحقيق الأثر المرجو، موضحاً أن الهيئة عقدت مشاورات مع كبار الوكلاء البحريين وشركات الشحن لتنسيق عودتهم إلى القناة.
وأوضح ربيع، في مداخلة هاتفية مع برنامج “يحدث في مصر” على قناة “MBC مصر”، أن شركتي “إيفرغرين” و”ميرسك” شرعتا بالفعل في تعديل جداولهما استعداداً لاستئناف العبور عبر القناة. وتوقع أن تتبعها بقية الشركات الكبرى، لا سيما مع تراجع التهديدات في البحر الأحمر.
وأشار إلى أن القناة تكبّدت خسائر تجاوزت 10.5 مليار دولار خلال عام ونصف نتيجة الظروف الأمنية، معتبراً أن الأزمة الحالية أكثر حدة من تلك التي شهدتها القناة خلال جائحة كورونا، التي لم تُسجل خلالها مثل هذه الخسائر رغم تطبيق تخفيضات مماثلة.
وأكد أن القرار لقي ترحيباً واسعاً من التوكيلات والشركات الملاحية، متوقعاً أن تشهد الأسابيع المقبلة عودة تدريجية لحركة الملاحة.
وفي سياق متصل، نفى ربيع صدور أي قرار بشأن تحصيل رسوم العبور بالجنيه المصري، مؤكداً أن التحصيل مستمر كما هو متبع عالمياً بالعملات الأجنبية، وذلك رداً على شائعات تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونفاها أيضاً المركز الإعلامي لمجلس الوزراء في بيان رسمي.