عربي21:
2025-06-27@17:01:23 GMT

كيف تفاعلت الشعوب العربية مع العدوان على غزة؟

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

كيف تفاعلت الشعوب العربية مع العدوان على غزة؟

لم يكن تفاعل الشعوب العربية مع العدوان الصهيوني الوحشي ضد غزة على درجة واحدة، فثمة دول عربية سمحت بهوامش محدودة لحراكات ونشاطات شعبية للتعبير عن مناصرتها لأهل غزة، تمثل ذلك بتنظيم عشرات المظاهرات والوقفات على مدار أيام العدوان، وثمة دول عربية أخرى ليس من الوارد في أعرافها السياسية إقامة مثل تلك النشاطات والفعاليات.



وحتى تفاعل الشعوب العربية في بعض الدول العربية التي تتسامح مع نشاطات وحراكات شعبية ضمن السقوف التي تحددها تلك الأنظمة، لم يكن على مستوى الحدث وضخامته وتاريخيته، بل كان بمجموعه تفاعلا متواضعا، مع أنه في بعض مظاهره وتجلياته كان تفاعلا قويا، لكنه لم يشكل بتراكماته ضغطا قويا على الحكومات العربية يدفعها لتغيير مواقفها السياسية وفق مراقبين.

وفي هذا الإطار شهدت بعض الدول العربية، كالأردن واليمن والمغرب ولبنان مظاهرات ووقفات شعبية متواصلة طوال فترة العدوان على غزة، نددت بالجرائم والمذابح التي اقترفها جيش الاحتلال بحق المدنيين من أهل غزة، وطالب المتظاهرون بوقف فوري للعدوان، واستنكروا ما وصفوه بالصمت العربي الرسمي والدولي، وطالبوا برفع الحصار والسماح بإدخال المساعدات إلى غزة.

وتبعا لاختلاف الظروف والأعراف السياسية السائدة في العالم العربي، وحدود المسموح به والممنوع بشأن الفعاليات والنشاطات الشعبية، تباينت الآراء حول تفاعل الشعوب العربية مع مجازر جيش الاحتلال ضد أهل غزة، والتدمير الجنوني الشامل لعمرانها ومبانيها وأحيائها السكنية، بين من يعذر تلك الشعوب ويرى أنها تحركت وفعلت ما أمكنها فعله، وبين من يصفها بمحدودية المشاركة والفاعلية والتأثير، وكانت أقل من السقوف المسموح بها.

الأكاديمي والداعية السعودي، الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي رأى أن تعاطف الشعوب العربية مع ما يجري في غزة "له جانبان، الأول يتعلق بالاعتقاد والوجدان، فهي مع الشعب الفلسطيني وما يحدث للأهل في غزة، وهذا أمر مهم جدا، لأن انعدامه يعني خروج المسلم من دائرة الالتزام الذي يوجبه الدين الإسلامي على المسلم".


                                  سعيد الغامدي.. أكاديمي وداعية سعودي

وأضاف "أما الجانب الثاني فيظهر بالخطوات العملية التي تطبق على الواقع، وفيه تقصير كبير، وقد تخلف فيه المسلمون عن الواجب الذي يجب عليهم القيام به، اللهم ما حدث من بعضهم بتقديم التبرعات والمساعدات، لكن الواجب أكبر من هذا بكثير".

وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول: "ولا يخفى أن المسلمين ابتلوا بالحكام الظلمة والفسقة والمرتدين، الذين تحالفوا مع العدوان ووقفوا معه، ولهذا فالشعوب العربية تخاف، وبات خوفهم مسيطر على أعمالهم وتصرفاتهم، ولا يستطيعون للأسف الخروج من هذا المأزق الذي يعيشونه، والله سبحانه قد عذر المستضعفين، فقال {إلا المستضعفين من الرجال والنساء لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا}.

وتساءل الداعية الغامدي "هل الأمة كلها وصلت إلى درجة الاستضعاف؟ إن هذا من الهوان والوهن الذي أصاب الأمة، ونسأل الله أن تشكل الأحداث منعطفا كبيرا لإيقاظ أحاسيسها ووجدانها وتحركها وعملها، وهذا له مؤشرات كبيرة في الواقع، وهو الذي يخافه الأعداء في كل مكان".

