المسلة:
2025-10-08@00:07:39 GMT

أنهار العراق مهددة بتلوث كارثي

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

أنهار العراق مهددة بتلوث كارثي

21 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث: يواجه العراق الذي يعاني من الجفاف إضافة إلى أزمات أخرى أنتجتها عقود من صراعات دمّرت بناه التحتية، تلوثاً “كارثياً” في مياه أنهاره لأسباب أبرزها تسرّب مياه الصرف الصحي والنفايات الطبية.

ويؤكد مسؤولون أن المؤسسات الحكومية نفسها تقف خلف جزء من هذا التلوث البيئي، فيما تكافح السلطات المختصة لمواجهة هذه الآفة التي تهدّد الصحة العامة في العراق، وفقا لوكالة فرانس برس.

ويحصل نحو نصف سكان العراق فقط، على “خدمات مياه صالحة للشرب”، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة. ويبلغ عدد السكان 43 مليونا.

في البلد الغني بالنفط الذي يستهلك إنتاجه الكثير من المياه، يرتفع خطر التلوث مع التزايد المطرد لشحّ المياه نتيجة الجفاف والتغيّر المناخي وخلافات سياسية تتعلق بتوزيع حصص المياه بين بلاد الرافدين ودول الجوار.

ويزداد تركّز التلوث في الأنهار توازياً مع انخفاض مناسيب المياه.

ويقول المتحدّث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، إنه بالإضافة إلى القطاع الخاص، “الغريب في الموضوع، أن من يقوم به هي غالبية المؤسسات الحكومية”.

ويضيف أن من بينها “دوائر المجاري (التي) تقوم بإلقاء كميات كبيرة (من مياه المجاري) في نهري دجلة والفرات من دون أن تمرّ بمعالجة تامة أو بعد معالجة بسيطة”.

ولفت المتحدث إلى أن “أغلب المستشفيات القريبة من النهر تقوم بإلقاء فضلاتها وتصريف مياه الصرف الصحي مباشرة” فيه، وهذا أمر “خطير وكارثي”.

وتتسبّب المنشآت الصناعية كذلك بتلّوث المياه، بينها مصانع مواد بتروكيميائية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى الأنشطة الزراعية التي “قد تحتوي على سموم مرتبطة بالسماد”، وفقا للمتحدث.

واصدرت “الحكومة توجيهات بعدم إقرار أي مشروع في حال عدم ارتباطه بمحطة معالجة للمياه”.

وقال علي أيوب المختص بمجال نظافة المياه في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن “البنى التحتية غير الكافية والقوانين المحدودة وقلة الوعي العام، هي من العوامل الرئيسية المؤدية إلى التدهور الكبير في جودة المياه في العراق”.

وبالتالي، يضيف الخبير، فإن محطتين لتنقية المياه في بغداد تتلقيان “ضعف قدرتهما” على المعالجة.

نتيجة لذلك، يكمل أيوب، يلقى “ثلثا مياه الصرف الصحي الصناعي والمنزلي من دون معالجة في مياه الأنهار”، وتصل كميتها إلى “ستة ملايين متر مكعب” في اليوم.

ويؤكد أيوب أن “الحكومة العراقية عبّرت عن التزامها تحسين جودة المياه”.

ويتحدّث عن وضع وزارة الإعمار والإسكان خطة لثلاث سنوات تهدف إلى “تعزيز منظومة المياه والصرف الصحي بما في ذلك مراقبة جودة المياه”، لتوفير “مياه الشرب الآمنة وإمكانات تنقية المياه، خصوصا للمجتمعات الأكثر ضعفاً”.

وساهمت يونيسف بالشراكة مع السلطات العراقية، في إنشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي في مدينة الطب، وهو مجمع طبي حكومي في بغداد يضم حوالى 3000 سرير.

وافتتحت في المرحلة الأولى ثلاث محطات سعة كل واحدة 200 متر مكعب في اليوم لمعالجة مياه الصرف الصحي، وفق المهندس عقيل سلطان سلمان، رئيس دائرة المشاريع في المجمع.

وكانت مياه الصرف الصحي في المستشفى تضخّ عبر شبكات الصرف الصحي إلى إحدى المحطتين الحكومتين الرئيسيتين لمعالجة المياه في منطقة الرستمية في شرق بغداد، وفقا للمهندس.

ويلجأ غالبية العراقيين إلى شراء المياه في القوارير للشرب وإعداد الطعام، لأن المياه التي تصل بيوتهم غير صالحة.

ويزيد تفاقم الجفاف من الأمر سوءاً، مع انخفاض معدلات الأمطار ومناسيب مياه نهري دجلة والفرات، جراء السدود التي بنيت في دولتي الجوار تركيا وإيران، رغم اعتراضات بغداد.

ويؤكد المتحدث باسم وزارة البيئة أمير علي حسون، أن “نسب المياه التي ترد إلى الأراضي العراقية انخفضت إلى حدّ كبير وهذا ما يزيد من تركّز التلوث في المياه”.

