الشعور بحبّ الوطن يحتاج إلى الغذاء أيضاً
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
يمكن الافتراض أن كل الأفكار والمشاعر والقيم تسير على خطى الكائن البشري في حاجاته المادية مثل الشراب والمأكل، وفي بحثه الوجودي عن إشباع هذه الحاجات وغيرها. ربما كلمة «الحاجة» هي من كلمات الحياة السريّة، ولكننا لا ننتبه إلى طبيعة النسق الثقافي العربي الذي ننتمي إليه والذي يتميز بنظرة قدسية لعدد من المشاعر والقيم ويتعاطى معها بثبوتية.
وصراحة لا تكفي المعرفة النظرية للانتباه إلى الكينونة الحيّة لمشاعر وأفكار عدّة. التجربة في الحياة تمثل مصدراً مهماً من مصادر تراكم المعرفة عموماً، وكذلك في بعدها الذاتي، أي أن لكل واحد منا تراكماً من المعرفة الذاتية نجمعه من تجاربنا وخيباتنا والمحن التي نمر بها.
لنضرب مثلاً الحبّ، ألم تثبت تجارب المحبين أن الحبّ يحتاج إلى تلبية حاجات ورعاية مخصوصة كي يستمر أكثر ما يمكن؟ ألم نكتشف من خلال تجارب أفراد المجتمع أن عدم الاهتمام بين الزوجين يقتل مشاعر الحبّ ببطء شديد؟ أليس الفقر وتراكم فواتير الماء والكهرباء ومصاريف تربية الأولاد ودراستهم... كل هذا يُؤدي في حالات عدّة إلى الطلاق، باعتبار أن السبب الاقتصادي هو من أهم أسباب ظاهرة الطلاق، ومن ثم فإن هذا الحبّ لم يستطع في حالات لا تحصى ولا تعد الصمود أمام الإكراهات الاقتصادية، مما يفيد بأن الحبّ يشترط حاجات مادية للاستمرار كي لا يتحول إلى جحيم ولعنة.
المعنى الذي نريد إيصاله من خلال هذا المثال الأقرب إلى تجارب النّاس هو أن المشاعر ليست ثابتة، ولا تمتلك قدرة خارقة للعادة على الصمود في حال استحالة تلبية حاجاتها للبقاء والثبات. كل المشاعر الجميلة وذات القيمة الإنسانية العالية تعطش وتجوع ولا بد من توفير الأكل والشراب لها، ومن دون ذلك فمصيرها الانكسار والموت. بلغة أخرى، فإن للمشاعر غذاء أيضاً، وهي تتغذى منه كي تستمر في الحياة. وكما أن المشاعر السلبية مثل الكراهية والحقد والانتقام تكبر وتنمو بالأفعال السيئة فإن المشاعر الموصوفة بالإيجابية تحتاج أيضاً إلى الغذاء، وهذا ما يفوتنا مع الأسف، وذلك لأن المخيال الثقافي العربي الذي يشكل إدراكنا للمشاعر الكبرى التي نتغنى بها شعراً وموسيقى وفناً وحياة، إنما هي مصاغة على نحو ثبوتي، وننسى أن الشعور بوصفه قيمة ميتافيزيقية شيء، وعند استدعائه بوصفه رابطة في العلاقات التي يقيمها الفرد مع الآخر بأشكاله المتعددة شيء آخر.
هذا بشكل عام، إضافة إلى معطى آخر يتمثل في أن المشاعر والأفكار والقيم تتغير درجة أو أكثر من عصر إلى آخر، ومن جيل إلى آخر. فالحبّ القوي اليوم قد لا يساوي أكثر من علاقة عابرة في زمن الحبّ العذري.
بيت القصيد في هذا المقال هو أن المشاعر الوطنية، أو حبّ الوطن يحتاج أيضاً إلى الغذاء، وإذا ما عززنا ذلك فإن هذا الحبّ يصاب بالوهن. أعرف أن هذه الفكرة صادمة ولكنّها حقيقية. ومن الوهم الاعتقاد أنه يمكن للمواطن اليوم أن يحافظ على حبّه للوطن، خصوصاً فئة الشباب التي نشأت على قيم الفردانية ومركزية الذات في صورة تيقنهم أن هذا الوطن لا يقدم لطموحاتهم وأحلامهم شيئاً.
