لجريدة عمان:
2025-05-05@13:27:55 GMT

الكتاب.. أنفضله ورقيا أم رقميا؟!

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

الكتاب.. أنفضله ورقيا أم رقميا؟!

في كل عام حينما يبدأ معرض مسقط الدولي للكتاب يدور حديث واسع حول قدرة الكتاب الورقي على الصمود أمام الكتاب الرقمي، ويستند من يدافع عن الكتاب الورقي إلى مشهد عشرات الآلاف من القراء الذين يزورون المعرض يوميا ويخرجون محملين بعشرات الكتب الورقية، مؤكدين في الوقت نفسه أن مئات دور النشر التي تشارك في عشرات المعارض التي تقام في العالم العربي، على الأقل، ما كانت لتبقى لولا أنها تحقق أرباحا جيدة جراء بيع الكتاب الورقي، ما يعني أن العمر الافتراضي للكتاب الورقي ما زال طويلا بالنظر إلى الأصوات التي تشير إلى أن الكتاب الورقي يلفظ أنفاسه الأخيرة وأن المستقبل للكتاب الرقمي والكتاب المسموع الذي بدأ في تشكيل قاعدة جماهيرية لا بأس بها في العالم أجمع وبما في ذلك العالم العربي.

ورغم عدم وجود دراسة علمية يمكن الاستناد إليها تكشف عن معدل تنامي قراءة الكتب الرقمية في العالم العربي لكن يمكن الاستناد إلى ضعف اهتمام دور النشر العربية بصناعة الكتاب الرقمي، وندرة وجود هذا الكتاب في تطبيق «كندل» التابع لشركة أمازون على سبيل المثال.

وعالميا، تكشف الإحصائيات الحديثة عن مشهد دقيق لتفضيلات القراءة بين الورقي والرقمي، وفقًا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث أفاد بأن 65% من البالغين في الولايات المتحدة قرأوا كتابًا مطبوعًا في العام الماضي، فيما قرأ 30% منهم كتابًا رقميًا، واستمع 23% منهم إلى كتاب صوتي، وهذه الأرقام تسلط الضوء على التحول الكبير الذي يحدث في العالم تجاه الكتاب الرقمي رغم أن الأرقام ما زالت تنحاز كثيرا للكتاب الورقي.

ويمكن الحديث عن بعض الأسباب الشائعة لتفضيل الكتاب الورقي على الكتاب الرقمي منها على سبيل المثال أن التجربة «اللمسية» المتمثلة في حمل كتاب وتقليب صفحاته ورائحة ورقه تعدّ عند الكثيرين تجربة ممتعة جدا بالإضافة إلى ذلك، لا تتطلب الكتب المطبوعة بطاريات أو أجهزة رقمية، مما يجعلها ملائمة أكثر لبعض القراء، خاصة أولئك الذين يقضون وقتًا طويلًا بعيدًا عن مصادر الطاقة أو الذين يفضلون تقليل وقت الشاشة بسبب إجهاد العين أو اضطراب النوم.

لكن علينا ألا نكون متفائلين كثيرا بقدرة هذه الرؤية الرومانسية على الصمود كثيرا فالمعدل العالمي لارتفاع قراءة الكتاب الرقمي والكتاب السمعي تستحق أن نقف معها طويلا، وهي تشير إلى ارتفاع هذا الرقم باطراد سنويا.. توفر الكتب الرقمية الراحة وسهولة النقل وأسعارًا أقل في الكثير من الأحيان، مما يجعلها خيارًا جذابًا للكثيرين، خاصة عند السفر أو التنقل. وتوفر الكتب الرقمية أيضًا ميزات مثل أحجام الخطوط القابلة للتعديل والقواميس المدمجة والقدرة على حمل آلاف العناوين على جهاز واحد، مما يلبي مجموعة واسعة من تفضيلات واحتياجات القراءة.

هناك أيضا الكثير من العوامل التي يمكن استحضارها عند الحديث عن الكتاب الورقي والكتاب الرقمي منها على سبيل المثال المستوى التعليمي وكذلك مستوى الدخل وأيضا الفئة العمرية. لكن لا بد من الإشارة إلى أن هذا الحديث يعتمد على الأرقام العالمية التي قد لا تنطبق كثيرا على العالم العربي.. لكن بشكل عام يسير العالم العربي في اتجاه مماثل فالغالبية الكبيرة في العالم العربي ما زالت مرتبطة بالكتاب الورقي، ومعارض الكتب في جميع العواصم العربي مثال يمكن البناء عليه، لكن لا يمكن أيضا تجاهل الاتجاه الذاهب إلى النمو نحو الاعتماد على الكتاب الرقمي والسمعي، على أن الأمر يبقى رهنا بعالم صناعة الكتاب في العالم العربي فإذا كان هناك تحول في دور النشر العربية نحو بناء منصات تدعم الكتاب الرقمي خاصة في ظل ارتفاع تكلفة صناعة الكتاب الورقي فإن وتيرة التحول ستكون أسرع بكثير مما هي عليه اليوم، وسنستطيع بعد خمس سنوات مثلا أن نرصد هذا التحول بشكل أكبر بكثير مما هو عليه اليوم.

