كمال ميرزا يكتب .. اليوم الأول بعد “نتنياهو” !
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
#سواليف
كتب .. #كمال_ميرزا
مصطلح ” #اليوم_الأول_بعد_الحرب” الذي يتم تداوله كثيرا عبر وسائل الإعلام، ويحاول #العدو_الصهيوني من خلاله الإيحاء أن انتصاره في حرب الإبادة والتهجير التي يشنّها ضد #الشعب_الفلسطيني هي مسألة محسومة، وأن القضاء على #المقاومة هو “تحصيل حاصل”..
هذا المصطلح في حقيقة الأمر وواقع الحال يعني “اليوم الأول بعد نتنياهو”! إذا كان هناك خلاصة ما أو نتيجة يقينية ما تمخّضت عنها الـ (91) يوما من القتال، ومن المقاومة البطولية، ومن الصمود الأسطوري لأهالي غزّة وعموم الشعب الفلسطيني.
لقد استوفى ” #نتنياهو ” وعصابة حربه فرصتهم بـ “الصاع الوافي”، وتم رفدهم بشتى أشكال وسبل الدعم المباشر وغير المباشر بلا حدود.. والنجاح الوحيد الذي استطاعوا تحقيقه هو تكسّر مخططاتهم المبيّتة على صخرة غزّة، وإذلالهم تحت أقدام الأهالي والمقاومة.
الترتيبات من جهة الكيان الصهيوني للمرحلة القادمة محسومة: لا وجود لـ “نتنياهو” وعصابة حربه، والتخلّص منه هو تحديدا هي مسألة وقت لا أكثر حتى لو استدعى الأمر “تصفيته” بالمعنى الحرفي للكلمة.. ولكن الذي يؤخّر ملاقاة “نتنياهو” لمصيره المحتوم هو أنّ الترتيبات التي تُضمر للطرف المقابل، الطرف الفلسطيني، لم تُحسم بعد!
من حين لآخر يتم إطلاق بالونات اختبار تتضمن مقترحات حول مستقبل غزّة والضفة الغربية ومجمل القضية الفلسطينية، ولكن سرعان ما تتبدد هذه المقترحات أمام بطولات المقاومة في الميدان، وإمساكها بزمام المعركة، والموقف الموحّد والصلب لجميع فصائل المقاومة، واللُحمة العجيبة والعصية على الاختراق حتى هذه اللحظة بين هذه الفصائل وحاضنتها الشعبية.
المشكلة في هذه المقترحات أنّها لا تخرج عن إطار نفس المرجعيات والثوابت التي انبثقت عنها حرب الإبادة والتهجير؛ بمعنى، ما فشل الكيان وحلفائه وأعوانه في تحقيقه عسكريا، هناك محاولات الآن لتحقيق أكبر قدر ممكن منه سياسيا.. ولكن المبدأ واحد والمنطلقات واحدة، والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
1- بقاء “إسرائيل”، حتى وإن استدعت طبيعة المرحلة القادمة إدخال بعض التعديلات على “دورها الوظيفي” في المنطقة.
2- الحفاظ على التفوّق “الإسرائيلي” في شتّى المجالات وليس فقط على الصعيد العسكري.
3- حرمان الشعب الفلسطيني من مقدّراته وثرواته الطبيعية (غاز غزّة بشكل خاص)، وعدم الاعتراف له بأي حقوق شرعية في هذه الثروات حتى ولو من قبيل المحاصصة أو الشراكة.
4- حرمان الشعوب العربية من مقدّراتها وثرواتها من خلال ربطها مباشرة بسيطرة وتحكّم وهيمنة الكيان الصهيوني ومن خلفه أميركا (عن طريق وكلاء يكيّشون عمالتهم).
السؤال البسيط ولكن المحيّر الذي يتبادر إلى الأذهان هنا: لماذا تصرّ الأنظمة العربية في حراكها ومبادراتها ومقترحاتها على مراعاة المنطلقات والثوابت الإسرائيلية (والأميركية) وإعطائها الأولوية على حساب نفسها وعلى حساب الشعب الفلسطيني؟ هل حقا أنّ الكيان الصهيوني (ومن خلفه أميركا والغرب) هو مسلّمة من مسلّمات المنطقة، ولا يمكن للمنطقة ودولها وشعوبها أن تستمر دون هذا الكيان؟ هل حقا أنّ “التحرر الوطني” غير ممكن، والتخلّص من الهيمنة والتبعية مهمة مستحيلة؟
والإجابة ببساطة لا!
هناك عدّة سيناريوهات وبدائل يمكن من خلالها أن تستمر دول وشعوب المنطقة وتزدهر وتنتعش دون وجود الكيان الصهيوني و”الحماية” الأمريكية. بل إنّه لا سبيل لازدهار وانتعاش حقيقي لدول المنطقة طالما أنّ هذا الكيان الإحلالي الشاذ يكتم على أنفاسها وأميركا والغرب يمتصّان دمائها!
ولكن للأسف، السواد الأكبر من أبناء “النخبة الحاكمة” في الدول العربية من أهل السلطة والسياسة والمال والأعمال، وحتى أهل الثقافة والأدب والفن والإعلام والعلوم، قد حسموا خياراتهم منذ وقت طويل، ورهنوا أنفسهم ومصالحهم واستمرارهم بمصالح الكيان الصهيوني واستمراره.
