التوجيهي : تواطؤ الأهل أم خذلان الأبناء فهل نجحت المؤامرة؟
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الأردن عن التوجيهي تواطؤ الأهل أم خذلان الأبناء فهل نجحت المؤامرة؟، التوجيهي تواطؤ الأهل أم خذلان الأبناء فهل نجحت المؤامرة؟ شبلي_العجارمة لا أعرف من أين أبدأ .،بحسب ما نشر سواليف، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات التوجيهي : تواطؤ الأهل أم خذلان الأبناء فهل نجحت المؤامرة؟، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
#التوجيهي : تواطؤ الأهل أم خذلان الأبناء فهل نجحت المؤامرة؟
#شبلي_العجارمة
لا أعرف من أين أبدأ مقالتي ولمن أبث شكواي هذه ؟ ، بدءاً من المسجد الذي تعلمنا منه حديث أبي هريرة ” من غش فليس منا ” ،فبات أحد وسائل التغشبش والحصون المنيعة لتقديم المعلومة على طبق من ذهب للمجتهد والفاشل على حدٍ سواء ؟ ،أم من المعلم الشعبوي الذي تحول لسلعة تباع وتشترى مع تخطي حاجز القيم والضمير والمعتقد ؟ وهو ذاته المعلم الذي علّمنا حكمة أنه لكل مجتهد نصيب ،و لقننا بيت المتنبي على قدر أهل العزم تاتي العزائم ؟ ، أم الأب الذي علم أولاده قصة عمر بن الخطاب والفتاة التي أجابت أمها _ حين طلبت منها خلط الحليب بالماء _ إذا كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا .أحد عشر عاماً لهث الأهل خلف سراب الحلم لبعض البنات والأبناء المزاجيين ، وفي العام الثاني عشر أتى جراد حلمهم المشروع على ما لديهم من مالٍ وجهد ،من بطاقاتٍ تعليمية ومدرسين خاصين وكراسات وملخصات ومكثفات ، في مشهدٍ من الخجل بمكان رحيل البيوت بأكملها ومطابخها بجوار وبوابات المدارس وقاعات اختبار الثانوية العامة،انتظاراً لحامل حلمهم ،كالذي يجلس أمام غرفة الولادة ينتظر نبأ إنجاب زوجته ولداً أو بنتاً، ونعذر في ذلك من يوصلون أولادهم وبناتهم لتعذر وسائل المواصلات ، لكن أباً أو أماً أو أخ وليس العائلة برمتها .من هنا يأتي تواطؤ الأهل ، فكيف نريد جيلاً يحمل همومنا وتطلعاتنا ، ويبتكر ويخترع ونحن نصنع منه أداة فشل جاهزة فقط من أجل هدف ناجح وليس راسب ، ومن إجل زوبعة الاحتفال والضجيج المزعج ، وعدم ترك الأبناء للاعتماد على الذات بعد أن وفرنا لهم جميع أدوات خوض التجربة وانتظار النتيجة .بدأت قصة المؤامرة عندما حضر وفدٌ غربي لتقدير الواقع الإنساني للتعليم في الأردن وتقييم حجم المساعدات للنهوض بالعملية التعليمية ، لاحظ الفريق الغربي مدى احترام الطالب المطلق للمعلم ، عندما شاهدوا معظم الطلبة يخاطب مديره ومعلمه باستقامة الجسد والأعضاء والنظر للأسفل ، عندما عادوا لبلادهم قالوا : إن هذه الحالة الراقية التي شاهدنا عليها الطلبة من احترامٍ منقطع النظير والتي إن بقوا هكذا ستقوم قائمة العلم والعرب والعودة للحضارة مرةً أخرى ، لأن أساس التقدم والازدهار هو توفير المعلم ، فقرروا منحنا مباني إسمنتية ضمن أعلى المواصفات القياسية العالمية ، لكن بشرط هو تعيين وزراء التعليم واختيار من يديرون دفة التعليم ، فكان الاختيار لوزير كلنا يعرفه استمر أطول مدة وتم فرضه فرضاً ليقوم بهدم العملية التعليمية ويأتي بها على بكرة أبيها ، فكان ما كان، من إلغاء وإبطال مفعول المعلم حتى تم سحله وسجنه ومصادرة حقوقه ونقابته فتهاوت القدوة .بقي المنهاج المتدحرج الذي تم تجفيف آيات القرآن الكريم من نصوصه ، وتغييره كل أربعة أعوام بطريقةٍ غير مدروسة وغير ممنهجة أو مراعية لقيم المجتمع وتاريخ الأمة والنتائج المرجوة كتغذية راجعة لتلك المعادلة المعقدة .جاء الذنيبات بحلم المخلصين البررة ، وبزمنٍ قياسي أزال شوائب العملية التعليمية وكل عوالق الفشل ، هيكل المدرسة وقر المعلم وأعاد للمدرسة هيبتها ، بدليل مخرجات مرحلته التي أطلق عليها الفشلة مرحلة الرعب الذنيباتي للثانوية العامة ، لكن حلماً بعيد المدى لم يكتمل بل تم الإجهاز عليه وإجهاضه في مهده وتلاشى في مهب الريح .باعتقادي نجحت المؤامرة ، وتم نسف التعليم من جذوره ، وصلت تلك القناعة للأسرة المتواطئة بحجة العاطفة للابن الذي يكتب هاذا بدل هذا ، ولخذلان الأبناء الذين تحولوا لمصاصي دماء مرخصين لعائلاتهم إلا ما رحم ربي وهم قلة
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
اغتيال المعلّم بدم بارد
تعاقبت النظريات التربوية على المعلّم فحرّكته أول الأمر نحو النظرية السلوكية فأصبحت عملية التعلم تحت رحمة الثواب والعقاب والمثير والاستجابة إلى الدرجة التي يتحكّم فيها المعلم بكل شيء. يمكن للمعلم أن يضرب الطالب بالعصا ضربا مبرحاً، كما هو الحال في المدارس لدينا قبل أربعين سنة. مكانه في مقدمة الصف. ولا يبدو أن هذه النظرية قد أفل نجمها رغم إعلان إفلاسها النظري في منتصف القرن الماضي على يد نعوم تشومسكي إذ أن ملاحظة بسيطة لأروقة المدرسة تكشف عن تغلغل هذه النظرية وسيطرة أشباح سكنر وشلّته السلوكية على مفاصل العملية التعليمية والدليل على ذلك تلك الاختبارات المكثفة، المحلية والإقليمية والدولية، التي تشهدها المدرسة خلال العام الدراسي.
ثم جاءت النظرية البنائية في محاولة للإطاحة بالنظرية السلوكية عن طريق سحب بعض الصلاحيات التي يتمتع بها المعلم ونقلها للطلاب الذين أصبحوا يشاركون في عملية التعلّم. أصبح دور المعلم تحت رحمة هذه النظرية منحصراً في تهيئة الظروف لدى المتعلم وتمكينه وإشراكه في تقديم المعرفة ومتابعة عملية التعلم عنده وتقديم المساعدة له عندما تغوص أقدامه في رمال المعرفة ورمضائها. المعلم، بحسب هذه النظرية، مجرد مقاول معماري يوفّر السقالات التي يرتقي عليها هؤلاء البنّاؤون لتشييد صروحهم المعرفية التي يريدونها وتتناسب مع مهاراتهم الإنشائية والمعمارية. مكانه في ناحية ما على يمين الصف أو يساره وليس مقدمته. كما هو واضح من هذه النظرية، تراجع دور المعلّم تدريجياً وأصبح مجرد مسهّل للعملية التعليمية بعد أن كان يقف أمام أبنائه ينقل الحكمة لهم والويل كل الويل لمن يعترض طريقه.
ثم جاءت فلسفة ما بعد الحداثة في نهاية القرن الماضي لتنشر فوضى تعدّد الرؤى وغموض المعنى وترويج القصص الصغيرة وإلغاء القصص الكبرى، أو بمعنى آخر الرفع من شأن الحرية الفردية وإلغاء الحقيقة المطلقة الواحدة، فأصبح المعلم نفسه تحت التهديد من هؤلاء الذين كانوا أتباعه وتحت يده. تزحزح مكانه وأصبح بالقرب من الباب. المعلم، تحت وطأة هذه الفلسفة، يتحرّك داخل مدرسته وهو خائف يتلفّت ويترقّب. لا يستطيع أن يفعل أي شيء مهما كان هذا الذي كان تحت يده يضع وشماً، أو يقص شعره بطريقة شاذة أو أن يلبس القلائد على رقبته، أو يربط شعره برباط كما تفعل النساء.
ثم جاء زلزال الذكاء الصناعي في القرن الحادي والعشرين الذي يبدو، من وجهة نظر خاصة لكاتب هذه السطور، أنه تشكّل واضح لفلسفة ما بعد الحداثة التي لم تكن تحمل اسما وقتها. انتهت مرحلة “الما بعد” وأصبح الأمر واضحاً، وتحوّلت فلسلفة ما بعد الحداثة إلى هذا الشيطان الذي يحمل اسم الذكاء الصناعي. اختفت المدرسة برمتها وأصبحت مجرد منصّة افتراضية لا وجود حقيقي لها. أصبح دور المعلم فنياً فقط بحيث يمكن استبداله بروبوت افتراضي يدرّس عبر الأثير. الله وحده يعلم المصير المحتوم الذي ينتظر هذا المعلم المغلوب على أمره الذي تم ركله خارج غرفة الصف واغتياله بدم بارد.
khaledalawadh @