الثورة نت:
2025-05-10@19:07:35 GMT

العالم يتعايش مع التحدي الإسرائيلي

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

 

 

بأي حال، لا يمكن القبول باستمرار هذه العربدة الصهيونية في الأراضي الفلسطينية دون أن يكون هناك رادع، تستمر المجازر بحق النساء والأطفال وتستمر المأساة بمنع كل وسائل الحياة، لا ماء ولا غذاء ولا غاز ولا وقود لتشغيل مضخات المياه، وأجهزة المستشفيات ولا دواء, حتى مسكّنات الألم والمضادات الحيوية ممنوعة من الدخول الى غزة لينكشف زيف الشعارات الدولية.


كل المواثيق والقوانين والمبادئ والبروتوكولات انهارت في فلسطين على أيدي الفاشيين والنازيين من بني صهيون، فأي حصانة هذه التي يتمتع بها الكيان، حتى مع رفض دول محسوبة على أمريكا وأوروبا، كإسبانيا وفرنسا وبلجيكا لكل هذه الجرائم، يتجاوز قادة الكيان كل ذلك ويستمرون.
أصبح الأمر يدفع بالضرورة الى وقفة دولية لمراجعة تحديث النظام العالمي واستئصال نتوءاته المشوّهة لقواعد التعايش العالمي والانتصار فيه للقيم الانسانية، وبحيث يواكب ذلك انهاء حالة الاستقواء لدول الشيطان، وأمريكا على نحو محدد، التي تعيش على الدعاية والبهرجة والإبهار، صار الوقت لأن يتم تحجيم تأثيرها وإنهاء كذبة القوة التي تتمتع بها، فهي لا تُذكر إلا بحالة الخضوع التي تتسم بها باقي الدول، ضعيفة الإيمان بذاتها.
في فلسطين المحتلة يستغل النتنياهو هذه الحالة العالمية التي يُسيّرها اللوبي الصهيوني الأمريكي ليستمر في قتله للحياة، بل ويؤكد استمرار عمليته حتى إنهاء أي نبض مقاوم للاحتلال، فيما بعض قادته يدعون لاستخدام السلاح النووي لإبادة الشعب الفلسطيني، بينما يفضّل البعض الآخر التهجير لهم من أرضهم، وبالتزامن تقتل القنابل الأمريكية المئات يومياً، ثم يظهر بايدن ليتحدث صراحة أنه لا مجال حتى لحل الدولتين، لأن إسرائيل لا تريد، وهي ضمنياً رغبة أمريكية.
في سبتمبر/ أيلول 1993 خدّرت اتفاقية أوسلو الأنظمة العربية، فذهبت هذه الأنظمة تحتفي بما اعتبرته انجازاً ونهاية منصفة للنضال الفلسطيني من أجل نيل حريته والاستقلال بدولته، حين اقتضت الاتفاقية حل الدولتين، والصحيح أن الاتفاق المشؤوم مثّل شرعنة لوجود الكيان في أرض لا تمت له بصلة، ومع ذلك ووفق ما قاله بايدن حرفياً، يرفض الكيان حل الدولتين، وهذه البجاحة ماهي إلا انعكاس طبيعي لحالة التنمر على الاتفاقات التي استكانت فيها وإليها، الأنظمة العربية لتتخلص من القضية التي أحرجتها كثيراً وكشفت عورتها وعجزها عن مواجهة عصابة صنعتها دول الغرب لإرهاب المنطقة.
واليوم أصبح العرب يبحثون عن أمان فقط للشعب الفلسطيني ولو في ظل الاحتلال، المهم هو أن يتخلصوا من هذه القضية التي تمثل لهم (وجع رأس)، ولذلك ذهب الكيان الصهيوني يبطش كيف يشاء ويعيد رسم جغرافيا الأرض المحتلة حسب مخططات الإحلال للصهاينة بدلاً عن أصحاب الأرض، وذهب ينهش بمستوطناته من أراضي الضفة والقطاع وصار للمستوطنين غلاف مستوطنات والفلسطينيين في مآوي للنازحين، ضارباً بذلك اتفاق اوسلو عرض الحائط، دون اعتبار لأي نقد.
ومع التحرك اليمني العملي الجاد انكشفت هشاشة النظام الدولي، وتبيّن أن استرجاع الأرض المحتلة مسألة لا تتطلب إلا التفافاً عربياً وإسلامياً ليخرج فيها المحتل ولتُذعن أمريكا وحاشيتها للإرادة العربية.
حتى الآن كل الشارع العربي تقريباً مؤيد للضربات اليمنية، كما هناك أيضا أنظمة مؤيدة، لكنها تخفي ذلك لأنها رهنت معيشتها على المعونات الخارجية، وأخرى باعت سيادتها وقرارها مقابل استمرارها في الحكم.
رغم هذا، تحركت اليمن وهي تعلم بكل هذه الظروف ولم تعوّل على الأنظمة بقدر تعويلها على الله سبحانه أولا ثم قدراتها الرادعة وصوت أبناء الشعب اليمني والشعوب العربية الحية.
ولأن تحرك اليمن لم يكن لجني مكاسب وإنما عن قناعة وإيمان بضرورة ردع هذه الغطرسة الأمريكية الصهيونية وإنهاء حالة الاستضعاف للشعب الفلسطيني والعبث بحياته من قبل الاحتلال ودول محور الشر، وفق مخطط القوة الاستعمارية، لذلك لا يعني اليمن أن تحشد أمريكا ما تحشد وأن يُرعد الكيان ما أرعد، وما عاد الأمر بالنسبة لليمنيين يقف عند حد إنهاء الحصار والعدوان وإنما إنهاء الاحتلال.. والمعركة مستمرة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة

 

في السادس عشر من مايو 1916م، تم التصديق على أكثر الاتفاقات التي قلبت العالم العربي، ولا تزال الشعوب العربية تجني ثمارها المرّة حتى يومنا هذا. إنها «اتفاقية سايكس بيكو» التي قسمت العالم العربي وكأنّه مجرد قطعة أرض تُوزّع بين القوى الاستعمارية، دون أدنى احترام لشعوبها أو تاريخها. وقّعت بريطانيا وفرنسا وروسيا اتفاقًا في الخفاء لتقاسم الميراث العثماني، دون أن يكون للعرب أي صوت في تحديد مصيرهم، ليبدأ بذلك فصل جديد من التبعية والتفكك.

فلسطين، الأردن، العراق، سوريا، لبنان، وحتى المضائق التركية، قُسّمت وكأنها غنائم تُوزّع بين الجلادين، ليبدأ الانقسام الذي لم يتوقف. لم يُستشر العرب في هذه الاتفاقات، بل وُجدوا أسرى لخرائط وصفتهم المستعمرات بها، والتي رسمها أعداء الأمة في خيانات معترف بها. لكن ما هو أشد مرارة من خيانة المستعمر هو صمت المتواطئين وتخاذل أولئك الذين كان من المفترض أن يكونوا حماة الأمة.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: بعد أكثر من قرن من الزمن، هل تغيّر شيء؟ وهل استفاقت الأمة من غيبوبة سايكس بيكو؟

للأسف، ما بدأه سايكس وبيكو من تقسيم على الورق، استمر الحكام العرب في ترسيخه في الواقع. بدلاً من إزالة الأسلاك الشائكة بين الأقطار العربية، تحولت الحدود إلى خطوط حمراء تُرفع عليها البنادق في وجه الأخوة. بدلًا من بناء مشروع عربي موحّد، أُقيمت مشاريع قطرية تابعة، تفتقر إلى أي رؤية سيادية، وتكتفي بالعجز، والتطبيع، والاستنجاد بالغرب في كل أزمة.

قادة العرب – إلا من رحم ربي – لم يستخلصوا العبرة. بل أصبح البعض منهم حراسًا أمينين على إرث سايكس بيكو، يتفاخرون بسيادة وهمية داخل حدود رسمها الاستعمار، ويقمعون كل محاولة لتجاوز هذه القوالب المصطنعة. بعضهم فرط في القدس، وبعضهم باع ثروات بلاده، وبعضهم ما زال ينتظر الإذن للوقوف مع شعبه، أو حتى ليغضب.

مايو ليس مجرد ذكرى خيانة، بل مرآة نرى فيها تخاذلنا المستمر. إنها لحظة يجب أن يُحاسب فيها القادة قبل الشعوب: إلى متى سنظل أسرى خريطة صنعها أعداؤنا؟ إلى متى يظل الانقسام قدرًا والتبعية خيارًا؟

سايكس بيكو لا تزال حية، لأن أدواتها باقية: أنظمة تابعة، نخب خانعة، وصمت عربي يشرعن الجريمة. أما التحرر الحقيقي، فلن يبدأ إلا عندما نكسر جدران الصمت، ونكفّ عن استجداء من قسمونا، ونستعيد قرارنا بأيدينا.

في مايو، لا نحتاج خطبًا ولا بيانات، بل نحتاج صحوة تخلع شرعية التبعية وتعلن بوضوح: هذه الأمة تستحق أن تحكم نفسها، لا أن تبقى رهينة اتفاقية خائنة وقيادات عاجزة.

