هل ستنطلي مناورة تحالف قنديل على الناخب التركي؟
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
لم يبق لموعد الانتخابات المحلية في تركيا سوى حوالي شهر، وتقوم الأحزاب السياسية بتنظيم برامج وفعاليات لدعم مرشحيها، كما يبذل المرشحون أنفسهم جهودا حثيثة للتعريف بوعودهم من أجل كسب ود الناخبين وأصواتهم في 31 آذار/ مارس القادم.
الحملات الانتخابية في إسطنبول تجلب اهتمام وسائل الإعلام والمتابعين أكثر من أي مدينة أخرى.
قوروم تدعمه أحزاب تحالف الجمهور الانتخابي، باستثناء حزب الرفاه الجديد برئاسة فاتح أربكان. وبالتالي، يحتاج أكبر منافسيه، إمام أوغلو، إلى دعم أحزاب أخرى، إضافة إلى حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه. ويبدو أنه وجد ضالته في حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية، امتداد الأحزاب الموالية لحزب العمال الكردستاني.
قوروم تدعمه أحزاب تحالف الجمهور الانتخابي، باستثناء حزب الرفاه الجديد برئاسة فاتح أربكان. وبالتالي، يحتاج أكبر منافسيه، إمام أوغلو، إلى دعم أحزاب أخرى، إضافة إلى حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه. ويبدو أنه وجد ضالته في حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية، امتداد الأحزاب الموالية لحزب العمال الكردستاني
حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية أعلن عن مرشحَيْن مشتركين لرئاسة بلدية إسطنبول، ما يعني ظاهريا أنه سيخوض الانتخابات المحلية بمرشحيه، ولن يدعم مرشح أي حزب آخر، إلا أن هناك مؤشرات تشير إلى "تحالف ضمني مستور" بين حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية وحزب الشعب الجمهوري، ولا تخفى تلك المؤشرات على المتابعين للشؤون السياسية التركية، على الرغم من أن كلا الحزبين يتظاهر بأنه لا تحالف بينهما.
كانت باشاك دميرطاش، زوجة رئيس حزب الشعوب الديمقراطي السابق صلاح الدين دميرطاش، أعلنت استعدادها لخوض الانتخابات المحلية في إسطنبول، في حال رشحها حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية، إلا أن القيادي في حزب العمال الكردستاني، مصطفى قاراسو، دعا إلى تعزيز التحالف المعارض وحمايته. وبعد هذه التصريحات، تراجعت دميرطاش عن قرار الترشح. وعلى الرغم من إعلان حزب الشعوب الديمقراطي عن مرشحَيْن مشتركين لرئاسة بلدية إسطنبول، وهما ميرال دانيش بشطاش ومراد تشبني، يرى مراقبون أن انسحاب دميرطاش من الترشح يشير إلى استجابة حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية لدعوة قاراسو، وأن اختيار الحزب اسمين ضعيفين لخوض السباق من أجل رئاسة بلدية إسطنبول يعني دعما لإمام أوغلو.
هناك تطور آخر حدث بعد تصريحات قاراسو ليؤكد وجود تفاهمات بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب للمساواة والديمقراطية، وهو أن الأول سحب مرشحه الذي أعلن عنه في قضاء أسنيورت بإسطنبول، ورشَّح شخصية موالية للأخير، ما يعني أن الناخبين في ذاك القضاء سيصوتون لحزب الشعب الجمهوري لانتخاب رئيس بلدية ينتمي في الحقيقة إلى حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية. كما أن هناك أسماء كثيرة منتمية أو موالية لحزب الشعوب للمساواة والديمقراطية تم ترشيحها لمجالس البلديات في مناطق مختلفة ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري. وإضافة إلى ذلك، لم يعلن حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية عن أي مرشح لرئاسة البلدية في 22 قضاء من أصل 39 قضاء في إسطنبول، ما يعني أنه سيدعم في تلك الأقضية مرشحي حزب الشعب الجمهوري.
ومن أدلة تحالف حزب الشعب الجمهوري مع حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية في بعض المدن، أن الأول لم يعلن عن مرشح قوي في كل من قضاء آقدنيز وقضاء توروسلار بمحافظة مرسين، الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة لإفساح المجال أمام فوز مرشحي الأخير. وهو ما دفع القيادي السابق في حزب الشعب الجمهوري ووزير الثقافة الأسبق، إستميهان طالاي، إلى انتقاد حزبه بشدة، قائلا إنه تخلى عن مرسين لصالح حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية.
حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب للمساواة والديمقراطية يصفان تحالفهما في بعض المدن بــ"التضامن من أجل المدينة"، إلا أن وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة تطلق عليه "تحالف قنديل"، في إشارة إلى أن تحالف الحزبين جاء استجابة لطلب قادة حزب العمال الكردستاني
حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب للمساواة والديمقراطية يصفان تحالفهما في بعض المدن بــ"التضامن من أجل المدينة"، إلا أن وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة تطلق عليه "تحالف قنديل"، في إشارة إلى أن تحالف الحزبين جاء استجابة لطلب قادة حزب العمال الكردستاني المتواجدين في معسكرات المنظمة الإرهابية بجبال قنديل في شمالي العراق.
