خالد النبوي «الإمبراطور»

مظهر كلاسيكى مع نظارة طبية يرسم الملامح الخارجية للشخصية، صوت رخيم وكلمات مقتضبة يُعرّف بها نفسه «أنا مختار أبوالمجد قرّرت أبنى إمبراطورية.. إمبراطوية ميم»، أب أرمل يجد نفسه مسئولاً بمفرده عن أبنائه الـ6 بعد وفاة زوجته، ما بين مسئوليات الحياة اليومية وصعوبات التربية والتنشئة فى ظل المناخ الاجتماعى الراهن وتحدياته يحاول «مختار» أن يوازن كفتى الميزان، وذلك قبل أن يظهر حب جديد فى حياة الأب ليجد نفسه ممزقاً ما بين مشاعره تجاه الإنسانة التى يحبها وما بين المسئوليات التى تثقل كاهله.

يرفع الفنان خالد النبوى سقف التحديات الفنية فى موسم الدراما الرمضانية 2024، حيث يخلع رداء «الإمام الشافعى» بعد الجرعة التاريخية الدينية الدرامية التى قدّمها فى مسلسل «رسالة الإمام» العام الماضى، ويرتدى هذا العام ملابس «مختار أبوالمجد» الأب الذى يعيش مع أبنائه ويواجه تمرّدهم عليه، ويطرح من خلال المسلسل الكثير من القضايا الاجتماعية التى تواجه الأسر المصرية.

منذ 37 عاماً كان جمهور الدراما المصرية على موعد مع مسلسل جديد بعنوان «صائمون والله أعلم» يُعرض فى شهر رمضان من عام 1987، وبجانب عدد كبير من النجوم والأسماء الكبيرة شهد المسلسل الظهور الأول لفنان شاب هادئ الملامح فى مشهد صغير، ولكنه بعد سنوات سوف يصبح من أهم الأسماء على الساحة الفنية فى مصر والوطن العربى، بعد مجهود كبير بذله فى تطوير أدواته التمثيلية وصقل موهبته الخام وتطويعها.

بدأ الشاب خالد النبوى فى اتخاذ خطوات أكثر جدية تجاه شغفه بالتمثيل، حيث التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وذلك بجانب مشاركته فى عدد من الأعمال الفنية، ليعمل على الجانب الأكاديمى والخبرة المهنية فى الوقت نفسه، كان من بينها مسلسل «شارع المواردى» إنتاج عام 1990، ولكن دور «حمزة سعيد الحلوانى» كان بطاقة التعارُف الحقيقية بين خالد النبوى والجمهور فى مسلسل «بوابة الحلوانى» بأجزائه الأربعة للكاتب محفوظ عبدالرحمن والمخرج إبراهيم الصحن، الذى كان ربح الرهان على «النبوى» كممثل من طراز خاص.

وعلى مدار السنوات التالية شكّل موسم الدراما الرمضانية ارتباطاً بين خالد النبوى والجمهور، حيث شارك فى مجموعة من أبرز الأعمال التليفزيونية منذ التسعينات، من بينها «نحن لا نزرع الشوك» للكاتب الروائى الكبير يوسف السباعى عام 1998، بالإضافة إلى «حديث الصباح والمساء» لأديب نوبل الراحل نجيب محفوظ فى عام 2001، و«مسألة مبدأ» فى 2003، وفى عام 2008 قدّم تجربة كوميدية مختلفة فى مسلسل ست كوم بعنوان «كافيه تشينو» من إخراج سامح عبدالعزيز، وذلك قبل أن يبتعد فترة عن الدراما التليفزيونية بسبب السينما التى قدّم فيها عدداً من التجارب المهمة، منها مشروعات سينمائية وفنية فى هوليوود.

عاد خالد النبوى إلى الدراما الرمضانية بمسلسل «ابن موت» فى رمضان من عام 2012، ومنذ عام 2015 أصبح «النبوى» من الوجوه الدائمة على المائدة الرمضانية، منها «مريم»، «سبع أرواح»، «واحة الغروب»، «لما كنا صغيرين»، «راجعين يا هوى»، بجانب عدد من التجارب الدرامية البعيدة عن الموسم الرمضانى، منها «ممالك النار» الذى جسّد خلاله شخصية طومان باى، آخر سلاطين دولة المماليك فى مصر، وهو من تأليف محمد سليمان عبدالملك، وإخراج البريطانى بيتر ويبر، وأمام تلك المسيرة الطويلة والمبهرة من الأعمال الدرامية، التى قدّمها «النبوى» ترتفع توقّعات الجمهور فى موسم الدراما الرمضانية 2024 بتقديم عمل مميز يُضاف إلى رصيده الفنى.

المصدر: الوطن