"أوديسه البهجة"… رحلة إنسانية مؤثرة في أسبوع النقاد بمهرجان القاهرة السينمائي
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
القاهرة - مدرين المكتومية
شهدت سينما الزمالك مساء أمس عرض فيلم "أوديسه البهجة" للمخرج الكوسوفي زجيم تيرزيقي وذلك ضمن المسابقة الرسمية لركن أسبوع النقاد في الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حيث جاء العمل ضمن ثمانية أفلام وصلت إلى القائمة النهائية للمنافسة.
الفيلم وهو إنتاج مشترك بين كوسوفو وفرنسا لعام 2025 بمدة 99 دقيقة حيث قدم سردا إنسانيا مفعما بالدفء من خلال استعادة أثر الحرب على الأجيال الصغيرة، والتأثير المباشر عليهم، من خلال قصة الفتى ليسي ذي الثانية عشرة الذي يعيش في كوسوفو بعد سنوات من انتهاء الحرب وفقدان والده المفقود في النزاع.
ليسي فتى يتسم بالعناد، ولا يريد من احد ان يناقشه، دائما ما يتأخر عن المنزل وكأن المنزل بأكمله لا يعرفون عنه شيء، يستيقظ ليخرج ويعود في آخر الليل كالقط، توبخه امه ومن ثم يعيد الكرة دون مباله.
منذ اللحظات الأولى للعرض بدت الافتتاحية كانت هادئة وقاتمة تعكس الخراب الداخلي قبل الخارجي بينما يطل ليسي على الشاشة بملامح تبحث عن معنى لا يزال متبعثرا في تفاصيل حياته اليومية، ومع دخول فرقة سيرك٨ دولية متنقلة إلى بلدته المدمرة يبدأ الفيلم في التحول تدريجيا نحو مساحات من الضوء والأمل.
وقد بدا واضحا خلال العرض أن المخرج تيرزيقي اعتمد مقاربة بصرية شاعرية صمت طويل ونظرات الأطفال، وألوان السيرك الزاهية التي تخترق رماد المدن المهدمة والمكياج الاحمر والاسود دليل الخراب والحرية والدماء ايضا، ما خلق توازنا مؤثرا بين الألم والرغبة في الفرح.
الفلم لم يكن فقط رسالة واضحه عن حجم الاثر الذي تخلفه الحرب وانما عن مواجهة الحياة بالفرح.
قدرة ليسي على ان يرسم لوحة مع افراد السيرك معا وكأنهم يعكسون حجم الهشاشة التي يعيشها الاطفال بسبب ما حدث لهم اثناء الحرب، ويمثل الفلم اضافة مميزة إلى مسابقة أسبوع النقاد بما يحمله من حساسية فنية وموضوع إنساني عميق.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
استقبال حافل لفيلم كلب ساكن بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي
استقبل جمهور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفيلم اللبناني كلب ساكن للمخرجة سارة فرانسيس استقبالًا حافلًا أثناء عرضه ضمن أفلام مسابقة آفاق، حيث شهد عرضه العربي الأول، بحضور مخرجة الفيلم سارة فرانسيس، ومنتجته لارا أبو سعيفان وبطلي الفيلم شيرين كرامة ونداء واكيم.
وبعد عرض الفيلم أُقيمت ندوة نقاشية مع طاقم العمل والممثلين حيث تفاعل معهم الجمهور بأسئلة حول قصة الفيلم والمعاني التي تحملها.
شهد الفيلم عرضه العالمي الأول بمهرجان روتردام السينمائي الدولي، وشارك في مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا ومهرجان بوينس آيرس الدولي للسينما، وحصل على عدة إشادات نقدية منها ما كتبه الناقد نديم جرجورة للعربي الجديد "بإيقاع بصريّ هادئ، تروي اللبنانية سارة فرنسيس حكاية، ظاهرها عادي ومُتداول، وباطنها، الذي يُمكن أنْ يكون بدوره عاديّاً ومُتداولاً، مليء بتمزّقات وارتباكات وملل وخيبات وقهرٍ، ورغباتٍ مكبوتة أو موءودة".
وكتب الناقد محمد رضا لشاشة الناقد "فيلم سارة فرنسيس ساكن كعنوانه. ثري بالتفاصيل الصغيرة. شريط الصوت مُعنى به جيداً، كذلك يُثير الإعجاب توقيت الحوار والحركة وتأطير اللقطات (تصوير مارك خليفة) لدقته. التعليق الصوتي يأتي في الأوقات الصحيحة، يُدلي ولا يزيد، رائع في كلماته".
تدور أحداث الفيلم في جبال لبنان الممطرة، حيث تقود عايدة سيارتها باتجاه منزل عائلي شبه متروك. إلا أن زوجها وليد لم يكن يتوقع وجودها هناك، وهو العائد للتو من اغترابه الطويل. يحاول كلا الزوجين فهم الآخر خلال أربعة أيام. ولكن العلاقة ليست سهلة. هل بقي ما يمكن انقاذه؟ كلب ساكن هو تشريح لعلاقة تتنفس وتتحلل في آن واحد.
كلب ساكن سيناريو وإخراج سارة فرانسيس وإنتاج لارا أبو سعيفان وساره فرنسيس لشركة الإنتاج أفلام بلا مكان، مع إنتاج مشترك لمارين فايان (Dewberries films) ومؤسسة البحر الأحمر، بمشاركة كارول مزهر ونِعَم عيتاني وماري جِرمانوس سابا.
الفيلم من بطولة شيرين كرامة ونداء واكيم، وتصوير مارك خليفة ومونتاج زينة أبو الحسن، تأليف موسيقى الفيلم لربيع جبيلي، تسجيل صوت لرالف عطاالله، تصميم الصوت لفكتور بريص، وميكساج لما صوايا.
سارة فرانسيس مخرجة لبنانية نشأت ودرست في بيروت. غالباً ما تقدم فرنسيس في أفلامها لوحات بصرية وصوتية، يتشابك فيها المجال الداخلي مع المجال الجغرافي، وتعيد العناصر تنظيم نفسها باستمرار، فتعكس موقعنا الدائم التقلب في العالم.
عُرض فيلمها الروائي الطويل الأول "طيور أيلول" (2013) لأول مرة في المسابقة الرئيسية لمهرجان كوبنهاغن السينمائي الدولي. ثم عُرض في العديد من المهرجانات والمتاحف، مثل "فن الواقع" في مركز لينكولن، ومتحف ستيديليك، و"دي إم زد دوكس" (كوريا الجنوبية)، وحصد العديد من الجوائز الدولية.
عُرض فيلمها الروائي الطويل الثاني "كما في السماء، كذلك على الأرض" (2020) لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي قبل أن يُجول عالميًا.
فيلمها الروائي الطويل الثالث "كلب ساكن" (2025) عُرض لأول مرة عالميًا في مهرجان روتردام السينمائي الدولي.