الثورة نت:
2025-11-03@20:26:49 GMT

تمييز الحق من الباطل

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

الشخص الذي اتصل بي من أصحاب الرؤية المتقدمة، الذي يطالب دائماً بإصلاح الأمور من الداخل ويرفض أي حل من الخارج أياً كان وممن كان ، وهو منهج سليم ومتميز إذا قارناه بمناهج آخرين يتمسحون بالخارج ويتحولون إلى عبيد عند الآخرين في سبيل الوصول إلى غايتهم مهما كانت هذه الغاية دنيئة أو رخيصة والتي قد لا تخرج في الغالب عن حفنة من المال.


تحدث الرجل بحماس عن موقف قيادة المسيرة القرآنية مما يجري في غزة وانتقال المعركة إلى البحر الأحمر ، طبعاً هو يتحدث وأمريكا في نظره غول رهيب ويشفق على الوطن من منطلق أن أمريكا لن تترك الأمور على حالها وستتدخل بقوة خاصة بفرض حصار اقتصادي على الشعب اليمني، كلها هواجس وهموم لم تصل بي إلى معرفة اتجاه الرجل وموقفه الحقيقي مما يجري، ودون أن يتحدث عن القوة العظمى ممثلة في تأييد الخالق سبحانه وتعالى ونصرته للمظلومين ، بل ظل يسبح في خيال ردود الفعل المتوقعة دون أن يقرأ قوله تعالى حينما خاطب المسلمين (( وإن خِفتُم عَيلة فسيُغنيكُم اللهُ من فضله ))، فالله سبحانه وتعالى هو المتكفل بالرزق وهو المُسخر وهو القادر على تغيير الأمور بين عشية وضحاها ، والتوكل عليه سبحانه وتعالى هو من أعظم الطرق التي تؤدي إلى الغلبة وتحقيق النصر مهما بلغت قوة الطرف الآخر، وشواهد القرآن كثيرة في هذا الجانب ، فقط إذا استطعنا الإلمام بشروط هذا التوكل وصفات الوصول إليه، وأهم تلك الشروط امتلاك بصيرة ثاقبة تجعل الشخص قادراً على التمييز بين الحق والباطل بالانحياز إلى الحق ونبذ الباطل مهما كانت مميزات الباطل ومكاسبه فإن المؤمن دائماً ينحاز إلى الحق وإن كانت الطريق إليه صعبة ووعرة ، وبالتالي فإنه لا يخشى أحداً من البشر ، أما الباطل فإنه كما قيل تكون له صولة قوية ثم يضمحل مهما عظم شأنه ، وهذه هي سنة الحياة وكم عرفنا للباطل من صولات وجولات كاد الناس أن يضلوا ويسيروا باتجاهه ، لكن الغفلة سرعان ما تزول ويعود الناس إلى الطريق القويم إذا وجدت القيادة السليمة المرتبطة بالله سبحانه وتعالى ، وهذا هو ما نؤمن به في ظل القيادة الحكيمة لقائد المسيرة القرآنية أبي جبريل.
إذاً يا صاحبي لا تخشى من أحد طالما أن الله معك وناصرك ومؤيدك وهذه نصيحة خُذها مني حتى لا تنغمس في الخطأ وتكون عبداً للباطل والمبطلين وصولاتهم ، وإن شاء الله النصر قريب وستذكر مثل هذا الكلام عندما سيتحقق ذلك طالما أن الإرادة موجودة والإيمان راسخ في النفوس ، والله هو الهادي إلى الحق والمؤيد والمعين والناصر .
* الشيخ أحمد علي المطري
نعيش هذه الأيام ذكرى رحيل الشيخ الوطني المناضل أحمد علي المطري، شيخ مشايخ بني مطر الذي انتقل إلى جوار ربه في مثل هذه الأيام بعد حياة حافلة بالنشاط والمواقف الوطنية الصادقة ، إذ يكفي أن نُشير إلى موقف واحد لهذا الرجل فلقد رفض العرض السعودي عندما عرضوا عليه تحديد ميزانية خاصة له كما هو حال بقية المشايخ الذين يتقاضون ميزانيات شهرية من السعودية على حساب الوطن ومكاسبه وسيادته واستقلاله ، وقال إن لي وطناً يمنعني الكفاف ويحميني من التكفف .
فمن منا لا يعرف الشيخ أحمد علي المطري بهيئته الشعبية المعروفة التي ظل متمسكاً بها في حله وترحاله إلى جانب أنه كان مطلعاً وثقافته واسعة بالذات في الجانب الديني وكان دائماً متميزاً في الردود على الآخرين والمقارعة بمنهج آل البيت ، لأنه كان يرى أنه المنهج القويم المتمسك بنهج الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والمتكئ على التراث الواسع لإمام المتقين ويعسوب الموحدين الإمام علي بن طالب عليه السلام ، وهذا ما جعله يعيش حياة سعيدة حتى وافاه الأجل ويحظى بحب الناس جميعاً ، بل ويقوم بأعمال إصلاح ذات البين وحل أعقد المشاكل مستعيناً بالله وبأهل العلم ، إذ كثيراً ما شاهدته يجلس إلى فضيلة العلامة الحجة محمد بن محمد المنصور «طيب الله ثراه» ويأخذ آراءه في الكثير من القضايا التي تعرض عليه من الآخرين ، أي أنه كان لا يستكمل نفسه ولا يدعي المعرفة المطلقة، كما هو حال الآخرين ، وهذه هي من صفات الرجولة والقدرة على التحصيل ، وهو ما جعله مقبولاً وجعل الناس يلجأون إليه في كل صغيرة وكبيرة ، رحم الله الشيخ المطري واسكنه فسيح جناته ، وكم أتمنى لو أن من تبقى من أسرته يجمعون تراثه ويصدرونه في كتاب ، لأنه كثيراً ما أطلعني على خواطر كلها ترتبط بالدين والمعرفة وأحكام الشريعة الإسلامية، وله اسهامات في الأدب واهتمامات كثيرة بالشعر ، لذلك ستحقق الفائدة للكثير ممن يجهلون هذه الحقائق ، أتمنى أن تتحقق هذه الأمنية لتعم الفائدة وتخرج مثل هذه الأفكار إلى النور.. أكرر الرحمة على الفقيد ، والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

اللواء الغماري رمز العزة وباني القوة

 

 

(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).. لقد أصيبت اليمن بخطب جسيم ومصاب عظيم لفقدها المناضل الجسور رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية اللواء محمد عبدالكريم الغماري المعروف بجهاده واجتهاده ونصره لفلسطين حين امتدت اليه يد الغدر الصهيونية اليهودية. وكان رحمه الله في أنصار الله رمزا يتحلى بالفضائل واتباع هدي النبي الكريم. اتصف بالعقل والرصانة وعزة النفس وكبير المكانة. له سكينة ووقار يطفئان اضطرام النار، وله طبيعة خلابة تشعر بالعزة والافتخار. لو سال طبعه لكان رضابا، أو تجسم لطفه لكان شرابا، ولو تمثل شجاعته وكرمه لكان بحرا عبابا.
أثنى عليه قائد المسيرة القرآنية السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله فذكر بشجاعته الحيدرية وقوة إيمانه برسالته المحمدية فتجلى عند ذلك للسامعين علو مكانه.
م__ ما مثله أبدا في الناس من رجل ملقن الكفر درسا صادق المثل
ح__ حاز الشجاعة ارثا من ابيه ومن مولى البرايا أمير المؤمنين علي
م__ من اشرف الناس أخلاقا ومعرفة واسرع الناس اشراقا إلى العمل
د__ دار الحروب بوجه باسم طلق ولا يداخله شيء من الوجل
ا__ أجرى الصواريخ في نحر اليهود وكم غذى الغماري غمار الحرب بالأسل.
ب__ باني بنا المجد في ارض السعيدة من يلقى الحروب بوجه الفارس البطل.
ن__ نال المكارم حتى صار مرتفعا بين الخلائق في خل ومرتحل.
ع__ عال المكانة بالأخلاق مرتفعا مثل السحاب العارض الهطل.
ب__ باني المكارم في كل العباد وفي ارض اليمانيين خير الأمة الأول.
د__ دار المعارك ليث صائل وله كف يجود بها كالعارض الهطل.
ا__ الفارس البطل المغوار همته نيل الشهادة وهي فوز عند كل ولي
ك__ كم كان يسعى لاعلاء الشريعة وكم احيا فرائضها في السهل والجبل.
ر__ رباه فانصر كتابا أنت منزله لنا هدى وانصر الأنصار يا امل.
ي__ يابن الرسول ويا نعم الشهيد ومن صارت فضائله في الناس كالمثل.
م__ ما مثلكم أبدا في العصر من رجل ** إلا الذي يصدق الرحمن بالعمل.
لقد كان الشهيد الغماري رحمه الله متحليا بالأخلاق الفاضلة والشجاعة النادرة والإيمان الراسخ والكلمة الصادقة التي تخلق الوعي وتغذي الروح المعنوية ففاز بالشهادة في سبيل الله ومن اجل الدفاع عن المستضعفين في فلسطين فنال أعلى المراتب، وظفر بأعلى المكاسب. فقد جاء في الحديث النبوي الشريف: “للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفقة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين من أهل بيته” [رواه الإمام الترمذي].
وقد جاء في القرآن العظيم: (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ). فالشهيد ينتقل الى حياة كريمة ونعيم مقيم.
لقد كان للشهيد إسهام كبير في تصنيع الأسلحة وتطويرها. وتصنيع الأسلحة وتطويرها دفاعا عن الأمة يمثل بابا من أبواب الجنة. فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “تدخلون بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به ومنبله” أي: الذي يناول السهام الرامي. والحديث صريح ان للصانع أجراً عظيماً يدخل الجنة بسبب صناعته وذلك يشمل في عصرنا كل من يصنع أو يطور الأسلحة والعتاد العسكري فردية كانت أو جماعية. فكل من يسهم في صناعة الدبابات والطائرات المسيرة والسفن الحربية والصواريخ فائقة الصوت وأنظمة الدفاع الجوية يشمله الحديث، لأن في تصنيع السلاح واعداده حماية الأعراض والأموال والأوطان والعقيدة الإسلامية من العدوان. وهو وسيلة لتحقيق الأمر الإلهي: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ) ووسيلة للدفاع عن المستضعفين وأداة لنصرة المظلومين الذين لا يقدرون على الدفاع عن انفسهم: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ).
لقد كان الشهيد يرحمه الله يدرك ان الدولة عندما تملك السلاح والقوة تملك قرارها وسيادتها واستقلالها وبتصنيع السلاح تملك كرامتها ولا تكون تابعة أو خاضعة لغيرها.
ان العالم اليوم يدرك ما يحصل من ذل واستضعاف للدول التي لا تصنع السلاح. كيف أصبحت عاجزة ينهب أعداؤها ثرواتها ويدنسون مقدساتها ويقتلون أبناءها دون ان تملك قوة تستطيع بها رد عدوان المعتدي. فهي لا تملك قرارها وهذا خطر عظيم يصيب الأمة. فالأمة التي تتكاسل عن تصنيع السلاح تكون عاجزة عن الرد وعن الدفاع عن المستضعفين.
ولهذا يقول الحق سبحانه وتعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا). فالآية تبين ان الذي يحرز السلاح ويقاتل يمنع ذلك هدم المساجد واغتصابها.
فغياب القوة والسلاح مما يجعل الأمة عاجزة عن استرداد الأرض المغتصبة في فلسطين والحق المستلب فيها.
فالأمة التي تترك تصنيع السلاح وحمله يفرض عليها التبعية السياسية والعسكرية وتتحول إلى أمة مستهلكة للسلاح تابعة للدول المصنعة فتخضع لشروطها السياسية وتقيد أرادتها وتسير عليها القوى الطاغية، بما يؤدي إلى استعباد الناس وقهرهم وسرقة أرضهم وسفك دمائهم.
فكان الشهيد رحمه الله يشعر بذلك وأن تصنيع السلاح فرض عين على الدولة الإسلامية، فساهم في مجال التصنيع العسكري وساهم في الدفاع عن فلسطين. ولهذا استهدفه الأعداء فظفر بالشهادة بعد ان ترك ارثا خالدا للقوات المسلحة اليمنية فنال العزة والكرامة وخاب الأعداء وخسروا.
فالقوة التي تردع الأعداء وتحمي الحقوق يتحقق بها العزة والكرامة للامة: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

مقالات مشابهة

  • أسامة قابيل: الإصلاح بين الناس عبادة لا تقل أهمية عن الصلاة والصيام
  • وزارة النفط تُحيي الذكرى السنوي للشهيد
  • مصطلحات اسلامية: العصمة
  • احرصوا على التآلف العائلي فإنه هيبة ودواء!!
  • اللواء الغماري رمز العزة وباني القوة
  • الكَمَراتُ ضرورةٌ… ولكن..!
  • 6 سُبُل لمكافحة الرشوة والمرتشي.. الإفتاء توضح
  • معنى كلمة الحمد لله.. علي جمعة يوضح
  • كيفية صلاة الفجر للمرأة في البيت 4 ركعات.. بـ12 خطوة كما علمنا النبي
  • حركة فتح: هناك تمييز سياسي انتقائي يخدم الاحتلال أكثر مما يضغط عليه