الأقصر تحتفل بالليلة الختامية لمولد سيدى أبو الحجاج
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
يحتفل أبناء محافظة الأقصر اليوم بالليلة الختامية لمولد القطب الصوفي سيدي أبو الحجاج الأقصري، حيث يشهد الاحتفال حلقات الذكر ولعبة التحطيب التى تشتهر بها محافظات الصعيد وخاصة الأقصر، حتى أنه يقام مهرجان للتحطيب بساحة سيدى أبو الحجاج وهناك طقوس تتم فى مثل هذه الاحتفالات وخاصة الطرق الصوفية مثل تقديم الطعام للضيوف بالمجان والمعروفة باسم "الخدمة".
وأبو الحجاج الأقصري، هو يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، وقد ولد ببغداد أوائل القرن السادس الهجري وتوفي بالأقصر سنة 642 هـ، صوفي مصري، يرجع نسبه إلى الإمام الحسين بن علي.
ولد في أوائل القرن السادس الهجري ببغداد في عهد الخليفة العباسي المقتفي لأمر الله. لأسرة كريمة، ميسورة الحال، عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية. وينتهي نسبه إلى إسماعيل أبي الفراء بن عبد الله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
أشرف أبو الحجاج الأقصري على الديوان في عهد أبي الفتح عماد الدين عثمان ابن الناصر صلاح الدين الأيوبي، ثم ترك العمل الرسمي وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية فالتقى أعلام الصوفية فيها، خاصة أتباع الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الرزاق الجازولي، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه. ثم عاد أبوالحجاج إلى الأقصر، والتقى الشيخ عبد الرحيم القنائي (صاحب المسجد الشهير بمدينة قنا)، وأقام واستقر بالأقصر حتى وفاته في رجب سنة 642 هـ (ديسمبر 1244 م) في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب عن عمر تخطى التسعين عاما، ودفن في ضريح داخل مسجد سمي باسمه بنى فوق أطلال معبد الأقصر.
يذكر أن الاحتفال بمولد سيدي عبد الرحيم القنائي يتزامن الاحتفال بمولد العارف بالله سيدي أبو الحجاج الأقصري.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: سيدي عبد الرحيم القنائي أبو الحجاج الأقصری
إقرأ أيضاً:
مروءة
فيما كنت أتفحص أحد رفوف مكتبتي، عثرت في داخل عدد قديم من مجلة صادرة عام 1989م على مسودة مقال بخط يدي أحكي فيه قصة أمير ضائع. ولست أذكر بعد مرور كل هذه السنوات مصدر القصة. لقد سار الركب الملكي يوم عرفة، ولم يكتشفوا فقدان أحد الأمراء الا بعد أن وصلوا إلى مزدلفة. وكان كثير من الحجاج لا يزالون يستخدمون الجمال أو الخيول في تلك السنين؛ فلم تكن السيارات قد انتشرت لدى كافة الحجاج. ولما علم الملك عبد العزيز- رحمه الله- سأل عن الأمير كم عمره؟ فقالوا جاوز العشرين. فقال اتركوه يدبر نفسه. وفي صباح اليوم التالي (يوم العيد) وجدوا الأمير يرمي جمرة العقبة. وكان واضحًا عليه التعب. كما لو أنه سهر طيلة الليل. ولما سألوه أين ضاع؟ قال بكل ثبات: ما ضعت أنتم الذين ضعتم. ثم قال: وجدت نفرًا من الحجاج قد تعطلت سيارتهم؛ فكنت بين خيارين؛ إما أن أساعدهم أو أن أتركهم يدبرون أنفسهم. فقررت البقاء معهم. وبعد أكثر من ساعة تمكنا من تحريك سيارتهم. فسألوه ماذا فعلت؟ فقال: أنا لست ميكانيكيًا، لكني شعرت أن السيارة فارغة من البترول. فما كان مني إلا أن أحاول إيقاف أي مركبة لتزويد السيارة المتعطلة بالوقود. لكن المشكلة أنه لا يوجد خرطوم لتلقيمه للسيارة العطشى. وأخيرًا جاءت سيارة أوتوبيس، وكان لدى سائقها الخرطوم، لكنها للأسف كانت تعمل بالديزل. فاشتريت الخرطوم من الرجل بريال عربي ذهبًا. وعاودت محاولة إيقاف السيارات فمنهم من ليس عنده من البترول ما يكفي. ومنهم من يعتذر. إلى أن جاءنا رجل شهم من أهل مكة ما معه أحد في سيارته، فأعطانا البترول المطلوب، وأبى أن يأخذ منا قيمته.
فسئل ولماذا تأخرت؟ فقال: جئت من عرفات مشيًا على القدمين. قالوا: أما عرضوا عليك أن تركب معهم؟ قال: لا يوجد مكان فيها؛ إذ هي مزدحمة بالرجال والنساء. ثم جئت على القدمين من مزدلفة إلى منى لأرمي الشيطان.
وصل خبر الأمير إلى الملك عبد العزيز، فأعجبته القصة وأمر بمنحه حصانًا من الخيل الملكي. وفي أثناء سعي الأمير الشهم رآه الحجاج الذين أنقذ سيارتهم، وهو في المسعى على الحصان الهدية. لقد هزتني هذه المروءة التي هي أخت الدين فكتبت القصة ونسيتها عشرات السنين، حتى شاء الله أن أهتدي إليها قبل بضعة أيام. قال الشاعر حافظ إبراهيم:
ويهزني ذكر المروءة والندى
بين الشمائل هزة المشتاق