قطر تؤجل شحنات غاز متجهة إلى أوروبا بسبب أحداث البحر الأحمر
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
قالت وكالة بلومبيرغ، إن قطر وهي واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، أجلّت بعض الشحنات إلى أوروبا، بسبب ما يجري في البحر الأحمر، وطول مدة سفر الناقلات.
ونقلت الوكالة في تقرير ترجمته "عربي21" عن تجار مطلعين على الأمر، أن قطر، أبلغت مشترين أوروبيين بحدوث تأخير وإعادة جدولة الشحنات.
وأوضح التجار، أن قطر تجري تعديلات على الإمدادات للوفاء بالالتزامات التعاقدية، وتحويل عمليات التسليم إلى أماكن أخرى، ومبادلة الشحنات المتاحة بالقرب من أوروبا.
ولفتت الوكالة إلى أن قطر حولت ما لا يقل عن 6 شحنات متجهة إلى أوروبا، عبر رأي الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، منذ 15 كانون ثاني/يناير الجاري، بدلا من مسار البحر الأحمر وقناة السويس، والذي يعد الأقصر في المسافة والزمن بحسب بيانات ملاحية.
ووفقا للتقرير، فإن قطرا، لم تخفض الصادرات، رغم أن بعض الشحنات تستغرق وقات أطول في الوصول إلى وجهاتها.
وكانت جماعة الحوثي، أكدت أن 64 سفينة عبرت البحر الأحمر بـ"أمان"، بعد رفعها لافتة "لا علاقة لنا بإسرائيل".
وأوضح عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي، أن "أبسط حل يسمح بمرور السفن بأمان أثناء عبورها من البحر الأحمر، هو أن تضع عبارة (لا علاقة لنا بإسرائيل)، في لوحة التعريف الآلي الخاصة بها".
وأضاف محمد الحوثي في تغريدة عبر منصة "إكس"، أن "هذا الحل أثبت فاعليته، وعبرت البحر 64 سفينة بأمان وهي تضع هذه العبارة"، منذ بدء عمليات الجماعة ضد السفن الإسرائيلية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
يشار إلى أن أمريكا وبريطانيا، شنتا هجمات على مواقع للحوثيين في اليمن، لمنعهم من استهداف السفن المتجهة للاحتلال الإسرائيلي، بعد اشتراط الجماعة إنهاء العدوان على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.
وشن مقاتلات عشرات الغارات، على مواقع قالت إنها قدرات استراتيجية ومنصات صواريخ تستهدف السفن في البحر الأحمر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية قطر الغاز أوروبا غزة غزة قطر أوروبا غاز البحر الاحمر صحافة صحافة صحافة سياسة من هنا وهناك صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
بعد التصعيد الإسرائيلي الحوثي.. هل المنطقة أمام صراع جديد في معادلة الردع الإقليمية؟
شهدت المنطقة تصعيدا غير مسبوق في البحر الأحمر ومنطقة الحديدة في اليمن، بين الاحتلال الإسرائيلي وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، وجاء ذلك بعد الهجمات الصاروخية للحوثيين على مطار بن غوريون ومدينة إيلات.
لم تنتظر حكومة الاحتلال الإسرائيلي، فجاء الرد سريعا عبر هجمات جوية مركزة نفذتها الطائرات الإسرائيلية، مستهدفة ميناء الحديدة والبنى التحتية في غرب اليمن، مما وسع دائرة الاشتباك الإقليمي عبر إدخال ساحة جديدة في الصراع، وهو ما يعني بدء مرحلة جديدة من الحروب غير المتماثلة عابرة الحدود.
يحمل هذا التصعيد أبعادا تتجاوز حدود الرد التكتيكي، ليحدث تحولا في توازنات الصراع الإقليمي ومفهوم الردع.
خلفيات وسياقات
في الحالة اليمينية هناك اختلاف رئيس يتمثل في البعد الجغرافي، وهنا يواجه الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى تهديدا جادا بعيدا عن الجوار الحدودي، ومن مسافة تتجاوز 1500 كيلو متر تقريبا. هذا الوضع يفرض حالة جديدة من الرد العسكري، تعتمد سلاح الجو، وتتطلب معلومات استخباراتية دقيقة، والتنسيق مع الحلفاء
هذه المواجهة الحالية تحمل العديد من السمات المشتركة مع حروب سابقة خاضها الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما حرب يوليو/ تموز عام 2006 ضد حزب الله اللبناني، والحروب المتكررة على المقاومة في قطاع غزة.
في جميع الحروب كانت الهجمات الإسرائيلية الواسعة تستهدف البني التحتية ومنشآت مدنية وعسكرية، بهدف شل قدرة المقاومة على القيام بهجمات من أي نوع على الاحتلال، سواء صاروخية أو عبر العمليات الفدائية.
لكن في الحالة اليمينية هناك اختلاف رئيس يتمثل في البعد الجغرافي، وهنا يواجه الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى تهديدا جادا بعيدا عن الجوار الحدودي، ومن مسافة تتجاوز 1500 كيلو متر تقريبا. هذا الوضع يفرض حالة جديدة من الرد العسكري، تعتمد سلاح الجو، وتتطلب معلومات استخباراتية دقيقة، والتنسيق مع الحلفاء الدوليين وعلى الأخص الولايات المتحدة الأمريكية.
