يناقش سياسيون وعسكريون في منطقة الشرق الأوسط وفي أمريكا هذه الأيام قدرة المنطقة على احتمال أن تطول حرب غزة لأشهر قادمة كما أكدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة وكما قال بشكل واضح وصريح رئيس أركان الحرب الإسرائيلي هرتسيليا هليفي: «إن الحرب ستطول أشهرا قادمة» في سياق حديثه حول أهداف الحرب وأكد «ليس من السهل تحقيق أهدافها.
من جانب آخر، فإن إسرائيل بدأت تجني بعض نتائج وحشيتها في غزة؛ حيث بدأت تتلقى الكثير من الأعمال الانتقامية في الخارج كما أكد وزير دفاع الكيان الصهيوني أمس حيث قال «إننا نتعرّض لأعمال انتقامية في كل من العراق واليمن وإيران». وإذا كانت هذه الدول في عداء دائم لإسرائيل فإن الأعمال الانتقامية قد وصلت إلى دول تقيم مع إسرائيل علاقات صداقة قوية مثل الهند؛ التي وقع فيها أمس انفجار بالقرب من السفارة الإسرائيلية.
على أن منطق الأشياء يؤكد أن مثل هذه الأعمال العدائية يمكن أن تزيد خلال المرحلة القادمة وتطال حلفاء إسرائيل وداعميها لاستمرار حربها، كما يتصاعد خطاب الكراهية ضد إسرائيل ليس بين المسلمين فقط ولكن بين الكثير من الشعوب العالمية التي رأت حجم الوحشية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وضد الأطفال والنساء في غياب كل قيم الإنسانية التي تتشارك فيها الشعوب بغض النظر عن الأيديولوجيات.
وفي ضوء كل ذلك من الممكن أن يشهد الخطاب العالمي تحوُّلا جذريا في نظرته لهذه الحرب، كما أن الدول المتضررة اقتصاديا من الحرب قد تتحرك في اتجاهات مختلفة بما يحفظ مصالحها ويحمي أمنها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بين إيران وإسرائيل.. ما خسائر حرب الـ12 يوما؟
بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، يبدو التساؤل الأبرز عما تحقق خلال الحرب فيما يتعلق بميزان الربح والخسارة لكلا الطرفين.
إيران خسرت عددا من القادة العسكريين من الصف الأول خاصة في اليوم الأول للهجمات الإسرائيلية، على رأسهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري .
وكذلك قتل عدد من كبار العلماء النوويين، الذين كانت تعتمد عليهم طهران في تطوير برنامجها النووي.
وأيضا تضررت المنشآت النووية الإيرانية، وربما تعرضت للتدمير بشكل كامل أو جزئي، حسب الرواية الإسرائيلية، خاصة مع الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة لتلك المنشآت وعلى رأسها المنشآة الأهم في فوردو.
يضاف إلى ذلك، الخسائر الاقتصادية الكبيرة في إيران والدمار في البنية التحتية نتيجة الهجمات الإسرائيلية..
هذا عدا عن مقتل وجرح المئات من الإيرانيين من جنود ومدنيين.
خسائر إسرائيل في الحرب
تساؤلات بشأن قدرة الدفاع الجوي في إسرائيل على توفير الحماية الكاملة الجانب الإسرائيلي، سجل خسائر في جوانب عدة، من أبرزها التساؤلات بشأن قدرة الدفاع الجوي في إسرائيل على توفير حماية كاملة من الهجمات الصاروخية.
وأسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل وجرح العشرات من الإسرائيليين.
يضاف إلى ذلك أيضا أن الداخل الإسرائيلي شهد ضربات صاروخية تعتبر من الأشد في تاريخه.
كما أسفرت الحرب عن دمار في عدد من المدن الإسرائيلية وخسائر اقتصادية.
فرصة ثمينة
يرى محللون أن الاتفاق الذي أعلنه ترامب ربما يمثل أفضل صيغة لجميع الأطراف المنخرطة في الصراع، وأن تلك الأطراف خرجت رابحة بنسب متفاوتة، فالولايات المتحدة برهنت لخصومها على تفوقها العسكري من خلال استعراض القوة الذي تمثل في الضربة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية.
كما أنه يمثل نهاية مريحة لإسرائيل التي يتباهى مسؤولوها بأنهم قضوا على "تهديد وجودي"،حيث يمنحها فرصة لالتقاط الأنفاس، في ظل الصراع متعدد الجبهات الذي تخوضه منذ أكثر من 20 شهرا.
وربما يمثل الاتفاق طوق نجاة للنظام الإيراني الذي تلقى ضربة موجعة، وكان يمكن الإطاحة به في ظل كم الاختراقات التي كشفت عنها جولة الصراع الأخيرة، والضربات التي طالت أهدافا حساسة عدة في مناطق متفرقة من البلاد، التي ترزح تحت طائلة عقوبات اقتصادية خانقة منذ سنوات عديدة.
ولاشك أيضا أن هذا الاتفاق يشكل نبأ سارا للعديد من الأطراف الأخرى سواء في منطقة الشرق الأوسط أو خارجها، حيث كانت المخاوف من توسع الحرب بين إسرائيل وإيران وانعكاسها في صورة ركود اقتصادي كبير بمثابة هاجس للكثيرين، ومن بينهم أوروبا التي حثت عبر وزراء خارجيتها خلال اجتماعهم أمس الاثنين في بروكسل على الاحتكام إلى الدبلوماسية بعد الضربات الأميركية على إيران.