عشية عيد الميلاد.. غزة تشهد أحد الليالي الأكثر دموية منذ بدء الحرب
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها الغاشم ضمن محرقة غزة، لليوم الـ80 تواليًا، ما أوقع عشرات الشهداء والمصابين، في جريمة إبادة جماعية جديدة، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90% من السكان.
وشن جيش الاحتلال ليل الأحد/الإثنين، عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات ومنشآت وشوارع، ما جعل ليلة عيد الميلاد، أحد أكثر الليالي دموية على القطاع، منذ اندلاع الحرب.
ووفق وكالة "رويترز"، فإن الضربات الإسرائيلية بدأت قبل منتصف ليل الأحد بساعات، واستمرت حتى يوم عيد الميلاد، الإثنين.
ونقلت عن سكان محليين ووسائل إعلام فلسطينية قولهم إن الاحتلال الإسرائيلي كثف القصف الجوي والبري على البريج في وسط قطاع غزة.
ووفق وسائل إعلام محلية، فقد نفذ الاحتلال 50 غارة متتالية على مخيمات وسط القطاع، بينها مجموعة من الأحزمة النارية العنيفة، على مخيمات النصيرات والبريج والمغازي، والأخير شهد مجزرة بعد قصف الاحتلال لمربع سكني؛ ما تسبب في استشهاد نحو 80 فلسطينياً أغلبهم من النساء والأطفال.
كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن أكثر من 100 شهيد وصلوا في الساعات الأولى من الإثنين إلى مستشفى "شهداء الأقصى"، إضافة إلى مئات الإصابات، جراء قصف الاحتلال العشوائي على مخيمات النصيرات والمغازي والبريج، وسط قطاع غزة.
#فيديو | من مكان المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في مخيم المغازي وسط القطاع pic.twitter.com/lUnKFe4Ht1
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 24, 2023اقرأ أيضاً
حرب غزة.. جيش الاحتلال يعلن مقتل جنديين وانتشال جثث 5 أسرى
في وقت سابق، الأحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، مقتل 70 فلسطينياً إثر قصف إسرائيلي على مخيم المغازي وسط القطاع، وفق ما جاء في بيان لمتحدث وزارة الصحة أشرف القدرة، قال فيه: "ارتفاع عدد ضحايا مجزرة مخيم المغازي إلى 70 شهيداً".
كما ذكر القدرة في بيان آخر، أن "ما يحدث في مخيم المغازي هو إبادة جماعية لمربع سكني مكتظ يتجمع فيه عدد من العائلات من أماكن مختلفة".
من جانبه، تحدث المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان، عن "عشرات الإصابات في المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال (الإسرائيلي) في مخيم المغازي، حيث قصف 4 منازل مأهولة".
ونشر الهلال الأحمر الفلسطيني، مقطعا مصورا للمصابين، وهم ينقلون إلى المستشفيات.
وقال إن الطائرات الحربية الإسرائيلية تقصف الطرق الرئيسية بين وسط غزة وتعرقل مرور سيارات الإسعاف والطوارئ.
بينما قال الدفاع المدني في غزة إنه تمكن من انتشال 8 شهداء و14 مصاباً حتى اللحظة، في مخيم البريج وسط قطاع غزة، نتيجة للقصف المدفعي الإسرائيلي المتواصل.
#عاجل | المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة:
- ما يحدث في مخيم المغازي إبادة لمربع سكني بأكمله
- عدد الشهداء وصل إلى 70 لكن الرقم مرشح للزيادة مع وجود كثيرين تحت الأنقاض
- هناك استهدافات مركزة للمنطقة الوسطى
- الاحتلال يوجه السكان لأماكن قتلهم الجماعي في المناطق التي يدعي أنها آمنة pic.twitter.com/VFFVKQuxnS
اقرأ أيضاً
صحة غزة: 70 شهيدا إثر مجزرة إسرائيلية بمخيم المغازي
فيما قالت تقارير إعلامية محلية أيضاً إن 23 فلسطينياً استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في منطقة معن شرقي خان يونس.
كما ارتقى شهيد جراء قصف مدفعية الاحتلال لمنطقة صوفا شرق رفح جنوب قطاع غزة.
وقصفت مدفعية الاحتلال تقصف منزلًا لعائلة حسين في مخيم البريج، ومنزلًا لعائلة “كساب” في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
ونفذت طائرات الاحتلال كذلك 3 غارات في المناطق الشمالية لمشفى غزة الأوروبي في خانيونس.
