كتبت سابين عويس في" النهار": لا يكفي ان تتذرع المكونات المسيحية على اختلافها بأنها لا تقصّر في رفع الصوت عاليًا في وجه الحالة الشاذة التي يشهدها لبنان بسبب شغور موقع الرئاسة الاولى الناجم عن استمرار تعطيل عقد جلسة الانتخاب، أو في وجه التطورات الدراماتيكية على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية المنذرة بانزلاق خطير نحو حرب تتجاوز الساحة الجنوبية.
فحزب "القوات اللبنانية" الذي يملك اكبر تكتل نيابي مسيحي خالص، هو خارج السلطة التنفيذية بقرار منه، وهو، منذ شغور الرئاسة، يمتنع عن ممارسة دوره التشريعي انطلاقاً من رفضه التشريع في غياب رئيس الجمهورية، باستثناء مشاركة وحيدة اخيراً هدفت الى التمديد لقائد الجيش .حال حزب الكتائب لا يختلف عن "القوات"، ما يجعل مكوّنين من اصل ثلاثة خارج السلطة. أما"التيار الوطني الحر" الذي يملك ثاني اكبر تمثيل مسيحي، ويمثل الفريق المسيحي في الحكومة، فهو منذ خلوّ قصر بعبدا من شاغله بعد خروج العماد ميشال عون منه، اتخذ قرار مقاطعة جلسات مجلس الوزراء للسبب عينه، اي غياب الرئيس، مع كل ما رتبته هذه المقاطعة من أضرار جسيمة، كان يمكن تلافيها لو عاد وزراء "التيار" إلى ممارسة دورهم، اقله في ما يتصل بحماية صلاحيات رئيس الجمهورية التي يتذرعون بالدفاع عنها وحمايتها،
لا توافق اوساط "قواتية" على مقاربة الواقع المسيحي من موقع ضعف، وإنْ كان التشرذم في ما بين مكوناته يعكس هذا الانطباع. هذا لا يعني ان القيادات المسيحية لم تفقد القدرة على المبادرة، ليقينها ان ما يشهده لبنان من إمساك "حزب الله" بمقدرات الحكم فيه لا يختلف عن انقلاب السابع من أيار، وانما هذه المرة من دون الحاجة إلى قمصان سود، ذلك ان الانقلاب يحصل ضمن اللعبة الدستورية ومن داخل المؤسسات. وفي رأي هذه الاوساط ان اي مواجهة اليوم من خارج المواجهة السياسية ستؤدي حكماً إلى اندلاع الحرب الاهلية مجدداً.
ترفض الاوساط تحميل المسيحيين، ولا سيما "القوات"، مسؤولية فقدان التوازن لمصلحة "الحزب"، مشيرة إلى ان المسؤولية تقع ايضاً على القاعدتين السنّية والدرزية. ولا يمكن في رأيها ان يخوض المسيحيون وحدهم او "القوات" وحدها معركة استعادة السيادة واسترجاع لبنان النموذج، لأن عنوان المعركة يتحول فئوياً، بل هي معركة مشتركة مع الشركاء في الوطن لتشكيل قوة واحدة، على غرار القوة التي وُلدت من رحم 14 شباط 2005.
مصادر في "التيار" تعي هذا الواقع وخطورته، لكنها لا تبدي الاستعداد لخوض مغامرة التغيير التي لم تنضج ظروفها بعد، في ظل الرعاية التي لا يزال يوفرها مؤسس "التيار" لرئيسه اليوم.
وعليه، تبقى الصورة على ما هي من رصد وترقب لميدان غزة والجنوب، قبل ان تعود إلى الداخل اللبناني لتسلط الضوء على واقع جديد لن يعيد حتماً لبنان إلى صورته ودوره ونموذجه في المدى القريب!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
معلومات جديدة… هذا ما كشف عن العظام التي عثر عليها في محيط بركة دير سريان
أبلغ أحد الصيادين عن العثور على تيشيرت وحذاء عسكري عالقين بعظمة في محيط بركة دير سريان، فباشرت قوة من الجيش والدفاع المدني عمليات بحث لم تُسفر عن نتيجة، بحسب ما افادت مندوبة "لبنان 24".وأمس، أرشد الصياد الجهات المعنية إلى عظام إضافية نُقلت لإجراء فحص الـDNA، الذي يستغرق نحو أسبوع.
ويتطابق الموقع مع نقطة كان يتواجد فيها أحد مفقودي الخيام، فيما كانت والدته قد عثرت سابقًا على فردة حذاء تعتقد أنها تعود لابنها، وتشبه تلك التي عُثر عليها حديثًا.
وبعد العثور على أجزاء من هيكل عظمي، تجددت آمالها، رغم تداول معلومات تزعم أن العظام غير بشرية.
وأكدت الجهات المختصة أن الحسم يبقى رهن نتائج الفحوص المخبرية. مواضيع ذات صلة معلومات جديدة.. هذا ما كُشف عن الجثة التي عُثر عليها داخل حقيبة في سنّ الفيل Lebanon 24 معلومات جديدة.. هذا ما كُشف عن الجثة التي عُثر عليها داخل حقيبة في سنّ الفيل