الجديد برس:

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، أنه أوقف مؤقتاً تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزة “حتى تسمح الظروف بتوزيع آمن”.

ويأتي قرار الأمم المتحدة، في الوقت الذي تتعمق فيه المجاعة في قطاع غزة خاصة في المناطق الشمالية جراء انقطاع المواد الغذائية الأساسية تزامناً مع منع الاحتلال دخول المساعدات إلى قطاع غزة بالتزامن مع الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر.

وقال البرنامج، في بيان، إن “قرار وقف عمليات التسليم إلى شمالي القطاع يعني أن الحالة هناك ستتدهور أكثر، وأن مزيد من الناس سيموت من الجوع”.

وأضاف أن البرنامج “سيبحث عن سبل إلى استئناف عمليات التسليم بطريقة مسؤولة في أقرب وقت ممكن”، موضحاً أن هناك “حاجة ماسة إلى توسيع نطاق تدفق المساعدات لشمالي القطاع، من أجل تجنب وقوع كارثة”.

وأكد البيان انزلاق غزة بشكل سريع نحو الجوع والمرض، بحيث أصبح توفير الغذاء والمياه الآمنة، أمراً نادراً، فضلاً عن انتشار الأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة سوء التغذية الحاد.

كارثة عالمية سيخلفها القرار

وأعرب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عن رفضه المطلق هذا القرار، الذي “سيخلف كارثة عالمية”، مؤكداً أن ذلك “يعني الحكم بالإعدام والموت على ثلاثة أرباع مليون إنسان، ويزيد في تدهور الأوضاع الإنسانية بصورة مضاعفة”.

وطالب المكتب البرنامج بالتراجع الفوري عن قراره الكارثي بشأن تعليق تسليم المساعدات الغذائية، محملاً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية عن تداعيات هذا القرار.

كما طالب كل مؤسسات الأمم المتحدة بالعودة إلى العمل في محافظتي غزة وشمالي غزة بصورة عاجلة، ومن دون تردد، بدلاً من التنصل والهروب من مسؤولياتها الدولية، واجبة التنفيذ.

وحمل المكتب هذه المؤسسات المسؤولية الكاملة عن التقصير الواضح في أداء عملها المكلفة تنفيذه، وحملها مسؤولية النتائج الكارثية للمجاعة التي تتعمق في قطاع غزة.

المجاعة تتعمق

في هذا السياق، قال المكتب الحكومي إن “المجاعة تتعمق يوماً بعد يوم في محافظات القطاع”، الذي يعيش فيه أكثر من مليوني إنسان، مشيراً إلى أن المجاعة تتعمق في محافظتي غزة وشمالي غزة، بصورة أكبر.

وأضاف المكتب، في بيان، أن ذلك “يُنذر بوقوع كارثة إنسانية عالمية قد يروح ضحيتها أكثر من 700.000 مواطن فلسطيني ما زالوا موجودين” في محافظتي غزة وشمالي غزة.

وأشار إلى أن الاحتلال “بدأ تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش، وصولاً إلى المجاعة، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد المدنيين والأطفال والنساء في جميع محافظات قطاع غزة، وبصورة مركزة أكثر على محافظتي غزة وشمالي غزة، من خلال منعه إدخال المساعدات لمحافظات القطاع”.

إلى ذلك، طالب المكتب بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء، وبرفع الحصار وإدخال 10.000 شاحنة مساعدات خلال اليومين المقبلين، بـ”صورة فورية وعاجلة”، قبل وقوع الكارثة الإنسانية، وإدخال هذه المساعدات، بصورة خاصة، إلى محافظتي غزة وشمالي غزة.

وحمل المكتب الإعلامي الحكومي الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، بالإضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن هذه المجاعة التي “تجري فصولها على مرأى ومسمع من كل العالم من دون أن يحرك أحد ساكناً، وهم الذين منحوا الاحتلال الضوء الأخضر للعدوان المتواصل”.

كما دعا روسيا والصين وتركيا وكل دول العالم الحر، وكل الدول العربية والإسلامية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، وكل المنظمات الدولية، إلى كسر الحصار بصورة عاجلة عن قطاع غزة، ووقف المجاعة ضد الأهالي والمدن والأحياء الفلسطينية.

وطالب المكتب الحكومي أيضاً بالضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء، في أسرع وقت ممكن، مؤكداً أن عدم إيقاف الحرب والمجاعة “يعني ضوءاً أخضر للقضاء على كل أهالي قطاع غزة”.

وكانت نائبة المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية، “الفاو”، بيث بيكدول، أكدت أن “سكان غزة يعانون مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، والجوع”، مشيرةً إلى أن “الظروف في غزة تشبه المجاعة”.

تجدر الإشارة إلى أن ما فاقم هذه الأزمة هو تعليق عدة دول غربية، بينها الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا وأستراليا، تمويلها “الأونروا” في غزة، بسبب مزاعم إسرائيلية تحدثت عن احتمال مشاركة موظفين في الوكالة في عملية “طوفان الأقصى”، يوم السابع من أكتوبر 2023.

كما أن شمالي قطاع غزة تكاد لا تصل إليه المساعدات، ولاسيما بعد إغلاق معبر “كرم أبو سالم” منذ عدة أيام.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الأمم المتحدة قطاع غزة تتعمق فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

عاجل ـ غزة تنزف من جديد.. آخر تطورات الميدان تحت القصف والدمار

استشهد 12 فلسطينيًا وأصيب العشرات بجروح مختلفة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي اليوم، على مناطق متفرقة في قطاع غزة.
ترافق ذلك مع عمليات نسف لمنازل وممتلكات الفلسطينيين في الأحياء الشرقية من مدينة غزة.
 

ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة

وأفادت مصادر طبية فلسطينية، باستشهاد سبعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف شمال قطاع غزة، واستشهاد ثلاثة آخرين في قصف وإطلاق نار بموقع توزيع المساعدات بمحور نتساريم وسط القطاع.
وأشارت إلى استشهاد شابين وإصابة عدد آخر بجروح وصفت بعضها بالخطيرة، في قصف إسرائيلي استهدف موقع توزيع المساعدات بمدينة رفح جنوب القطاع. 
 

الوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد سوءًا

قال الناطق باسم منظمة "اليونيسف" جيمس إلدر، إن الوضع في قطاع غزة يزداد سوءًا يومًا بعد آخر، في ظل الحصار والهجمات الإسرائيلية المستمرة.

وأضاف "الدر" في تصريحات إعلامية اليوم الأحد، أن العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تعاني الأمرّين لتأمين وجبة يومية واحدة لأطفالها، حيث تدخل إلى غزة "كميات من القنابل والصواريخ تفوق بكثير ما يدخل من الأغذية".

ووصف الحالة الإنسانية في القطاع بأنها "قاتمة ومروعة ومحطّمة للآمال".

وأشار إلى أن الآمال التي ولدت عقب الحديث عن وقف لإطلاق النار في غزة تحسنت قليلًا، حيث شهدت المنطقة تدفقًا جزئيًا للمساعدات وتحسنًا محدودًا في إمدادات المياه والغذاء.

وتابع "إلا أن هذا التفاؤل ما لبث أن تلاشى، بعدما واجه القطاع حصارًا كارثيًا للمساعدات".

وأضاف أن "سكان غزة يعيشون ليال قاسية تحت القصف، ويقضون أيامهم وهم يهربون من الجوع والانفجارات"، مؤكدًا أن "كل ما عرفناه من قدرة الناس على التحمّل قد تحطم تمامًا".

وأردف أن "العالم يبدو منشغلًا فقط برؤية الجرحى والحديث عن المساعدات، متجاهلًا العبء النفسي الهائل الذي يعيشه السكان، والواقع القاسي للعائلات التي تُجبر على النزوح مرارًا بعد فقدان كل شيء.

ولفت إلى أن العديد من الأسر تقيم في خيام منذ ستة أشهر، تحت نيران الدبابات، ويُجبرون الآن على الانتقال من جديد، مؤكدًا أن غزة تعيش هذا المشهد المأساوي منذ أكثر من 600 يوم.

وأشار إلى أن الأمهات يقضين يومين من دون طعام ليتمكنّ من توفير وجبة واحدة لأطفالهن.
وبين أن تقدير أعداد الأطفال الذين يموتون جوعًا يوميًا أو أسبوعيًا أمر بالغ الصعوبة في مثل هذه الظروف، لكنه شدد على أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يموتون "لأسباب بسيطة كان يمكن علاجها بسهولة".

وأوضح أن "سوء التغذية الحاد يزيد احتمال وفاة الطفل بسبب أمور بسيطة بمقدار 10 مرات. هذه هي الحلقة المميتة التي تقتل الأطفال. نقص الغذاء، تلوث المياه، وانعدام الرعاية الصحية الأساسية".

وحذّر من أن الوصول إلى المستشفيات لم يعد آمنًا للأطفال المرضى أو الذين يعانون من سوء التغذية، مؤكدًا أن المستشفيات نفسها لا تتوفر فيها المستلزمات الطبية الأساسية.

وقال إلدار: "ربما تصل نسبة المساعدات الإنسانية إلى 10% فقط مما يحتاجه الناس فعلا. تدخل إلى غزة كميات من القنابل والصواريخ تفوق كثيرًا ما يدخل من الأغذية".

ونوه إلى أنه خلال فترة وقف إطلاق النار، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها الفلسطينيون من إنشاء 400 نقطة توزيع لتقديم المساعدات الإنسانية.

وأكد أنهم استطاعوا عبر هذا النظام الوصول إلى المحتاجين بشكل فعّال.

وانتقد "الدار" النظام الجديد لتوزيع المساعدات الذي يتم فرضه حاليًا في جنوب غزة من قبل "صندوق المساعدات الإنسانية لغزة" المدعوم من الولايات المتحدة و"إسرائيل". ووصفه بأنه "عسكري الطابع" ويشمل فقط مواقع محدودة للتوزيع.

وأضاف "هذا النظام يؤدي يوميًا لسقوط ضحايا، حيث يُقتل أطفال فقط لأنهم كانوا يحاولون الحصول على علبة طعام".

وتابع محذرًا: "الآن تم تصميم نظام من قبل إسرائيل عمدًا لدفع السكان من شمال القطاع إلى جنوبه، وهو يهدد بتقويض نظام توزيع المساعدات الفعّال الذي أنشأناه". 

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، خلفت أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم يبحث مع برنامج الأغذية العالمي تطبيق أفضل الممارسات في التغذية المدرسية
  • وزير الشؤون الاجتماعية يلتقي مدير الشراكات مع الدول المانحة لبرنامج الأغذية
  • خطة جديدة من الأمم المتحدة أمام انهيار التمويل وتفاقم مأساة غزة| تفاصيل
  • غزة .. عشرات الشهداء والجرحى قرب مراكز المساعدات
  • 52 شهيدا في غزة منذ فجر الأحد منهم 17 من منتظري المساعدات
  • اسرائيل تواصل قصف المنازل واستهداف الجوعى
  • غزة تودّع 300 من شهداء المساعدات منذ بدء الخطة الأميركية
  • وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي
  • عاجل ـ غزة تنزف من جديد.. آخر تطورات الميدان تحت القصف والدمار
  • استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة