الغارديان: قضية جنوب أفريقيا تمثل عقودا من التاريخ الاستعماري
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
رغم أن جلسات استماع محكمة العدل الدولية لمرافعات جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال لم تستغرق أكثر من 6 ساعات من الجدل القانوني فقط، إلا أنها تمثل عقودا من التاريخ.
ونشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للصحفية نسرين مالك قالت فيه إن القضية في جوهرها كانت تتعلق بشيء أوسع: سد الفجوة بين الواقع الفلسطيني وكيف تصفه القوى السياسية المهيمنة.
واعتبرت الكاتبة أن الغضب الذي امتد منذ أسابيع من الحرب على غزة إلى الشوارع في جميع أنحاء أوروبا تم تجاهله أو رفضه أو حظره، أو التشهير به من قبل القادة السياسيين، حسبما نشر موقع القدس العربي.
وأضافت أن التأييد الشعبي لوقف إطلاق النار، والذي يبلغ الآن أكثر من 70% في المملكة المتحدة لا ينعكس في مواقف الحكومة أو المعارضة.
وأشارت إلى أنه حتى على الصعيد العالمي، لم تترجم إدانة العنف من جانب منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة وحتى البابا إلى إجراءات ذات معنى من جانب القادة السياسيين، بالإضافة إلى استخدام واشنطن حق الفيتو لعرقلة قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار.
ولفتت الكاتبة إلى أنه حتى لغة الاحتجاج تم تحليلها قانونيا لجعلها إشكالية أو جاهلة؛ وقد اتُهم المتظاهرون بـ "تحويل" الصراع إلى "نظرية أكاديمية عصرية"، أو مبالغة في انشغال "اليساريين والأكاديميين" بالحديث المتسامح.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية، ديفيد كاميرون يؤمن بأنه لا ينبغي أن "نثرثر" بالحديث عن تهمة الإبادة الجماعية.
اقرأ أيضاً
بلاغة جنوب أفريقيا وتلعثم المجرم
تهمييش الموقف الفلسطيني
وأكدت الكاتبة أن كل ماسبق يؤكد ما قيل لمؤيدي فلسطين لسنوات: إن موقفكم هامشي. ولا يقوم على دليل أو أخلاق.
وبعبارة أخرى، فإن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني معقد، ومن الأفضل تركه للكبار.
وكان هذا الموقف يرتكز دائما، على حقيقة أنه، حتى لو كان الدعم لفلسطين شعبيا، فإنه لم يكن قويا.
ونادرا ما انتقلت تلك الآراء من الشوارع إلى قاعات السلطة، وعندما حدث ذلك، كان من الممكن دائما حجب، أو تشتيت مثل هذه المشاعر.
ونوهت الكاتبة إلى ضرورة أن تستمع المحاكمة إلى ما وثقته وسائل الإعلام في الحرب، وما أكد جرائم، وتوثقه المنظمات الدولية.
ومن المهم أن يتم التحدث بها في إطار رسمي، ضمن إطار قانوني، ينطق بها المحامون ويستمع إليها القضاة.
حتى الطقوس الرصينة وتصميم الإجراءات كان مرحبا بها. والنتيجة الإجمالية هي التأكيد على منح الناس في غزة الحق في سماع صوتهم.
وتعلق الكاتبة أنه لا يهم ما هو الحكم النهائي بقدر ما يهم أن القضية قد رفعت في المقام الأول.
وقالت: "يمكنك الاتفاق أو الاختلاف حول ما إذا كانت العقبة القانونية لإثبات الإبادة الجماعية قد تم تجاوزها ولكن في تقديم مذكرة تعترف بخطورة الأحداث – وأن تلك الأحداث الخطيرة قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية – وقد تم تقديم ما يكفي لتوضيح أن الاستجابة الدولية كانت قاصرة بشكل مثير للصدمة".
اقرأ أيضاً
محكمة العدل الدولية: جنوب أفريقيا ستغيّر "النظام العالمي"
التاريخ الاستعماري
وترى الكاتبة أن هناك تجربة، منسوجة في حدود هذه البلدان وذكرياتها وسياساتها المعاصرة، للاحتلال الاستعماري واختلالات ما بعد الاستعمار التي تجعل من فلسطين قضية طوطمية، وهي قضية تتماشى مع الاستياء من المصالح الغربية المهيمنة التي تخدم قلة من الناس وتتوقع أن يتماشى الباقي معها.
وتعتقد الكاتبة أنه سيتم رفض القضية، بطبيعة الحال، كما حدث بالفعل، بقوة من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكندا، وألمانيا، وغيرها.
ولكن هناك تكلفة باهظة تترتب على رفض المفاهيم والعمليات التي تدعم شرعية مطالبة هذه البلدان بالسلطة الأخلاقية.
