على وقع ضربات عنيفة بصنعاء.. تصاعد الهجمات والقصف المتبادل بين الحوثيين وواشنطن وبريطانيا
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
عاشت صنعاء في آخر ساعة من مساء أمس وأول دقائق الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد، على وقع دوي انفجارات عنيفة إثر غارات مكثفة شنتها مقاتلات أمريكية وبريطانية على أهداف ومواقع تابعة لجماعة الحوثي، بعدد من مناطق العاصمة اليمنية، في الوقت الذي امتدت تلك الضربات إلى محافظات أخرى شمال وغرب ووسط البلاد.
في مشهد ينذر بتصاعد حدة المواجهات بين جماعة الحوثي من جهة وواشنطن ولندن من جهة أخرى، حيث تتدحرج حدة العمليات الهجومية للحوثيين وعمليات القصف من قبل واشنطن ولندن بشكل تصاعدي منذ أول هجوم جوي استهدف صنعاء في الـ 12 من يناير الماضي، ما يجعل مستقبل المواجهات مفتوح على مصراعيه ولا يمكن التنبؤ بتبعاته ومآلاته، بالرغم من ارتباط الهجمات والمواجهات بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ الـ 7 من أكتوبر الماضي، غير أن الأحداث الجارية في البحر الأحمر تعد مشهدا فارقا لجماعة الحوثي وخصومها منذ سيطرتها على صنعاء في سبتمبر 2014م.
شنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، الساعات الماضية، غارات جديدة مكثفة على مواقع تابعة لجماعة الحوثي بعدد من المحافظات، حيث تحدث سكان محليون لـ "الموقع بوست"، عن سماع دوي انفجارات عنيفة في صنعاء، في الوقت الذي تحدثت وسائل إعلام الحوثيين بوجود سلسلة غارات على مواقع للجماعة بالعاصمة صنعاء.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الغارات بلغت قرابة عشرين غارة في صنعاء وعمران والحديدة وتعز وحجة، في الوقت الذي تركزت تلك الغارات بشكل لافت في صنعاء، حيث شملت مواقع وأهداف متعددة للحوثيين من بينها: جبل عطان وجبل النهدين ومعسكر الصيانة ومحيط التلفزيون ومعسكر خشم البكرة شمال صنعاء.
المصادر أشارت إلى أن الغارات استهدفت مواقع للحوثيين في مديريتي حيفان ومقبنة بمحافظة تعز، وفي جبل "ضين" بمحافظة عمران وفي محافظتي حجة والحديدة غرب البلاد.
وذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، أن الطيران الأمريكي البريطاني شن 3 غارات استهدفت مصنعا للمبيدات الحشرية في حي النهضة بمديرية الثورة، و6 غارات في منطقة عطان و3 غارات منطقة النهدين وغارتين استهدفت جبل عرام في همدان بيت انعم و3 غارات منطقة صرف في بني حشيش وغارتين استهدفتا مزارع الجر بمديرية عبس بمحافظة حجة، وغارتين في منطقة قراضة بمديرية حيفان جنوب تعز، وغارة بمنطقة شمير بمديرية مقبنة غرب تعز.
البنتاغون: استهداف مخازن للأسلحة
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أن القوات الأمريكية والبريطانية قصفت 18 هدفا للحوثيين في اليمن، فيما نقلت سي إن إن عن مسؤول أمريكي تأكيده أن الضربات في اليمن شملت أهدافا متعددة للحوثيين بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وبحسب المسؤول الأمريكي فإن "الضربات شملت استهداف مراكز قيادة وسيطرة ومواقع رادار ومرافق تخزين أسلحة تحت الأرض".
وقال وزير الدفاع الأمريكي إن قواتنا شنت مع قوات بريطانية ضربات ضد أهداف عسكرية في مناطق يسيطر عليها الحوثيون باليمن، مشيرا إلى أن الضربات تمت بدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا
تعطيل قدرات الحوثيين
وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أوستين، أن الضربات هدفت لتعطيل وإضعاف قدرات جماعة الحوثي المدعومة من إيران على شن هجماتهم المتهورة ضد السفن الأمريكية والدولية، لافتا إلى أن "الضربات استهدفت 8 مواقع شملت منشآت تخزين أسلحة وصواريخ وأنظمة جوية ورادارات"
وأكد وزير الدفاع الأمريك أن بلاده لن نتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأرواح وضمان التدفق الحر للتجارة.
وأردف: "سنواصل التوضيح للحوثيين أنهم سيتحملون العواقب إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونية".
أكبر هجوم عسكري منذ أسبوعين
صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مسؤولين أمريكيين القول بأن الضربات هي أكبر عمل عسكري ضد #الحوثيين منذ أسبوعين، و"استهدفت البنية التحتية والأسلحة التي يستخدمها الحوثيون لتنفيذ هجماتهم"
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، اليوم الأحد، تنفيذ 18 غارة جوية جديدة على مواقع وأهداف لجماعة الحوثي في اليمن، في ظل استمرار الهجمات الحوثية في البحر الأحمر والتي لم تتأثر بفعل تلك الغارات حيث تدعى واشنطن ولندن أنها استهدفت قدرات الحوثيين العسكرية وقللت من تأثيرها غير أن تلك المزاعم تتنافى مع الهجمات المتواصلة في البحر الأحمر وخليج عدن وحققت العديد منها أضرارا في سفن تابعة للملكة المتحدة أو واشنطن.