ورغم أن هذا الجدل يأخذ حيزًا كبيرًا من الأسئلة التي تطرحها معارض الكتب إلا أنها تشير في المجمل إلى مكانة القراءة لدى الجميع، وفي الحقيقة هي الأهم فسواء كانت القراءة ورقية أم رقمية أم سمعية أم بأي وسيلة قد تظهر في المستقبل فإن هذا الأمر يتعلق بالغاية الأسمى وهي القراءة التي تسهم في بناء الوعي الحقيقي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی العالم العربی الکتاب الورقی الکتاب الرقمی کتاب ا

إقرأ أيضاً:

رئيس دار الكتب يكشف أقدم وثيقة بيع أرض من الخليفة الفاطمي لوزيره

أعلن الدكتور أسامة طلعت، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، عن وجود واحدة من أقدم الوثائق التاريخية في أرشيف الدار، والتي تعود إلى سنة 534 هجرية، أي قبل نحو 900 عام من يومنا هذا.

وأضاف خلال لقائه ببرنامج «معكم» الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، عبر قناة ON، أن هذه الوثيقة تمثل قيمة تاريخية كبيرة، إذ تعكس جانبًا من الحياة السياسية والاقتصادية في العصر الفاطمي.

وأشار إلى أن هذه الوثيقة تعتبر بمثابة وثيقة بيع رسمية، تحمل قصة مميزة، إذ ترتبط بالخليفة الفاطمي في ذلك الحين، والذي قام ببيع أراضٍ وعقارات لوزيره البارز المعروف باسم «الصالح طلائع»، حيث كان الوزير الصالح طلائع شخصية مشهورة وذات نفوذ واسع في الدولة الفاطمية، وارتبط اسمه بعدد من الإنجازات المشهودة التي تركت بصمتها على التاريخ الإسلامي والمصري.

وتابع: «هذا الوزير، الصالح طلائع، له مسجد كبير، مازال موجودا أمام باب زويلة مباشرة في منطقة الدرب الأحمر».

وأوضح: «الوزير الأعظم في تلك الفترة، هو من كان يسير كل أمور الدولة، لأن العصر الفاطمي يضم مرحلتين، الأولى هي تأسيس القاهرة وكانت تضم الخلفاء العظام، حتى جاء الخليفة المستنصر، الذى حكم وهو في سن 7 سنوات، وحدثت في عصره الشدة المستنصرية، ضعف الخليفة، وظهر دور الوزير الأعظم كحاكم فعلى وهو الذى يسير الأمور».

وأكد أن الوثائق التاريخية، مثل وثيقة البيع المذكورة، تمثل سجلًا حيًّا يوضح كيف انتقلت السلطة بشكل فعلي من الخلفاء إلى الوزراء الأعظم وحكام الظل في تلك العصور.

ولفت إلى أن دار الكتب والوثائق القومية تلعب دورا بارزا في الحفاظ على مثل هذه الكنوز التاريخية، معقبا: «مثل تلك المخطوطات والوثائق لا تكتفي بسرد الوقائع، بل تحمل بين سطورها حكايات تعكس ملامح حياتية وسياسية واجتماعية متكاملة، تبرز مدى تعقيد وتنوع المجتمعات الإسلامية على مر العصور، وتؤكد قيمة الحفاظ على مثل هذه الثروات الثقافية للأجيال القادمة».

اقرأ أيضاًندوة تثقيفية بدار الكتب بطنطا حول «الأمراض المناعية: الأسباب والعلاج»

الخميس المقبل.. دار الكتب والوثائق القومية تحتفل بمرور 155 عامًا على إنشائها

مقالات مشابهة

  • الهيئة السعودية للسياحة تجني حصاد المشاركة في "سوق السفر العربي" وتحتفل بالأرقام القياسية
  • المرصد العربي للترجمة.. كيف تدعم السعودية ذاكرة المعرفة العربية؟
  • «قمة الإعلام العربي 2025».. شراكة استراتيجية مع «دي بي وورلد»
  • تفاصيل أول وأضخم مشروع لترامب في العالم العربي (صور)
  • الاتحاد البرلماني العربي يطالب بتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه غزة
  • من شبرا إلى مونمارتر.. داليدا التي غنّت بلغات العالم وبكت في صمت (تقرير)
  • رئيس دار الكتب يكشف أقدم وثيقة بيع أرض من الخليفة الفاطمي لوزيره
  • «من بيروت إلى العالم».. نشر الأدب العربي منذ 1863
  • باحث: 7 أكتوبر كانت الفرصة التي انتظرها الإخوان لإحياء "الربيع العربي"
  • البرلمان العربي: ندين الغارة التي شنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على محيط القصر الرئاسي في دمشق والتي تأتي امتدادًا للتعديات السافرة التي يقوم بها ضد سيادة وأمن وسلامة الأراضي السورية، ونطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتصدي لهذه الانتهاكات المتكررة