مجموعة ألمانية: سنوفر ممرات برية بديلة للبحر الأحمر عبر السعودية والإمارات
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
أعلنت مجموعة الشحن الألمانية "هاباج لويد"، الإثنين، أنها ستوفر خطوط نقل برية عبر السعودية والإمارات، للتخفيف من تأثير التوترات في البحر الأحمر على أعمالها وتحركات سفنها.
وأوضحت المجموعة في بيان لها، أنها ستوفر خطوط نقل برية من موانئ جبل علي الإماراتي والدمام والجبيل السعوديين، لخدمتها التي تنطلق من جدة، مشيرة إلى أن هدفها يتمثل بـ"تزويد العملاء بحل مناسب للتغلب على هذا التعطل غير المتوقع حتى يعود الوضع في البحر الأحمر إلى طبيعته".
وأضافت المجموعة، في بيان آخر نشرته الإثنين، أنها ستواصل توجيه سفنها للإبحار حول رأس الرجاء الصالح حتى إشعار آخر، وذلك بسبب هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
وتابعت: "نواصل مراقبة الوضع ومراجعته باستمرار، وبمجرد أن تتغير الظروف ويصبح الوضع آمناً مرة أخرى ستبحر سفننا عبر البحر الأحمر وقناة السويس".
اقرأ أيضاً
وزيرة إسرائيلية: نلتف على هجمات الحوثيين بنقل البضائع عبر الإمارات
وجاء إعلاني "هاباج لويد" بعد ساعات من كشف وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف، أن العمل جار على إنشاء "محور لنقل البضائع من الهند عبر الإمارات ومنها إلى إسرائيل؛ للالتفاف على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر".
وذكرت ريغيف، في بيان نشرته على منصة إكس: "نقوم بإنشاء محور التفافي على الحوثي حيث سيتم نقل البضائع من الهند عبر أبوظبي إلى إسرائيل".
وأضافت: "قمت بتأسيس فرق محترفة ستعمل على تمكين النقل البري للبضائع من أبوظبي إلى إسرائيل".
وتقدم "هاباج لويد" خدمات لوجستية عبر جلب البضائع من الموانئ عبر الطرق البرية أو السكك الحديدية، وتقول الشركة إنها تعمل في 55 ميناء و53 محطة برية بمنطقة الشرق الأوسط.
وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيداً عسكرياً في البحر الأحمر وخليج عدن، إثر تنفيذ الجيشين الأمريكي والبريطاني ضربات عسكرية ضد أهداف لجماعة أنصار الله (الحوثيين) يوم 11 يناير/كانون الثاني الجاري.
ومنذ ذلك الحين، أطلق الحوثيون عدة صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه سفن أمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، لترد الولايات المتحدة بقصف أهداف للجماعة في عدة محافظات يمنية، كما استهدفت المليشيا سفناً إسرائيلية أو متجهة لدولة الاحتلال.
اقرأ أيضاً
توترات البحر الأحمر قد تنتقل لممرات مائية أخرى.. تقرير غربي: المارد خرج من القمقم
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية الإمارات هاباج لويد جبل علي جدة البحر الأحمر قناة السويس الحوثيون فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
في ذكرى يوم الجلاء .. كيف خطفت السعودية والإمارات استقلال الجنوب اليمني
في الوقت الذي يحتفل فيه اليمنيون لإحياء ذكرى يوم الجلاء ، يوم خروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن ، يفجر تحالف العدوان السعودي الإماراتي المحتل ، في حضرموت وعدن موجة من التوترات العسكرية الحادة بين مرتزقتها، هذا التوتر بات يتخذ شكل تحريك مليشيات، حشود عسكرية، وانفجارات سياسية تُذكّر اليمنيين بأنهم، رغم مرور 57 عامًا على رحيل المحتل البريطاني، ما زالوا يعيشون في دوامة احتلال جديد لا يقل قسوة ولا تطاولًا على السيادة، وهكذا، تتبدد بهجة اليمنيين بذكرى التحرر من الاستعمار، لتحل محلها خيبة الاستعمار المُعاد إنتاجه، بأسماء عربية وبأدوات يمنية.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
من استعمار قديم خرج مطروداً إلى احتلال جديد دخل بأيدي المرتزقة
تحمل ذكرى الجلاء رمزية وطنية كبرى في نفوس اليمنيين، فهي تعني لهم أنها الذكرى التاريخية الخالدة التي حملت بحق كل معاني الاستقلال، السيادة، الكرامة الوطنية، لكن الأحداث الحالية في حضرموت وعدن جعلت المناسبة تتحول إلى تذكير موجع بأن الجنوب لم يعد سيد قراره.
إن مظاهر التحشيد العسكري، وبسط النفوذ عبر مليشيات وفرق أمنية تابعة للمحتلين الجدد من السعودية والامارات، تُظهر أن اليمنيين لم يغادروا مربع الوصاية، بل استبدلوا استعمارًا بآخر، أكثر التواءً وتعقيدًا.
