أثار مشروع اتفاق تتفاوض الحكومة الموريتانية بشأنه مع الاتحاد الأوروبي، غضب الموريتانيين، وسط مخاوف من أن يكون "صفقة توطين للمهاجرين في موريتانيا".

ورفضا لمشروع الاتفاق خرجت مظاهرات في العاصمة نواكشوط، الأربعاء، تصدت لها الشرطة بمسيلات الدموع.

وحسب مراسل "عربي21" رفع المتظاهرون شعارات كتب عليها: "لا لتوطين المهاجرين في موريتانيا".



مفاوضات مع الأوروبيين
والأسبوع الماضي بدأت مفاوضات بين مسؤولين من موريتانيا والاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق مرتقب حول الهجرة غير النظامية.

ومع بدء المفاوضات اعتبر ناشطون وسياسيون أن مشروع الاتفاق هذا مجرد محاولة من الاتحاد الأوروبي لتوطين المهاجرين الأفارقة في موريتانيا.

ودعت أحزاب سياسية بينها "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (ثاني أكبر حزب ممثل في البرلمان) الحكومة إلى نشر مشروع الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي والتزامات الدولة الموريتانية المترتبة على هذا الاتفاق بشأن المهاجرين غير النظامين.


معضلة أمنية
وشدد حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" في بيان على أن "موريتانيا ليست معنية بأن تكون وكيلا عن أي بلد أو أي كيان سياسي للتخلص من أعبائه والتزاماته القانونية والأخلاقية" منبها إلى التبعات الخطيرة على استقرار البلد وسكينة المواطنين، بتوريطه في "معضلة ديمغرافية واجتماعية وأمنية".

ولفت الحزب إلى أن المتداول حول هذه الاتفاقية يقضي بأن يتم بموجبها إعادة المهاجرين الأفارقة ممن ترفض السلطات الأوربية دخولهم أراضيها إلى الأراضي الموريتانية، وإمكانية توطين هؤلاء المهاجرين في موريتانيا.

رد حكومي
ومع تصاعد الجدل بشأن مشروع الاتفاق، ردت الحكومة في بيان صادر عن وزارة الداخلية أكدت فيه أن موريتانيا: "لن تكون وطنا بديلا للمهاجرين" غير النظاميين.

وقالت الوزارة، إن الحكومة بدأت مفاوضات أولية مع الاتحاد الأوروبي، "حول مسودة إعلان مشترك يتعلق بالهجرة طبقا لخارطة الطريق تم نقاشها بين الجانبين في بروكسيل 11 ديسمبر 2023".

وأضافت الوزارة أنه "تم الإبقاء على باب التفاوض مفتوحا بين الجانبين سعيا للتوصل إلى تفاهم مشترك يخدم مصالح الطرفين فيما يخص الهجرة الشرعية ومحاربة الهجرة غير الشرعية، ويأخذ في الحسبان التحديات التي تواجهها موريتانيا في هذا المجال، بعيدا مما يروج له البعض بخصوص فرضية توطين المهاجرين غير الشرعيين في موريتانيا".

وأكدت الوزارة "حرص الحكومة التام والدائم على السيادة والمصالح الحيوية للوطن" مردفة أنها "تنفي جملة وتفصيلا كل ما يتداول ويشاع حول التوجه لجعل موريتانيا وطنا بديلا لتوطين أو استقبال أو إيواء المهاجرين الأجانب غير الشرعيين.


دعم بـ500 مليون أورو
وكان وفد أوروبي يضم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أدى يوم 8 فبراير الماضي زيارة لنواكشوط بحث خلالها مع المسؤولين الموريتانيين قضايا الهجرة غير النظامية.

وفي ختام الزيارة، أعلن المسؤولان الأوروبيان عن تقديم مساعدات بقيمة 522 مليون يورو لموريتانيا لتعزيز تنميتها الاقتصادية، والتصدي للهجرة غير النظامية.

وتعد موريتانيا معبرا رئيسيا للمهاجرين الأفارقة، إذ تحولت مدينة نواذيبو أقصى غربي البلاد خلال السنوات الأخيرة، إلى وجهة مفضلة للراغبين في العبور إلى أوروبا والولايات المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاتحاد الأوروبي موريتانيا الهجرة الاتحاد الأوروبي موريتانيا الهجرة اعادة توطين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی مشروع الاتفاق فی موریتانیا

إقرأ أيضاً:

تضارب الموقف الإيراني حول وقف إطلاق النار.. قبول عبر وساطة قطرية ونفي رسمي وتصعيد مرتقب | تقرير

تتّسم التطورات الأخيرة بتناقض واضح في التصريحات من جانب حكومة طهران بشأن موقفها من وقف إطلاق النار، ما يثير علامات استفهام حول مصداقية الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي تقرير لوكالة رويترز نقل عن مصدر إيراني رفيع المستوى، تبيّن أن طهران وافقت على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، عبر وساطة قطرية ووفق اقتراح أمريكي. 

ووفق المصدر، جاء ذلك بعد محادثة هاتفية أجراها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع مسؤولين إيرانيين، تلتها ضربة صاروخية إيرانية على قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر.