من جانبه رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعات الأردنية، الدكتور أحمد البرصان أن "الأنظمة السياسية العربية قامت طوال السنوات السابقة بترويض الشعوب العربية، وقامت كذلك بتهميش الأحزاب السياسية، والتضييق عليها، ما أوصل الشعوب العربية إلى الابتعاد عن المشاركة السياسية، أو تحاشي الانخراط في العمل الحزبي والسياسي نتيجة تلك السياسات".


                                                         أحمد البرصان.. باحث أردني.

وأضاف: "وهذا ما يتبدى بوضوح في تجربة الأحزاب السياسية في مصر، فقد كانت أحزابا قوية ولها حضور في الشارع، لكن النظام قام بتهميشها، وكذلك الحال في تجربة إشراك الإسلاميين في المغرب، ثم تم تهميشهم بعد ذلك، وفي التجربة التونسية تم إحباط الثورة والالتفاف عليها، والاصطدام بالأحزاب وتهميشها، وهو ما انعكس على أداء الشعوب وتحجيم دورها كذلك".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "ما تسمح به الأنظمة السياسية العربية في بعض الحالات يأتي ضمن الأطر والخطوط التي تسمح بها الأنظمة، وهي تهدف من وراء ذلك إفساح المجال للشعوب كي تنفس عن غضبها ونقمتها واحتجاجها عما تراه من مجازر وعدوان وحشي، وصمت عربي ودولي".
وتابع "ومع ذلك فقد كان الفعل العربي في دعم غزة ومؤازرتها قويا، وأثبت أن الشعوب العربية ما زالت تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأولى، ولكن بعض الحكومات العربية منعت المظاهرات الشعبية، لأنها أنظمة ضعيفة، وتفتقر إلى الشرعية، وخافت أن تنقلب المظاهرات ضدها، ما حملها على فرض قيود شديدة على مختلف أشكال الحراكات الشعبية".

وبدوره وصف الكاتب والصحفي المصري، يوسف الداموكي "تفاعل الشعوب العربية مع المذبحة الدائرة في غزة" بأنه "كان أدنى من المطلوب والمنتظر، ولم يكن على مستوى المذبحة في غزة، فتحول من تأثير على الأرض، وفعالية في الميدان، وضغط على الحكومات والأنظمة لإجبارها ـ دفعا للحرج ـ أن تتحرك إلى مجرد تفريغ للطاقات، واستنفاد للقدرات، بين تنفيس الغضب على مواقع التواصل، وإتاحة التظاهر بعيدا عن الحدود المتاخمة للأراضي المحتلة، وفق ما تسمح به السلطات ويتماشى مع هواها..".


                                              يوسف الداموكي صحفي وكاتب مصري.

وأردف: "فجاءت التحركات وفق السقوف التي تتيحها تلك السلطات، وليس كسرا أو تحديا لها.. فنجحت بعض الشعوب في التفاعل ضمن الدائرة المرسومة لها، لا أكثر، وذلك الموقف المحبط ليس المتهم فيه الأنظمة القمعية وحدها، وإنما الشعوب أيضا التي بشكل أو بآخر، يئست من الخروج على السلطة، ومن صنع الحدث بنفسها".

وردا على سؤال "عربي21" بشأن ما ينقص الشعوب العربية كي تقوم بواجبها المطلوب في نصرة غزة والتضامن الحقيقي معها، أشار الدموكي إلى أن "الشعوب العربية في غالبها تعيش حالة استسلام عامة مخزية، قد تتبعها موجات حقيقية، لكن ليس الآن حسب معطيات الواقع، ومن المؤسف أن الانفجار المنتظر لم يحدث في اللحظة التي انفجرت فيها الشعوب الغربية فاعلة ومؤثرة وضاغطة، بأفضل آلاف المرات من شعوب المنطقة".

وختم كلامه بالتنبيه على أن "ما ينقض الشعوب العربية اليوم هو (الجرأة)، والثقة بأنها قادرة على التحرك، ويلزمها إحداث ثورات جذرية في نفوسها أولا، ما يمكنها من العمل الجاد والمضني لتغيير كل العروش المتخمة بالاطمئنان الزائد عن حده، بأنهم نجحوا في قص مخالب الشعوب، وسلب إرادتها للأبد".