وأفادت مصادر طبية بارتفاع عدد الشهداء جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة صلاح، في محيط مفترق مرتجى بمنطقة معن شرقي خان يونس، إلى 18 شهيدًا.
كما شنت إسرائيل غارة على منزل ببلدة الزوايدة وسط قطاع غزة يعود لعائلة النجار، ما أسفر عن سقوط 12 ضحية، معظمهم من النساء والأطفال.
فيما أفاد "التلفزيون" الفلسطيني (رسمي)، بأن قصفاً إسرائيلياً على منزل بشرق خان يونس جنوب غزة، قتل 11 فلسطينياً.
مجزرة رهيبة مخيم المغازي وسط قطاع غزة بعد قصف الاحتلال للمخيم بحزام ناري
عدد الشهداء حتى الآن تجاوز ٧٠ شهيد وعشرات الجرحى والمصابين #غزة pic.twitter.com/GD08Z7vXfa
اقرأ أيضاً
نتنياهو: الحرب ستكون طويلة.. وندفع الثمن باهظا في غزة
من جانبها، نددت حركة "حماس"، بـ"ارتكاب الاحتلال الصهيوني المجرم مجازر جديدة بقصفه عدة منازل، أودت بحياة العشرات من أبناء شعبنا، في جريمة حرب جديدة امتداداً لحرب الإبادة التي يرتكبها ضد الأطفال والمدنيين العزّل".
وشددت "حماس"، في بيان لها، على أن هذا القصف الغادر والجبان ضد الآمنين في بيوتهم هو محاولة لترميم صورة جيشه المهزوم والمدعوم من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الشريك الأول للكيان الصهيوني في إجرامه وعدوانه الفاشي.
من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، تتصدى لمحاولات قوات الاحتلال الإسرائيلي التوغل شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وتزامناً مع المواجهات، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الإثنين، بمقتل جنديين في معارك بشمال قطاع غزة الليلة الماضية، مشيراً إلى مقتل 489 جندياً وضابطاً منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 162 قتلوا منذ بدء العملية البرية في القطاع في 27 من الشهر ذاته.
وقبل ساعات، أعلنت "صحة غزة" عن ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان ليصل إلى إلى 20 ألفا و424 شهيداً و54 ألفا و36 مصاباً.
في سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن "خطر الموت جوعاً أصبح "حقيقياً" في قطاع غزة.
مجزرة رهيبة مخيم المغازي وسط قطاع غزة بعد قصف الاحتلال للمخيم بحزام ناري
عدد الشهداء حتى الآن تجاوز ٧٠ شهيد وعشرات الجرحى والمصابين #غزة pic.twitter.com/GD08Z7vXfa
اقرأ أيضاً
دفاع مدني غزة: تحلل جثامين عدد كبير من الشهداء تحت الأنقاض والاحتلال جرف الآبار
كما أضافت المنظمة الأممية، في تدوينة نشرتها على حسابها عبر منصة "إكس"، أن أطفال وأسر غزة يواجهون الآن العنف من الجو، والحرمان من الأرض وسط توقعات أن "الأسوأ لم يأتِ بعد".
كذلك، دعت "يونيسف" إلى "وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى جميع الأطفال والأسر المحتاجة في غزة".
واختتمت المنظمة بالقول إن "خطر الموت جوعاً أصبح "حقيقياً" في غزة".
في غضون ذلك، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تدمير النظام الصحي في قطاع غزة بأنه "مأساة"، وذلك في تدوينة نشرها غيبريسوس على حسابه عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا).
وقال المسؤول الأممي: "في مواجهة انعدام الأمن المستمر، وتدفق المرضى الجرحى، نرى الأطباء والممرضات وسائقي سيارات الإسعاف وغيرهم يواصلون السعي لإنقاذ الأرواح".
كما شدد غيبريسوس: "سنواصل بالتعاون مع شركائنا في مجال الصحة العمل جنباً إلى جنب لتوصيل الإمدادات، ودعم توفير الرعاية، ونقل المصابين بجروح خطيرة إلى المراكز الطبية المتوفرة لتلقي العلاج".
واعتبر تدمير النظام الصحي في غزة "مأساة"، قبل أن يختتم مدير عام الصحة العالمية بالقول إننا "مستمرون في الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة الآن".
