الداخلية الإسبانية تشير إلى احتمالية وقوع خطأ في التعرف على هوية مكسيم كوزمينوف
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
أشارت وزارة الداخلية الإسبانية، اليوم الاثنين إلى احتمالية وقوع خطأ في التعرف على هوية الرجل الذي عثر عليه ميتا في إسبانيا، والذي قال الحرس المدني في البلاد إنه مواطن أوكراني.
وقال مصدر في الوزارة لمراسل وكالة "تاس" تعليقا على معلومات حول احتمال موت مكسيم كوزمينوف في مقاطعة أليكانتي، والذي اختطف مروحية عسكرية روسية في عام 2023: "ربما تم التعرف بشكل غير صحيح على هوية الرجل الميت في إسبانيا، والذي وصفه الحرس المدني في البلاد بأنه أوكراني".
وأضافت الوزارة أنه "في يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي تم العثور على رجل ميت مصاب بعدة طلقات نارية في فيلاخويوسا في (أليكانتي)، وخلال التحقيق الجاري، تبين أن هوية هذا الشخص يمكن أن تكون مزيفة ومن الممكن أن الحديث يدور هنا عن شخص آخر".
وأكدت الوزارة أن الحرس المدني "يواصل التحقق من هذه البيانات، لكنه لا يستطيع بعد تقديم معلومات إضافية".
وحذفت بوابة الأخبار الإسبانية المستقلة "يوريكا نيوز" خبرا عن منصة "إكس" حول موت الطيار مكسيم كوزمينوف الذي اختطف مروحية روسية في صيف 2023.
وكانت بوابة "يوريكا نيوز" قد ذكرت في وقت سابق أن الشرطة الإسبانية عثرت على جثة الطيار مكسيم كوزمينوف في مدينة فيلاخويوسا بمقاطعة أليكانتي.
يذكر أن ممثل مديرية الاستخبارات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية أندريه يوسوف، أكد في وقت سابق وفاة الطيار مكسيم كوزمينوف، الذي اختطف مروحية روسية من طراز "مي 8" في صيف 2023، في إسبانيا.
وقال يوسوف لوكالة "آر بي كي-أوكرانيا" اليوم الاثنين تعليقا على المعلومات المتعلقة بوفاة كوزمينوف: "يمكننا تأكيد حقيقة الوفاة".
وأعلنت الخدمة الصحفية للحرس المدني الإقليمي الإسباني، أن وكالات إنفاذ القانون الإسبانية تحقق في جريمة القتل المزعومة لمواطن أوكراني في منطقة فالنسيا المتمتعة بالحكم الذاتي.
وبحسب الخدمة الصحفية، فقد تم العثور على الجثة في مرآب في مقاطعة أليكانتي مصابة بطلقات نارية. مشيرة إلى أنه تم العثور على "رجل يبلغ من العمر 33 عاما ويحمل الجنسية الأوكرانية"، ولم يقدم الحرس المدني الإقليمي مزيدا من التفاصيل، مشيرا إلى إجراء تحقيق في القضية.
وذكرت وسائل إعلام إسبانية اليوم الاثنين، أنه تم العثور على مكسيم كوزمينوف، الذي اختطف مروحية عسكرية عام 2023 وقتل اثنين من رفاقه كانا على متنها، ميتا في إسبانيا.
وبالتنسيق مع المخابرات العسكرية الأوكرانية، اختطف مكسيم كوزمنوف الذي كان طيارا في الجيش الروسيمروحية من طراز "مي 8" وفر بها إلى الأراضي الأوكرانية، كما اختطف خلال الحادث اثنين من أفراد طاقم الطائرة، وهما مهندس طيران يدعى نيكيتا، وملاح يدعى خورشيد، اللذين خدعهما واستدرجهما إلى الأراضي الأوكرانية ثم قتلهما.
وزعم كيريل بودانوف، رئيس مديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية، أنهما "قتلا أثناء محاولتهما الفرار"، وفتح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي قضية جنائية ضد كوزمينوف.
المصدر: "نوفوستي"+RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كييف مدريد موسكو تم العثور على الحرس المدنی فی إسبانیا
إقرأ أيضاً:
الأمة.. إشكالية هوية ما بعد التاريخ (2)
توقفنا في الجزء الأول من هذا السلسلة التي حملت عنوان "الأمة.. إشكالية هوية ما بعد التاريخ" عند السؤال: الآن هل المسلمون أمة؟ وهل تنطبق عليهم هذه التعريفات، ومن ثم هل تغيرت المعطيات، من ثم تغيرت التوصيفات لهذه الشعوب؟ لا سيما بعد اعتراض أحد كبار المستشاري رئيس إحدى حكومات الدول الإسلامية على المصطلح، مؤكدا أن المصطلح ما عاد يصلح لهذا الزمان. واستقينا من آيات القرآن، الذي هو محور التفاف هذه المجموعة البشرية التي تسكن الجغرافية المعروفة وما وراءها في بلاد الاغتراب، أو البلاد التي دخلها الإسلام ويمثل أهل أقلية، فالقرآن هو العامل الجامع الأول لهذه المجموعة البشرية.. استقينا معنى الأمة ومفهومه عند الشارع الحكيم، من دون اختلاف لا في التفسير ولا التأويل.
