عشرات الشهداء والمصابين في مجزرة جديدة بجباليا وقصف عنيف على خان يونس والشجاعية
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب عشرات آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلين في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، كما شنّ طيران الاحتلال قصفا عنيفا على خان يونس جنوبي القطاع، ودير البلح وسطه، وحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وقال مراسل الجزيرة، إن قصفا إسرائيليا استهدف منزل عائلة خلة في بلدة جباليا شمالي القطاع، خلّف في حصيلة أولية 11 شهيدا وعددا من المفقودين.
كما أفاد المراسل باستشهاد 24 شخصا وإصابة عشرات في قصف إسرائيلي آخر استهدف منزل عائلة شهاب في جباليا أيضا، وألحق أضرارا واسعة في المنازل المجاورة ما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، وأشار المراسل إلى وجود مفقودين تحت الأنقاض.
وأظهرت مشاهد مصورة وثّقها صحفيون للجزيرة، وصول عشرات المصابين والشهداء إلى أحد المراكز الطبية في جباليا بينهم عدد كبير من الأطفال.
كما توثق الصور تكدس المصابين على أرضية أقسام المركز الطبي، الذي لا يمكن أن يقدم سوى الإسعافات الأولية لعدم اختصاصه، في الوقت الذي خرجت فيه بقية مستشفيات شمال غزة عن الخدمة.
خان يونسكما أفاد مراسل الجزيرة بتنفيذ طيران الاحتلال الإسرائيلي غارتين على منطقة معن جنوب شرق خان يونس، كما تعرضت منطقة بني سهيلا شرق خان يونس إلى قصف إسرائيلي عنيف، وقصفت قوات الاحتلال كذلك منطقة القرارة شمالي خان يونس.
وكانت قد اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدتي القرارة وبني سهيلا بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال، سُمع خلالها أصوات إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف.
كما شوهدت أعمدة دخان أسود تتصاعد من مواقع الاشتباكات، قبل أن تطلق الدبابات الإسرائيلية قنابل مضيئة في سماء المنطقة بشكل كثيف، بمحاولة للكشف عن مواقع مقاتلي المقاومة.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول أن الاشتباكات تواصلت بعد ذلك لساعات عدة، قبل أن تهدأ وتيرتها مع ساعات الصباح الأولى من اليوم الأحد.
دير البلح والنصيرات والشجاعيةوشن طيران الاحتلال كذلك غارات جوية على مخيم دير البلح للاجئين في وسط قطاع غزة، واستهدف كذلك شمالي مخيم نصيرات وسط القطاع -كذلك- بقصف جوي، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
كما نفّذت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على حدود القطاع قصفا عنيفا للمناطق الشرقية لحي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، طوال ساعات مساء أمس السبت، حسب مصادر محلية.
مستشفى كمال عدوان
وفي بيت لاهيا شمالي غزة اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، وذلك بعد أيام من حصار وقصف مرافق المستشفى.
وأظهر مقطع مصور حصلت عليه وكالة رويترز جثتين مكفنتين وصبيا مصابا وسيارة مدمرة وجدرانا محطمة ومحترقة وأكواما من المتعلقات المهجورة في المستشفى
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن القوات الإسرائيلية أجبرت مئات النازحين الذين لجؤوا إلى مستشفى كمال عدوان على المغادرة، كما نقلت المرضى الجرحى والطاقم الطبي إلى ساحة المستشفى.
وحصلت الجزيرة على صور تظهر دهس جرافات الاحتلال خيام النازحين وقتل من فيها.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، نقلا عن شهود، إن مدنيين دفنوا تحت الأرض التي جرفتها القوات الإسرائيلية في محيط المستشفى.
هذا وقال الجيش الإسرائيلي، إنه استكمل عملياته في المستشفى بعد زعم أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستخدم المستشفى "مركزا للقيادة والتحكم"، وزعم العثور على أسلحة مخبأة في أجهزة طبية، واعتقال نحو 80 مقاتلا قبل مغادرة المكان أمس السبت.