أوجه التشابه مع حروب تموز وغزة
يتشابه التصعيد الحالي مع الحروب السابقة على النحو التالي:
أولا: هناك تشابه من ناحية الجهات الفاعلة، فكما هو الحال بالنسبة لحركة المقاومة مثل حماس وحزب الله، فإن الحوثيين فاعل غير دولي، وتدعمه إيران عسكريا وسياسيا، ويعتمدون على الهجمات الصاروخية كوسيلة للضغط السياسي وتغيير قواعد الاشتباك.
ثانيا: اعتمدت إسرائيل في ردها على نفس الاستراتيجية: الضربات المركزة، واستهداف البنى التحتية، والحرب النفسية.
ثالثا: الهدف النهائي التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه، هو إضعاف قدرات المقاومة ومنع تكرار الهجمات، واستعادة هيبة إسرائيل، وترسيخ صورة "الردع الحاسم".
لكن الأمر يبدو مختلفا في المواجهة على المستوى الاستراتيجي، وذلك على الوجه التالي:
1- ساحة الاشتباك مع الحوثيين هي البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهي تشكل الممر الدولي الأهم والأكثر حيوية للتجارة والطاقة، ما يعني أن التصعيد تتجاوز حدوده ليؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي.
2- يمتلك الحوثيون قدرات عسكرية، ويستخدمون تكتيكات بحرية متقدمة نسبيا، تشمل الزوارق المفخخة، والصواريخ البالستية، والمسيّرات، وهو ما يعني أنهم يمثلون قوة هجومية حقيقية ومعتبرة في الحرب البحرية، وحتى الآن لم تختبر إسرائيل ولا حلفاؤها هذه الساحة بنفس القدر في جنوب لبنان أو غزة.
3- يلعب البعد الجغرافي دورا مركزيا في شل قدرة إسرائيل على تنفيذ أي اجتياح أو عمل بري، وهو ما يجعل الردود محصورة في نطاق عمليات القصف باستخدام الذراع الجوي أو الحرب بالوكالة عبر الحلفاء في المنطقة.
ماذا عن التأثيرات الإقليمية والدولية؟
التصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي والحوثيين في اليمن تتجاوز آثاره حدود الجغرافيا اليمينة وذلك للأسباب التالية:
1- أي تصعيد في البحر الأحمر يشكل تهديدا مباشرا لحركة الملاحة الدولية، وسينعكس بصورة مباشرة بزيادات كبيرة في تكاليف الشحن والتأمين البحري، والتي ارتفعت بالفعل نتيجة للتصعيدات السابقة، وهو ما سيلهب أسعار الطاقة والسلع الأساسية عالميا.
2- استمرار التصعيد قد يرفع سقف المخاوف لدى بعض الدول الخليجية؛ مما قد يدفعها -رغم الحساسيات السياسية- إلى تعزيز التعاون الأمني مع إسرائيل، لمواجهة ما تراه تهديدا حوثيا.
3- لا شك أن التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي وفر للحوثيين فرصة إضافية للخروج من عزلتهم داخل حدود اليمن، وتقديم أنفسهم باعتبارهم جزءا هاما من محور المقاومة. كما أن ربط عملياتهم في البحر الأحمر بما يحدث في غزة، يساهم في إعادة صياغة الصورة الذهنية عنهم في الوعي العربي والإسلامي، باعتبارهم قوة فاعلة في معرة إقليمية أكبر، وليس مجرد قوة محلية محصورة داخل اليمن.
ماذا عن المستقبل؟
الأرجح في استشراف المستقبل، هو سيناريو استمرار التصعيد المحدود، حيث سيستمر كل طرف في توجيه ضربات مخططة ومدروسة بعناية لإيصال الرسائل دون الانزلاق إلى الحرب الشاملة. هذا يعني أن الاحتلال الإسرائيلي قد يواصل استهداف مواقع في العمق اليمني، والحوثيون يواصلون استهداف الموانئ الإسرائيلية والسفن في البحر الأحمر.
ستبقى المنطقة على صفيح ساخن في ظل غياب حل سياسي شامل، وهذا يعني مزيدا من الانفجارات المؤقتة والمحكومة بتوازنات ردع هشة، وهذا يجعل المنطقة عرضة لخطر انفجار كبير في أي لحظة
وعلى كل الأحوال، يبقى احتمال الانزلاق نحو تصعيد أوسع قائما، وذلك في حال تدخلت أطراف أخرى مثل إيران أو حزب الله، وإن ما زال الأمر مستبعدا. وكذلك في حال استُهدفت سفن أمريكية أو أوروبية، ما قد يؤدي إلى تحالف دولي بحري جديد، أقرب ما يكون لتحالفات مكافحة القرصنة في السابق.
الخلاصة
استمرار التصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي والحوثيين، ينقل الصراع من الشكل التقليدي عبر الحدود المباشرة، إلى صراع عبر ساحة إقليمية مفتوحة، تلعب فيها التكنولوجيا والبحار والمسافات دورا محوريا.
يؤدي استمرار هذه الديناميكية إلى جعل معادلة الردع الإسرائيلية في موضع اختبار دائم، في مواجهة ترسيخ ردع متعدد المحاور يمتد من جنوب لبنان إلى البحر الأحمر.
ستبقى المنطقة على صفيح ساخن في ظل غياب حل سياسي شامل، وهذا يعني مزيدا من الانفجارات المؤقتة والمحكومة بتوازنات ردع هشة، وهذا يجعل المنطقة عرضة لخطر انفجار كبير في أي لحظة. ولذلك فإن دول المنطقة في حاجة لتطوير سياسات استباقية لمعالجة هذا الواقع المتدهور الذي تزيده إسرائيل اشتعالا.