فالبعد المادي اليوم يهيمن على كل أنواع العلاقات: العلاقة بين الأولياء والأبناء، والزوج وزوجته، والصديق وصديقه، وأيضاً المواطن ووطنه. ما يجعل أي علاقة من هذه العلاقات تستمر هو أن يجد الشعور الغذاء الذي يشبعه.
لقد تغير النّاس وتغيرت نظرتهم لتركيبة المشاعر وصياغتها الكيميائية. فانسداد الأفق داخل الوطن يخنق الشعور بحبّ الوطن. والشيء نفسه يفعله الفقر والبطالة وضيق ذات اليد. ذلك أن ذات اليد الضيقة ضعيفة وهشة ولا تقدر على الانخراط في أي مشاعر إيجابية.
إن قرار الهجرة والبحث عن أرض أخرى يعني البحث عن وطن آخر. في الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات كان السبب الغالب على الهجرة هو الدراسة وإثراء التجربة المهنية، أما اليوم فالسبب الغالب على قرار الهجرة هو البحث عن وطن جديد وحياة جديدة. إنه الرفض المقنع بالهجرة. والنتيجة هو أن الوطن الأصلي الجدير بالشعور بحبّ الوطن يتحول إلى مجرد ذكرى وزيارة من سنة إلى أخرى، وبعد فترة تبدأ وتيرة الزيارات بالانخفاض، مع ما يعنيه ذلك من نوم الشعور الوطني في سراديب الذاكرة، وخروجه من مجال الحياة اليوميّة للفرد.
الرّهان: على كل دولة أن تقدم كل ما في وسعها من غذاء للشعور بحبّ الوطن لدى مواطنيها. فالمشاعر الوطنية لا تقتات من نفسها، بل تقدم لها الدولة ما يلبي حاجاتها من حلم وعمل وكرامة وحياة كريمة وإبداع. هكذا يمكن للمواطن أن يحبّ حتى بلاد من حجر، ولا شمس فيها ولا بحر.
الشرق الأوسط
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الفقر الوطنية الهجرة البطالة الفقر الهجرة الوطن سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن المشاعر
إقرأ أيضاً:
حظك الأسبوع الثاني من ديسمبر 2025 في الحب والعمل والصحة
مع حلول الأسبوع الثاني من ديسمبر 2025، تبدأ الطاقات الفلكية بالتغيّر لتفتح أمام كل برج فرصًا جديدة في الحب والعمل والصحة. هذا الأسبوع يحمل توازنًا بين الهدوء والحركة، وبين الاستقرار والتجديد، مما يجعله فترة مثالية لمراجعة خطواتك والتقدم بثقة نحو ما تريد. سواء كنت تبحث عن دفء العلاقات، أو إنجازات مهنية، أو راحة صحية ونفسية، ستجد أن الأجواء تدعمك بطريقة مختلفة بحسب برجك، إليك ما تخبئه لك النجوم في هذا الأسبوع:
حظك الأسبوع الثاني من ديسمبر 2025 في الحب والعمل والصحةبرج الحمل (21 مارس – 19 أبريل)هذا الأسبوع يحمل لبرج الحمل فرصًا للتقارب مع شريك حياتك وزيادة التفاهم. من الناحية المهنية قد تواجه بعض الضغوط، لكن قدرتك على اتخاذ القرارات بسرعة تساعدك على تجاوزها. صحتك جيدة، لكن اهتم بالنوم والراحة لتجديد طاقتك.
برج الثور (20 أبريل – 20 مايو)من الناحية العاطفية أنت تشعر بالاستقرار والأمان، وقد تنشأ لحظات رومانسية جميلة، أما مهنيًا، الأفكار الجديدة قد تفتح لك أبوابًا مهنية مميزة. صحتك مستقرة، لكن حافظ على نظام غذائي متوازن لتجنب التعب المفاجئ.