التنفيذ خلال 6 ساعات .. ترامب: التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيلترامب: على إسرائيل وإيران السير نحو السلام 

وأبلغ ترامب أمير قطر أن إسرائيل قبلت الهدنة، وطلب من الدوحة دورًا في إقناع طهران بالالتزام، وهو ما تحقق لاحقًا حسب الوكالة.

وفي المقابل، أكد مسؤول إيراني بارز لقناة CNN أن إيران ستمضي قدمًا في القتال، معتبراً أن تصريحات إسرائيل والولايات المتحدة حيال التهدئة مجرد “خدعة”، وأن طهران ستكثّف ضرباتها الانتقامية. 

وقال المسؤول الإيراني، إن بلاده لم تتلقّ عرض وقف إطلاق النار، ونفت أن تكون قد وافقت على أي اتفاق رسمي، وهو ما يناقض تمامًا رواية رويترز .

هذا التضارب يكشف درجة عالية من الارتباك في الموقف الإيراني، فبينما رسمته الوساطة القطرية كخطوة دبلوماسية مهمة، تظهر البيانات المتناقضة أن الاتفاق لا يمثّل اتفاقًا رسميًا أو واضحًا من طهران، ما يعيد فتح الملف أمام مراقبين الإقليم.

كان قد أعلن ترامب عبر "تروث سوشيال" عن اتفاق “كامل ونهائي” لوقف إطلاق النار، يبدأ تنفيذًا خلال ست ساعات، يلتزم فيه الإيرانيون أولاً ثم الإسرائيليون بعد 12 ساعة، ويختتم إعلان النهاية الرسمية بعد 24 ساعة، مؤكداً أن الاتفاق منع حرباً كانت ستستمر “سنوات وتدمر الشرق الأوسط” . واعترف ترامب بدور الوساطة القطرية، إلا أن الطرفين الأصليين – إيران وإسرائيل – لم يصدر عنهما أي تأكيد رسمي حتى اللحظة.

وحسب التقرير، جاءت هذه التحركات في ظل تصاعد القصف المتبادل، آخِرها الضربات الإسرائيلية على منشآت في طهران وممارسات هجومية إيرانية مضادة، فضلاً عن إطلاق صواريخ نحو قواعد أمريكية في قطر. ويرى مراقبون أن هذا التسلسل يدل على أن الاتفاق قد يكون خطوة أولى نحو تهدئة مرحلية، لا أكثر، خصوصاً في ظل التهديدات الإيرانية المستمرة بهذا الكباش الإماراتي.

وفي ظل هذا السياق، مازالت إيران تعتبر أن التهدئة مقترنة بـ"وقف كامل للهجمات الإسرائيلية" أولًا، وفق ما أكّد مسؤول إيراني لـCNN، مما يشير إلى احتمال رفض رسمي لإملاءات أجنبية تُفرض بشكل أحادي 

ويضع الاتفاق في خانة الغامض، يجمع بين تفاؤل أمريكي ودبلوماسية قطرية من جهة، وصمود هجومي إيراني من جهة أخرى.

الفرق بين الروايتين يسلّط الضوء على أهمية وجود تصريحات رسمية موثقة من طهران وضمانات تنفيذية مثل مراقبين أو آلية دولية. 

وحتى الآن، يبدو أن الاتفاق يشبه اتفاقًا "على الورق"، أكثر منه على الأرض. فإذا كانت الوساطة القطرية قادرة على الحيلولة دون اشتعال شامل للمنطقة، فإن التحقق من موقف إيران الرسمي – لا الإعلامي أو العابر – هو المعيار الفعلي لنجاح التهدئة.

ويأتي هذا التضارب ليجعل الصفقة الهشّة محل شك، بينما يبقى الشعب الإيراني وشعوب المنطقة ترقبين دقيقين لخطوة قطرية–أمريكية كانت حتى الأمس، أكثر رمزية من كونها واقعية. ففي حال التزام طهران الرسمي – المشروط والموثق – فإنها ستكون فرصة لحل عالمي؛ وإن كانت التصريحات الانقضائية مجرد "خدعة" كما يقول مسؤول إيراني، فإن المدى الحقيقي للتصعيد المستمر لم يزل في بداياته، وربما نكون أمام صراع طويل الأمد لم يحسم بعد.

طباعة شارك حكومة طهران وقف إطلاق النار دونالد ترامب رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الدوحة إيران إسرائيل

مقالات مشابهة

  • أتلتيكو مدريد يقترب من إتمام صفقة جوني كاردوسو من ريال بيتيس
  • بدعم دولي.. الهجرة والجوازات اليمنية تدشن نظام التأشيرة الإلكترونية
  • المؤتمر: اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة نحو تهدئة إقليمية شاملة
  • ترامب يعلن وقف النار بين إيران وإسرائيل.. صفقة سرية بوساطة قطر؟
  • دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ
  • بدء سريان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • تضارب الموقف الإيراني حول وقف إطلاق النار.. قبول عبر وساطة قطرية ونفي رسمي وتصعيد مرتقب | تقرير
  • التنفيذ خلال 6 ساعات .. ترامب: التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • الهجرة النبوية في وعي المسيرة القرآنية .. من ذكرى إلى مشروع نهوض أمة
  • مهيب عبد الهادي يثير الجدل بشأن عمر الساعي.. تفاصيل