والحديث عن “اليوم التالي بعد نتنياهو” هو في حقيقة الأمر حديث عن اليوم التالي لكثير من شخوص ورموز هذه “النخب” العربية، لذا تجدهم حريصين كلّ هذا الحرص على الكيان الصهيوني، وأمنه الوجودي، ويحاولون بتفانٍ اجتراح الحلول لمساعدته في النزول عن الشجرة، ومنحه صورة نصر ما ولو وهمي، وإعطائه كافة الضمانات التي يطلبها والتي لا يطلبها!
قد يتبادر للوهلة الأولى أنّ غرور “نتنياهو” وغطرسته يمنعانه من رؤية حقيقة أنّه قد انتهى، ولكنه في قرارة نفسه هو أكثر شخص يدرك أنّه انتهى، لذا هو حريص كلّ هذا الحرص على إطالة أمد الحرب في غزّة ولو على حساب إذلال جيشه “الذي لا يقهر”، وعلى توسيع نطاق الحرب ولو كان الكيان الصهيوني هو أكبر الخاسرين!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف اليوم الأول بعد الحرب العدو الصهيوني الشعب الفلسطيني المقاومة نتنياهو الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
موقع بريطاني: اليمن لاعب مؤثر اشترط وقف عملياته لالتزام الكيان الصهيوني بوقف النار
يمانيون |
أكد موقع Middle East Eye البريطاني أن اليمن برز خلال الفترة الأخيرة كموقف قوة إقليمي بعد أن ربط وقف عملياته العسكرية بامتثال الكيان الصهيوني لشروط وقف إطلاق النار في غزة، ما أضاف ثِقلاً سياسياً واستراتيجياً لموقف صنعاء في محور المقاومة، وجعل من موقفها ورقة تأثير فعلية في المعادلات الإقليمية.
وذكرت التحليلات المنشورة بالموقع أن اليمنيين نفّذوا هجمات متواصلة تضامناً مع فلسطين، من دون حاجة للتفاوض المباشر أو غير المباشر مع الكيان الصهيوني حول الهدنة، وأن أداءهم على مدى العامين الماضيين تضمن ضربات بعيدة المدى وتجربة حصار بحري أثّرت في مسارات الملاحة والتجارة الإقليمية، بل وصلت آثارها إلى تعطيل قطاع الطيران واختراق الدفاعات الجوية الصهيونية في مناسبات متعددة.
وفي قراءة اقتصادية لاستراتيجية اليمن البحرية، أشار أستاذ الدراسات الدفاعية أندرياس كريج إلى نجاح إجراءات الحصار اليمني على سفن مرتبطة بالعدو وبتجارتها في البحر الأحمر، ما اضطر بعض خطوط الشحن الكبرى إلى التفاف طويل ومكلف حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما ألحق كلفة تشغيلية إضافية على سلاسل الإمداد العالمية وأثر على الشركات الكبرى، كما لوحظ في تحركات أسواق الشحن العالمية. تقارير مالية وصحفية دولية لاحقة أشارت إلى تقلّبات في أسهم شركات الشحن وقلقٍ لدى المستثمرين حول عودة الملاحة عبر قناة السويس.
من زاوية دبلوماسية وأمنية، رأى المحلل الأمني علي رزق أن صنعاء نجحت في “فك ارتباط” الدور الامريكي عن مسرح العمليات اليمني، بمعنى أنها أجبرت الولايات المتحدة على إعادة تقييم خياراتها والتعامل بحذر مع الوجود المباشر أو التوغلات في المناطق التي تمس مصالح اليمن، وهو تحول استراتيجي مهم بحسب تقدير المراقبين لِما يخلِّفه من تبعات على سياسات واشنطن وترتيبات الحماية للكيان الصهيوني.
وأوضح التحليل أن تدخّل صنعاء في البحر الأحمر لم يعزز شرعيتها على المستوى الداخلي فحسب، بل وفر لها رصيداً سردياً خارج حدود البلد، إذ اعتبرت الخبيرة أروى مقداد أن هذه الخطوات أعطت الحكومة الثورية قدرة على استثمار مبدأ “الإنصاف والرد على الظلم” في خطاب داخلي وخارجي، ما جعل من تهميش بعض الأطراف الإقليمية أمراً محرجاً لجهاتٍ كانت مترددة في التضامن مع غزة.
كما خلص التحليل البريطاني إلى أن المشهد السياسي اليمني يعكس تعاظماً في نفوذ نظام صنعاء مقابل تراجع دور ما يُسمّى بالحكومة المعترف بها دولياً في عدن (التي تُنتقد بقوة لارتباطها بالمحاور الإماراتية والسعودية)، مشيراً إلى أن سيطرة صنعاء على الشمال المكتظ بالسكان ومقارعتها المباشرة للوسطاء الرئيسيين أعطتها اليد الطولى في مستويات النفوذ والتفاوض الإقليمي.
واختتم الموقع تحليله بالتأكيد على أن شنّ حملة شاملة على اليمن يمثل خياراً عسيراً جداً بالنسبة للكيان الصهيوني، في حين أن اليمن قادر على متابعة عملياته بفعالية نسبية دون دفع ثمنٍ مفرط — ما يجعل من مسألة الردّ المباشر والمنسق مع الامريكي وحلفائه أمراً معقَّداً سياسياً وعسكرياً.