العالم يتعايش مع التحدي الإسرائيلي
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
بأي حال، لا يمكن القبول باستمرار هذه العربدة الصهيونية في الأراضي الفلسطينية دون أن يكون هناك رادع، تستمر المجازر بحق النساء والأطفال وتستمر المأساة بمنع كل وسائل الحياة، لا ماء ولا غذاء ولا غاز ولا وقود لتشغيل مضخات المياه، وأجهزة المستشفيات ولا دواء, حتى مسكّنات الألم والمضادات الحيوية ممنوعة من الدخول الى غزة لينكشف زيف الشعارات الدولية.
كل المواثيق والقوانين والمبادئ والبروتوكولات انهارت في فلسطين على أيدي الفاشيين والنازيين من بني صهيون، فأي حصانة هذه التي يتمتع بها الكيان، حتى مع رفض دول محسوبة على أمريكا وأوروبا، كإسبانيا وفرنسا وبلجيكا لكل هذه الجرائم، يتجاوز قادة الكيان كل ذلك ويستمرون.
أصبح الأمر يدفع بالضرورة الى وقفة دولية لمراجعة تحديث النظام العالمي واستئصال نتوءاته المشوّهة لقواعد التعايش العالمي والانتصار فيه للقيم الانسانية، وبحيث يواكب ذلك انهاء حالة الاستقواء لدول الشيطان، وأمريكا على نحو محدد، التي تعيش على الدعاية والبهرجة والإبهار، صار الوقت لأن يتم تحجيم تأثيرها وإنهاء كذبة القوة التي تتمتع بها، فهي لا تُذكر إلا بحالة الخضوع التي تتسم بها باقي الدول، ضعيفة الإيمان بذاتها.
في فلسطين المحتلة يستغل النتنياهو هذه الحالة العالمية التي يُسيّرها اللوبي الصهيوني الأمريكي ليستمر في قتله للحياة، بل ويؤكد استمرار عمليته حتى إنهاء أي نبض مقاوم للاحتلال، فيما بعض قادته يدعون لاستخدام السلاح النووي لإبادة الشعب الفلسطيني، بينما يفضّل البعض الآخر التهجير لهم من أرضهم، وبالتزامن تقتل القنابل الأمريكية المئات يومياً، ثم يظهر بايدن ليتحدث صراحة أنه لا مجال حتى لحل الدولتين، لأن إسرائيل لا تريد، وهي ضمنياً رغبة أمريكية.
في سبتمبر/ أيلول 1993 خدّرت اتفاقية أوسلو الأنظمة العربية، فذهبت هذه الأنظمة تحتفي بما اعتبرته انجازاً ونهاية منصفة للنضال الفلسطيني من أجل نيل حريته والاستقلال بدولته، حين اقتضت الاتفاقية حل الدولتين، والصحيح أن الاتفاق المشؤوم مثّل شرعنة لوجود الكيان في أرض لا تمت له بصلة، ومع ذلك ووفق ما قاله بايدن حرفياً، يرفض الكيان حل الدولتين، وهذه البجاحة ماهي إلا انعكاس طبيعي لحالة التنمر على الاتفاقات التي استكانت فيها وإليها، الأنظمة العربية لتتخلص من القضية التي أحرجتها كثيراً وكشفت عورتها وعجزها عن مواجهة عصابة صنعتها دول الغرب لإرهاب المنطقة.
واليوم أصبح العرب يبحثون عن أمان فقط للشعب الفلسطيني ولو في ظل الاحتلال، المهم هو أن يتخلصوا من هذه القضية التي تمثل لهم (وجع رأس)، ولذلك ذهب الكيان الصهيوني يبطش كيف يشاء ويعيد رسم جغرافيا الأرض المحتلة حسب مخططات الإحلال للصهاينة بدلاً عن أصحاب الأرض، وذهب ينهش بمستوطناته من أراضي الضفة والقطاع وصار للمستوطنين غلاف مستوطنات والفلسطينيين في مآوي للنازحين، ضارباً بذلك اتفاق اوسلو عرض الحائط، دون اعتبار لأي نقد.
ومع التحرك اليمني العملي الجاد انكشفت هشاشة النظام الدولي، وتبيّن أن استرجاع الأرض المحتلة مسألة لا تتطلب إلا التفافاً عربياً وإسلامياً ليخرج فيها المحتل ولتُذعن أمريكا وحاشيتها للإرادة العربية.
حتى الآن كل الشارع العربي تقريباً مؤيد للضربات اليمنية، كما هناك أيضا أنظمة مؤيدة، لكنها تخفي ذلك لأنها رهنت معيشتها على المعونات الخارجية، وأخرى باعت سيادتها وقرارها مقابل استمرارها في الحكم.
رغم هذا، تحركت اليمن وهي تعلم بكل هذه الظروف ولم تعوّل على الأنظمة بقدر تعويلها على الله سبحانه أولا ثم قدراتها الرادعة وصوت أبناء الشعب اليمني والشعوب العربية الحية.