لقد عاشت الأمة الإسلامية حالة الترابط والتماسك، لا تناقش فكرة إن كانت أمة أم لا، ولم تفكر في فكرة القومية أو الوطنية، حتى مع تفسخها واستئثار بعض الحكام ببعض الأراضي، وحتى ولو لم يكن لهم خليفة واحد. فقد تنشأ عدة دول في بعض البقاع في زمن واحد، إلا أن ذلك لم يغيّب فكرة الأمة عن العقل الجمعي الإسلامي، وظلت هذه الفكرة راسخة في أذهان الشعوب العربية والإسلامية حتى إعلان سقوط الخلافة العثمانية في بدايات القرن الماضي، كان لعبد الناصر الدور الأكبر في حمل مشعل القومية العربية، وقدم فكرة الشعب العربي، وهي بمثابة عقيدة تحملها وحدة اللغة والثقافة والتاريخ، لذا فإن حرية الأديان مقدمة، ولعله في ذلك أراد أو أرادت الفكرة سحب فكرة التدين من الضمير الجمعي للعربوالتي شكلت صدمة لهذه الشعوب، رغم التمهيد لهذا السقوط بحركات تمرد شهدتها العديد من الدول العربية، في تراجع غير مفهوم لفكرة شمولية الدين والمصير لصالح فكرة الوطنية أو القومية، لتظهر فكرة رفض الحكم من غير أبناء الوطن أو العِرق، لتظهر في هذه اللحظة الدولة القومية، على حساب الخلافة الإسلامية، ومثّل ذلك السقوط جرح عميق في الأمة.
كان لسقوط الخلافة العثمانية الدور الكبير في بزوغ نجم القومية العربية، التي كانت في الحقيقة أحد أسباب سقوطها، حيث مثلت القومية بديلا للدولة الكبرى، وحلما للاستقلال، على الرغم من أن الدول العربية التي حملت راية القومية العربية كانت محتلة من الغرب، لكن الترويج لأن الأتراك ما هم إلا محتلون يجب الخلاص منهم، كانت تحمله سردية العصبية القومية، حتى في ظل التنوع العرقي والمذهبي في تلك البلدان التي شهدت التمرد على الحكم العثماني، فطارت الفكرة حتى بلغت عنان سماء مخيلة العامة، لا سيما بعد أن صُنعت نخب دورها كان الترويج للفكرة، وصناعة أحلام الازدهار بعد الانعتاق من الحكم العثماني، وقد ساعد على ذلك تزايد المظالم بفعل التعامل العنيف من العثمانيين.
عُرفت فكرة القومية في التاريخ الأوروبي، لا سيما بعد الثورة الفرنسية، وهي حركة يقوم بها أشخاص، غالبا من نفس المجموعة العرقية، لتحديد الحدود السياسية وبالتالي الحكم لبقعة جغرافية، وكان رائد الفكرة والتيار ومفكرها ميشيل عفلق، ورافع رايتها والداعم لها والمستفيد منها جمال عبد الناصر.
الانكفاء على الوطنية، وهي فكرة لطالما حاول الاستعمار ترسيخها، ووجدت لها صدى كبيرا مع التحولات السياسية في المنطقة مع ترسيخ فكرة أن 99 في المئة من مفاتيح اللعبة بيد أمريكا، وهي الفكرة التي أصابت هذه الأمة وأصابت معها، للأسف، بشكل غير مباشر وتحت الضغط؛ القوى الإسلامية المعارضة والمنظرة لفساد فكرة الانكفاء والتغريب
كان لعبد الناصر الدور الأكبر في حمل مشعل القومية العربية، وقدم فكرة الشعب العربي، وهي بمثابة عقيدة تحملها وحدة اللغة والثقافة والتاريخ، لذا فإن حرية الأديان مقدمة، ولعله في ذلك أراد أو أرادت الفكرة سحب فكرة التدين من الضمير الجمعي للعرب، بعد سقوط الخلاف القائم على فكرة الوحدة على أساس الدين، وهي أول صدمة تلقتها القومية العربية بعد هزيمة 1967، وفي مخيلتي أن الهزيمة الثانية كانت باحتلال صدام حسين للكويت، ما جعل الشعوب تكفر بالقومية، ورسّخ لذلك سياسيا بعض الحكام المتضررين من الفكرة بالأساس، والحالمين بريادة المنظومة العربية بوجه جديد.
بدأت هذه القوى في نشر فكرها بصناعة تيار، بدأ تخليقه في محاضن الهجرة بحثا عن الرزق في فترة السبعينات، بعد استقبالها للعمالة العربية والإسلامية، مستفيدة من الثروة النفطية التي منَّ الله عليها بها، وهي في ذلك مستفيدة من حالة التحول الذي ضرب الشعوب العربية بقيادات سياسية وفكرية بدأت تتماهى مع فكرة الانكفاء على الوطنية، وهي فكرة لطالما حاول الاستعمار ترسيخها، ووجدت لها صدى كبيرا مع التحولات السياسية في المنطقة مع ترسيخ فكرة أن 99 في المئة من مفاتيح اللعبة بيد أمريكا، وهي الفكرة التي أصابت هذه الأمة وأصابت معها، للأسف، بشكل غير مباشر وتحت الضغط؛ القوى الإسلامية المعارضة والمنظرة لفساد فكرة الانكفاء والتغريب.
فلو كان النظام الساداتي صاحب الفكرة، والذي ذهب إلى ما هو أبعد من اتفاقية السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، قد ذهب إلى هذا المذهب كرد فعل على القطيعة العربية، فإن هذا المذهب وجد له من يتلقفه ويغذيه لصالح تياره الجديد من خلال العاملة الوافدة له، والكل يخدم مشروعا أكبر سواء بحسن أو سوء نية، هو مشروع تفتيت هذه الأمة التي قال عنها سبحانه: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"، لكن هناك من وجد له مشروعا يخالف هذه الفكرة، على الرغم من أنها لا تخدم مشروعه في نهاية المطاف، لكنه وجد فيها خلاصا من آثار القومية التي حكمت المنطقة لعقود.
ولضيق المساحة، أرجو أن تتحملني عزيزي القارئ في جزء آخر لهذا المقال، لنستكمل في الأسبوع القادم إن شاء الله.