حذر حاكم إقليم دارفور رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي من خطورة أن تتحول مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور إلى ساحة حرب بين الجيش والدعم السريع.

وجدد مناوي في كلمة له بمدينة مليط شمال دارفور يوم الخميس، دعوته لمواطني الإقليم بحمل السلاح لحماية أنفسهم وممتلكاتهم، مضيفاً أن الظرف الراهن في البلاد يحتم حمل السلاح.

السودان السودان واشنطن: "الأعمال الوحشية" في دارفور تتطلب المساءلة مادة اعلانية

وكشف حاكم إقليم دارفور عن مساعي من قبلهم لوقف الحرب بين الجيش والدعم السريع مع استمرارهم في نشر التعزيزات العسكرية للقوات المشتركة المكونة من حركات دارفور الموقعة على اتفاق سلام جوبا.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد بدأت تحقيقاً في تصاعد الأعمال العدائية بدارفور في السودان منذ منتصف أبريل، بما في ذلك تقارير عن جرائم قتل واغتصاب وحرق عمدي وتشريد وجرائم تؤثر على الأطفال.

يذكر أن قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو تتقاسمان مناطق النفوذ في هذا الإقليم، الذي اختبر سنوات سوداء مريرة من الاقتتال.

ذكريات أليمة

ومنذ انطلاق الصراع بين القوتين العسكريتين في منتصف أبريل الماضي (2023)، تصاعدت المخاوف من تفجر الوضع في دارفور، لاسيما أن الإقليم شهد خلال السنوات الماضية، اشتباكات قبلية متقطعة.

ويزخر هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.

دارفور مخاوف من حرب أهلية

فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيول، وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.

ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فلا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.

وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش والدعم السريع قبل شهرين.

وأجج هذا الاقتتال الذي تفجر بين الجانبين المخاوف من أن ينزلق هذا الإقليم مجددا في أتون حرب أهلية وقبلية طاحنة.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News دارفور

المصدر: العربية

كلمات دلالية: دارفور بین الجیش والدعم السریع

إقرأ أيضاً:

شهادات وصور: جرائم فظيعة بالفاشر والدعم السريع تعدم الجرحى بالمستشفيات

نقلت واشنطن بوست -اليوم الأربعاء- أن قوات الدعم السريع ترتكب جرائم فظيعة في الفاشر، في حين أفادت مصادر محلية بأن عمليات الإعدام شملت جميع المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى السعودي بالمدينة.

وقد تحدثت صحيفة واشنطن بوست عن فيديوهات وصور أقمار صناعية وشهادات حول قيام الدعم السريع بشن حملة قتل بعد الاستيلاء على الفاشر.

ونقلت عن تحليل صور أقمار صناعية أن مركبات عسكرية بالفاشر موجودة قرب جثث وبقع دماء كبيرة يمكن رؤيتها جوا.

وقال عامل إغاثة للصحيفة إن هناك "تقارير عن استهداف مئات، إن لم يكن آلاف، المدنيين في الفاشر وقتلهم على أسس عرقية".

وأضاف "تلقينا روايات عن فصل رجال وفتيان عن عائلاتهم وتعرضهم للتعذيب أو القتل بالفاشر.

جاء ذلك بعد يوم من سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر بعد أن حاصرتها لشهور.

وخلال الـ24 ساعة الماضية، تتالت التقارير والشهادات عن ارتكاب قوات الدعم السريع فظاعات في مدينة الفاشر.

واليوم الأربعاء، قالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر إن "الدعم السريع تقوم بتصفية جميع المصابين بالمستشفى السعودي بجامعة الفاشر".

جرائم مروعة

وقد دانت الجامعة العربية، مساء أمس الثلاثاء، "الجرائم المروعة" المرتكبة بحق المدنيين في الفاشر السودانية، ودعت الجامعة العربية إلى تقديم جميع المسؤولين عن "الانتهاكات" بالفاشر إلى المحاكمة.

ودانت "بأقصى العبارات الجرائم ضد المدنيين الأبرياء والعزل من الشيوخ والنساء والأطفال"، داعية إلى "الوقف الكامل للأعمال القتالية في هذه المدينة، التي تتعرض لحصار من قوات الدعم السريع" منذ فترة طويلة.

وجددت الجامعة العربية دعوتها "لحماية المدنيين والسماح لمن يرغب في مغادرتها دون عوائق، ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى الفاشر وما حولها، وتقديم جميع المسؤولين عن أي انتهاكات إلى المحاكمة".

إعلان

وأكدت أن "الوضع الراهن يهدد استقرار السودان ووحدته الإقليمية والسلم والاستقرار الإقليميين".

ممر آمن

وفي وقت سابق، دعت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع إلى السماح "بممر آمن" يتيح للمدنيين مغادرة مدينة الفاشر، بينما اتهمت القوة المشتركة للحركات المسلحة الداعمة للجيش السوداني في دارفور "الدعم السريع" بقتل ألفي مدني في الفاشر خلال يومي 26 و27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وتأتي تلك التطور في إطار حرب يخوضها الجيش و"قوات الدعم السريع" منذ 15 أبريل/نيسان 2023 لم تفلح وساطات إقليمية ودولية في إنهائها، وسط معاناة إنسانية متفاقمة.

وخلّفت الحرب نحو 20 ألف قتيل، وأكثر من 15 مليون نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية.

مقالات مشابهة

  • حاكم دارفور السودان يفضح حميدتي وشقيقه بشأن إعدامات الفاشر | شاهد
  • الجيش السوداني يشنّ غارات جوية تستهدف مواقع للدعم السريع بكردفان
  • أطباء السودان: نزوح 4500 مواطن من بارا شمال كردفان بسبب انتهاكات الدعم السريع
  • مجلس الأمن يدين جرائم الدعم السريع بحق المدنيين في السودان
  • خطاب قوي من حاكم إقليم دارفور
  • «الشيوعي السوداني» يدين مجازر الدعم السريع ويستنكر انسحاب الجيش
  • عربي21 تستعرض أماكن سيطرة الجيش السوداني والدعم السريع (خريطة)
  • حاكم دارفور يطالب المنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري للتصدي لمذابح الفاشر
  • ماذا تعني سيطرة الدعم السريع على الفاشر عسكريا وسياسيا؟
  • شهادات وصور: جرائم فظيعة بالفاشر والدعم السريع تعدم الجرحى بالمستشفيات