18 غارة
وقالت المركزية الأمريكية في بيان لها على منصة إكس، إنه و "في 24 فبراير، في حوالي الساعة 11:50 مساءً (بتوقيت صنعاء اليمن)، نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة البريطانية، وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا، ضربات ضد 18 هدفا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن.
وأضافت: "استهدفت هذه الضربات التي شنها هذا التحالف متعدد الأطراف المناطق التي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة السفن التجارية الدولية والسفن البحرية في المنطقة، مشيرة إلى أن هجمات الحوثيين غير القانونية أدت إلى تعطيل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى اليمن، وأضرت باقتصادات الشرق الأوسط، وتسببت في أضرار بيئية.
وأوضح البيان أن الأهداف شملت منشآت تخزين أسلحة تابعة للحوثيين تحت الأرض، ومنشآت تخزين الصواريخ، وأنظمة جوية بدون طيار للهجوم أحادي الاتجاه، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات، وطائرة هليكوبتر.
ولفتت إلى أن هذه الضربات تهدف إلى "إضعاف قدرة الحوثيين وتعطيل هجماتهم المتهورة وغير القانونية المستمرة على السفن التجارية الدولية والسفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن".
وأشارت إلى أن "الهدف من هذا الجهد متعدد الجنسيات هو الدفاع عن أنفسنا وشركائنا وحلفائنا في المنطقة واستعادة حرية الملاحة من خلال تدمير قدرات الحوثيين المستخدمة لتهديد القوات الأمريكية والقوات الشريكة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة".
وقالت بأن "هذه الضربات منفصلة ومتميزة عن إجراءات حرية الملاحة المتعددة الجنسيات التي يتم تنفيذها في إطار عملية Prosperity Guardian ".
هجوم جديد قبالة سواحل جيبوتي
هيئة التجارة البحرية البريطانية، أعلنت في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، وقوع حادث قبالة سواحل جيبوتي، في ظل تصعيد وتوتر تشهده المنطقة بفعل الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقالت البحرية البريطانية في بيان لها على منصة إكس بأنها تلقت تقريرا عن وقوع حادث على بعد 70 ميلا بحريا شرق ميناء جيبوتي.
وأشارت إلى أنها تقوم بالتحقيق، في الوقت الذي نصحت السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه إلى UKMTO.
استهداف سفينة بخليج عدن
وفي وقت لاحق، من إعلان البحرية البريطانية عن وقوع هجوم جديد قبالة سواحل جيبوتي، أعلنت جماعة الحوثي، استهداف سفينة نفط أمريكية في خليج عدن، بعد وقت قصير من شن مقاتلات أمريكية وبريطانية 18 غارة على مواقع وأهداف للحوثيين في صنعاء وعدد من المحافظات.
وقال الناطق العسكري لجماعة الحوثي يحيى سريع في بيان له على منصة إكس، بأن جماعته نفذت "عملية عسكرية استهدفتْ من خلالِها سفينةَ نفطية " TORM THOR" الأمريكيةَ في خليجِ عدن بعددٍ من الصواريخِ البحرية.
وأضاف بأن سلاحُ الجوِّ المسير التابع للجماعة قام باستهدافِ عددٍ من السفنِ الأمريكيةِ الحربيةِ في البحرِ الأحمرِ بعددٍ من الطائراتِ المسيرة.
وأكد أن جماعته "ستواجه التصعيدَ الأمريكيَّ البريطانيَّ بالمزيدِ منَ العملياتِ العسكريةِ النوعيةِ ضدَّ كافةِ الأهدافِ المعاديةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِ".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: البحر الأحمر صنعاء اليمن مليشيا الحوثي واشنطن فی البحر الأحمر لجماعة الحوثی فی الوقت الذی أن الضربات على مواقع فی صنعاء فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
صنعاء في قبضة الطابور الناعم.. العبور إلى الظلام يوثق تغلغل الحوثي في المنظمات الدولية
كشف كتاب بعنوان "العبور إلى الظلام" عن شبكة النفوذ الناعمة التي نسجتها ميليشيا الحوثي داخل المنظمات الدولية ولوبيات ما يسمى بـ"السلام الزائف"، مستخدمة هذه المنصات كغطاء شرعي لتمرير أجنداتها، وتوسيع قبضتها السياسية والمالية داخل اليمن وخارجها.
الكتاب الصادر عن منصة "فرودويكي" في يونيو 2025، قدم قراءة صادمة لكواليس الصراع في اليمن، حيث ينتقل من مشهد الحرب الظاهر إلى ما وراء الستار، كاشفًا شبكة معقدة من النفوذ الحوثي داخل المنظمات الدولية، والطرق التي تحولت بها مؤسسات إنسانية وحقوقية إلى أدوات شرعنة لسلطة الميليشيا. ويركز على اختراق الحوثيين للمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، من خلال تعيين أفراد مرتبطين بالميليشيا في مواقع مفصلية.