برج الجوزاء (21 مايو – 20 يونيو)الحب قد يحمل بعض المفاجآت، وربما لقاء جديد إذا كنت أعزب. العمل يتطلب منك التركيز والانتباه للتفاصيل الصغيرة لتفادي الأخطاء. صحتك جيدة لكن التوتر قد يؤثر على راحتك، مارس تمارين التنفس أو التأمل.
برج السرطان (21 يونيو – 22 يوليو)يعتبر أسبوع مناسب برج السرطان لتعزيز الروابط العاطفية والتقارب مع من تحب. في العمل، تعاونك مع الزملاء سيكون مفتاح النجاح، وقد تحصل على دعم غير متوقع، أما من الناحية الصحية مستقرة، لكن تجنب الإفراط في المشروبات أو الأطعمة الدسمة.
الأسد (23 يوليو – 22 أغسطس)الحب يمنحك طاقة إيجابية، ويوم مناسب للتعبير عن مشاعرك. مهنيًا، لديك القدرة على إقناع الآخرين بأفكارك، فاستغل هذا الأسبوع لعرض مشاريعك. صحتك جيدة، لكن النشاط البدني ضروري لتجديد الطاقة.
برج العذراء (23 أغسطس – 22 سبتمبر)أسبوع متوازن عاطفيًا، وقد تصل إلى تفاهمات مهمة مع الشريك. العمل يحتاج إلى ترتيب أولوياتك وتجنب الضغط على نفسك. صحتك جيدة لكن الاعتناء بالراحة النفسية سيزيد من إنتاجيتك.
برج الميزان (23 سبتمبر – 22 أكتوبر)الحب في وضع إيجابي، وقد تجد نفسك أكثر رومانسية وتقديرًا للشريك. العمل يحمل بعض التحديات، لكن حلها بروية يمنحك نتائج جيدة. صحتك مستقرة، لكن حاول تجنب الإرهاق النفسي والجسدي.
برج العقرب (23 أكتوبر – 21 نوفمبر)أسبوع حافل بالعاطفة، وقد تبرز رغبات قوية للتقارب والاهتمام. مهنياً، الأفكار الجريئة قد تأتي بنتائج غير متوقعة. صحتك تحتاج إلى مراقبة التوتر، وممارسة الرياضة ستفيدك كثيرًا.
برج القوس (22 نوفمبر – 21 ديسمبر)الحب يزدهر مع التواصل الصادق والصدق في المشاعر. العمل يحمل فرصًا جديدة، وربما مشاريع قصيرة المدى تحقق نجاحًا سريعًا. صحتك مستقرة، لكن الانتباه لنمط حياتك اليومية سيزيد من طاقتك ونشاطك.
الجدي (22 ديسمبر – 19 يناير)عاطفيًا، أسبوع مناسب لإعادة إشعال الرومانسية، خاصة مع شريكك. مهنيًا، قد تحتاج إلى الصبر في مواجهة بعض التأخيرات، لكن المثابرة ستؤتي ثمارها. صحتك جيدة، واحرص على تناول وجبات متوازنة.
برج الدلو (20 يناير – 18 فبراير)الحب يحمل مفاجآت لطيفة، وفرصة للتقارب مع الشريك أو لقاء جديد للأعزب. العمل يحتاج لتعاون أكثر مع الآخرين، وقد يفتح التواصل الأبواب أمامك. صحتك جيدة، لكن راقب استجابتك للتوتر.
برج الحوت (19 فبراير – 20 مارس)من الناحية العاطفية يعتبر أسبوع حساس، ركز على التفاهم والمرونة مع الشريك. مهنيًا، حاول التركيز على التفاصيل الدقيقة لتجنب الأخطاء. صحتك تحتاج إلى بعض العناية بالنوم والراحة النفسية.
كلمات دالة:حظك اليومبرج الحملبرج الثوربرج الميزانبرج العقرب تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن