منظمة الصحة العالمية: الجوع الحاد يفتك بغزة ويفاقم اليأس في المستشفيات
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها قادت بعثة إلى مستشفيات بالكاد تعمل في شمال غزة خلال نهاية الأسبوع، ووصفت اليأس المتزايد والجوع الذي دفع سكاناً لافتكاك إمدادات من شاحنة مساعدات.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في وقت متأخر الأحد عبر منصة إكس، إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة وشركاءها سلّموا مساعدات، من بينها وقود، إلى مجمع الشفاء المدمر في مدينة غزة، الذي كان في السابق أكبر منشأة طبية وأكثرها تقدماً في القطاع الفلسطيني.
وأوضح تيدروس أن المشاركين في بعثة 23 كانون الأول/ديسمبر شاهدوا "يأساً متزايداً بسبب الجوع الحاد". وأضاف: "يطالب الشركاء بزيادة فورية في الغذاء والمياه لضمان صحة السكان واستقرارهم".
كما حذّر تيدروس من أن "الأعمال العدائية المتواصلة والأعداد الهائلة من الجرحى قد أدت إلى إنهاك" مجمع الشفاء.
وأعرب المسؤول الأممي عن أمله في أن يساعد تسليم 19200 لتر من وقود المولدات السبت في استئناف الخدمات الحيوية في المستشفى الذي لا يمكنه حالياً سوى تقديم "أبسط الإسعافات الأولية". لكنه أكد الحاجة "إلى المزيد".
"خطر المجاعة"وتوفر المنشأة التي تعرضت لأضرار جسيمة ودمرت محطة الأوكسجين الخاصة بها، ملاذاً لنحو 50 ألف نازح، وفق إدارة المستشفى.
ووصف شون كيسي، منسق فرق الطوارئ الطبية بمنظمة الصحة العالمية والذي شارك في البعثة، أجنحة الجراحة المكتظة.
في الوقت نفسه، قال كيسي في مقطع فيديو تم تصويره داخل الشفاء، حيث لجأت جموع من النازحين معظمهم من الأطفال، إن "كل من نتحدث إليه جائع"، محذراً من "خطر المجاعة".
وفي مؤشر على صعوبة الوضع، افتك سكان مساعدات غذائية من إحدى الشاحنات وهي في طريقها إلى المستشفى، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وقال المدير العام "في ظل النقص الحاد في الغذاء، فإن البحث عن الغذاء يجبر الناس على حالات جوع مروعة ويجعل البعض - بدافع اليأس - يأخذون الإمدادات من شاحنات التوصيل".
وتابع: "لا أستطيع إلا أن أتخيل العذاب الذي من شأنه أن يدفع الناس إلى هذا الحد".
وحذّر تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن الوضع المزري في مجمع الشفاء هو "صورة مصغّرة للكابوس الذي يعيشه سكان غزة، حيث يؤدي النقص الحاد في الأدوية والغذاء والطاقة والمياه - وقبل كل شيء - السلامة إلى تعرض السكان للخطر".
وقالت منظمة الصحة إن البعثة المشتركة السبت توجهت أيضاً الى مستشفى أصدقاء المريض الخيري الذي تديره منظمة غير حكومية ويوفر رعاية الأمومة والصدمات والطوارئ، لكنه يفتقر إلى الجراحين المتخصصين وطاقم للعناية المركزة والمضادات الحيوية وأدوية الإغاثة الأساسية.
شاهد: شتاء قاس أمام سكان غزة.. لا أحذية ولا ملابس شتوية تقي الأطفال من البردشاهد: البحرية الإسرائيلية تقصف ساحل غزةكما زارت البعثة مستشفيي الصحابة والحلو الدولي للولادة، اللذان يساعدان في نحو 35 عملية ولادة يومياً، بينما يواجهان نقصاً في الوقود والغذاء والماء والأوكسجين والمضادات الحيوية والتخدير.
وقال تيدروس: "يجب أن تكون المستشفيات أماكن للرعاية والتعافي، وليست أماكن خطر ومعاناة مستمرة". وكرر دعوته لوقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على ضرورة "الوصول المستمر للمساعدات الإنسانية".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دول خليجية ترحب بجهود السلام الأممية في اليمن شاهد: روسيا تبث فيديو لطائرات مقاتلة تنفذ ضربات داخل الأراضي الأوكرانية غزة على مشارف مجاعة وتصويت مرتقب في الأمم المتحدة لزيادة المساعدة الإنسانية وتفادي الأسوأ مجاعة منظمة الصحة العالمية مستشفيات أزمة إنسانية قطاع غزة مستشفى الشفاء ـ مجمع الشفاءالمصدر: euronews
كلمات دلالية: مجاعة منظمة الصحة العالمية مستشفيات أزمة إنسانية قطاع غزة مستشفى الشفاء ـ مجمع الشفاء عيد الميلاد روسيا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس أوكرانيا الضفة الغربية إسرائيل كييف فولوديمير زيلينسكي عيد الميلاد روسيا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس منظمة الصحة العالمیة یعرض الآن Next مجمع الشفاء
إقرأ أيضاً:
غدعون ليفي: صديقي بغزة أمام النفاد الوشيك لآخر قطرة من الأنسولين
كتب غدعون ليفي أن صديقه (م) في قطاع غزة أخبره أن الأنسولين يكاد ينفد منه، وهو المصاب بالحماض الكيتوني السكري المهدد للحياة.
