على مائدة شهر رمضان المبارك، أهل غزة يقضون جوعًا
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
أثير- مكتب أثير في دمشق
إعداد: الأديبة والكاتبة غادة عماد الدين العيسى، مديرة المسرح القومي في طرطوس
أتى ودقّ أبواب أرواحنا، ففتحنا لهُ برغبةِ العاشق المنتظر على أحرّ من الجّمر أن يفتح لنا باباً لصفاء أرواحنا، أتى أحبّ الشّهور وأكرمها، رمضان شهر الصّوم والصّفاء الرّوحي، شهرُ راحة الجسد وإعادة تنقيته منسجماً مع نفسٍ ستسمو بعادات رمضان الجميلة والمفيدة ديناً ودنيا، في بستان غفر الذنوب وأيام امتحان الجسد والنفس.
سنعيش انتظام الوقت ليشدّنا من تلابيب إرادتنا مثل عقارب الساعة، إنّ ارتبك عقربها سهى الوقت عنها، فالعالم الإسلامي جميعه في شهر الخير والبركات رمضان، يفتح أرشيف عاداته الرّمضانية لتسمو بها التصرفات الإنسانية
كما في كلّ عام.. يحلّ علينا ضيفاً عزيزاً كريماً، نتحضر ونقوم بواجبه ليرى أجمل ما فينا، نصمت في حضرته، فإن تكلّمنا سنقول خيراً، نرسل نظرنا وأفئدتنا لتسبّح للخالق إبداع خلقه، نعيش تقشف الغذاء والشراب، ونشعر بشعور الجياع في أي بقعة من بقاع العالم أوهكذا يجب علينا أن نفعل.
ولكن ثمّة أسئلة كبيرة لهذا العالم الإسلامي بمعظمه، الذي يشكّل 25 بالمئة من مجموع سكان العالم، وعددُ أفراده تجاوز الملياريّ مسلم.
هل نسيتم أو تناسيتم شعباً صائماً منذ شهورعن الطعام والشراب والحياة، ولم يشعر به أحد؟
أين وقفة الرّجل الواحد التي أمرنا بها إسلامنا وديننا الحنيف كما قال خاتم الأنبياء والرسل سيّدنا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”؟
غزّة لا تطلب رجالاً للقتال.. بل تطلب أن لا تقتلوهم جوعاً.
ألم تشعروا بجوع أطفال فلسطين حتى هذه اللحظة؟
للعالم الملياري لماذا لا يقلقكم الجوع في غزة؟
هل تعرفون أن مواطني بلدٍ بشيبه وشبابه وأطفاله، آيلين للاندثار بين جبروت القوة وظلم المجتمع الدولي وقرارات منظمات عدله الدولية، التي سمّيت بعكس أفعالها.
هي غزّة التي أوصد أغلب الأقربون دونها أبوابهم..لا ينتظرون ثواباً من الإحساس بجوع أهلها أو دعمه باللّقمة في واحة الرحمة، على الرغم من كلّ محاولات بعض الدول التي مازال قادتها وشعوبها، يشعرون بأن فلسطين هي قضيتهم المركزية وبوصلة إنسانيتهم ولكن في بحور من الظلمات لا تكفي شمعة واحدة لتنير بصر وبصيرة من يتعامى عن كلّ ما يحدث في غزّة.
هل أنتم بحاجة لشهر رمضان حتى تقولوا لأنفسكم هذا هو الجوع، مع أنّكم موعودون بالموائد ممّا لذّ وطاب مع مغيب الشمس؟
ألم تستوقف إنسانيتكم العمياء صور الأطفال وغير الأطفال من الكبار وهم يغادرون الحياة وقد صاروا جلوداً مقرّحةً وعظاماً نافرة؟
أرأيتم تلك الأم الجائعة “كما كلّ الأمهات في غزّة” والتي تطبخ حفنة من الطحين الغير صالح للأكل أصلاً، علّها تبعد شبح الموت جوعاً عن فلذات كبدها..
إنّه الجوع القاهر بلا أمل لمائدة عند المغيب..
لقد استفزّت هذه الصور حتى من يشعر ببعض الإنسانية في أمريكا الداعمة لإسرائيل، فتحرّك بعض مواطنيها رافضين أن يكون بلدهم شريكاً في القتل بهذه الدّرجة من التوحش.
ومجرّد قراءة أن بايدن قلق بشأن موت أطفال غزّة جوعاً، تصريح يثير في نفوسنا أشياء لا نستطيع التعبير عنها فهي تفوق الغثيان..
وهو صاحب مئات الصفقات من السلاح لقتل هؤلاء الذين يقلق من أجلهم..
أمّا الفلسطينيّون المقاومون الصامدون بأرضهم، فقد بدأ عندهم الصيام قبل شهر رمضان بعدة شهور، بدون انتظار لموائد الطعام أو لأيّ هدنة تلوح في الأفق الملبد بغيوم الظّلم والقتل والحقد ولسان حالهم يقول..
قتلُ امرئٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تُغتَفر
وقتل شعبٍ آمنٍ مسأَلةٌ فيها نظر
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
وفاة 13 لاجئاً سودانياً جوعاً في معسكر “قاقا” بتشاد وسط تدهور إنساني حاد
الشبكة اعتبرت أن ما يحدث يكشف فشل المنظمات في تحمل مسؤولياتها، متهمة بعض الجهات بالاحتماء بحجج تتعلق بصعوبة إيصال المساعدات عبر المعابر.
الخرطوم: التغيير
قالت شبكة أطباء السودان إن 13 لاجئًا سودانيًا توفوا خلال الأسبوع الماضي في معسكر “قاقا” للاجئين بشرق تشاد نتيجة الجوع وسوء الأوضاع الإنسانية، محذّرة من أن المعسكر بات يواجه كارثة إنسانية تهدد حياة الآلاف من قاطنيه.
وأوضحت الشبكة اليوم السبت، أن اللاجئين في معسكر “قاقا”، الذي يؤوي نحو 21 ألف سوداني، يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، مع تفشي الأمراض وسوء الخدمات الطبية، وسط تقاعس المنظمات الإنسانية الدولية عن تقديم الدعم الكافي لهم.
واعتبرت أن ما يحدث يكشف فشل المنظمات في تحمل مسؤولياتها، متهمة بعض الجهات بالاحتماء بحجج تتعلق بصعوبة إيصال المساعدات عبر المعابر.
ودعت الشبكة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل وتوفير الإغاثة الأساسية لمنع تفاقم الأزمة ووقف موجات النزوح الجديدة بحثًا عن الغذاء والعلاج.
فرّ مئات الآلاف من السودانيين إلى تشاد ودول الجوار منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والتي تسببت في انهيار شبه كامل للنظام الصحي والاقتصادي في السودان، خاصة في دارفور التي كانت مصدر العدد الأكبر من اللاجئين.
وتشهد المخيمات في شرق تشاد، ومنها معسكر “قاقا”، أوضاعًا متردية منذ أشهر، حيث يعاني اللاجئون من نقص شديد في الغذاء والماء والرعاية الصحية، في ظل ضعف التمويل الدولي وتزايد أعداد النازحين.
وكانت منظمات إنسانية قد حذّرت سابقًا من مجاعة وشيكة في بعض المعسكرات، بينما ما تزال الاستجابة الدولية محدودة ولا ترقى إلى حجم الكارثة التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين السودانيين في تشاد شبكة أطباء السودان