وفي وقت سابق قالت السلطات في غزة، إن إسرائيل اعتقلت نحو 70 من الطاقم الطبي خلال الدهم، كما قال الدكتور أحمد الكحلوت الطبيب بالمستشفى الذي كان يرتدي الزي الأخضر "لقد دهموا المبنى، واقتادوا جميع الموظفين للتحقيق، كما يجري التحقيق مع المصابين".
وقالت وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة قبل أيام، إنه بسبب العدوان الإسرائيلي والقصف العنيف على قطاع غزة، فإن 11 مستشفى فقط من بين 36 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي.
من جهتها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، إن قواتها قصفت الحشود العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في محور بيت لاهيا بوابل من قذائف الهاون.
اغتيال امرأة وابنتها
وفي وقت سابق أمس السبت، أعلنت البطريركية اللاتينية في القدس أن جنديا إسرائيليا قتل بالرصاص امرأة وابنتها داخل رعية العائلة المقدسة في غزة، وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع.
وأوضحت البطريركية في بيان أنه في "ظهيرة يوم 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، اغتال قنّاص من الجيش الإسرائيلي سيّدتين مسيحيتين داخل رعية العائلة المقدسة في غزة، حيث لجأت غالبية العائلات المسيحية منذ بداية الحرب" على قطاع غزة.
وأضاف البيان "استُشهدت ناهدة وابنتها سمر رميا بالرصاص أثناء ذهابهما إلى دير الراهبات"، دون تحديد سنّيهما.
وتابعت البطريركية "وأصيب 7 أشخاص آخرون بالرصاص أثناء محاولتهم مساعدة غيرهم داخل أسوار الدير. لم يسبق ذلك أي تحذير أو إشعار. أطلقت النار عليهم بدم بارد داخل مبنى الدير حيث لا يوجد مقاومة".
وأكدت البطريركية أنه "في وقت سابق من صباح اليوم نفسه، استهدف صاروخ أطلق من دبابة إسرائيلية دير راهبات الأم تريزا، الذي يأوي أكثر من 54 شخصا من ذوي الإعاقة، وهو داخل أسوار الكنيسة"، فدُمّر خزان الوقود ومولد الكهرباء الوحيد، كما أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفتين على الدير جعلتاه غير صالح للسكن.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الآن 18 ألفا و800 شهيد و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة خان یونس فی غزة
إقرأ أيضاً:
عشرات الشهداء في غزة والمجاعة تبلغ مستويات مرتفعة
أفادت وزارة الصحة في غزة بأن مستشفيات القطاع استقبلت 60 شهيدا و284 مصابا خلال 24 ساعة، في حين تتفشى المجاعة بين سكان القطاع، وتتكدس مئات شاحنات المساعدات خارج المعابر.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 54 ألفا و381 شهيدا و124 ألفا و54 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واستُشهد فلسطينيان اثنان إثر قصف من مسيرة إسرائيلية على بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس، كما استُشهد آخر، وأُصيب غيره في قصف لقوات الاحتلال على منطقة السكة وسط المدينة.
وفي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، استُشهد فلسطينيان وأُصيب عشرات بنيران قوات الاحتلال خلال محاولتهم الوصول إلى أحد مراكز توزيع المساعدات غربي مدينة رفح.
في الأثناء شيّع فلسطينيون في خان يونس جنوبي قطاع غزة عددا من الشهداء من مستشفى ناصر في المدينة.
منطقة منكوبةوعلى الصعيد الإنساني أعلنت بلدية خزاعة شرق خان يونس أن البلدة منطقة منكوبة بالكامل.
وقالت بلدية خزاعة إن الاستهداف والقصف الإسرائيلي المباشر طال مختلف مكونات الحياة في البلدة، حيث سويت البيوت بالأرض، كما دمر الاحتلال المرافق الصحية والتعليمية والبنية التحتية تدميرا كاملا.
وأضافت أن سكان البلدة أُجبروا على النزوح تحت القصف وهم مشتتون في مناطق مختلفة وسط أوضاع إنسانية كارثية.
وكانت مواقع إسرائيلية قد نشرت قبل أيام صورا للبلدة تُظهر تسوية جميع المباني فيها بالأرض.
