عمرو خليل يبرز أهم مشروعات التنمية بسيناء: 1015 مشروعا ومليارات الجنيهات
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
أكد الإعلامي عمرو خليل، على التطور والتنمية الكبيرة التي شهدتها سيناء، خلال السنوات الأخيرة، ورحلتها من تطهير الإرهاب إلى التنمية الشاملة.
وقال الإعلامي عمرو خليل، خلال برنامجه «من مصر» المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، إنه في يناير 2023، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن سيناء أصبحت خالية من الإرهاب، بعد عشر سنوات من محاربته، وفي الشهر نفسه هبطت طائرة حكومية في مطار العريش، وذلك للمرة الأولى خلال 8 سنوات، مع جولة رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، يرافقه 7 وزراء من الحكومة، وبعدها مباشرة، أطلقت الدولة أطلقت خطة تنمية شمال سيناء، تُنَفَّذ في الفترة من عام 2023 إلى عام 2030.
وذكر «خليل» أن الخطة تتضمن إنشاء مدن جديدة، وتنفيذ مشروعات تنموية بشمال سيناء، باستثمارات تصل إلى 280 مليار جنيه، ووُضِعت خططاً لتنفيذ شبكة متكاملة من الطرق والأنفاق والموانئ والمطارات ومن المستهدف إنشاء نحو 83 ألف وحدة سكنية في مختلف مدن شمال سيناء.
وأضاف أنه حتى الآن انتهى من 730 مشروعا من إجمالي 1015 مشروعا مخطط تنفيذها خلال تنفيذ خطة التنمية الشاملة في سيناء، وخطة التنمية تهدف لإنشاء منطقة زراعية تنموية في رفح والشيخ زويد، كما تتضمن زراعة 270 ألف فدان في شمال ووسط سيناء، كما تتضمن تنفيذ أكثر من 180 مشروعًا تم وجارٍ تنفيذها بقيمة 123 مليار جنيه بمجال الزراعة، كما سيكون من المستهدف تنفيذ أكثر من 380 مشروعًا كهربائيًا و40 مشروعًا يؤمّن الغاز الطبيعي في شمال ووسط سيناء.
وأوضح أن خطة تنمية شاملة تنفذها الحكومة في سيناء، من خلال مشروعات ضخمة تنوعت بين الزراعية والبنية التحتية والوحدات السكنية وغيرها بهدف إعادة الحياة لأرض الفيروز.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سيناء عمرو خليل التنمية العريش
إقرأ أيضاً:
عاصمة للثقافة المصرية.. شمال سيناء صحراء يولد فيها الضوء من بين حبات الرمال
في الركن الشرقي البعيد من خارطة الوطن، حيث تحتضن الأرض زرقة البحر وامتداد الرمال، تقف شمال سيناء كقصيدة قديمة لم تُقرأ بعد بكامل عمقها، مدينةٌ يولد فيها الضوء من بين حبات الرمل، وتتعانق فيها الذاكرة مع الحكايات البدوية، وتسكن في بيوتها رائحة التاريخ وأغاني الصحراء، وعندما أعلنت وزارة الثقافة اختيار شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية 2026، بدا الأمر أشبه بإزاحة ستارٍ عن لوحة فنية ظلّت طويلاً تنتظر من يقدّر جمالها، لقد جاء هذا اللقب ليعيد إلى الواجهة ما تزخر به سيناء من ثراء ثقافي وفني وإنساني، ولينفض الغبار عن كنوز تراثية طالما حفظتها القبائل السيناوية في صدورها قبل متاحفها.
هذه المحافظة ليست مجرد أرضٍ حدودية؛ إنها منصّة مفتوحة للثقافة، معمل حي للتراث، ومتحف ممتد تحت السماء، تمتزج فيها أصوات الشعراء البدو، ونقوش التطريز السيناوي، وذاكرة المدن الساحلية التي شهدت أحداثًا صنعت تاريخًا لا يُمحى، وفيما يلي جولة في أشهر المواقع الثقافية، وأبرز الحرف التراثية، ومظاهر التميز الثقافي التي تجعل شمال سيناء جديرة بهذا اللقب.
المواقع الثقافية محطات مضيئة.. والحرف التراثية إبداع منسوج
يقف قصر ثقافة العريش كمنارة ثقافية وسط المدينة، ليس فقط بمبناه، وإنما بدوره الذي يتجاوز الجدران ليصل إلى كل بيت في المحافظة، القصر مساحة تجمع الأجيال، يحتضن مكتبة ثرية تعج بالكتب والدوريات، ويقدم مسرحه عروضًا فنية تعبّر عن الهوية السيناوية، من رقصات شعبية إلى أمسيات شعرية يتجلى فيها صوت البادية وحكمتها.
مركز ثقافة الطفل.. بذور الغد
من بين أهم المؤسسات الثقافية في المحافظة، يأتي مركز ثقافة الطفل بالعريش نموذجًا يُحتذى به في مدارس الإبداع، فهنا تُروى الحكايات الشعبية، وتُدرّب الأيدي الصغيرة على الحرف التراثية، ويتعلم الأطفال فنون الحكي والرسم والغناء، ليكتشفوا مبكرًا أن الثقافة ليست كتابًا يقرأونه فقط، بل حياة يعيشونها.
