الشّارقة تجمع علماء العربيّة في نواكشوط تحضيراً لإطلاق «المعجم العربيّ الإفريقيّ»
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
برعاية كريمة من صاحب السّموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس مجمع اللّغة العربية بالشّارقة، نظّم مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، مؤخّراً، في العاصمة الموريتانيّة نواكشوط، النّدوة التّحضيريّة لإطلاق مشروع «المعجم العربيّ الإفريقيّ»، بمشاركة خبراء ومتخصّصين في صناعة المعاجم اللّغويّة، بهدف اكتشاف وتأصيل العلاقة بين اللّغة العربيّة واللّغات الإفريقيّة، التي بقي أكثرها حتى وقت قريب يستخدم الحرف العربيّ في كتابة النّصوص.
وتحدّث في النّدوة كلٌّ من الدكتور الخليل النحوي، رئيس مجلس اللّسان العربيّ بموريتانيا، والدكتور عبدالله محمد عبد المالك، الأستاذ بالمعهد العالي للدّراسات والبحوث الإسلاميّة، وأبو بكر الحاج محمود با، رئيس مجلس إدارة معهد ترقية وتدريس اللّغات الوطنيّة، والدكتور آبو آمادو با، أستاذ التّاريخ بجامعة نواكشوط. مصدر إلهام وتواصل بين حضارات العالم وفي حديثه حول النّدوة، قال الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العامّ لمجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة: «في ظلّ التّطوّرات المعاصرة، تبرز الحاجة الماسّة للنّظر في جذور لغتنا العربيّة وتأثيرها العميق على اللّغات العالميّة؛ لهذا يعدّ مشروع (المعجم العربيّ الإفريقيّ) الذي نؤسّس له اليوم، خطوة مهمّة في هذا السّياق، حيث يكشف عن الرّوابط الوثيقة بين العربيّة واللّغات الإفريقيّة، ويؤكّد أنّ العربيّة لم تكن يومًا لغة محصورة في حدود جغرافيّة، بل كانت ولا تزال مصدر إلهام وتواصل بين حضارات العالم».
وأضاف، «يأتي اهتمام صاحب السّموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، باللّغة العربيّة ليعكس رؤية ثاقبة لأهمية اللّغة كركيزة أساسيّة في الحضارة الإنسانيّة؛ فهي بتاريخها العريق وتأثيرها البالغ، ساهمت في تشكيل الهُويّة الثّقافيّة للشّعوب الإفريقيّة، وما زالت تلعب دورًا محوريًّا في تعزيز التّواصل الحضاريّ بين الأمم، ومن هنا فإنّ النّدوة تؤسّس لا لمجرد مرجع لغويّ يضمّ كلماتٍ ومصطلحاتٍ، بل لجسر معرفيّ يربط بين الحضارات، ويعدّ خارطة تنير دروب المؤرّخين واللّغويّين والأنثروبولوجيّين، ويعزّز فهمنا للتّفاعلات الثّقافيّة والحضاريّة التي شكَّلت عالمنا». بحث تنظيم المادّة المعجميّة وتبادل المشاركون في النّدوة التّحضيريّة لمشروع «المعجم العربيّ الإفريقيّ» وجهات النّظر حول أفضل السّبل لتنظيم المادّة المعجميّة، حيث تم طرح عدّة آليّات مثل التّرتيب حسب الحقول الدّلاليّة أو الأبجديّة، وكذلك اعتماد معجم الألفاظ. وعكست النّقاشات الجهود المبذولة لتعميق الصّلة بين اللّغة العربيّة واللّغات الإفريقيّة، مستفيدين من تجارب معجميّة متنوّعة وغنيّة.
وفي سياق متّصل، تناول المتحدّثون تجربة تدريس اللّغات الإفريقيّة في المناهج التّعليميّة الموريتانيّة، مشيرين إلى أهمّيّة هذه الخطوة في تكوين جيل جديد من مزدوجي اللّغات الذين يساهمون في إثراء البحوث والدّراسات المتعلّقة بالعلاقة بين اللّغة العربيّة واللّغات الإفريقيّة.
كما بدأ مجلس اللّسان العربيّ في موريتانيا بتطبيق توصيات مؤتمر اللّغة العربية، الذي تم تنظيمه أخيراً في غامبيا، وكشف عن تراث إفريقيّ ثريّ، استخدم خلاله الأفارقة الحرف العربيّ في التّأليف والتّوثيق والمراسلات، على مدى قرون من الزّمن.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة الإمارات المعجم العربی ة العربی ة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: «مشاركة الرئيس السيسي بالقمة التنسيقية للاتحاد الإفريقي تعكس اهتمام مصر بالعلاقات مع دول القارة»
أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة التنسيقية النصف سنوية للاتحاد الإفريقي تعكس مدى اهتمام الرئيس والدولة المصرية بتطوير العلاقات مع دول القارة.