السعودية والإمارات، اللتان دخلتا اليمن تحت لافتة إعادة الشرعية، تمارسان اليوم نفوذًا واسعًا يجعل من الجنوب ساحة سباق نفطي وبحري لا يختلف كثيرًا عن سباق الإمبراطوريات قديمًا على الموانئ والمضائق.
حضرموت .. الجائزة الكبرى في صراع الرياض وأبوظبي
لا يمكن فهم التوتر في حضرموت بمعزل عن ثرواتها وموقعها، فهي المحافظة الأغنى بالنفط والغاز، وأهم موانئ التصدير على البحر العربي، ومنفذ بحري استراتيجي يطل على خطوط التجارة من المحيط الهندي.
هنا بالضبط تتقاطع أطماع الطرفين، فالإمارات تسعى إلى تأمين نفوذ بحري طويل الأمد، يضمن لها التحكم بالموانئ اليمنية، وتكريس دورها كقوة ملاحية إقليمية، والسعودية تريد وضع يدها على وادي حضرموت والصحراء، لتأمين حدودها الجنوبية، وتحقيق منفذ مباشر للبحر عبر الأراضي اليمنية، بعيدًا عن ابتزاز مضيق هرمز.
وبين المشروعين، تتحرك مليشيات وألوية وقوات قبلية، تُدار عبر غرف عملياتها ومصالحها المتضاربة، وتجعل حضرموت أقرب إلى منطقة نفوذ تحت التنافس الحاد منها إلى محافظة يمنية تمتلك قرارها.
عدن .. تحولت إلى ساحة تصفية حسابات
عدن، التي كان يُفترض أن تكون مركزًا لإدارة حكومة تحالف العدوان ، أصبحت مختبرًا لمشروعين متنازعين، مشروع إماراتي يقوم على تمكين المجلس الانتقالي وسياسة المربعات الأمنية، ومشروع سعودي يعمل على إعادة بناء نفوذ سياسي وعسكري موالٍ لها، ولو على حساب شركائها السابقين.
نتيجة هذا الصراع تُترجم على الأرض، اشتباكات، اعتقالات، إزاحة قيادات، إدارة موانئ عبر التفويض وليس السيادة، وكأن عدن تتحول تدريجيًا من مدينة إلى ملف تفاوضي.
يوم الجلاء .. ذكرى وطنية تُدهس فوق مدرعات الخارج
كيف يمكن لشعب أن يحتفل بذكرى الاستقلال بينما، مليشيات تنسب نفسها للوطن تتحرك بأمر دول محتلة، وثرواته تُدار من خلف حدود اليمن، وموانئه تُغلق أو تُفتح اعتمادًا على قرار من السعودية أو الامارات، وحقول نفط تُدار وفق أولويات السوق السعودي والاماراتي .
لقد تحوّل يوم الجلاء، الذي يفترض أن يُعزز شعور اليمنيين بوحدتهم واستقلالهم، إلى مناسبة تكشف حجم العجز والخضوع،
والمفارقة هنا مؤلمة، البريطانيون غادروا مطرودين في يوم واحد بينما النفوذ الإقليمي يتغلغل اليوم بطريقة أعمق من أي احتلال مباشر.
التدخل السافر .. أبعاد تتجاوز اليمن إلى البحرين الأحمر والعربي
السعودية والإمارات لا تتحركان بدافع له علاقة بأي شأن يمني، بل بدافع، التحكم بممرات الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وضمان منافذ استراتيجية بديلة للطاقة، لتوفر غطاءً تقدر من خلاله على تأمين خطوط التجارة والبنية التحتية لمشاريعهما العملاقة التي هي في الأساس غطاء لمشاريع مشتركة مع كيان العدو الصهيوني، وبالتالي، فإن اليمن بالنسبة لهما جزء من خريطة نفوذ إقليمي كبرى، وما يجري في حضرموت وعدن هو تنفيذ مباشر وبقوة السلاح، لهذه الحسابات العابرة للحدود.
استقلال بلا سيادة .. وبلد يُختطف مرتين
ذهب الاحتلال البريطاني، لكنّ الجنوب اليوم يُحاصر بنفوذ المحتلين الجدد المتشابك الذي يطغى على السياسة والاقتصاد والأمن، ومع كل توتر عسكري أو تحريك لمليشيات، يدرك اليمنيون أن ذكرى الجلاء ليست احتفالًا بقدر ما هي جرس إنذار، تؤكد أن السيادة منتهكة، والثروة مستباحة، والقرار مرهون، والمشهد يعيد إنتاج الاستعمار بأدوات محلية وبأختام سعودية وإماراتية خبيثة،
إن الاستقلال الحقيقي في جنوب الوطن لا يُقاس بذكرى خروج آخر جندي بريطاني فحسب، بل بقدرة الشعب على حماية أرضه وثروته وقراره.