هل يعالج فريق طبي إماراتي الجنود الإسرائيليين المصابين في غزة؟
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
في سياق الانتقادات التي تتعرض لها دولة الإمارات من قسم كبير من مستخدمي مواقع التواصل باللغة العربية بسبب علاقاتها مع إسرائيل، نشرت صفحات وحسابات صورة قيل إنها توثق وصول فريق من الأطباء النفسيين الإماراتيين لمعالجة الجنود الإسرائيليين العائدين من قطاع غزة.
إلا أن الصورة قديمة وهي لوفد لمؤثرين من جنسيات مختلفة، من بينهم إماراتيون، خلال زيارتهم لإسرائيل سنة 2021.
ويظهر في الصورة شخصان بزي خليجي وسيدة ترتدي حجابا، وإلى جانبهم رجلان بزي موحد عليه نجمة داوود، أحدهما يضع الطاقية اليهودية على رأسه.
وعلق ناشرون ومنهم شخص يصف نفسه بأنه دكتور ويدعى، سام يوسف، وهو معروف بنشر أخبار مضللة، بالقول "وصول فريق طبي إماراتي نفسي إلى إسرائيل لمعالجة جنود (...) عائدين من غزة ومساعدتهم نفسيا".
وحظيت الصورة بانتشار واسع على فيسبوك ومنصة أكس فيما يتواصل القصف الإسرائيلي والعمليات العسكرية في قطاع غزة منذ هجوم حماس الذي لم يسبق له مثيل في السابع من أكتوبر، والذي أوقع - وفقا للسلطات الإسرائيلية - 1200 قتيل معظمهم مدنيون.
في الجانب الآخر، قالت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في غزة، الثلاثاء، إن القصف الإسرائيلي أودى بحياة 26751 قتيلا وأكثر من 65 ألف جريح غالبيتهم من المدنيين.
وتقيم دولة الإمارات علاقات مع إسرائيل منذ عام 2020، بموجب "اتفاقات إبراهيم" التي رعتها الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، تتعرض لانتقادات واسعة من مستخدمين على مواقع التواصل، ولا سيما في أوقات الحروب بين الفلسطينيين وإسرائيل، كما أن أخبارا مضللة كثيرة تنسب إليها في هذا السياق، على غرار خبر مضلل عن تبني ثري إماراتي لطفلين إسرائيليين فقدا والدهما في الحرب أو عن مشاركة سلاح الجو الإماراتي في القصف على غزة.
حقيقة الصورةأما الصورة المتداولة أخيراً فهي قديمة، ولا تظهر فريقا طبيا إماراتيا في إسرائيل مثلما ادعت المنشورات.
فالتفتيش عنها على محركات البحث يرشد إليها منشورة على مواقع إخبارية بالعربية بتاريخ 20 يونيو من سنة 2021 ما ينفي صلتها بالأحداث الجارية في غزة حاليا.
وقالت التقارير الإخبارية حينها إن الصورة لمتطوعين بـ"نجمة داوود الحمراء" - جهاز الإسعاف الإسرائيلي الموازي للصليب الأحمر - من الإمارات والبحرين والمغرب.
لكن التعمق بالبحث قاد إلى نتائج أخرى. إذ أمكن العثور على صور الأشخاص أنفسهم منشورة في نفس الفترة على الصفحة الرسمية لنجمة داوود الحمراء وعلى موقعها الرسمي.
وجاء في التفاصيل أن الصور تظهر وصول وفد من المؤثرين من الإمارات والمغرب والبحرين إلى مقر "نجمة داوود الحمراء" في القدس في إطار زيارتهم لإسرائيل.
בשבוע שעבר הגיעו לתחנת מגן דוד אדום בירושלים תשעה משפיעי דעת קהל מאיחוד האמירויות, מרוקו ובחריין כחלק מביקורם בישראל. את...
Posted by מגן דוד אדום - Magen David Adom on Wednesday, June 23, 2021وأضافت الصفحة أن الزيارة "جاءت ضمن أنشطة الجمعية الإسرائيلية، التي تعمل على تحسين صورة إسرائيل في العالم من خلال ربط الشباب الإسرائيليين بالشباب في جميع أنحاء العالم".
وعلى صفحة الجمعية الإسرائيلية يمكن العثور على صور يظهر فيها نفس الأشخاص توثق لمختلف الأنشطة التي قاموا بها أثناء زيارتهم لإسرائيل آنذاك.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
استطلاع: نصف الإسرائيليين ينكرون المجاعة في غزة و61% خائفون من أوروبا
في ظل تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة معاريف العبرية ونشر اليوم الجمعة، مؤشرات صادمة حول إدراك الجمهور الإسرائيلي للأزمة، ومدى انقسام الرأي العام تجاهها.
إنكار واسع للمجاعة في غزةوفق نتائج الاستطلاع، يعتقد 47% من الإسرائيليين أنه لا توجد مجاعة في قطاع غزة، ويرون أن الأحاديث المتداولة بهذا الشأن هي "أكاذيب من حركة حماس"، على حد وصفهم.
في المقابل، أقر 41% من المشاركين في الاستطلاع بوجود أزمة إنسانية، إلا أن نسبة كبيرة منهم أبدت لا مبالاة بالكارثة: فقط 23% أبدوا اهتمامًا حقيقيًا بالأزمة، بينما 18% صرحوا صراحةً أنهم غير مهتمين، و12% قالوا إنهم لا يعرفون أو لا يملكون معلومات كافية.
وتظهر هذه الأرقام وجود فجوة إدراكية خطيرة بين ما يحدث فعليًا في غزة وبين تصورات الشارع الإسرائيلي، وهو ما يثير تساؤلات حول دور الإعلام، والخطاب السياسي الرسمي، والرقابة على تدفق المعلومات إلى الرأي العام.
تصاعد القلق من معاداة السامية في أوروبابدوره، ألقى الاستطلاع الضوء أيضًا على تزايد مخاوف الإسرائيليين من السفر إلى أوروبا، في ظل تصاعد التقارير عن حوادث كراهية بسبب العدوان الإسرائيلي علي غزة.
وقال 61% من المشاركين إنهم يخشون التعرض لهجمات أو اعتداءات في أوروبا، مقابل 31% لا يشعرون بالخوف، بينما قال 8% إنهم غير متأكدين من موقفهم.
وتبرز هذه المخاوف حجم التأثير النفسي والسياسي للأزمة الدولية المتفاقمة، ومدى شعور الإسرائيليين بالعزلة أو الرفض في الفضاء الأوروبي، خصوصًا في أعقاب التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة والأراضي المحتلة.
تراجع دعم الائتلاف الحاكممن الجانب السياسي، أظهر الاستطلاع استمرار تراجع شعبية الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو. وحصل ائتلاف نتنياهو على 49 مقعدًا فقط في حال أجريت انتخابات الكنيست الآن، بينما تحصل المعارضة على 61 مقعدًا،
وهو ما يعكس خللًا واضحًا في توازن القوى السياسية الداخلية، في ظل تآكل ثقة الجمهور بأداء الحكومة.