نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة رقمية بعنوان «الجزيرة الحمراء.. تاريخ وذكريات» التي أعادت للأذهان مكانة هذه الجزيرة التي ما زالت تحافظ على عناصر الحياة التراثية، وقد تم إدراجها على القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي الخاصة باليونسكو.

وتحكي الجزيرة عن ماض عريق وهي تعدّ بواقعها الحالي آخر مراكز صيد اللؤلؤ في الخليج العربي، وتسرد حكايات الآباء والأجداد وهم يغوصون في أعماق الخليج بحثاً عن اللؤلؤ.

وانطلاقاً من حرص الأرشيف والمكتبة الوطنية على توثيق ذاكرة المكان فإنه توجه بهذه المحاضرة نحو الجزيرة الحمراء التي عرفت بأهميتها التاريخية والثقافية على صعيد الخليج العربي، حيث تشتهر بمعالمها التاريخية وبمكانتها السياحية والتراثية الفريدة.

وتطرقت المحاضرة التي قدمتها ميثا سلمان الزعابي رئيس قسم التاريخ الشفاهي بالأرشيف والمكتبة الوطنية إلى موقع الجزيرة الحمراء وأهميتها وسبب تسميتها، ثم سلطت الضوء على الوثائق والخرائط التاريخية التي رصدت بعضاً من تاريخها، وانتقلت المحاضرة إلى أهم الأبراج والقلاع والمساجد والأحياء الرئيسية في الجزيرة، وأسباب انتقال سكانها منها، وسردت بعض الذكريات التي يحتفظ بها سكان الجزيرة من ماضيهم الحافل.

الصورة

وأشادت المحاضرة باهتمام القيادة الرشيدة بالجزيرة الحمراء؛ حيث بدأت تعيد إليها الحياة بترميم مبانيها التاريخية والحفاظ عليها من الاندثار، وبإقامة المهرجانات والنشاطات والفعاليات الوطنية الكبرى كالاحتفال بعيد الاتحاد وغيره.وذكرت أن الجزيرة الحمراء تقع في جنوب إمارة رأس الخيمة، وهي تتمتع بماضيها العريق؛ وتتميز بتاريخها الحافل، وأن سبب تسميتها يعود إلى مبانيها التي كانت تبنى من الجص وأحجار المرجان البيضاء المعروفة محلياً بالبيم، وفي وقت المغيب تسقط أشعة الشمس على الكثبان الرملية الحمراء حول الجزيرة ثم تنعكس على المباني التي تبدو حمراء اللون، وهذا ما دعا الإنجليز إلى تسميتها بالجزيرة الحمراء، ويقال: إنهم ربما أطلقوا عليها هذا الاسم بسبب الكثبان الرملية الحمراء فيها.. ويذكر كتاب «دليل المحتار في علم البحار» للملاح الكويتي القطامي أن سر تسميتها يعود إلى شواطئ البحر المحيط بها مملوءة بالمرجان الأحمر، وأما تسميتها بجزيرة الزعاب فيعود إلى أن سكانها من قبيلة الزعاب التي استوطنتها.

وأوردت المحاضرة بعض ما ذكرته الوثائق والخرائط التاريخية عن الجزيرة؛ فذكرت أن شيخ الجزيرة الحمراء قضيب بن أحمد الزعابي كان ممن وقعوا على معاهدة السلام العامة عام 1820 مع شيوخ عرب الساحل.وسلطت ميثا الزعابي الضوء على ما جاء عن الجزيرة الحمراء في الدليل التاريخي للخليج وأواسط الجزيرة العربية لجون لوريمر، ثم انتقلت إلى الجزيرة الحمراء وما حولها فتحدثت عن أهم الأبراج والقلاع داخل وخارج الجزيرة، مثل: برج مزرع، وبرج المعشرة، والبرج الغربي، وبرج الرضمة، حتى بلغت حصن الجزيرة الحمراء أو قلعة الحاكم، ومن أبراج الجزيرة وقلاعها انتقلت المحاضرة إلى أحياء الجزيرة الرئيسية، ومساجدها.واستعرضت صوراً من الحياة الاجتماعية، وبعض ذكريات أبناء الجزيرة، وأما أسباب انتقال أهلها منها فيعود إلى تراجع الغوص وصيد اللؤلؤ، وظهور النفط، والبحث عن فرص عمل أفضل. (وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الأرشيف الوطني الإمارات الجزیرة الحمراء

إقرأ أيضاً:

خالد بن أحمد: «أسبوع الأرشيف» فرصة لإبراز رؤية الشارقة

أكد الشيخ خالد بن أحمد بن سلطان القاسمي، رئيس دار الوثائق في الشارقة، أن احتفال الإمارة بالأسبوع العالمي للأرشيف يشكل فرصة لتسليط الضوء على الرؤية الاستثنائية والجهود المتواصلة التي يتبناها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في صون الوثائق وحفظ التاريخ بما يعكس عمق الهوية وثراء الموروث الثقافي، فقد وجّه سموه منذ سنوات بتأسيس بنية متكاملة تُعنى بجمع الوثائق وحفظها وإتاحتها وفق أفضل المعايير العالمية، إدراكاً لأهمية الوثيقة في حفظ حقوق الأفراد والمؤسسات وتوثيق مسيرة الدولة.
وأضاف: «يأتي احتفالنا بالأسبوع العالمي للأرشيف هذا العام ليؤكد من جديد المكانة المحورية التي تتقلدها الوثائق في بناء المجتمعات وتطورها. وفي الشارقة، التي عُرفت بريادتها في مختلف المجالات، تولي دار الوثائق دعائم نهج مؤسسي راسخ من خلال تأسيس بنية متكاملة تضم جهات متخصصة وكوادر وطنية مؤهلة تعمل على جمع وتنظيم الوثائق التاريخية والحكومية وفق أفضل الممارسات العالمية».
وأضاف أن دار الوثائق تواصل أداء دورها المحوري في تنظيم وحفظ الوثائق الحكومية، وتعزيز الثقافة المجتمعية بأهمية الوثيقة، وتيسير الوصول للمعلومات بما يدعم صناعة القرار ويخدم الباحثين والمجتمع.
وفي هذه المناسبة، أكد الالتزام بمواصلة العمل على تطوير منظومة حفظ الوثائق الحكومية والتاريخية في الإمارة، وتوعية المجتمع بأهميتها، وضمان استمرارية هذا الدور الحضاري الذي نفخر به والاستفادة من التقنيات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، بما يواكب تطلعات المستقبل ويحافظ على إرثنا الوثائقي للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يقيّم منجزات خطته الاستراتيجية ويستشرف آفاقها المستقبلية
  • الأشهر الحرم وفضلها وسبب تسميتها .. احذر من هذه المعصية واغتنم أفضل الأعمال فيها
  • الأنبا توماس يترأس مؤتمر دار القديس جيروم للعاملين والعاملات
  • كأس العالم للأندية| محاضرة فنية للاعبي الأهلي
  • كأس العالم للأندية| بيبييرو يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي
  • المكسيك تستعد لاستضافة كأس العالم الثالثة التاريخية
  • خالد بن أحمد: «أسبوع الأرشيف» فرصة لإبراز رؤية الشارقة
  • «الأرشيف» يكرّم الطلبة الفائزين في مشاريع الهوية الوطنية
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يكرم الطلبة الفائزين في مشاريع الهوية الوطنية
  • صوفان: هذه الإجراءات ليست بديلاً عن العدالة الانتقالية والتي بدأت بالفعل، وهذه مهمة اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية التي شكلت بمرسوم رئاسي