وأنه من الأهمية بمكان أن هذه السلطة الأخلاقية هي السبب وراء تعيين أنفسهم أوصياء على السياسة الخارجية العالمية، حيث يتم حماية الضعفاء ومحاربة المعتدين.
وتختم بالقول: لقد وضع الصراع هؤلاء الحلفاء في موقف يسمح لهم بتقويض أنظمتهم أو تجاهلها، مما يؤدي إلى فقدان مصداقيتهم.
اقرأ أيضاً
نيويورك تايمز: الحرب الإقليمية التي كان يخشاها الجميع بدأت بالفعل في الشرق الأوسط
المصدر | الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: جنوب أفريقيا إسرائيل محكمة العدل الدولية جنوب أفریقیا الکاتبة أن
إقرأ أيضاً:
الغارديان: تغيير النظام الإيراني شبه مستحيل.. القول سهل والفعل صعب
سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الضوء على التقارير التي تحدثت عن محاولات لإسقاط النظام الإيراني، معتبرة أن "تغيير النظام في طهران فكرة جيدة، لكن نظرا إلى التاريخ فإن الأمر شبه مستحيل".
وقالت الصحيفة في مقال للمعقل مارتن كيتل ترجمته "عربي21": "لا أحد يشك في خبث الحكومة الإيرانية، ولكن إذا نسينا مآسي التدخلات السابقة فسنرتكب نفس الأخطاء"، منوهة إلى أنه "عشية حرب الخليج عام 1991، سأل مراسل تلفزيوني القائد الأمريكي نورمان شوارزكوف عما إذا كان سيُسقط صدام حسين. أجاب شوارزكوف بإيجاز لا يُنسى: القول سهل. الفعل صعب".
كان شوارزكوف يُدرك ما يتحدث عنه. كان الجنرال تلميذا متمرسا في منطقة الشرق الأوسط - فقد أمضى بعضا من سنوات طفولته في طهران - وفي التاريخ العسكري. في الواقع، استُوحيَت استراتيجيته الناجحة في الحرب البرية لهزيمة صدام في الكويت، عن قصد، من تكتيكات الالتفاف التي استخدمها القائد القرطاجي هانيبال لهزيمة الرومان في كاناي عام 216 قبل الميلاد، ما أحدث تأثيرا مدمرا.
يُعدّ تغيير النظام، الذي يُذكر الآن بشكل متزايد فيما يتعلق بإيران، تجسيدا بالغ الخطورة لسياسة "القول السهل والفعل الصعب". من الواضح أن العالم سيكون مكانا أفضل بدون أنظمة "قمعية" مثل النظام القائم في طهران. ولكن لا توجد رافعة يمكن سحبها بسهولة، ولا زر يمكن الضغط عليه، ليحل محل الطغيان الدائم بسعادة دائمة على الفور. فالتدمير ليس كإعادة البناء.
بدلا من ذلك، يُعدّ تغيير النظام عبارة غالبا ما تُخفي وراءها العديد من المشاكل والبؤس الدائم، والتي عانى معظمها بشدة الناس العاديون الذين تغيرت أنظمتهم.
وزعم الكاتب أن الرغبة في رؤية نهاية النظام الإيراني "صحيحة"، معللا ذلك بأنها "من أكثر دول العالم قمعا، وفيها اعتقالات ومحاكمات تعسفية وتعذيب وعمليات إعدام شائعة، إلى جانب قمع النساء والأقليات والمهاجرين، وصعوبة ممارسة النشاط السياسي وحرية التعبير".
وتابع تحريضه على طهران قائلا: "صدّرت الجمهورية الإسلامية استبدادها لسنوات، عبر وكلائها من حماس وحزب الله، والآن من خلال تزويد روسيا بالأسلحة في أوكرانيا"، إضافة إلى رغبتها في امتلاك الأسلحة النووية، التي ستهدد بها إسرائيل وستسعى إلى تدميرها.
وأردف قائلا: "إذا سنحت الفرصة، فلماذا لا نحاول استبدال هذا النظام؟ ما الذي لا يدعم إسقاطها، خاصة في وقت تُعاني فيه حماس وحزب الله، وكذلك الحوثيون في اليمن، من تراجع عسكري، وتشعر فيه البلاد بتأثير العقوبات الدولية؟ يبدو أن الأيام الأولى للهجوم الإسرائيلي على إيران، بقيادة بنيامين نتنياهو، قد ألحقت أضرارا جسيمة بالبنية التحتية النووية والعسكرية للنظام، وكشفت عن محدودية قدرة إيران على الرد والدفاع عن نفسها. إن لم يكن الآن، فمتى؟".
ورأى أن "الإغراء حقيقي جدا. في السياسة، كما في الحرب، يُمكن أن تكون الشجاعة لاغتنام اللحظة حاسمة"، مؤكدا أن "إسقاط النظام الإيراني سيزيل تهديدا دوليا لإسرائيل بشكل خاص".