ولأن تحرك اليمن لم يكن لجني مكاسب وإنما عن قناعة وإيمان بضرورة ردع هذه الغطرسة الأمريكية الصهيونية وإنهاء حالة الاستضعاف للشعب الفلسطيني والعبث بحياته من قبل الاحتلال ودول محور الشر، وفق مخطط القوة الاستعمارية، لذلك لا يعني اليمن أن تحشد أمريكا ما تحشد وأن يُرعد الكيان ما أرعد، وما عاد الأمر بالنسبة لليمنيين يقف عند حد إنهاء الحصار والعدوان وإنما إنهاء الاحتلال.. والمعركة مستمرة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بالصور.. رحلة استثنائية في ميونخ.. المدينة التي تأسر الزائرين من النظرة الأولى
الرؤية- عبدالله الشافعي
ما إن تصل إلى ميونخ عاصمة بافاريا الألمانية، ستجد نفسك في مدينة نابضة بالحياة، كما أنها تعد من أفضل المدن السياحية في العالم التي تلبي أذواق جميع الزوار، سواء الباحثين عن استكشاف الثقافة والحضارة الأوروبية أو الباحثين عن الترفيه، أو أولئك العاشقين للطبيعة والاسترخاء، فهي مزيج يجمع بين كل هذه الأمور.
وعلى الرغم من المدة القصيرة التي أتيحت لي لاستكشاف هذه المدينة الساحرة، إلا أنني قضيت أوقاتا ممتعة على مدى يومين وزرت العديد من الأماكن، كما أن الإقامة في فندق "Le Meridien" أمام محطة القطارات الرئيسية أتاح لي التنقل بكل سهولة، وهو من الفنادق المناسبة للعائلات العربية لأنه يوفر خيارات متعددة من الطعام كما أنه قريب من الأماكن الرئيسية التي يمكن زيارتها واستكشافها.
في ميونخ كل شيء يأسرك من اللحظة الأولى، فالشوارع نظيفة والحدائق تخطف الأنظار وبها العديد من المتاحف والمصانع والمعارض والمحال التي تحتاج الكثير من الوقت لاستكشافها.
بداية جولتنا كانت من ساحة مارين بلاتز في قلب المدينة، وهناك يتوافد الزوار من حول العالم للاستمتاع بمشاهدة الأبراج القديمة وعروض أجراس الساعة، وذلك إلى جانب المطاعم والمقاهي التي توفر الكثير من الخيارات وتلبي ذائقة الجميع.
أما القصر الملكي البافاري، فهو شاهد على جزء من التاريخ الألماني، وهو قصر مليء بالقاعات والزخارف.
ولا تقتصر المتعة في ميونخ على المباني القديمة التراثية، بل هي أيضا مدينة التسوق والأزياء، وبها الكثير من الشوارع والمتاجر التي يقصدها الزائرون لاقتناء احتياجاتهم والمشاركة في المهرجانات المختلفة التي تنظمها المدينة.
ومن التجارب التي أسعدتني، كانت زيارة معرض "BMW Welt"، للتعرف على نبذة من جوانب إتقان الصناعة الألمانية وخاصة في مجال السيارات.
ولقد جرى تصميم المعرض بطريقة مميزة تجعل الزائرين يستمتعون حتى لو كانوا غير مهتمين بمجال السيارات، فطريقة العرض وتفاصيل المبنى تجعلك تخوض تجربة مختلفة.
تضمنت جولتنا أيضا زيارة ملعب Allianz Arena، وهو واحد من أجمل الملاعب في العالم، الذي يضيء ليل المدينة بألوان فريقها الشهير "بايرن ميونخ".
وفي المساء، يكون لمدينة ميونخ وجه آخر أكثر سحرا وجمالا، حيث يلتقي الكثيرون في المطاعم المميزة، فتناول العشاء في مطعم مثل Tasca في منطقة Werksviertel، كشف لنا عن أكثر أحياء ميونخ تجددًا وحيوية، وهو مكان يعكس روح المدينة إذ إنه مزيج من الفن والموسيقى والطعام والترفيه.
يشار إلى أنه ووفقاً لتقرير IPK International، قام الأوروبيون بـ20.9 مليون رحلة ثقافية إلى ألمانيا في 2024، بزيادة 12% مقارنة بالعام السابق. ومن بين 190 مليون رحلة ثقافية قام بها الأوروبيون حول العالم، استحوذت ألمانيا على حصة 11%، مؤكدة مرة أخرى موقعها كوجهة سياحية ثقافية رقم 1، متقدمة على فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.
وتلعب الثقافة دوراً محورياً في تشكيل صورة ألمانيا وتعزيز سمعتها كوجهة للزيارة. ففي مؤشر أنهولت للعلامات الوطنية 2024 (NBI)، تحتل ألمانيا المركز الثاني بين 60 دولة حول العالم، والمركز الأول بين 27 دولة أوروبية. وعلى مؤشر الثقافة، تحتل ألمانيا المرتبة السادسة عالمياً، مع مساهمة المباني التاريخية والمدن النابضة بالحياة في تقدير المسافرين بشكل فوق المتوسط.
ما دوافع السفر إلى ألمانيا؟
تظهر دراسة Quality Monitor، وهي استطلاع عملاء أجرته الهيئة الوطنية الألمانية للسياحة، أن الثقافة تتصدر القائمة. ومن بين الأسباب العشرة الأولى للزيارة، تتصدر مشاهدة المعالم السياحية (45%)، تليها المناظر الحضرية والمعمارية (33%). كما يبرز المسافرون الفنون والعروض الثقافية (30%)، والفعاليات والترفيه (18%)، والتقاليد والتاريخ المحلي للمدن والمناطق. وتعكس هذه النتائج أكثر أنواع الرحلات شيوعاً: الرحلات القصيرة للمدن (46%)، زيارة المعالم السياحية (34%)، والإجازات الثقافية (22%)، متقدمة على رحلات الاسترخاء (17%) والطبيعة (13%).