وكانت السلطات تضخّ سابقا كميات إضافية من المياه لتنظيف المخلفات الملوّثة وتخفيف الضرر لكن ذلك غير ممكن حالياً في ظل الجفاف والحاجة الماسة للحفاظ على المخزون المائي الاستراتيجي.

ويشير الناشط البيئي صميم سلام إلى أهمية “تفعيل القوانين البيئية ومحاسبة كل المتجاوزين على الأنهار (…) وتوعية وإرشاد المواطنين باستخدام المياه بالشكل الأمثل” للمساهمة في خفض التلوث.

ويقول حسون إن الحكومة العراقية تراهن اليوم لمحاربة تلوث المياه “على عملية تغيير سلوك الفرد العراقي من خلال تعظيم جهد التوعية”.

دجلة والفرات يضمحلان وكلمة السر “دول المنبع” وتغير المناخأنهار العراق تختنق بمياه الصرف الصحي.. وتحذير من أزمة بيئية
ولكنه يضيف أن هناك أيضاً “رقابة صارمة” على الأنشطة الصحية، موضحاً “نفرض على جميع المستشفيات وضع وحدات معالجة لمياه الصرف الصحي”.

ويأمل حسون أن يكون العام 2024 العام الذي تتوقف فيه كل التجاوزات البيئية الناجمة عن “الأنشطة الصحية”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: میاه الصرف الصحی المیاه فی

إقرأ أيضاً:

رئيس الصرف الصحي بالإسكندرية يبحث مع جمعية مستثمري مرغم حلولًا عاجلة لمشكلات المنطقة الصناعية

عقد اللواء محمود نافع، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الصرف الصحي بالإسكندرية، اليوم الثلاثاء اجتماعًا موسعًا مع عدد من أعضاء جمعية مستثمري منطقة مرغم الصناعية، لبحث المشكلات المتعلقة بخدمات الصرف الصحي بالمنطقة، ووضع حلول عاجلة ومستدامة تضمن تحسين الخدمات والحفاظ على البيئة ودعم التنمية الصناعية بالمحافظة.

وأكد رئيس صرف الإسكندرية خلال الاجتماع حرص الشركة على دعم المناطق الصناعية بوصفها إحدى الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادية في الإسكندرية، مشددًا على أن تطوير البنية التحتية ورفع كفاءة خدمات الصرف يمثلان عاملين رئيسيين في تهيئة بيئة استثمارية آمنة وجاذبة، مع الالتزام الكامل بتطبيق معايير السلامة البيئية وحماية الموارد الطبيعية.

وتناول الاجتماع أبرز التحديات التي تواجه المستثمرين في المنطقة، وعلى رأسها المشكلات الفنية في شبكات الصرف، وما قد يترتب عليها من تأثيرات على سير العملية الإنتاجية داخل المصانع، إلى جانب ضرورة الحد من أي انعكاسات بيئية سلبية ناتجة عن هذه المشكلات.

كما استعرض الحاضرون عددًا من المقترحات العاجلة للتعامل مع الموقف الراهن، ووضع خطة تنفيذية قصيرة المدى لمعالجة الأزمات الحالية، إلى جانب خطة استراتيجية طويلة المدى لضمان استدامة الخدمة وتحسينها، مع مراعاة البعد البيئي في جميع مراحل التنفيذ.

وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق على استمرار عقد لقاءات دورية بين شركة الصرف الصحي وجمعية مستثمري مرغم لمتابعة تنفيذ الحلول المقترحة وتنسيق الجهود المشتركة، بما يسهم في دعم التنمية الصناعية وتعزيز مناخ الاستثمار والحفاظ على بيئة نظيفة وآمنة في محافظة الإسكندرية.

مقالات مشابهة

  • مياه الأقصر: وفد اليونيسف يتفقد تركيب وصلات المياه بالرياينة بأرمنت
  • مياه الأقصر وفد اليونيسف يتفقد تركيب وصلات المياه بالرياينة بأرمنت
  • رئيس الصرف الصحي بالإسكندرية يبحث مع جمعية مستثمري مرغم حلولًا عاجلة لمشكلات المنطقة الصناعية
  • مياه الأقصر تدفع بسيارات متنقلة لخدمة العملاء.. وتبدأ توصيل الصرف الصحي بمركز الطود
  • أزمة المياه في العراق معلقة حتى تشكيل الحكومة الجديدة
  • نائب:السوداني أغرق العراق بالديون التي وصلت إلى (122) مليار دولار
  • محافظ الأقصر يلتقي أهالي نجع عبادي لمتابعة ملف الصرف الصحي ويوجه بسيارة كسح
  • مياه الفيوم تعقد اجتماعًا موسعًا لمناقشة أعمال الإحلال والتجديد بمحطة معالجة قحافة
  • مياه الفيوم تناقش خطة شاملة لإحلال وتجديد محطة معالجة قحافة
  • تونسي بأسطول الصمود: إسرائيل جوعتنا وشربنا من الصرف الصحي