مأساة النساء الحوامل في غزة.. ولادات في الخيام وغياب للعناية الصحية
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا عن الأوضاع الصعبة التي تواجه النساء الحوامل في غزة، مشيرة إلى أن الوضع الصحي سيئ والمؤسسات الصحية مثقلة بالأعباء ومعظمها خارج عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي والمداهمات للمستشفيات واعتقال عمال الصحة، ولهذا تضطر النساء للإنجاب في الخيم وبدون عناية صحية.
وفي التقرير الذي أعدته مارغريتا ستناكاتي وعبير أيوب، وترجمته "عربي21"، ذكر أن بوادر الإنجاب أو الطلق بدأت عند نورا بعلوشة في مساء كانوني بارد ووسط جلجلة القصف التي ترددت أصداؤها حول البناية التي لجأت إليها في شمال غزة.
وتتذكر بعلوشة قائلة "شعرت بالخوف وعرفت أنني لن أصل المستشفى، وخرج الماء وعرفت أنني سأنجب في أية لحظة"، وقالت بعلوشة التي ولد أبناؤها الأربعة الأخرين في المستشفى، وتذكرت في الحروب الأربعة التي شاهدتها طبيبا أشرف على عملية إنجاب في بيت "لم يكن لدي أي خيارات، وحاولت تذكر كل شيء". وساعدت زوجة شقيقها على الولادة باستخدام ملقط غسيل للإمساك بالحبل السري ومقص يستخدم في المطبخ لقصه.
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، كانت هناك حوالي 50.000 امرأة حامل في غزة عندما بدأت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ويعتبر معدل الولادة في غزة الأعلى في المنطقة. وتضع حوالي 180 امرأة مواليد في كل يوم، والكثير ينجبن اليوم بدون عناية طبية أو إشراف طبيب وأحيانا في الخيام والملاجئ التي لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية، وفي مرات داخل الحمامات العامة، حسبما يقول عمال الصحة في الأمم المتحدة والسكان، حسب التقرير.
وقالت الصحيفة إن الإنجاب في الأوقات العامة يكون تجربة مؤلمة، ولكنها تتضاعف وتكون أكثر ضغطا وسط محور حرب، فالأمهات والأطفال الجدد هم عرضة للخطر من الحرب الدائرة حيث تدور المعارك في المناطق المدنية إلى جانب التعرض للمرض والتشرد ونقص الطعام والمياه. ولا تجد النساء اللاتي يتوقعن الولادة ويكون محظوظات بالوصول إلى المستشفى، العناية المطلوبة، حسب عمال الصحة مع الأمم المتحدة، ذلك أن عدد المستشفيات الذي يقدم الخدمات هو 13 من 36 مستشفى، وحتى تلك التي تقدم خدمات فهي تقدمها بشكل جزئي، وتعاني هذه من قلة الأطباء والممرضين ومثقلة بالأعباء والمرضى والجرحى.
ووفقا للتقرير، فإن عيادات الولادة لا تعتبر مهمة على قائمة الأولويات ولا تستقبل النساء في حالة المخاض. وقامت القوات الإسرائيلية بعمليات حول المستشفيات وداهمت أخرى مثل مستشفى الشفاء. وأصبح الجزء الشمالي من القطاع مقطوعا ولا تصل إليه الإمدادات الطبية أما المستشفيات في الجنوب فتواجه طلبات متزايدة ولا يمكنها تقديم العناية المناسبة للحوامل. ولا توجد سوى مستشفى واحد للولادة في قطاع غزة وهي المستشفى الإماراتي في رفح قرب الحدود مع مصر. ونظرا لوجود نصف سكان غزة 1,3 مليون نسمة في رفح فإن المستشفى يستقبل يوميا 80 حالة ولادة وبزيادة عن 15 حالة قبل الحرب حسب صندوق السكان التابع للأمم المتحدة والذي يقدم للمستشفيات في غزة مستلزمات الولادة. ومن تدخل المستشفى للإنجاب تخرج بعد ساعات من الولادة حتى لو كانت الولادة قيصرية.
وأضافت الصحيفة أن هناك نقص في المواد الطبية والمياه النظيفة في القطاع، وذكر تقرير للأمم المتحدة أن عدة نساء أنجبن بعمليات قيصرية بدون تخدير. وقال ليلى بكر، مديرة صندوق السكان في الدول العربية "حاولنا تقديم مستلزمات الولادة للنساء ولكننا لا نستطيع إيصالها بالسرعة المطلوبة" و "توجد اغطية بلاستيكية نظيفة للأمم ومقص معقم لقص الحبل السري وبطانية، وهي ليست كثيرة ولكنها يمكن أن تحدث فرقا بين الحياة والموت". وتشكل النساء والأطفال غالبية الذين قتلوا منذ بداية الحرب، حيث زاد عدد القتلى عن 27,000 شخصا، حسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية. ولا توجد إحصائيات حول عدد حالات الإملاص (موت الجنين) ووفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة. وبناء على روايات من عمال الصحة ونسب من الحروب السابقة، فمن المتوقع أن الأرقام قد ارتفعت بشكل نسبي خلال الحرب الحالية. ويقول عمال الصحة إن الافتقار للعناية قبل الولادة وما بعدها يعني أن الأمهات والأطفال يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها.
ونقلت الصحيفة عن ديبورا هارينغتون، طبيبة التوليد البريطانية ، قولها إنه "لا يتم العناية بالتعقيدات أثناء الحمل". وقضت هارينغتون أسبوعين في مستشفى الأقصى، وسط غزة كجزء من فريق طبي شكلته منظمة العون الطبي الفلسطينية ومنظمة الإغاثة الدولية.
ولا يتم تشخيص حالات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو التسمم فيما تنتشر حالات فقر الدم بين النساء ولا يحصلن عن مكملات الحديد الذي يحتجن إليه لمعالجته، حسب عمال الصحة في الأمم المتحدة.
وقالت هارينغتون، إن "معظم النساء اللاتي عاينتهن يعانين من فقر الدم، وعادة ما ينجبن مبكرا ويفقدن الكثير من الدم، وهذا يعني وفاتهن" و "كذا الأطفال الخداع فمن المحتمل وفاتهم". وتستمر مشاكل النساء بعد الولادة حيث سوء التغذية التي تنتشر بين الأمهات والأطفال. وتعاني العائلات من مشاكل للحصول على حليب الأطفال أو الحفاضات وملابس دافئة للمولدين الجدد.
وأنجبت رزان غانم، 26 طفلا معافى ولكن المشاكل بدأت عندما خرجت من المستشفى الإماراتي وعادت إلى ملجأ تابع للأمم المتحدة حيث الدخان المتصاعد من الطبخ، وبدأ الطفل بالسعال وأصبحت لديه حرارة كما تقول. ونصح الأطباء بنقله إلى المستشفى، وعندما شاهدت ازدحامه والأطفال المرضى في أروقته وغياب النظافة، قررت أخذه إلى حيث لجأت ومعالجته، وتقول إنه تحسن الآن. وتتعرض النساء وأطفالهن الجدد للموت بسبب القصف حيث قالت هارينغتون الطبيبة البريطانية "لم يتم تسجيل الطفل كمولود" و "هناك أمر صعب في الحصول على شهادة وفاة قبل شهادة الولادة"، حسب التقرير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية النساء غزة الفلسطينية فلسطين غزة الاحتلال النساء صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة عمال الصحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ضبط 4 موظفين.. تفتيش من الصحة يكشف جريمة بمستشفى أم المصريين
أصيب رئيس مخازن مستشفى أم المصريين في الجيزة و3 موظفين آخرين، بحالة من الرعب عقب علمهم بحضور لجنة من وزارة الصحة للتفتيش على المستشفى فحاولوا إعادة 3 أجهزة مولد أكسجين استولوا عليها من داخل المستشفى فتم كشف أمرهم وألقي القبض عليهم ويعاونهم سائق توك توك.
تلقت مديرية أمن الجيزة إشارة من قسم شرطة الجيزة يفيد بإلقاء القبض على سائق توك توك، بحوزته 3 أجهزة مولد أكسجين داخل التوك توك المملوك له، أثناء محاولته دخول مستشفى أم المصريين.
انتقلت على الفور قوة أمنية من مباحث الجيزة إلى المستشفى وأسفر الفحص عن أن الأجهزة المضبوطة عهدة خاصة بالمستشفى.
وبسؤال إدارة المستشفى، أكد المسؤولون أن جرد حديث للمخازن كشف عن عجز في 3 أجهزة مولد أكسجين.
وبمناقشة سائق التوك توك المضبوط كشف عن حصوله على الأجهزة من رئيس قسم المخازن و3 موظفين آخرين بينهم سيدتين.
وأضاف أنهم اتفقوا معه على إعادة الأجهزة لإخفاء جريمة السرقة بعد علمهم بحملة تفتيش وجرد من وزارة الصحة فحاولوا إعادة الأجهزة لعدم اكتشاف العجز بالمخازن.
تم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.