ويحتاج حزب الشعب الجمهوري عموما ورئيس بلدية إسطنبول على وجه الخصوص، إلى إخفاء هذا التحالف، قدر المستطاع، للحصول على أصوات القوميين الأتراك، كما أن نسبة من الموالين لحزب الشعب الجمهوري لا يؤيدون تحالف حزبهم مع حزب الشعوب للمساواة والديمقراطية. وتشير نتائج استطلاع للرأي إلى أن حوالي 16.6في المائة من الناخبين الموالين لحزب الشعب الجمهوري يقولون إنهم سيقاطعون الانتخابات في حال تأكد التحالف بين الحزبين، فيما ذكر 1.8 في المائة أنهم سيصوتون لأقوى منافس لهذا التحالف.
التحالف الضمني أو وجود تفاهمات بين الحزبين لم يعد خافيا على أحد، مهما تحاشى الحزبان الاعتراف به، كما أن أعضاء الحزبين والمقربين منهما يؤكدون وجود هذا النوع من التحالف. وبالتالي، يدور النقاش حاليا حول مدى النجاح الذي يمكن أن يحققه التحالف في الحصول على أصوات الناخبين.
twitter.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانتخابات تركيا الشعب الجمهوري العمال الكردستاني تركيا العدالة والتنمية انتخابات العمال الكردستاني الشعب الجمهوري مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکردستانی الانتخابات المحلیة حزب الشعب الجمهوری بلدیة إسطنبول کما أن إلا أن من أجل فی حزب
إقرأ أيضاً:
بين الخراب المسيّر والديمقراطية المؤجلة: أيُّ مشروعٍ ينقذ السودان
في زحمة المشهد السوداني المشتعل، كتب إليّ أحد القراء الكرام قائلًا:
“تحياتي، كل ما كتبته هو لذاتك ولفكرك. هل كل السودانيين مع ما تقوله؟ نعم نحترم ما تقوله، لكن هذا ليس وقته. الآن الوطن يكون أو لا يكون، فقط تطورات العدوان الآن وبالمسيّرات، يا رجل هداك الله.”
ردي على هذا السؤال لم يكن غضبًا، بل إصرارًا على الإضاءة وسط العتمة:
- إن التدمير الذي تمّ فعليًا في السودان لم يكن نتيجة لحرب عشوائية، بل كان تنفيذًا ممنهجًا لمشروع الإسلام السياسي، مدعومًا بتحالفات إقليمية ودولية. لقد تمّ تدمير أكثر من ٤٠٠ مصنع وجسر، بما في ذلك جسر شمبات وجسر جبل أولياء، وتدمير المنشآت التعليمية والمستشفيات والمتاحف، وتجريف ملايين البيوت وتهجير سكانها.
هذا الدمار طال البنية التحتية الحيوية ليس فقط في العاصمة الخرطوم، بل امتدّ أيضًا إلى بعض الولايات الصغيرة التي وجدت نفسها فجأة في قلب المعارك، دون حماية، ودون إعلام ينقل معاناتها، وكأنّ الخراب في السودان يكتفي بالعاصمة فقط!
لقد تم كل ذلك بتمويل وتسليح خارجي:
- قصف طيران الفلول والطيران المصري.
- استخدام أسلحة إيرانية وتركية متطورة.
- ضخّ أموال من “دولة غلط” لدعم الفوضى والتمكين بدلًا من التنمية.
كل هذا وقع بالفعل، واليوم يُهدّد ما تبقى من السودان، ويكشف حجم المؤامرة التي تستهدف ليس فقط النظام السياسي، بل وحدة الأرض والشعب.
مشروعان يتصارعان في قلب السودان:
1. مشروع الإسلام السياسي:
- دمّر مشروع الجزيرة.
- حوّل الجيش إلى مليشيا حزبية.
- نهب المال العام.
- عمّق الانقسام الإثني والديني.
- استدعى مليشيات أجنبية تحت شعار “الجهاد”.
2. مشروع الحكم المدني العلماني الديمقراطي اللامركزي:
- يقوده تحالف تأسيسي من ٢٥ حزبًا وهيئة.
- يدعو لبناء جيش قومي مهني.
- يضع دستورًا عادلًا.
- يعتمد الحكم اللامركزي.
- يفتح الباب للمصالحة الوطنية.
وقائع لا بد من تذكّرها:
- فتوى قادة الإسلاميين بقتل نصف الشعب.
- مجازر سبتمبر ٢٠١٣.
- بيع ميناء سواكن لتركيا.
- تهجير دارفور والنيل الأزرق.
- القصف الممنهج للمدارس والمستشفيات بأسلحة إيرانية وتركية.
- استخدام أموال دولة “غلط” في تأجيج الحرب.
- تدمير قرى وبلدات في ولايات صغيرة لا تملك مقاومة أو تغطية إعلامية.
الخاتمة:
اليوم، السودان لا يحتاج إلى تأجيل النقاش بين المشاريع الوطنية، بل يحتاج إلى وضوح تام:
هل نقف مع مشروع حياة وعدالة، أم مع مشروع دمار واستنزاف وتقسيم؟
هذه ليست معركة نخبوية، بل معركة كل سوداني يريد أن يرى وطنه واقفًا لا مستنزفًا.
من لا يرى خطورة الموقف اليوم، سيجد نفسه غدًا بين ركام وطن ضائع.
د احمد التيجاني سيد احمد
٨ مايو ٢٠٢٥ روما- نيروبي
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com