ما سايكس بيكو إلا البداية في سلسلة طويلة من المؤامرات والمؤتمرات التي ما تزال تُحاك ضد الأمة حتى اليوم. كما عبّر عن ذلك بوضوح السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في إحدى كلماته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد عام 1443هـ، حين قال: « هي أيضًا استراتيجية وسياسة يبنون عليها مخططاتهم، ولهم في ذلك مؤتمرات، في مراحل ماضية، ومراحل متعددة من التاريخ، هناك مؤتمرات غربية يحرِّكها اللوبي اليهودي الصهيوني من زمان، مؤتمرات تنعقد وتخرج باتفاقيات ومقررات معينة، هي عدائية بكل وضوح ضد هذه الأمة، هناك مثلاً اتفاقيات، مثل اتفاقية سايكس بيكو… واتفاقيات أخرى، ونقاط ومخرجات لمؤتمرات عقدت في المراحل الماضية، في مراحل متعددة، وإلى اليوم، الأمر مستمر إلى اليوم، مخرجات تلك المؤتمرات، تلك المناسبات، تلك الفعاليات، مخرجاتها من اتفاقيات ومقررات عدائية بكل وضوح لأمتنا الإسلامية، تضمَّنت: تقسيم العالم الإسلامي، العمل على منع توحده، إثارة النزاعات بين أبنائه تحت مختلف العناوين: العناوين الطائفية، العناوين السياسية، العناوين المناطقية، العناوين العرقية… تحت مختلف العناوين،…. « كلمات السيد القائد لم تكن مجرد توصيف عابر، بل تشريح دقيق لطبيعة المشروع الاستعماري الذي لم يتوقف عند سايكس وبيكو، بل امتد وتطور وتجدّد، تحت عناوين جديدة ومظاهر خادعة، لكنه لا يزال يستهدف الأمة في هويتها ووحدتها ونهضتها.

فهل يدرك قادة العرب اليوم أن بقاءهم أسرى سايكس بيكو هو قبول طوعي بالذل، وشهادة زور على استمرار المؤامرة؟ أم أن الخنوع أصبح سياسة رسمية تُدار بها العواصم تحت الرعاية الغربية؟

إن لم تكن ذكرى «سايكس بيكو» جرس إنذار، فهي شهادة جديدة على أننا نعيش في زمن الاستسلام المغلّف بالكذب الرسمي. العدو لم يعد يخطط في الخفاء، بل ينفذ جهارًا، والحكام – إلا من ثبتت مقاومتهم – لم يعودوا عاجزين فقط، بل مشاركين في اغتيال الكرامة.

لكن في قلب هذا الركام، ينهض أحرار الأمة ومعهم أحرار العالم، أولئك الذين لم تلوثهم اتفاقيات الذل، ولم تنكسر إرادتهم تحت وقع الهزائم. أحرار يصرخون في وجه الاستعمار الحديث: لن تمرّوا، ولن ننسى، ولن نبقى أسرى خرائط صنعتها بنادق الغزاة وحبر الخونة.

لا خلاص للأمة إلا برفع راية الوعي والمقاومة، وبإسقاط أنظمة التبعية التي تحرس حدود الاستعمار، وتقدّم مفاتيح الأوطان لأعدائها. فإما أن يُكسر قلم سايكس ويُدفن حبر بيكو تحت أقدام الأحرار… أو نبقى شعوبًا تُدار كالخرائط، وتُساق كالغنائم.

الخيار واضح: إما مقاومة تُعيد للأمة سيادتها… أو خنوع يُبقيها بلا ملامح ولا مصير. ومع أحرار العالم، سنحطم خرائط العار، ونكتب بقبضات المقاومة خريطة جديدة… خريطة لا يخطّها الغزاة، بل تنحتها إرادة الشعوب، وتُعلن ولادة زمنٍ لا مكان فيه للهيمنة، ولا سيادة فيه إلا للكرامة والحرية.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • شركة الطيران الإيطالية “ITA” تمدد تعليق رحلاتها من وإلى الكيان الإسرائيلي حتى 19 مايو
  • سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة
  • اللجنة الإسلامية للهلال الدولي تُدين انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
  • “المجاهدين” تشيد بـالعملية التي نفذتها القوات اليمنية على عمق الكيان
  • باحث: نتنياهو يستهدف القضاء على الكيان السياسي الفلسطيني في غزة والضفة الغربية
  • شاهد | رغم التصعيد الإسرائيلي.. الجولاني يكشف عن حوار مع الكيان وترضيات مع واشنطن
  • جهاد سعد: اليمن يعمّق الشرخ الأمريكي الإسرائيلي ويفضح عجز الأنظمة العربية
  • بالصور... هذه هويّة شهداء الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم
  • السيسي يتحدث عن الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • الكيان الإسرائيلي.. حين يحارب على طريقة العصابات