رشان أوشي: أي قوات مسلحة ستخرج من هذه الحرب؟ 1_4
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
١/ الخيانة العظمى:
سيبدأ التاريخ الزمني للكتابة في هذا الموضوع ما قبل السبت الموافق ١٥/ أبريل/ 2023، والكتابة في هذا الموضوع تحوطها المخاطر، لأن الكثير من المعلومات والحقائق ما زال طي الثنايا وغائباً، ولكن الفكرة الرئيسية التي بدأت تتداول، أن السودان ما بعد الحرب الطويلة التي تعدت تسعة أشهر لن يكون كما قبل 15/ أبريل/ 2023، في الوقت نفسه أن القوات المسلحة بعد الحرب لن تكون كما قبلها، وأيضا المشهد السياسي سيطاله التغيير، والأطراف في الصراع سوف تتغير في الشكل والمضمون.
صبيحة ١٥/ أبريل/ 2023، اندلعت الحرب؛ تفاجأ بها المواطن هذه حقيقة مجردة، ولكن الحقيقة الغائبة تكمن في السؤال: “هل تفاجأ بها الجيش؟”، ما زالت الإجابة على هذا السؤال طي الثنايا، لم تخرج من بين صدور القائمين على الأمر، ولكن الحقيقة الأخرى أنه عندما أطلقت الرصاصة الأولى، لم يكن الجيش السوداني في أحسن حالاته، بل كان في مرمى نيران المعارضة الحكومية، وهي أغرب حالة سياسية على مر التاريخ، أن تعارض أحزاب حاكمة مؤسسات الدولة التي تديرها، وتبع ذلك هجمات إعلامية قاتلة، أودت بالروح المعنوية للضباط والجنود، وبجانب ذلك وجود بعثة أممية تجاوزت التفويض الممنوح لها؛ ونصب رئيسها نفسه حاكما عاما على السودان، بل وحاول إصلاح الجيش عبر عملية جراحية قاتلة بإشراف الوكلاء المحليين.
وفي المقابل… كانت مليشيا الدعم السريع تنمو، وتتمدد، عمليات التجنيد مستمرة وتنقيب الذهب؛ وتهريبه إلى خزائن روسيا والإمارات، وبالتالي شراء السلاح وتمكين الجيش الموازي من مفاصل الدولة، عبر سياسة وضع اليد، التي استخدم فيها سلاح الابتزاز والانحياز للثورة، وتوجت عملية تمكين مليشيا حميدتي من مفاصل الاقتصاد عندما قدمت قوى الحرية والتغيير “دقلو” لرئاسة لجنة الطوارئ الاقتصادية بمباركة رئيس الوزراء “حمدوك”.
في ذات الوقت… كانت تطالب ذات الأحزاب الحاكمة بضرورة تصفية شركات القوات المسلحة ومصادرتها، بينما تنمو شركات الدعم السريع كالورم الخبيث، كما استجلب “دقلو” المسيرات، ومضادات الطيران الحديثة؛ تحت مرأى ومسمع الشركاء المدنيين.
بعد سنوات من الضغط عبر معاول الهدم التي كانت تضرب في جسد الجيش ومنظومته الأمنية، وصمت قادة الجيش على حملات التدمير الممنهج، توهم حلفاء مليشيا “دقلو” أن المعركة الكونية حسمت نهائيا، وبالتالي، ما عاد ثمة مبرر لتعطيل مسيرة الوصول إلى السلطة الموعودة، لكن ما انكشف لاحقا لهؤلاء السذج، أن حقيقة الجيش السوداني غير الوهم الذي سوقوه عبر منابر أحزابهم وخنادق النضال المزعوم.
بعد مرور تسعة أشهر على العمليات العسكرية، اتضح لهم بل وللجميع أن القوات المسلحة ومنظومتها الأمنية ليست «مبرة» غايتها جمع القلوب، ولا هو مستشفى همه معالجة الأمراض، بل مقاتل شرس في حلبة لا تتسع لقويين…
كيف تمكنت القوات المسلحة وهي في أضعف حالاتها من تدمير ترسانة قتالية ضخمة؛ ممولة ومدعومة سياسياً ودبلوماسياً من عدة دول… هو ما سنكشف عنه في سلسلة مقالاتنا هذه…
محبتي واحترامي
رشان أوشي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات الضعين
في مواقيت أصبحت معلومة بسبب تكرارها، يدور الحديث في الإعلام و الوسائط عن مفاوضات بين الجيش و الدعم السريع .
ذات الأحاديث تدور علي أرض العمليات و لكن بلغة السلاح و القوة .
مع انتصارات الجيش و المشتركة في كردفان يرد نفي عالي النبرة للمفاوضات من التمرد كلما هزموا و أحبطوا في مدينة وموقع .
لغة الإعلام تقول إن التفاوض بين الجيش و الدعم السريع تتم في مكان ما دون سند و مرجع رسمي .
لغة السلاح و القوة تقول إن (الضعين جوا) و في هذا إجابة لأوهام المتمردين بمفاوضات تنقذهم .
الأبطال في الميدان و جماهير الشعب السوداني تقول لا للتفاوض .
قيادات التمرد تقول إن الهدف من حربهم الشمالية و شندي معقل الفلول و الكيزان .
أوباش التمرد يدركون أن الشمالية كانت معقل الإتحاديين عندما كانوا علي رأس دولة 56 و لم يكن للكيزان فيها وجود و لكنها حمية الجاهلية و جهل القيادة التي تسوقهم لحرب عنصرية .
ركزوا قيادتهم و قواتهم الصلبة في نيالا و الضعين ليؤسسوا تفرقة وطنية تجعل لكل فريق مساحة و مدناً و حواضن .
أمس تقدمت القوات المسلحة و المشتركة بعد إعادة السيطرة علي الخوي و هي تستعد لاجتياحهم في معاقلهم بدارفور .
عندما كان التمرد يسيطر علي الوسط و الشمال رفضت القوات المسلحة التفاوض لأنها تعلم و تدرك أنها لن تفاوض من منطلق ضعف.
عندما تصل قواتنا المسلحة و القوة الحليفة لدارفور فإنها ستخوض معارك أقل يسراً و أيسر من التي مضت، ذلك أن التمرد قد فقد القادة و الجنود و العتاد في الميدان و لن تسعفهم و لن تنقذهم تحركات و دعوات من داعميهم في الخارج و لا أجنحتهم السياسية من الخونة في تقدم و قحت و صمود.
القوات المسلحة ترفض التفاوض مع المتمردين لأن هدفها المعلن و من كبار قادتها هو إفنائهم و تنظيف السودان منهم و لن يكون لللانتصارات معني إذا كانت ستعيد الجهلة القتلة من آل دقلو و من تبعهم للمشاركة في الحكم .
الحرب نهايتها أن تضع السودان في مرحلة جديدة مَن يحمل السلاح فيها قواته المسلحة فقط .
مرحلة السودان الجديدة أن تكون بلادنا و فضاؤها السياسي و حكمها للذين كانوا حماة للوطن و لا مكان فيها للخونة و القتلة .
قريباً ستتم المفاوضات بلغة و إرادة القوات المسلحة و على وقع انتصاراتها و سيكون مكانها (الضعين جوا).
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب