أمن البحر الأحمر هو عصب الأمن القومى المصرى بالدرجة الأولى، لكنه أيضا مسؤولية عالمية وليس مسؤولية مصر وحدها.. وقد أدرك العالم ذلك، فتحركت الولايات المتحدة وأوروبا لصد الهجمات على السفن المتجهة للبحر الأحمر، وقال مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى إن الاتحاد يسعى لبدء عمل القوة الأوروبية لحفظ الأمن بالبحر الأحمر فى 17 فبراير الحالى!.
وأضاف أن مهمة القوة الأوروبية هى حماية السفن فقط ولن تكون جزءا من الهجمات ضد الحوثيين.. والرسالة كما نرى واضحة جدا وهى حماية السفن لا الهجوم على الحوثيين.. وهى نظرة تتماشى مع السياسة المصرية فى هذا الشأن.. فليس معنى الهجوم على السفن أننا كنا ندخل فى حرب مع الحوثيين على أرض اليمن!.
ولكن لابد من الإشارة إلى أننى لم أكن أعد الهجمات على السفن الأمريكية المتجهة عبر البحر الأحمر وأشعر بالابتهاج، لأنها تتعرض للضرب باعتبارها قوة استعمارية، فكل ذلك كانت مصر تدفع ثمنه وتتأثر به.. حتى أصبحت قناة السويس لا تعمل تقريبا، أو تراجعت فيها الملاحة إلى حد كبير وملحوظ!.
كان على جماعة الحوثى أن تتوقف عن إطلاق الصواريخ على السفن الأمريكية والأوروبية، وكان لابد أن تفهم أنها ستكون فى مواجهة مع مصر، إذا استمرت فى عملياتها التى تعطل الملاحة فى قناة السويس، وكان على إيران أن تلفت نظر جماعة الحوثى إلى الخطر الذى يهدد المنطقة، نتيجة التصرفات الحمقاء لجماعة الحوثى!.
ربما ابتهج البعض وصفق عندما استهدف الحوثيون السفن المتجهة إلى تل أبيب، فشجعها ذلك على توسيع نطاق الحركة ضد السفن الأمريكية والأوروبية، مما جعلها تتجه لرأس الرجاء الصالح وتتكدس السفن فى البحر، قبل أن تحصل على موافقة الحوثى، وهو وضع شاذ كان لابد من مواجهته، وعدم التصفيق له، لأنهم يقطعون طرق الإمداد بالبضائع ويهددون العالم كله وفى القلب منه مصر!.
ويعد البحر الأحمر من أهم الممرات الدولية نظرا لموقعه بين دول الشرق والغرب ولعبه دورا مهما على مر العصور، ولدوره التجارى الذى جلب أطماع الدول الاستعمارية، لمحاولة السيطرة عليه من جانب الغرب، وزادت أهميته بشكل أكبر بعد اكتشاف نفط الخليج، فتحول أول ممر لهذا النفط إلى أوروبا وأمريكا، كما يعد الشريان الاقتصادى الأبرز الذى تمر عبره حركة التجارة العالمية، سواء من أوروبا وأمريكا إلى آسيا وإفريقيا، أو اليابان والصين والدول الغربية!.
ويعد البحر الأحمر محوريا، من الناحية الجيوسياسية والاستراتيجية، مما يستدعى حمايته والدفاع عنه من هجمات الحوثى أو أى جماعة أخرى فى المستقبل لتأثيره المروع على حركة التجارة العالمية!.
الخلاصة لابد أن تكون لمصر قاعدة بحرية فى منطقة باب المندب ومدخل البحر الأحمر وألا نترك الأمر كله لأوروبا أو أمريكا، باعتبار أن أمن البحر الأحمر مسؤولية دولية، فإن فعلوها اليوم تحت ضغط الحوثى سيأتى يوم تهدأ فيه التهديدات وتتفرغ القوى الدولية لأى أمر آخر يهدد أمن مصر من جديد!.
محمد أمين – المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: البحر الأحمر على السفن
إقرأ أيضاً:
الحوثي: لا مرور للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر
صراحة نيوز- أكد زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، أن قرار حظر مرور السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب ما يزال ساريًا ومتصاعدًا، مشددًا على أنه “لا يمكن السماح لأي شركة بنقل بضائع ذات صلة بإسرائيل ضمن مسرح العمليات المحدد”.
وأوضح الحوثي أن بعض شركات الشحن البحري تخرق الحظر المفروض على ميناء أم الرشراش (إيلات)، ظنًّا منها أنه يمكن التغاضي عن القرار، مؤكدًا أن هذا الحظر مستمر ما دام العدوان الإسرائيلي والحصار على قطاع غزة قائمين.
وأضاف أن عملية الرصد للمخالفات لم تتوقف، وأن ما جرى مؤخرًا هو نتيجة خرق بعض السفن للقرار القائم أصلًا.
استهداف السفن مستمر
وكانت الجماعة قد أعلنت أمس الأربعاء مسؤوليتها عن إغراق سفينة الشحن “إترنيتي سي” في البحر الأحمر، بعد استهدافها بزورق مفخخ و6 صواريخ، بينما كانت في طريقها إلى ميناء إيلات. وأكد المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، أن السفينة تجاهلت التحذيرات المتكررة من القوات البحرية اليمنية.
وأشار سريع إلى أن العملية جاءت دعمًا للقضية الفلسطينية، وأن الحوثيين سيواصلون استهداف الملاحة الإسرائيلية. كما لفت إلى أن طاقم السفينة تم إنقاذ عدد منهم ونقلهم إلى موقع آمن.
وتعد هذه السفينة الثانية التي تغرقها الجماعة في أقل من أربعة أيام، بعد السفينة “ماجيك سيز” التي استهدفت يوم الأحد الماضي، وأسفر الهجوم حينها عن مقتل أربعة أشخاص وفقدان 15 آخرين، وفق مصادر من شركات الأمن المشاركة في الإنقاذ.
تأثير مباشر على الملاحة العالمية
تصاعد هذه العمليات العسكرية في الممرات البحرية الحيوية أجبر العديد من السفن التجارية على تغيير مساراتها، مما أدى إلى انخفاض في حركة الملاحة عبر قناة السويس، التي تمر منها عادة نحو 12% من التجارة العالمية، بحسب الغرفة الدولية للشحن.
ويأتي ذلك رغم هدنة أعلن عنها في أيار/مايو بوساطة عمانية بين الحوثيين والولايات المتحدة، هدفت لتأمين الملاحة في البحر الأحمر. إلا أن الحوثيين أكدوا لاحقًا أن السفن الإسرائيلية ستظل أهدافًا مشروعة طالما استمر العدوان على غزة.
وترد إسرائيل على هذه الهجمات عبر تنفيذ ضربات جوية على مواقع للحوثيين في اليمن، من بينها غارات مكثفة استهدفت مدينة الحديدة ومحيطها مؤخرًا.