مندبة جديدة فى باب المندب!
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
ضربات جوية وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا، ودول حليفة، مساء أمس الأول الخميس، ضد أهداف فى اليمن، يستخدمها الحوثيون «فى تعريض الملاحة للخطر»، حسب الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى قال، فى بيان أصدره البيت الأبيض، أمس الجمعة، إن «الضربات الدقيقة» رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة وشركاءها لن يقفوا مكتوفى الأيدى أمام تعريض حرية الملاحة للخطر، وشدّد على أنه لن يتردد فى إعطاء توجيهات لاتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية الأفراد والتدفق الحر للتجارة.
الضربات الجوية هى الأولى، التى تشنها الولايات المتحدة على الأراضى اليمنية، منذ الغارات التسع التى نفذتها بين ٢٣ سبتمبر و١٣ ديسمبر ٢٠١٦. وقيل إنها تهدف إلى إضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن التجارية فى البحر الأحمر، غير أن الجماعة، أكدت بلسان محمد عبدالسلام، متحدثها الرسمى، أنها لن تتراجع عن قرارها بضرب السفن الإسرائيلية، أو تلك المتجهة إلى موانئ إسرائيلية، دعمًا للفلسطينيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن الحوثيين كانوا قد استولوا على أسلحة الجيش اليمنى عندما سيطروا على العاصمة صنعاء ومناطق محيطة بها. ويؤكد مسئولون عسكريون فى صفوفهم أنهم استطاعوا تصنيع صواريخ ومدرعات ومسيّرات.
للدخول أو الخروج من البحر الأحمر، تمر السفن من مضيق «باب المندب»، الذى يبلغ عرضه حوالى ٣٢ كم، وتقع إريتريا وجيبوتى على جانبه الإفريقى، واليمن، التى يسيطر عليها الحوثيون، على الجانب الآسيوى، أو شبه الجزيرة العربية. ومنذ ١٩ نوفمبر الماضى، شن الحوثيون ٢٧ عملية استهداف لسفن تجارية مرتبطة بإسرائيل، أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب، عند الطرف الجنوبى للبحر الأحمر. والثلاثاء الماضى، أسقطت القوات الأمريكية والبريطانية، أكثر من ٢٠ مسيّرة وصاروخًا. وتعليقًا على هجوم شنه الحوثيون، الخميس، قالت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» إنه الهجوم الـ٢٧ الذى تنفذه الجماعة. وتصادف أن تقوم إيران فى اليوم نفسه، بالاستيلاء على ناقلة نفط، كانت فى طريقها إلى تركيا، ردًا على قيام الولايات المتحدة بمصادرة ناقلة كانت تحمل نفطًا إيرانيًا فى السنة الماضية.
المهم، هو أن الولايات المتحدة وبريطانيا وثمانى دول حليفة، قالت إن الضربات التى استهدفت مواقع على صلة بالحوثيين فى اليمن، تهدف إلى «خفض التصعيد» فى المنطقة، وإعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر، وشدّدت على أنها «لن تتردد فى الدفاع عن الأرواح وضمان حرية حركة التجارة فى أحد الممرات المائية الأكثر أهمية فى العالم فى مواجهة التهديدات المتواصلة». فى المقابل، قالت الخارجية الروسية إن ضربات الخميس «مثال آخر على مخالفة الأمريكيين والبريطانيين قرارات مجلس الأمن»، وأظهرت «تجاهلًا تامًا للقانون الدولى» و«تؤدى إلى تصعيد الموقف فى المنطقة».
دعت الصين، أيضًا، إلى منع اتساع رقعة النزاع فى الشرق الأوسط، وقالت ماو نينج، المتحدثة باسم الخارجية الصينية، إن بلادها «تشعر بالقلق من تصعيد التوتر فى البحر الأحمر، وتحض الأطراف المعنية على التهدئة وممارسة ضبط النفس لمنع اتساع رقعة النزاع». وبين الجانبين، أعربت السعودية، جارة اليمن، عن قلقها البالغ إزاء العمليات العسكرية فى البحر الأحمر والغارات الجوية التى تعرضت لها مواقع فى اليمن. ودعت الخارجية السعودية، فى بيان، إلى «ضبط النفس وتجنُّب التصعيد فى ظل ما تشهده المنطقة من أحداث»، وأكدت أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر»، مشددة على «أهمية حرية الملاحة فى البحر الأحمر» بوصفها «مطلبًا دوليًا لمساسها بمصالح العالم أجمع».
.. وتبقى الإشارة إلى أن «المندبة»، بفتح الميم وتسكين النون وفتح الدال، جذرها ندب وجذعها مندب، وهى المناحة، البكاء، أو النواح على الميت. وتقول الأسطورة إن ضخامة عدد ضحايا الهزة الأرضية، التى فصلت قارتى آسيا وإفريقيا، هى سبب إطلاق اسم «باب المندب» على ذلك المضيق، الذى يفصل القارتين، ويصل البحر الأحمر بالمحيط الهندى. ويقال، أيضًا، إن العرب كانوا إذا غزوا مناطق إفريقية، ينقلون سباياهم إلى الجزيرة العربية عبر هذا المضيق، فكانت أمهات السبايا يبكين ويندبن على فقد أولادهن هناك!
ماجد حبته – الدستور المصرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فى البحر الأحمر باب المندب
إقرأ أيضاً:
أيام.. "إيديكس"
للمرة الثانية أتيحت لى فرصة زيارة المعرض الدولي الرابع للصناعات الدفاعية "إيديكس 2025" بعد أن جاءتني الموافقة على طلب الحضور عبر الموقع المخصص لهذا الغرض، والمعرض الذى بدأت فعالياته بافتتاح رسمي يوم الإثنين الموافق الأول من ديسمبر وبحضور رئيس الجمهورية، وممثلي كبرى الشركات المعنية بالتسليح العسكري، واختتمت يوم الخميس الرابع من ديسمبر، يعكس حرص الدولة على استضافة هذا الحدث الذي يعكس مكانة مصر كدولة قادرة على جمع أهم الشركات والمؤسسات الدفاعية تحت سقف واحد.
الإبهار هو أول ما يمكن أن تستشعره بمجرد اقتراب السيارة من منطقة أرض المعارض بالتجمع الخامس، تنظيم دقيق للدخول من البوابات وإجراءات أمنية، وأعلام الدول المشاركة ترفرف على محيط السور الخارجي، إبراز الموافقة هو أمر ضروري للدخول من البوابة الخارجية، وإذا كانت تحتاج الى طباعة فهناك فريق متخصص من الشباب يتولون هذا الأمر بكل سهولة ويسر.
فى الفناء الخارجي للمعرض تصطف قطع حربية متنوعة، وفرقة الموسيقى العسكرية تلفت انتباه وإعجاب الحضور، كلما مرت بين الحين والآخر، المطاعم التى تقدم الوجبات والمشروبات الخفيفة منتشرة فى كل مكان، فالوقت حتما سيطول بالزائر ولابد من وقت للاستراحة، خاصة أن درجة الحرارة هناك أقل من معدلاتها والجو يتسم بالبرودة.
هناك عدة قاعات تشمل المعروضات المختلفة، ولفت نظري فى جناح اتحاد الصناعات المصرية سيارة إطفاء صغيرة أشبه بمركبة التوكتوك، تصنعها الشركة الهندسية للصناعة، يمكنها الدخول إلى الأماكن والشوارع الضيقة التى لا تستطيع سيارات الإطفاء الكبيرة النفاذ لها، وتضم- كما قال أحد المهندسين- تانكا أساسيا من الحديد المعالج ضد الصدأ بسعة 200 لتر ماء، وتانكا احتياطيا بسعة 200 لتر أيضًا مع طفاية للحريق تحتوى على ست كيلوات من البودرة.
فى نفس الجناح لفتت المعروضات نظري، فسألت إحدى القائمات على الجناح وتدعى هدى فقالت إن شركة ماجيك للأعمال الهندسية هى شركة تقوم بتوريد وتركيب وصيانة المولدات الكهربائية وأبراج الإنارة بالإضافة إلى الأعمال الكهرو ميكانيكية بجميع المواقع.
الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربي والترسانة البحرية وشركة البصريات، شهد الجناح الخاص بها أقبالا كبيرا من قِبل حتى الجمهور العادى الذى حرص على التقاط الصور التذكارية والاستماع إلى شرح المختصين، عن هذه القطع العسكرية التى تمثل تطورا هائلا فى التصنيع العسكري، بالإضافة بالطبع الى الزوار المختصين من ممثلي الدول والوفود من مختلف الدول.
الشركة الإيطالية "سيا" العاملة فى مجال تصنيع بوابات المرور الإليكترونية فى المطارات وغيرها وتحديد مناطق الألغام، تتعاون مع مصر منذ عام 1999- كما قال مدير التسويق المهندس جيوفاني، وهى شركة كبرى في هذا المجال- أنشئت عام ١٩٨٥، وبعيدا عن التخصص أبدى إعجابه بالمطعم الإيطالي فى فندق الإقامة، وقال إنه أفضل من الموجود فى إيطاليا نفسها.
المعرض الذى ضم حوالى 500 شركة من مختلف دول العالم، ومنها الجناح الإماراتي أيضا الذى ضم قطعا حربية متنوعة من إنتاج إحدى الشركات المتخصصة.
معرض إيديكس في نسخته الرابعة لهذا العام ٢٠٢٥، والذى تم تنظيمه والاشراف عليه بالكامل من خلال شركة مصرية، شهد إقبالا كبيرا من الجمهور وطلاب الجامعات والمختصين في صناعة الأسلحة والمعدات الحربية.
الشيء الجميل واللافت فى معرض إيديكس ومنذ نسخته الأولى فى 2018 أنه أتاح الفرصة للجمهور العادي للتجول بين جنباته، وهو ما يغرس قيم الإعجاب والانبهار بقدراتنا العسكرية والتطور الهائل والابداع فى التصنيع عاما بعد عام.. وهو أمر يدعونا لأن نستزيد من الفخر بحامي حمى البلاد جيشنا العظيم.