وأوضح ليفي -في زاويته بصحيفة هآرتس- أن صديقه كان يحصل على الأنسولين من صيدلية وكالة غوث وتشغيل للاجئين (أونروا). ولكن منذ أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، لم يعد الأنسولين متوفرا، وقد طمأنه بأن هذه المادة لا تؤخذ إلا عند تناول الخبز، وهو لا يحتاج إليها الآن لعدم وجود خبز.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: دمشق تسعى لإقناع واشنطن برفع العقوباتlist 2 of 2اغتيالات الجنرالات في عمق روسيا تُقلق الكرملينend of listوقال (م) في مكالمة هاتفية من منزله المحترق في بيت لاهيا، شمال غزة الذي عاد إليه مؤخرا، إنه لم يتبق لديه سوى قطرتين، أو ربما يقصد وحدتين من الأنسولين، وهو يدخر آخر جرعة منه لعله يجد هو وعائلته قطعة خبز.
وخرج ابنه يبحث لساعات عن فشار لتهدئة معدته يوم الأربعاء، ولكن دون جدوى، وقال الأب "أخبرته أنه لن يجد شيئا" وقال إنه للمرة الأولى منذ بدء الحرب "أنا جائع، جائع جدا" رغم أنه دائما ما يحاول تهدئة الأمور، والتخفيف من وطأة محنته كي لا يثير الشفقة ويحفظ كرامته.
لماذا يقصفون؟أما يوم الأربعاء، فاعترف (م) بأنه جائع حقا، فقد كان الثلاثاء عصيبا للغاية لأن إسرائيل قصفت شمال القطاع بلا توقف، وقد أراد الأطفال المغادرة، لكنه سألهم "إلى أين نذهب؟" فجلسوا جميعا في ما تبقى من منزلهم تحت دوي القذائف، قبل أن يقرروا أنهم سيغادرون إذا لم يهدأ القصف بحلول الخامسة مساءً، ولحسن الحظ هدأ القصف قبل ذلك.
إعلانويتساءل (م) الذي عاد إلى أنقاض منزله بعد أشهر طويلة في مخيم بمنطقة المواصي "الإنسانية" المجاورة لخان يونس: لماذا لا يزالون يقصفون مع أنه لا يوجد محتجزون ولا حماس (حركة المقاومة الإسلامية) في بيت لاهيا، ولا يوجد سوى أكوام من الأنقاض.
وعندما عاد (م) البالغ 63 عاما -والذي أصيب بجلطة دماغية، وكلفته الرحلة من المخيم إلى منزله المحترق 334 دولارا- وجد ما كان منزلهم سابقا مجرد هيكل متهالك مغطى بالسخام، وهو الآن يخشى أن يضطر قريبا للفرار حفاظا على حياته وحياة عائلته.
وكانت محادثاتي مع (م) محبطة -كما يقول الكاتب- بسبب عجزي عن مساعدته، فقد جلس خارج منزله الأربعاء، وهو ينظر إلى بقايا سيارة المرسيدس -التي كان يقودها لسنوات معتمدا أحيانا على البنزين عندما يوجد، وأحيانا على زيت القلي المستعمل من أكشاك الفلافل عندما ينفد البنزين.
وأصبحت سيارة المرسيدس الصفراء الآن هي الأخرى عبارة عن هيكل محترق، ويحزن (م) عليها أكثر مما يحزن على منزله، لأنه قضى من الساعات داخلها أكثر مما قضى فيه، ويقول إنه أحيانا يربت عليها، وهو يختنق، ويفتح صندوقها المحترق ويستعيد ذكرياته، فقد اشترى لها قبل الحرب بأيام قليلة 4 إطارات جديدة، ولكنه لم تتح له قيادتها.
وختم الكاتب بأن سيارة الأجرة أصبحت الآن هشة مثل صاحبها الجائع، فقد تناول الثلاثاء بعض العدس، والأربعاء لم يأكل شيئا، وعندما يتمكن من الحصول على دقيق أو خبز فسوف يحقن نفسه بآخر قطرات الأنسولين المتبقية لديه.