يُذكر أن انخراط غالب الشعوب العربية في حملات مقاطعة شركات وبضائع ومطاعم الدول الداعمة للكيان الصهيوني كان فاعلا ومؤثرا، وهو بحسب مراقبين سلاح الشعوب العربية في مواجهة العدوان الوحشي على غزة وأهلها وعمرانها ومرافقها العامة، ومساكن أهلها، وقد أتى أكله في تراجع مبيعات تلك الشركات والمطاعم والبضائع تراجعا كبيرا، وتكبدها خسائر مالية هائلة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العدوان غزة الاحتلال الفلسطيني احتلال فلسطين غزة مواقف عدوان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعوب العربیة فی الشعوب العربیة مع فی غزة

إقرأ أيضاً:

أستاذ العلوم السياسية: 30 يونيو أعادت مصر من حافة الهاوية

أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، أن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حراك شعبي، بل كانت تجسيدا لإرادة أمة قررت أن تحمي هويتها وتستعيد مسار دولتها، مؤكدا أن هذه الثورة مثلت انتفاضة وطنية ضد مشروع مشبوه حاول اختطاف الوطن، وضد جماعة لم تكن تؤمن بالدولة الوطنية ولا بالمواطنة ولا بمفهوم الدولة الحديثة.

وأضاف «فرحات» في تصريح خاص لـ«الأسبوع»، أن ما يجعل ثورة 30 يونيو لحظة استثنائية في التاريخ المصري المعاصر، هو حجم التلاحم بين الشعب ومؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة، التي قامت بدور تاريخي عندما انحازت لمطالب الشعب واستجابت لندائه، وهو ما يعكس عمق العلاقة بين الجيش المصري وشعبه، والتي تمثل صمام أمان للدولة المصرية في مواجهة أي مخاطر داخلية أو خارجية.

وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن الدولة المصرية بعد 30 يونيو بدأت مرحلة جديدة من البناء وإعادة التأسيس، حيث استعاد الوطن مؤسساته، وانطلقت عملية تنموية شاملة في مختلف القطاعات، من بنية تحتية، ومشروعات قومية، وإصلاح اقتصادي، وبرامج حماية اجتماعية، إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار الداخلي، وهو ما لم يكن ليتحقق لولا الإرادة السياسية القوية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تحمل مسؤولية ثقيلة في لحظة فارقة، واستطاع أن يقود السفينة وسط أمواج عاتية نحو بر الأمان.

وأوضح «فرحات» أن ثورة 30 يونيو لم تعد فقط ذكرى سياسية، بل أصبحت محطة وعي وطني، تستدعي في كل لحظة تحد، لنستكمل بها طريق البناء والتنمية، و نرسخ من خلالها قيم المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مشددا على أن الحفاظ على مكتسبات هذه الثورة واجب وطني يتطلب وعياً شعبياً، وإصرارا على مواجهة التحديات، والتصدي لأية محاولات للنيل من استقرار الدولة.

ولفت إلى أن 30 يونيو هي إعلان ميلاد جديد للجمهورية المصرية، على أساس من السيادة الوطنية، والهوية الراسخة، والإرادة الشعبية، وهي التحدي الذي نجحنا فيه بفضل وعي هذا الشعب وصلابة مؤسساتنا، وستظل هذه الثورة نبراسا يهتدي به المصريون في مسيرتهم نحو مستقبل أكثر تقدما وعدالة.

اقرأ أيضاًاللواء رضا فرحات لـ «الأسبوع»: زيارة ترامب للشرق الأوسط نقطة فارقة في العلاقات الأمريكية بدول المنطقة

«اللواء رضا فرحات»: قانون الإيجار القديم به عوار.. ويجب إنشاء صندوق لدعم غير القادرين «فيديو»

«اللواء رضا فرحات»: الشعب المصري يدعم «السيسي» ولن يفرط في أرضه تحت دعاوى التهجير

مقالات مشابهة

  • الفلسفة السياسية والنظرية السياسية (2): الأيديولوجيا
  • أبرز الدول العربية التي تعتمد على النفط في توليد الكهرباء
  • العلامة الخطيب: لتلتحق الشعوب العربية والاسلامية في مواجهة الظلم العالمي
  • أستاذ العلوم السياسية: 30 يونيو أعادت مصر من حافة الهاوية
  • عضو بمجلس نينوى: غياب الرؤية السياسية أدى لإرباك بالملفات المصيرية
  • الطالبي العلمي: من يدفع ثمن الأوضاع المتدهورة هي الشعوب ووقف الحرب في غزة أولوية عاجلة
  • وفد من الشؤون السياسية يزور كنائس عدة في حمص
  • العراقيون في لائحة أكثر الشعوب الوافدين إلى السعودية
  • تصريحات حميدتي .. مثال للسذاجة السياسية
  • ليست مسرحية بل لعبة العروش السياسية