متحف التراث السيناوي.. خزانة الذاكرة
في صمت المتحف، تحكي المقتنيات قصصًا لا تنتهي: عباءات مطرزة، أدوات الحياة اليومية، صخورٌ منقوشة، وحُلي تحمل رموزًا موروثة من أجيال، متحف التراث البدوي أو السيناوي بالعريش يعد أحد أهم المعالم التي تصون تراث القبائل، وتوثّق نمط الحياة الذي منح سيناء فرادتها، هنا يتعرف الزائر إلى جوهر البيئة السيناوية التي شكّلت ملامح الشخصية البدوية.
البيوت البدوية التراثية.. معمار يحكي أجداده
تنتشر في العريش وبعض مدن المحافظة بيوت بدوية أُعيد ترميمها لتكون قاعات للحرف التراثية وفضاءات تعليمية لتاريخ سيناء الثقافي، فهذه البيوت ليست مجرد مبانٍ؛ إنها ذاكرة من طين، وشهادة على قدرة الإنسان السيناوي على صنع الجمال من أبسط عناصر البيئة.
التطريز السيناوي.. لغة المرأة على القماش
لا يمكن ذكر سيناء دون استحضار جمال التطريز السيناوي، تلك الزخارف الهندسية التي تحمل رسائل موروثة عبر أجيال، ألوانٌ مبهجة.. رموز لها دلالات.. وحكايات تُروى دون كلمات، تعتمد نساء سيناء في تطريزهن على خيطان حمراء وزرقاء وسوداء، تصوغها الأيدي بحرفية نادرة، لتخرج أثوابًا وحقائب وأغطية بات العالم يعترف بها كفن مستقل.
صناعة السجاد والكليم.. دفء الصحراء
على النول اليدوي، تنسج النساء السيناويات خيوط الصوف بألوان مستمدة من الطبيعة: الأصفر من الشمس، البني من الرمل، والأحمر من غروب البحر، السجاد والكليم البدوي ليسا مجرد منتج منزلي، بل هوية كاملة تتجلى فيها البيئة التي نشأت فيها هذه الحرفة، كل قطعة تحمل بصمة صانعها، فتغدو تحفة فنية تحتفظ بروح صاحبتها.
الحلي البدوية.. فضة تحمل تاريخًا
تشتهر سيناء بصناعة الحلي الفضية المزينة بالخرز، التي ترتديها النساء في المناسبات والأعراس، من أشهرها "الشنبرة" و"القلادة البدوية" و"الزمام". هذه الحلي ليست زينة فحسب، بل ترمز إلى الانتماء القبلي، وتعبر عن مكانة المرأة الاجتماعية.
الصناعات السعفية.. هدايا من النخيل
في القرى السيناوية، يمكن رؤية النساء وهن يشكلن من جريد النخيل سلالًا وأطباقًا وقبعاتٍ تحمل روح البيئة، إنها حرفة ارتبطت برحلة الصحراء، حيث يستغل السيناويون كل ما تمنحه لهم الطبيعة ليخلقوا منه جمالًا نافعًا.
الملامح الثقافية.. هوية لا يشبهها أحد
شمال سيناء ليست مجرد تراث جامد؛ إنها حياة نابضة، تتميز المحافظة بثقافة بدوية ذات جذور عميقة، يظهر أثرها في الشعر والغناء والأمثال الشعبية، ولعل الشعر النبطي من أهم سمات الهوية السيناوية، حيث يعبّر الشعراء عن الحب والوطن والحكمة بلغة صادقة وموسيقى تلامس الوجدان، كما تشتهر سيناء بالرقصات البدوية، مثل الدحية التي تتطلب تناغمًا جماعيًا يعكس روح القبيلة ووحدة أفرادها.
كذلك تُعد سيناء بوتقة تنصهر فيها ثقافات متعددة، بحكم موقعها الذي جعلها معبرًا للتجارة والحضارات، هذه الميزة انعكست على عادات سكانها وتقاليدهم وملابسهم وموسيقاهم، لتشكل لوحة ثقافية فريدة.
حتى المطبخ السيناوي يحمل طابعه الخاص؛ من الخبز المصنوع على الصاج إلى وجبات تعتمد على أعشاب الجبل، وكل طبق يحمل نكهة تاريخٍ لا يتكرر.
سيناء التي تستحق الضوء
بعد تتويجها عاصمة للثقافة المصرية 2026، تقف شمال سيناء على أعتاب مرحلة جديدة تفتح فيها أبوابها للعالم لتروي قصتها، فكل موقع فيها هو فصل من كتاب، وكل حرف تراثي هو سطر من ذاكرة، وكل أغنية بدوية هي صفحة من روحٍ لا تنطفئ، شمال سيناء ليست مجرد جغرافيا؛ إنها هوية متدفقة، وكنز تراثي، ومساحة نقية لحوار بين الماضي والحاضر.