هل الحب حرام؟ سؤال أجاب عنه الدكتور محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا «إن الحب هو معنى جليل وعظيم وراقي ولكن هناك فرق بين الحب الذي اليدعو صاحبه للعطاء والإثار والوفاء وبين الميل للشهوات وتضيع الأوقات، موضحاً أن هناك فرق بين الاثنين ولا يجب خلط المصطلحات».
وأضاف أمين الفتوى أن إذا كان الحب صادقاً فإنه يقود صاحبه للعفة والحفاظ على محبوبه لا أن يضره، مضيفا أن الحب الحقيقي هو الذي يمتلى بالقيم والمثل، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «من عشق فعفَّ فكتم فمات مات شهيد»، مشددًا أن «له أجر شهيد».
وفي سياق متصل تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول هل الحب حرام؟، وردت قائلة إن الحب معنى نبيل جاء به الإسلام ودعا إليه، فقال تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ» [البقرة: 165]، وقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54]
الإفتاء: المسلم مٌحب لكل خلق الله تعالىوأضافت دار الإفتاء، أن المسلم مٌحب لكل خلق الله تعالى، يرى الجمال أينما كان، ويعمل على نشر الحب حيثما حلَّ، فهٌو رحمة للناس يٌحسن إليهم ويٌرفق بهم ويتمنى الخير لهم، مٌتأسِّيًا في ذلك بالنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي وصفه ربه سبحانه وتعالى بقوله: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» الأنبياء: 107، وَعَظَّمَهُ بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ «القلم: 4».
وتابعت الإفتاء فليس الحب حرامًا في أي حال من الأحوال، إلًا أنه لا يجوز الخلط بين هذا المعنى السامي الرفيع وبين ما يجري بين الجنسين من العلاقة المٌحرمة والانقياد لداعي الشهوة واللهاث وراء لذة الجسد في الحرام بدعوى الحب؛ فإن في ذلك ظلمًا لهذا المعنى الشريف الذي قامت عليه السماوات والأرض «فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ» [فصلت: 11].
وأشارت إلى أن الله تعالى قد جعل الزواج هو باب الحلال في العلاقة والحب بين الجنسين، فمن ابتُلي بشيء من ذلك فليكتمه إن لم يستطع الزواج بمن يحب؛ لما ورد في الحديث: «مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ فَكَتَمَ فَمَاتَ مَاتَ شَهِيدًا» أخرجه الخطيب البغدادي وغيره وقوَّاه الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في رسالة مفردة أسماها "درء الضعف عن حديث من عشق فعف".
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحب هل الحب حرام دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل تخرج الزكاة عن الذهب المشترى للزينة والادخار معا؟.. الإفتاء تجيب
أجابت هند حمّام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم الزكاة في حالة شراء المرأة لمشغولات ذهبية بغرض الزينة، وفي الوقت نفسه تعتبرها نوعًا من الادخار للمستقبل إذا احتاجت إليها يومًا ما.
وأوضحت أمينة الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الإنسان يُحاسَب على نيّته، وبالتالي ينبغي على المرأة أن تُميّز الهدف من اقتناء الذهب: هل اشترته للزينة فعلًا، أم اتخذته وسيلة للادخار فقط؟.
حكم قراءة سور محددة.. أمين الإفتاء: الأقرب للهدي النبوي قراءة القرآن كاملا
هل تصح الصلاة؟.. الإفتاء: الاغتسال يغني عن الوضوء إذا اشتمل على أمرين
هل التدخين ينقض الوضوء؟.. أمين الإفتاء: اتمضمض وصلي قبل الصلاة
حكم كتابة القرآن على الأرض من أجل حفظه وتعلمه.. الإفتاء: تجوز بشروط
وأضافت أمينة الفتوى في دار الإفتاء أن الذهب إذا كان مقتنًى بغرض الزينة، ويُلبس بالفعل، فليس عليه زكاة، حتى لو بلغ النصاب وتحققت فيه شروط الزكاة؛ لأنه داخل في حكم الزينة، أما إذا كانت نية الشراء لادخاره فقط، فحينها يُعتبر من الأموال الزكوية وتجب فيه الزكاة.
وبيّنت أمينة الفتوى في دار الإفتاء أنه لا يُعدّ احتيالًا أن تشتري المرأة ذهبًا لتلبسه وتحافظ في الوقت نفسه على قيمته المالية، مشيرةً إلى أن الأصل في ذلك هو الزينة مع الاحتفاظ بالقيمة لا التحايل على الزكاة.
وقالت أمينة الفتوى في دار الإفتاء إن الإنسان يُجازى على نيّته؛ فمن اشترى الذهب تزيّنًا فلا زكاة عليه، ومن اشتراه بقصد الادخار فتلزمه الزكاة، مؤكدة أن “الله يحاسب العباد على النوايا قبل الأعمال”.