سلطت حلقة برنامج "تأملات" (2023/7/25) الضوء على أقوال العرب القدامى في طباع الناس وأخلاقهم وطرق تفكيرهم، ومنها ما يطلق على أصحاب المزاج المتلون ومن ينقضون العهد ويقولون ما لا يفعلون.

ويشار في هذا السياق إلى أن المثل القائل "أخلاق البغال" يطلق على أصحاب المزاجية والتلون والناس الذين يحبونك اليوم ويكرهونك غدا.

وفي هذا الشأن، قال أبو عثمان الجاحظ "لما كان البغل من الخَلْق المركّب والطبائع المؤلَّفة والأخلاق المختلفة تلون في أخلاقه الكثيرة العيوب المتولدة عن مزاجه، وشر الطباع ما تجاذبته الأعراق المتضادة والأخلاق المتفاوتة والعناصر المتباعدة".

كما أضاف الجاحظ في موضع آخر أن البغل كثير التلون وبه يُضرب المثل.

أما الشاعر البحتري فقد اختار أن يهجو قوما بهذه الأبيات التي جاء فيها على ذكر البغال:

"لهم حلل حَسُنَّ فهنّ بيض وأخلاق سَمُجْنَ فهنّ سود
وأخلاق البغال فكل يوم يَعِنّ لبعضهم خُلُق جديد"

آفة المروءة

كما تناولت الحلقة ما نقله الأصمعي عن أعرابي يصف قوما يلتزمون بالوعود التي يقطعونها على أنفسهم.

وقال الأعرابي "أولئك قوم أدبتهم الحكمة، وأحكمتهم التجارب، ولم تغررهم السلامة المنطوية على الهلكة، ورحل عنهم التسويف الذي قطع الناس به مسافة آجالهم، فقالت ألسنتهم بالوعد، وانبسطت أيديهم بالإنجاز، فأحسنوا المقال، وشفّعوه بالفعال".

ومن الأقوال المنقولة عن العرب أيضا "آفة المروءة خُلْف الوعد".

وكان عوف بن النعمان الشيباني يقول في الجاهلية "لأن أموت عطشا أحب إليّ من أن أموت مِخلافا لموعدة".

كما نقل عن إياس بن معاوية قوله "لأن يكون في فِعال الرجل فضل عن قوله أجمل من أن يكون في قوله فضل عن فعاله".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مجلة لانسيت: عدد شهداء غزة قد يكون أعلى بكثير من الأرقام الرسمية

تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة لانسيت الطبية إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية قد يكون أعلى بكثير من الحصيلة الرسمية التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وحتى الخامس من مايو/أيار الجاري، أفادت وزارة الصحة بأن 52 ألفا و615 شخصا استشهدوا نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

ورغم أن التعداد اليومي الدقيق للقتلى أمر غير معتاد في النزاعات المسلحة، ولا يوجد مثيل له حتى في حروب كبرى كالحرب في أوكرانيا، فقد استمرت سلطات غزة في إصدار بيانات تفصيلية عن أعداد الشهداء الفلسطينيين.

وتقول الدراسة إنه رغم وجود شكوك حول دقة هذه الأرقام، نظرا لاحتمال وجود دوافع سياسية لتضخيم خسائر المدنيين، فإن التجارب السابقة تشير إلى أن تقديرات الأمم المتحدة وإسرائيل لما بعد انتهاء الحروب غالبا ما كانت تتطابق مع التقديرات التي تم إجراؤها أثناء الحرب.

وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن وزارة الصحة في غزة لا تميز بين المدنيين وعناصر المقاومة في إحصاءاتها لعدد الشهداء. وقدرت السلطات الإسرائيلية في يناير/كانون الثاني أن نحو 20 ألفا من الشهداء هم من المقاومة الفلسطينية.

قائمة الشهداء

وتعتمد وزارة الصحة على قائمتين رئيسيتين لتجميع أعداد الشهداء: الأولى تستند إلى بيانات المستشفيات، والثانية إلى استبيانات عبر الإنترنت تُبلّغ فيها العائلات عن فقدان ذويها، إضافة إلى بيانات لأشخاص استشهدوا دون معرفة هويتهم.

إعلان

لكن الباحثين استخدموا نهجا مختلفا، حيث قارنوا بين 3 قواعد بيانات بأسماء الشهداء وأعمارهم وأحيانا أرقام هوياتهم: اثنتان من وزارة الصحة، وثالثة أعدها الباحثون باستخدام سجلات الشهداء المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تضمنت فقط الأشخاص الذين استشهدوا إثر إصابات جسدية.

ومن خلال تحليل التداخل بين هذه القوائم حتى 30 يونيو/حزيران 2024، خلص الباحثون إلى أن العدد الفعلي للشهداء قد يتجاوز الأرقام الرسمية بنسبة تتراوح بين 46% و107%.

وإذا تم تطبيق هذا النطاق على أحدث حصيلة معلنة، فإن عدد الشهداء قد يتراوح بين 77 ألفا و109 آلاف شهيد، أي ما يعادل حوالي 5% من سكان غزة قبل الحرب.

ويقرّ الباحثون بأن هناك قدرا كبيرا من عدم اليقين في هذه التقديرات، إذ وجدوا أن 3952 شخصا أُدرجوا في إحدى القوائم الرسمية ثم حُذفوا لاحقا.

ومن المحتمل أيضا أن يكون شهداء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) غير ممثلين بشكل كاف في البيانات الرسمية، إما نتيجة لقرار سياسي لتقليل تقديرات الخسائر أو لصعوبة توثيقهم، على حد تعبيرهم. وبالتالي قد يكون عدد الشهداء أعلى من المذكور في القوائم.

إضافة إلى ذلك، هناك أعداد غير معروفة، ربما الآلاف، لأشخاص استشهدوا نتيجة أسباب غير مباشرة كفشل الرعاية الطبية إثر انهيار النظام الصحي في القطاع، وهو أمر يصعب قياسه حاليا.

ودمرت هذه الحرب، التي تُعد الأطول والأكثر دموية في تاريخ القضية الفلسطينية، العديد من المؤسسات التي توثق الخسائر البشرية، مثل المستشفيات، مما يجعل أي إحصاء نهائي دقيق لما جرى مسألة بعيدة المنال.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مجلة لانسيت: عدد شهداء غزة قد يكون أعلى بكثير من الأرقام الرسمية
  • ما معنى قوله تعالى واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى؟.. رئيس جامعة الأزهر يجيب
  • مصرف التنمية الدولي يطلق "بطاقة السائح العربي"
  • هل لمس الزوجة ينقض الوضوء؟.. الأزهر يجيب
  • ماذا يعني أن يكون البابا أميركياً؟
  • النمر: مرضى قصور القلب يكون الانقباض لديهم طبيعي فوق 55%
  • هآرتس: واشنطن تضغط على إسرائيل لإبرام اتفاق
  • بيل غيتس: لا أريد أن أموت غنياً
  • خطيب جامع بطرابلس: داء ليبيا في “الشلافطية” المتخلفين
  • وول ستريت: تعطل ترحيل المهاجرين بسبب رفض الحكومتين، رغم وعود سابقة بقبولهم