بدوره، قال مدير مجمع الشفاء الطبي للجزيرة إن المستشفى يعمل بـ20% من طاقته، بسبب تدمير الاحتلال منظومة الصحة بالقطاع.
وأضاف أن الوضع مأساوي، مشيرا إلى أنه كل يوم يُتوفى مرضى كلى بسبب عدم القدرة على المعالجة، والمنظمات الدولية تحاول جاهدة تقديم المساعدة لكن الاحتلال يمنع دخول المساعدات.
وفيات بالمجاعة
بدورها، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط حنان بلخي إن أطفال غزة يموتون جراء الجوع والمجاعة اللذين وصلا إلى مستويات مرتفعة للغاية، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق، حيث تحدث وفيات بين الكبار والصغار بسبب نقص الغذاء والدواء.
إعلانوأضافت أن المجاعة في غزة بلغت مستويات مرتفعة للغاية، والناس في أمسّ الحاجة إلى الغذاء والتغذية الأساسية، والأطفال يموتون أيضا بسبب الجوع.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وعن الأوضاع الصحية في قطاع غزة، قالت بلخي إن الناس يعيشون في بيئة صحية صعبة للغاية، النظافة أساس الصحة، وهي غائبة في غزة.
وأضافت أن أنظمة الرعاية الصحية تعاني من انهيار، إذ لا يقدم سوى عدد قليل من المستشفيات خدمات جزئية أو محدودة، وهناك نقص حقيقي في الموارد.
وزادت أن 42% من الأدوية الأساسية واللقاحات الرئيسية نفدت تماما، ونحو 64% من المعدات الطبية نفدت أيضا.
وأشارت بلخي إلى أن هناك كوادر صحية تتمتع بقدرة كبيرة على الصمود في غزة، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم بالإمكانات القليلة المتاحة لهم.
وتطرقت المسؤولة للمساعدات الصحية اللازمة لغزة، مشيرة إلى ظهور أمراض مثل الطفح الجلدي والالتهاب الرئوي والالتهابات المتعددة واضطراب ما بعد الصدمة.
وبشكل شبه يومي منذ الثلاثاء، يتم تسجيل وقوع شهداء برصاص إسرائيلي في صفوف الفلسطينيين الجائعين، الذين يتوجهون لاستلام مساعدات أميركية من نقاط التوزيع التي تشرف عليها "مؤسسة غزة الإنسانية".
قيود أمام المساعدات
وأشارت بلخي إلى الصعوبات التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالقول لدينا نحو 51 شاحنة تنتظر على الحدود لإيصال المزيد من المساعدات، نحاول إيصال ما في مستودعات منظمة الصحة العالمية إلى بعض المناطق.
وأردفت نواجه صعوبة في إيصال 51 شاحنة إلى غزة، كما أن الغذاء الذي وصل بعد الأسبوع الحادي عشر من الحصار الإسرائيلي لا يكفي لتلبية الاحتياجات.
إعلانمن جهته، قال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن المنظمة الأممية تملك خطة لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة على نطاق واسع.
وأضاف فليتشر أن الظروف صعبة، لكن الأمم المتحدة تعرف كيف تقوم بإيصال المساعدات.
من جهته، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن هناك ما سماه لعبةً لتبادل اللوم، في حين يعاني سكان غزة من الجوع ويحاولون النجاة من القصف العنيف.
وأضاف أن ما تتحدث عنه تقارير من إرسال 900 شاحنة مساعدات لغزة خلال أسبوعين لا يشكّل سوى 10% من الحاجات اليومية.
ورأى لازاريني أن المساعدات المرسلة لغزة حاليا تشكّل إهانة لحجم المأساة الجماعية التي تتكشف أمام أعين الجميع.
وأكد أن المجاعة في غزة يمكن وقفها، ولا يتطلب الأمر سوى إرادة سياسية، مضيفا أنهم لا يطالبون بالمستحيل.
ودعا لازاريني الأمم المتحدة إلى القيام بعملها في مساعدة المحتاجين بغزة والحفاظ على كرامتهم.
واستبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت "مؤسسة غزة الإنسانية" -المدعومة أميركيا وإسرائيليا والمرفوضة أمميا- بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق في جنوب قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على النزوح من الشمال وتفريغه.