وأوضح: "إن الحوثيون تمكنوا، لا سيما منذ العام 2015، من التغلغل في المنظمات الدولية العاملة في اليمن، عبر أفراد محسوبين على الجماعة أو مقربين من قياداتها. هؤلاء الأفراد احتلوا مناصب رئيسية داخل المؤسسات الإنسانية الدولية، واستغلوا مواقعهم لتوجيه التمويل، والتحكم بالسرديات الإعلامية، بل وللضغط السياسي نحو شرعنة الجماعة المسلحة كـ"سلطة أمر واقع".
مؤلف الكتاب، الباحث عبدالقادر رازح، قدم أسماء أكثر من عشرة شخصيات تعمل كـ"طابور خامس" داخل هذه الكيانات، يقدمون المشورة، يوجهون الموارد، ويمررون المعلومات الاستخباراتية دعماً للحوثيين، في مشهد يعكس مدى التلاعب بالمساعدات الإنسانية وتحويلها إلى أدوات حرب ناعمة.
الكتاب لا يكتفي بالتحليل النظري، بل يقدّم قائمة تفصيلية بأسماء شخصيات تتولى أدوارًا حساسة في المنظمات الدولية بينما ترتبط فعليًا بميليشيا الحوثي. ويتتبع سجلات بعضهم الأكاديمية والوظيفية، كاشفًا فضائح تتعلق بالمؤهلات المزورة أو غياب المساءلة، ويطرح تساؤلات خطيرة حول غياب التحقيقات أو التغاضي الدولي عن هذه التناقضات.
كما يسلط الضوء على كيفية استغلال الحوثيين لعشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها الجهات الدولية كمساعدات لليمن منذ 2015، والتي انتهى المطاف بجزء كبير منها في تمويل جبهات القتال أو دعم اقتصاد الحرب الحوثي، بدلاً من إغاثة المتضررين من الصراع.
وحذر من أن تمويلات بملايين الدولارات ضُخت منذ بدء الحرب في اليمن لصالح مشاريع إنسانية، إلا أن العديد منها استُغل لصالح الحوثيين من خلال شركات ومؤسسات واجهة، أو عبر تسعير أزمات مفتعلة كالمجاعة وانهيار الخدمات. وقد وثّق المؤلف حالات فساد كبرى في إدارة المساعدات، بما في ذلك فضيحة البيانات المضللة التي جرى رفعها إلى الأمم المتحدة بدون تحقق من صحتها، ما رسخ صورة قاتمة عن الحكومة الشرعية مقابل تمويه واقع الحوثيين.
ويناقش الكتاب ظاهرة "إعادة هندسة الخطاب الدولي" من خلال دراسات موجهة وتقارير مفخخة تصدرها مراكز بحثية محسوبة على الحوثيين أو ممولة بشكل غير مباشر، لتصوير الجماعة كـ"سلطة أمر واقع" تستحق التفاوض، بينما يتم التعتيم على جرائم الحرب والانتهاكات الحقوقية التي ترتكبها.
وأشار إلى أن "الهندسة السردية الدولية"، تمثلت في توجيه الخطاب الإعلامي والسياسي داخل المؤسسات الدولية بما يخدم مصالح الميليشيا. هذا التحول، بحسب الكتاب، حوّل المجتمع الدولي من مراقب محايد إلى شريك غير مباشر في إدامة الأزمة اليمنية، من خلال تمويل مشاريع تديم الوضع القائم، وتجاهل الانتهاكات، وتحييد الأصوات الوطنية المعارضة للحوثيين
الأخطر، كما يشير الكتاب، أن هذه الشبكات التي يصفها بـ"السرية" لا تكتفي بالتغلغل في المنظمات، بل تعمل على تشويه صورة الحكومة الشرعية، وتعطيل جهود استعادة الدولة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا على سيادة اليمن واستقراره الإقليمي.
في خاتمته، لا يكتفي الكتاب بكشف الحقائق بل يطلق دعوة صريحة للمجتمع الدولي لإجراء مراجعات شاملة لممارسات المنظمات في اليمن، وإعادة تقييم من يمثل الشعب اليمني داخل هذه الهيئات، مؤكدًا أن التغاضي عن هذه الاختراقات يهدد جوهر العمل الإنساني ويفتح الباب أمام شرعنة جماعات مسلحة عبر "لوبيات إنسانية".
ودعا الباحث عبدالقادر رازح إلى تحقيقات مستقلة في الفساد وسوء الإدارة داخل المنظمات العاملة في اليمن، ومراجعة آليات اختيار ممثليها، وحماية برامج المساعدات من التوظيف السياسي. كما شدد على ضرورة فرض عقوبات على المتورطين في التلاعب أو دعم الميليشيات، بغض النظر عن مواقعهم أو جنسياتهم.
اضغط هنا لتحميل الكتاب رابط الكتاب