المفتي: الدار استقبلت أكثر من 300 ألف فتوى طلاق خلال آخر 5 سنوات
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
قال الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: يوجد ارتباط وثيق بين زيادة الوعي عند الشعب المصري، كما ظهر بوضوح في الإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وبين عودة الثقة بمؤسسات الدولة، ومنها المؤسسات الدينية، وخاصة دار الإفتاء، وهذا يظهر بوضوح في إقبال أفراد المجتمع على خدمات الدار، ومن أهمها الزيادة المطردة في عدد الفتاوى الصادرة في كل عام عن العام الذي قبله.
وأضاف، خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، أن دار الإفتاء لديها منهجية متكاملة نابعة من فهم العلماء الأوائل على مدى التاريخ، ومن حضارة فقهية ومنهجية لم يشهد التاريخ مثلها حيث إن منهجية دار الإفتاء تراعي السياق المجتمعي والواقع المعيش فيه والقوانين مع مراعاة ضوابط وأحكام الشرع وقت إصدار الفتاوى، وهذا يؤكد عراقة دار الإفتاء التاريخية باعتبارها المؤسسة الأهم في مجال الفتاوى ومعالجتها، وكونها أول مؤسسة دينية تغزو الفضاء الإلكتروني لنشر صحيح الدين ومواجهة الفكر المتطرف.
وشدَّد فضيلة مفتي الجمهورية على أن هناك جملة من المعاني تؤكد عدمَ جمود الفقهاء في المجالات العملية، خاصة في الفتوى على رأي واحد، بل راعوا الرأي الآخر المخالف ولم ينكروه ولم ينسبوه إلى الخطأ والقصور، بل نظروا في كيفية الاستفادة منه باعتباره يمثل فسحة وسَعة على المكلف، ما دام قد صدر عن مجتهد من أهل الاختصاص، وها هو الإمام القرافي يدعو للإفتاء بعُرف المستفتي فيقول: "وعلى هذا تراعى الفتاوى على طول الأيام؛ فمهما تجدد في العرف اعتبره، ومهما سقط أسْقِطه ولا تجمد على المسطور في الكتب طوال عمرك؛ بل إذا جاءك رجل من غير أهل إقليمك يستفتيك لا تُجْرِه على عرف بلدك واسأله عن عرف بلده، وأَجِرِه عليه وأفته به دون عرف بلدك والمقرر في كتبك، فهذا هو الحق الواضح، والجمود على المنقولات أبدًا ضلالٌ في الدين وجهلٌ بمقاصد علماء المسلمين والسلف الماضين".
واستشهد فضيلة المفتي على تلك الخبرة المتراكمة والمقترنة بإدراك الواقع بفتاوى الطلاق مشيرًا إلى أن الدار استقبلت أكثر من 300 ألف فتوى طلاق خلال آخر 5 سنوات أغلبها عبارة عن أيمان وحلف بالطلاق، يقع منها حالات معدودة وقليلة جدًّا؛ وذلك لأن علماء دار الإفتاء لديهم من الخبرة ما يستطيعون به معرفة هل كان هذا طلاقًا واقعًا أم يمينَ طلاق؟ وذلك من خلال خبرتهم المتراكمة التي تلقَّوها عن مشايخهم ولا توجد في الكتب.
واختتم فضيلته حوارَه بالتأكيد على أنَّ دار الإفتاء المصرية حرصت في عملها وفتاواها أن تعمل على حفظ استقرار المجتمعات والدولة الوطنية، والدعوة إلى قَبول الآخر والتناغم معه في سبيل البناء الحضاري للإنسان والتعاون المشترك، مشيرًا إلى أن المصريين -مسلمين ومسيحيين- عاشوا على أرض مصر عبر التاريخ جنبًا إلى جنب؛ بيوتًا متجاورة، ومصالح مشتركة، وأهدافًا واحدة، متضامنين متحابين في سبيل الوطن، رخاءً وأمانًا، حربًا وسلامًا، حتى يَئِست منهم كل محاولات الوقيعة التي تتعمَّد نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، فهؤلاء المغرَّر بهم من المتطرفين والأعداء لم يقرءوا التاريخ جيِّدًا ولم يعرفوا تلاحم هذا الشعب الصامد عبر العصور ضد الوقيعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
إدارة التوفيق والمصالحات.. الإفتاء 130 عامًا من خدمة المجتمع وحل النزاعات
على مدار أكثر من قرن، لعبت دار الإفتاء المصرية دورًا محوريًّا في حياة المواطنين، ليس فقط عبر إصدار الفتاوى الشرعية، بل من خلال تقديم حلول عملية للنزاعات الاجتماعية والمالية التي تمس استقرار الأسرة والمجتمع، وفي هذا الإطار، برزت إدارة التوفيق والمصالحات كإحدى أهم الإدارات التي تقدم خدمات مباشرة تمس حياة المواطنين بطريقة فعّالة وإنسانية.
إدارة التوفيق والمصالحات… يد تمتد لحل الخلافات
وضحت دار الإفتاء أن هذه الإدارة تُعنَى بـ الحكم والفصل في المنازعات الاجتماعية والمالية وقضايا التركات والديات والجراح والإصابات، وكل ما يمكن أن ينشأ بين الناس من خلافات يصعب حلّها عبر الطرق التقليدية.
وتعمل الإدارة بمنهج يقوم على:الاستماع لجميع الأطراف.
دراسة تفاصيل النزاع دراسة دقيقة.
تقديم حل شرعي عادل يراعي القيم الإسلامية ويضمن الحقوق.
وتهدف الدار من خلال هذه الإدارة إلى تقليل النزاعات القضائية، وتخفيف الأعباء عن المحاكم، وتعزيز مبدأ الإصلاح بين الناس.
كيف يتم التواصل مع إدارة التوفيق والمصالحات؟
حددت دار الإفتاء طريقتين للتواصل:
1. عبر الهاتفمن خلال الرقم:
022591044
حيث يتقدم المواطن بطلب رسمي، ويتم تحديد موعد يحضره جميع أطراف النزاع للاستماع إليهم والوصول إلى حلول عادلة.
مواعيد العملمن الأحد إلى الخميس
من الساعة 8:30 صباحًا حتى 5:30 مساءً
ويؤكد القائمون على الإدارة ضرورة حضور جميع أطراف النزاع حتى تتمكن اللجنة من أداء دورها بحيادية ودقة.
لماذا تلجأ الأسر إلى إدارة التوفيق والمصالحات؟
لحل الخلافات الأسرية دون تصعيد.
لتقسيم التركات بما يوافق الشرع ويمنع النزاعات.
لحل المنازعات المالية بعيدًا عن المحاكم.
لإنهاء قضايا الديات والجراح بالتراضي الشرعي.
للحفاظ على الروابط الاجتماعية ومنع تفكك الأسر.
هذه الخدمات تُسهم في تقليل التوتر بين المواطنين، وتساعد في تحقيق السلم الاجتماعي، خصوصًا في القضايا التي تحتاج إلى حساسية وحكمة.
130 عامًا من الفتوى… ورسالة لا تنقطع
يأتي استعراض تلك الإدارات ضمن حملة دار الإفتاء تحت شعار #١٣٠_عامًا_من_الفتوى، التي تسلط الضوء على تاريخها الطويل في خدمة المجتمع ونشر الوعي الديني والفقهي.