وسط تباين الرؤى بشأن أزمة السودان.. هل تنجح قمة القاهرة في معالجة ثغرات وعيوب المبادرات السابقة؟
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
قال الخبير في الشؤون الأفريقية، عطية عيسوي، إن مبادرة القاهرة التي جمعت دول الجوار السوداني، حاولت التغلب على الثغرات والعيوب التي شابت المبادرات السابقة، مؤكدا في الوقت ذاته أن تلك المبادرات، كانت محاولات جادة لحلحلة الأزمة السودانية.
لكنه رأى -في حديثه لحلقة برنامج "ما وراء الخبر" (2023/7/13)- أن التحدي يكمن في مدى قدرة اللجنة الوزارية المشكلة من قبل قمة القاهرة، على تحقيق هدفها وإقناع طرفي النزاع بالقبول به، مضيفا أنه حال فشلها في ذلك، سيتسبب الأمر في وأدها بمهدها، وحينها ستلحق بالمحاولات والمبادرات السابقة.
جاء ذلك على خلفية اتفاق المشاركين بقمة دول الجوار السوداني التي عقدت في القاهرة، على تشكيل آلية وزارية مهمتها وضع خطة عمل لوقف الاقتتال بين أطراف الصراع، والتوصل عبر التفاوض إلى حل شامل للأزمة السودانية.
وشددت توصيات القمة على عدم التدخل في الأزمة والتعامل معها بوصفها شأنا داخليا، وذلك بالتكامل مع الآليات القائمة لدى الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي.
وتساءلت حلقة "ما وراء الخبر"، عن دلالة تعدد المنصات الأفريقية، بين الإيغاد، والاتحاد الأفريقي، ودول جوار السودان التي دعت إليها مصر، وتباين الرؤى والمواقف المنبثقة عن تلك المنصات، ومواقف الأطراف السودانية من ذلك التباين، وانعكاسات تضارب المواقف والمصالح بين دول الجوار السوداني.
تجاوز العقباتوأوضح عيسوي في حديثه أن مبادرة القاهرة حاولت تجاوز العقبات التي تعثرت فيها المبادرات السابقة، عبر سعيها لحل شامل يحظى بموافقة طرفي الصراع، ويتمثل ابتداء في التوصل لوقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر، ثم الدخول في مفاوضات يشارك فيها جميع الأطراف السودانية.
وأشار إلى أن اجتماع دول الجوار في السودان، أغلق الباب أمام أي محاولة للتدخل المباشر في السودان، عبر التأكيد على سيادته وعدم التدخل في شؤونه سواء بشكل فردي أو جماعي، والتشديد بألا تسمح أي دولة من دول جوار السودان لأطراف أخرى بالمرور إليه، ومساندة أي من طرفي الصراع.
وأوضح الخبير في الشؤون الأفريقية، أن اللجنة الوزارية التي تم التوافق على تشكيلها، ستجتمع في تشاد وتحاول وضع خطة تنفيذية لمقررات القاهرة، مؤكدا وجود مصالح إستراتيجية مشتركة بين دول الجوار أهمها وقف تدفق اللاجئين، وهو ما سيدفعها إلى الحرص على إنجاح مهمة تلك اللجنة.
فيما يرى الكاتب والباحث السياسي السوداني، محمد تورشين، أن مبادرة دول الجوار التي عقدت بالقاهرة، لم تأت في طياتها على نقاط الاختلاف التي تفجرت في المبادرات السابقة، وهو الأمر الذي أثمر حالة من التوافق حولها، حيث تبنت خطوطا عريضة هي محل إجماع بين جميع القوى بما فيها طرفا الصراع.
واتفق مع عيسوي على أن التحدي يكمن في مدى نجاح اجتماع اللجنة الوزارية في وضع ملامح تصور تنفيذي يحظى بموافقة طرفي النزاع بعد تقديمه إليهم، متسائلا عما إذا كان هذا التصور سينطلق من اعتبار ما حدث انقلابا من مجموعة مسلحة، أم يتخذ مقاربة أقرب لرؤية قوات الدعم السريع، أم سيتبنى وجهة نظر جديدة تحظى بقبول الطرفين؟
أسباب النجاحوذهب إلى أن المبادرة لا يمكن تصور نجاحها ما لم تضع تصورا يعالج الأسباب الحقيقية للصراع، بتحقيق دمج سريع لقوات الدعم في الجيش، وحسم مسألة قيادة الجيش ولمن ستؤول، ومعالجة قضية مصير الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت خلال الشهور الماضية.
بدوره، يرى عضو البرلمان الفدرالي الإثيوبي، محمد العروسي أن الدور الذي ينتظر أن تحققه قمة دول الجوار هو مكمل لدور منظمة إيغاد والاتحاد الأفريقي، الذي يرى أنه تم تفسيره بشكل خاطئ من قِبَل بعض الأطراف.
وأبدى في حديثه استغرابه من اعتبار مبادرتي إيغاد والاتحاد الأفريقي تهدف لاحتلال وتقسيم السودان، متسائلا عن السبب الذي يمكن أن يدفع أديس أبابا التي تبنت المبادرة لذلك وهي، حسب قوله، "صانعة السلام في السودان".
واعتبر العروسي أن ذلك ناجم عن احتقان غير معروف السبب، وعدم فهم لمضامين المبادرات الأفريقية السابقة، التي لا تسعى إلا لتحقيق مصلحة السودان وشعبه، ولا تسعى بأي حال لاختراق السودان أو التدخل في شؤونه الخاصة، ومن يرى غير ذلك -كما يضيف المتحدث- فهو يبني موقفه على تحليل خاطئ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دول الجوار
إقرأ أيضاً:
Ooredoo توقع اتفاق شراكة مع الكشافة الاسلامية
نظمت Ooredoo،حفل توقيع اتفاقية شراكة مع الكشافة الاسلامية الجزائرية.من طرف القائد. العام عبد الرحمن حمزاوي والمدير العام لمؤسسة Ooredoo. الجزائر روني طعمه.
بموجب هذه الشراكة، تلتزم Ooredoo بدعم الكشافة الاسلامية الجزائرية في مهامها النبيلة لصالح المجتمع الجزائري. من خلال تجسيد ومرافقة العديد من المشاريع الإنسانية والخيرية. وتنفيذ برنامج من الأعمال المشتركة. ذات المنفعة العامة في إطار التضامن الوطني.
حيث ستتكفل Ooredoo بتمويل المبادرات التعليمية والتكوينية من خلال تنظيم حملات تحسسية. وتوعوية بالسلامة المرورية. المشاركة في تنفيذ العديد. من المشاريع التضامنية. لفائدة الفئات المحتاجة من المجتمع.
بمناسبة توقيع هذه الاتفاقية، صرّح القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، عبد الرحمن حمزاوي: “يشرفنا أن نُرسّم هذه الشراكة مع مؤسسة Ooredoo. شريكنا الوفي الذيتجمعنا معه شراكة تمتد لعدة سنوات. يُمثّل توقيع هذه الاتفاقية خطوةً إضافيةً نحوتجسيد مشاريع تضامنية لفائدة الفئات المحتاجة. من المجتمع عبر مختلف مناطق الوطن. نعرب عن امتناننا العميق. لمؤسسة Ooredoo على الثقة التي وضعتها في الكشافة الإسلامية الجزائرية.ونطمح الى تعزيز هذا التعاون. من خلال تجسيد مبادرات ملموسة على أرض الواقع، خدمة للصالح العام ولمجتمعنا”.
من جهته، صرّح المدير العام لـ Ooredoo، روني طعمه: “تفخر Ooredoo بتجديد التزامها تجاه الكشافة الإسلامية الجزائرية. شريكنا الرئيسي الذي تربطنا به علاقة تعاون متينة منذ عدة سنوات. من خلال توقيع هذه الاتفاقية. سننفذ معًا برنامجًا من المبادرات ذات المنفعة العامة لصالح المجتمع. مما يُسهم في تعزيز جهودنا المشتركة في إطار التزامنا بالمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات”.
تجدر الإشارة إلى أن Ooredooوالكشافة الإسلامية الجزائرية أطلقتا في السنوات الماضية العديد من المبادرات الخيرية. والتضامنية لخدمة المجتمع على غرار إطلاق مبادرة “كسرصيامك” خلال شهر رمضان. تنظيم قافلة تضامنية لفائدة العائلات المتضررة من حرائق الغابات. وتوزيع لوازم مدرسية لدعم الشباب في دراستهم.وكذا تقديم الدعم خلال المخيم الكشفي العربي لسنتي 2018 و2025.
بصفتها مؤسسة مواطنة، تعمل Ooredoo على تثمين وتعزيز الاعمال التضامنية ذات الأثر الايجابي. وتؤكد التزامها الثابت بدعم المبادرات ذات المصلحة العامة داخل المجتمع الجزائري.