وقال عبد العاطي -في تصريح خاص لقناة «النيل» بالتلفزيون المصري مساء اليوم السبت، إن مشاركة الرئيس السيسي في القمة تعكس مدى الاهتمام والأولوية التي يعطيها الرئيس والدولة المصرية للعلاقة مع القارة الإفريقية والعمل على المزيد من تكثيف التواصل مع الأشقاء في القارة وتعزيز التعاون مع كل دولها.
وأوضح عبد العاطي أن الدورة الحالية تكتسب اهتمامًا كبيرًا باعتبار أنها تركز على مسألة التكامل الإقليمي وهذه مسألة مهمة جدًا خاصة بعد دخول الاتفاقية القارية للتجارة الحرة في إفريقيا حيز النفاذ، مضيفًا: «مصر تدفع بقوة في اتجاه استغلال دخول هذه الاتفاقية حيز النفاذ حتى يكون لها انعكاس إيجابي على التجارة البينية بين الدول الإفريقية ومن ثم تحقيق الهدف الأكبر وهو دفع عملية التكامل الإقليمي في القارة».
وبشأن المحاور التي سيتحدث عنها الرئيس السيسي في قمة الغد، قال عبد العاطي إن الرئيس السيسي سيتحدث غدًا في القمة بصفتين، أولا سيتحدث بصفته رئيس اللجنة التوجيهية للنيباد، وسيتطرق إلى الجهود التي بذلتها مصر والرئيس خلال فترة العامين منذ تولي رئاسة اللجنة في حشد التمويل للعمل على تنفيذ أجندة 2063 الخاصة بالاتحاد الإفريقي ودفع عمليات التكامل الإقليمي وحشد التمويل الدولي لهذا الغرض، وثانيًا سيتحدث بصفته رئيس قدرة إقليم شمال إفريقيا في هذا العام ويستعرض ما تم إنجازه في إطار هذه القدرة الخاصة بشمال إفريقيا خاصة وأن مصر تستضيف مقر لواء هذه القدرة وأيضا مركز إدارتها.
وحول اللقاءات الثنائية المتوقعة للرئيس السيسي، قال وزير الخارجية إن زيارة الرئيس تشمل بالفعل مجموعة مخططة من اللقاءات مع عدد من القادة المشاركين، في إطار حرصه على المزيد من تطوير العلاقات والتعاون مع أشقائنا في القارة الإفريقية، خاصة وأنه على مدار الأشهر الماضية كانت القاهرة قبلة لعدد من رؤساء الدولة الإفريقية في إطار التفاعل المستمر وتكليف سيادته لوزارة الخارجية بالعمل على المزيد من تطوير العلاقات مع القارة الإفريقية خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية.
وأشار إلى أنه تم استحداث مجموعة من الآليات بتوجيهات من الرئيس لدعم العمل الإفريقي المشترك، كمضاعفة ميزانية الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والتي تعمل في القارة الإفريقية، واستحداث آلية تمويلية بتوجيه الرئيس بتمويل يبلغ 100 مليون دولار لتنفيذ مشروعات مائية وتنموية في منطقة حوض القارة الإفريقية، والوكالة المصرية لضمان الصادرات والاستثمار في إفريقيا حيث صدق الرئيس على إنشاء هذه الوكالة، لافتا إلى أن البنك المركزي المصري ووزارة المالية سيشرعان في الانتهاء من الإجراءات الخاصة بعمل هذه الوكالة ونحن على قناعة أنها سيكون لها التأثير الإيجابي على التجارة والاستثمار مع أشقائنا في القارة خاصة أنها ستقدم ضمانات للشركات الصغيرة والمتوسطة للدخول بالسوق الإفريقية بقوة ضمان من وزارة المالية المصرية.
وبشأن القضية الفلسطينية، قال عبد العاطي إن الجهود المصرية مستمرة بالتعاون الأشقاء في قطر، لافتا إلى أنه على تواصل شبه يومي مع مبعوث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وأيضا على تواصل مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر الشقيقة.
ونوه وزير الخارجية إلى أن الجهود مستمرة بتوجيه من الرئيس للعمل على سرعة إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار لأن هذا الأمر طال انتظاره ولابد من حقن دماء الشعب الفلسطيني، ونحن الآن في مرحلة متقدمة في المفاوضات ونأمل أن يتم التوصل لاتفاق حول بعض النقاط العالقة وأن يكون هناك جدية أكثر وإرادة سياسية من الجانب الإسرائيلي لإبداء المرونة المطلوبة حتى يتم التوصل إلى هذا الاتفاق، ومن ثم يساعدنا على استضافة مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار حتى نعطي أمل للشعب الفلسطيني أن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية الأمريكي يكشف موعد تطبيق تعريفات ترامب الجمركية
اتصالات مكثفة بين وزير الخارجية ونظرائه العرب بشأن مستجدات الأوضاع في غزة
السفير دحروج: وزير الخارجية يتابع الجهود الجارية لافتتاح القنصلية المصرية في طرابلس