جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-27@16:49:26 GMT

"مجمع بلدية ظفار".. والمشاريع المتعثرة

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

'مجمع بلدية ظفار'.. والمشاريع المتعثرة

 

عمير بن الماس العشيت **

alashity4849@mail.com

تمثل بلدية ظفار القلب النابض لكافة المشاريع الخدمية المتعلقة بالولايات التابعة لمحافظة ظفار، ومن اختصاصها الكثير من المهام منها على سبيل المثال وليس الحصر، المشاريع المتعلقة بالشوارع والطرق الداخلية وتنظيم الأسواق والمحلات التجارية وتنسيق المدن والحدائق وتقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين والزوار، وكذلك مسؤولية تنظيم مهرجان خريف صلالة بالتنسيق مع بعض مؤسسات القطاعين العام والخاص والتفتيش على المنتجعات والمطاعم والمقاهي وغيرها.

وقد استطاعت البلدية خلال العقود الماضية ومنذ الإعلان عن تأسيسها عام 1986 بالمرسوم السلطاني رقم 329  تحقيق المزيد من الإنجازات التي تحسب لها، إلا أن هناك العديد من التحديات والموانع ما زالت تعترضها، وهي تمثل عقبة كأداء أمام التطوير والتحديث في المحافظة وهي جاثمة على الأرض ويعاني منها المواطنون والمقيمون، كتعثر في المشاريع الحيوية والتنموية التي تخدم المواطنين والمقيمين والسياح وزوار خريف صلالة وهي تلامس البنية التحية، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، شبكات الطرق الداخلية وأذكر منها شارع السلطان قابوس وهو أقدم شارع في المحافظة الذي تأسس في السبعينات من القرن الماضي ومازال على حارة واحدة ويعاني من الحفر والتموجات، وطريقي السلام والمنتزه اللذين يحبذان أن يكونا طريقين ذوي اتجاهين معاكسين وليخفف الاختناق المروري على شارع السلام، ما سينشط الحركة التجارية في الاتجاه الآخر من شارع المنتزه، والازدحام المروري الخانق في الدورات الرئيسية كدوار أتين وبرج النهضة والسعادة، كذلك مشروع شاطئ الحصن وشارع الكرنيش القريبين من سوق الحصن الذي تشرف عليه البلدية واللذين وصلا للرقم القياسي في قائمة انتظار عملية الموافقة والتنفيذ، أي أكثر من 30 سنة، كذلك انتشار المواشي على الشوارع الرئيسية منها القريبة من مطار صلالة، وهو منظر غير حضاري للمحافظة أثناء زيارة المسافرين والسياح للمحافظة، والتي تسببت في الكثير من الحوادث، والمباني العشوائية في الأحياء السكنية التي تأوي العُزاب من العمالة الوافدة، وأيضًا عدم تواجد كراسٍ بمواقف الحافلات على الشوارع منذ إنشاء مشروع حافلات الأجرة في صلالة لأكثر من سنة، والركاب عليهم الوقوف أو افتراش الأرض حتى وصول الحافلات، وتوقف مياه الأمطار في الشوارع والروائح النابعة من السوق المركزي الواقع وسط الأحياء التجارية في صلالة والذي يحبذ نقله خارج هذه المنطقة، وسوق المركبات المستعملة المتعارف محليا (سوق الحراج) ومساكن العمالة الوافدة في البيوت التراثية القديمة.. وغيرها.

سبق لي أن كتبت عن كل هذه المشاريع المتعثرة في مقالات كثيرة ومتعددة خلال السنوات الماضية، لكنها لم تلق آذانًا صاغية ومازالت حتى اللحظة منتظرة الموافقة والتنفيذ من الجهات المعينة، والأمل يحدو الجميع في المسؤولين الجدد الذين تولوا مهام القيادة في محافظة ظفار والكل معول عليهم الشروع في تنفيذ هذه المشاريع التي ستعود على البلاد بكثير من المنافع والمنافذ الاقتصادية والتجارية.

المجلس البلدي لظفار انيط له العديد من الاختصاصات منها متابعة المشروعات الخدمية والتنموية في المحافظة واقتراح المشروعات المتعلقة بتطوير مدن المحافظة والوجهات السياحية وكذلك في صياغة القرارات والمشاركة في اعمالها، لكنه لم يقدم شيئًا ملموسًا للمحافظة حتى اللحظة، وعليه يقول لسان حال المواطنين اين هم؟ وكذلك أين أعضاء مجلس الشورى في ظفار من هذه المشاريع الحيوية المتعثرة التي تكبح عجلة التنمية في البلاد، مع انهم منتخبين من قبل المواطنين لهذه المهام ولديهم صلاحيات واسعة في هذه المجالات؟

من جانب آخر نلاحظ أن بلدية ظفار تحتضن أكبر هيكل اداري في المحافظة، ولها فروع في كل الولايات العشرة المترامية الأطراف في ظفار وهي من أقدم المؤسسات الحكومية، بيد أن الغريب والعجيب في الامر انها لا يوجد لديها مبنى أو مجمع اداري متكامل يقوم بتجميع كافة أنشطتها الإدارية والمالية واللوجستية وغيرها في مكان واحد، ويحتضن جميع الأقسام والفروع المتعلقة بالبلدية والذي بدوره سيساهم في إيجاد الكثير من الحلول المتعلقة بالمشاريع المتعثرة والتي ذكرناها سلفا، معتمدة بذلك على المباني المستأجرة، ولقد سبق لي أن تشرفت في كتابة مقال حول فكرة مجمع بلدية ظفار قبل انشاءه في أواخر التسعينات من القرن الماضي.

لقد تمت الموافقة بإنشاء مجمع بلدية ظفار في ولاية صلالة منذ عام 2015، والمشروع ما زال متعثرًا منذ أكثر من 9 سنوات ويتم بناؤه على مراحل زمنية بطيئة، ولم تنتهِ عملية التنفيذ حتى الآن.

كم من مشاريع ضخمة جاءت بعده وتم الانتهاء منها، مع أن هذا المشروع يفترض أن يكون ضمن أوائل المشاريع المستعجلة؛ في ظل المصروفات الكبيرة نتيجة استئجار مباني البلدية، فيما أن المشروع المأمول سيساهم في القضاء على البيروقراطية من خلال تسريع اتخاذ القرارات واللوائح، وسيوفر الوقت والجهد للمواطنين والمقيمين بدلًا من انتقالهم من مبنى الى آخر، والشاهد من القول إن المشروع يعد واجهة لولاية صلالة كونه يقع وسط المدينة، وفي منطقة حيوية وامام شارعين لا يتوقفان عن الحركة المرورية، وعندما يحين إنجاز هذا المشروع فإنه سيشكل معلما حضاريا مهما في المحافظة.

لذا من يتحمل مسؤولية تأخير هذا المشروع الحيوي المهم في المحافظة؟ وأين الشرط الجزائي المترتب على الأطراف المنفذة للمشروع؟ وأين اللجان الاستشارية والقانونية المتابعة لهذا المشروع ولماذا لا تتم محاسبة المقصرين أمام القانون؟

لا شك أن هذا المشروع لو تم تنفيذه على أرض الواقع فإنه سيحقق الكثير من الأهداف التنموية والحيوية في محافظة ظفار؛ منها تيسير وسهولة الأعمال الإدارية وسرعة انجاز المشاريع؛ كون المسؤولون والمديرون متواجدين في مقر واحد، كما سيساعد في عملية الرقابة المباشر بين المسؤولين على سير عمل الموظفين، كما سيوفر هذا المجمع المرتقب والذي طال انتظاره مبالغ طائلة لميزانية الدولة من جراء الاستغناء عن المباني المؤجرة للبلدية ولعشرات السنين.

لذا نناشد الجهات المخولة لتنفيذ هذه المشاريع المتعثرة، النظر بعين الاعتبار في أهميتها الاقتصادية والتنموية في المحافظة وعمان قاطبة والعمل على تنفيذها في أقرب وقت ممكن، لا سيما وأن المحافظة أصبحت محط أنظار الجميع، ومنهم رجال الأعمال والمستثمرون، ومن المهم أن تكون البنية الأساسية مكتملة لاستقطاب المشروعات الضخمة في المحافظة، وهي واجهة سياحية تحمل بين جنباتها وطيَاتها الكثير من الكنوز السياحية وتستقبل سنويًا مئات الآلاف من الزوار.

** كاتب وباحث

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ بورسعيد يفتتح مشروع الكاميرات الجديدة لدعم المنظومة الأمنية بإجمالي 76 كاميرا مراقبة

افتتح اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، اليوم ،مشروع الكاميرات الجديدة بالمحافظة، والذي يتضمن تركيب 76 كاميرا مراقبة حديثة موزعة في شوارع وميادين المحافظة في إطار تعزيز المنظومة الأمنية ورفع كفاءة متابعة الحركة المرورية

محافظ بورسعيد يشهد الاحتفال بحلول العام الهجري الجديد 1447 بالمسجد العباسيمحافظ بورسعيد يستقبل مجلس إدارة النادي المصري برئاسة كامل أبو عليخلال مؤتمر صحفي محافظ بورسعيد يستعرض مشروعات التنمية وخطة المحافظة الاستثماريةاستكمال مشروع الإسكان الاجتماعي.. تفاصيل اجتماع مجلس تنفيذي بورسعيدآلاف الوحدات للشباب. بورسعيد توافق على تخصيص قطعة أرض بالحي الإماراتيإحالة 4 مسؤلين بمحافظة بورسعيد للتحقيقبـ 244 درجة كمرحلة أولى.. محافظ بورسعيد يعتمد تنسيق الثانوى العامالمحافظ يوجه بالمرور الدوري بطول شاطئ بورسعيد لرصد أي حالة غرق أو طوارئ .. صورضبط مواد غذائية منتهية الصلاحية بسوبر ماركت في بورسعيدرئيس جامعة بورسعيد يجتمع باللجنة التنسيقية العليا للتصنيف

جاء ذلك بحضور الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ، اللواء  سامي الجرف مفوض المخابرات العامه، واللواء عمرو فكري السكرتير العام للمحافظة، واللواء محمود الجبالي رئيس الشبكه الوطنيه الموحده للطوارئ والسلامه العامه، والمهندسة زينب الجباس مدير إدارة المشروعات بديوان عام المحافظة.

حبشي يوجه بسرعة استكمال الربط التقني وأعمال الصيانة لمنظومة الكاميرات القديمة

وخلال الافتتاح، وجه  محافظ بورسعيد شركة التعاقد المسؤولة عن تنفيذ المشروع بسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة والتطوير والربط التقني لمنظومة الكاميرات القديمة، لضمان التكامل مع الكاميرات الجديدة وتحقيق أعلى مستوى من الكفاءة في مراقبة وتأمين المناطق الحيوية بالمحافظة.

وأكد المحافظ أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة شاملة لتطوير البنية التحتية الذكية ببورسعيد، بما يدعم جهود الدولة في تعزيز الأمن وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

طباعة شارك بورسعيد محافظ بورسعيد محافظة بورسعيد منظومة الكاميرات المرور

مقالات مشابهة

  • محافظ أسيوط يتفقد مجمع الصناعات الغذائية ومنتجات الرمان بالبداري باستثمارات 600 مليون جنيه
  • باستثمارات 600 مليون جنيه.. محافظ أسيوط يتفقد مجمع الصناعات الغذائية ومنتجات الرمان بالبداري
  • المنيا تحسم ملف «أراضي شباب الخريجين» بتونا الجبل بملوي بعد 17 عامًا من التعثر
  • تحويلات مرورية مع انطلاق مشروع تطوير محور محمد نجيب شرقي الإسكندرية
  • محافظ المنيا: خطوات جادة لإنهاء ملف أراضي شباب الخريجين بتونة الجبل بملوي
  • انفراجة بعد تعثر 17 عامًا.. خطوات جادة لإنهاء ملف أراضي شباب الخريجين بتونة الجبل
  • وزارة السياحة تضع برامج لإعادة إطلاق المنشآت والمشاريع المتعثرة في سوريا
  • محافظ بورسعيد يفتتح مشروع الكاميرات الجديدة لدعم المنظومة الأمنية بإجمالي 76 كاميرا مراقبة
  • مناقشة مستوى تنفيذ المشاريع التنموية في محافظة صنعاء للعامين 1445 و 1446ﮪ
  • بيطري الغربية: ضبط 116 كجم لحوم ودواجن وأسماك غير صالحة للاستهلاك الأدمى بالغربية