تكدس جثامين الشهداء في مستشفى شهداء الأقصى عقب قصف إسرائيلي استهدف منازل مأهولة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/Y9nwbKPuJi
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 24, 2023اقرأ أيضاً
الأمم المتحدة: تُستشهد اثنتان من الأمهات كل ساعة في غزة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: ليلة دامية غزة حرب غزة إسرائيل المغازي المقاومة مخیم المغازی وسط قطاع غزة الاحتلال الإسرائیلی فی مخیم المغازی جیش الاحتلال قصف الاحتلال عدد الشهداء اقرأ أیضا pic twitter com على مخیم فی غزة
إقرأ أيضاً:
تصاعد موجة الغضب الشعبي ضد حكومة المرتزقة.. احتجاجات نسائية في تعز وقمع أمني في عدن
يمانيون | خاص
تشهد المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة حكومة المرتزقة، تصاعدًا لافتًا في موجة الغضب الشعبي، حيث خرجت تظاهرات نسائية غاضبة، السبت، في مدينة تعز، للتنديد بانهيار الوضع الاقتصادي وتدهور الخدمات الأساسية، في مشهد يعكس حجم الاحتقان الشعبي المتصاعد ضد أدوات الاحتلال.
الاحتجاجات التي انطلقت من شارع جمال وسط المدينة، أمام مبنى المحافظة، ضمت عشرات النساء اللواتي رفعن شعارات تطالب بتوفير الماء والكهرباء، وصرف الرواتب المتوقفة منذ سنوات، وتحسين الأوضاع في قطاعات التعليم والأمن، التي تشهد تدهورًا غير مسبوق في ظل حالة الفوضى التي تعيشها المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف وأدواته.
ووصفت المتظاهرات حكومة عدن بـ”الفاسدة”، في إشارة مباشرة إلى التورط المكشوف لمسؤوليها في نهب المال العام والعبث بالمقدرات، وسط تجاهل كامل لمعاناة المواطنين الذين باتوا يكابدون تبعات الانهيار الاقتصادي وغياب الدولة.
وفي عدن، لم يكن المشهد مختلفًا، إذ أفادت مصادر محلية بأن قوات أمنية موالية للإمارات اعتدت على تظاهرة نسائية مشابهة خرجت للتعبير عن سخط المواطنين من الأوضاع الكارثية.
الاعتداء على النساء جاء كمؤشر إضافي على حجم الارتباك الذي تعيشه حكومة المرتزقة، ومحاولتها قمع أي صوت شعبي غاضب يكشف حقيقة فشلها وارتباطها الكامل بأجندات المحتل.
هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات الجنوبية، التي تشهد تدهورًا متسارعًا في سعر العملة، وارتفاعًا جنونيًا في أسعار السلع، وغيابًا تامًا للخدمات، الأمر الذي يفاقم من معاناة المواطنين ويزيد من حدة السخط تجاه سلطات الاحتلال وأدواته المحلية.
ويُنظر إلى هذه التحركات الشعبية، لاسيما النسائية منها، باعتبارها تعبيرًا حقيقيًا عن وعي مجتمعي متزايد بحجم الكارثة التي صنعتها حكومة المرتزقة، وبداية لمرحلة جديدة من الرفض الشعبي المتصاعد ضد مشاريع الاحتلال التي تستهدف سيادة اليمن ووحدته وأمنه الاجتماعي.
في المقابل، تتابع صنعاء هذه التحركات باهتمام بالغ، باعتبارها مؤشرًا على تآكل شرعية حكومة الفنادق وفشل رهانات العدوان في إخضاع الشعب اليمني، حتى في مناطق احتلاله.
كما أن هذه التطورات تعكس فشل أدوات التحالف في كسب الحاضنة الشعبية، رغم الدعم الخارجي الذي تتلقاه، وتؤكد مجددًا أن إرادة الشعب ستنتصر مهما حاولت قوى العدوان الالتفاف عليها بالقمع أو الإغراءات.
إن مشهد النساء المحتجات في تعز وعدن اليوم، يُعد رسالة بالغة الدلالة على أن معركة التحرر من الاحتلال لا تقتصر على الجبهات العسكرية، بل تشمل أيضًا الميدان الشعبي، الذي بدأ يتشكل بوعي مطّرد رافض للعمالة والفساد والوصاية الخارجية.