الموارد المائية: عدم الاحتياط سيوصلنا لعجز يتجاوز الـ 10 مليارات
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
حذر وزير الموارد المائية، عون ذياب، اليوم الثلاثاء، من عجز مائي يتجاوز 10 مليارات متر مكعب اذا لم يأخذ العراق احتياطاته، وفيما أشار الى ان الامطار رفدت الخزين المائي بنسبة 10% والرقم يتضاعف تدريجياً، كشف عن إزالة 7900 بحيرة اسماك غير مجازة. وقال ذياب في حديثه لبرنامج (بالمختزل) الذي تبثه فضائية السومرية، انه "سيكون هناك عجز مائي يصل الى اكثر من 10 مليارات متر مكعب اذا لم نتخذ مجموعة من الإجراءات المطلوبة داخل العراق"، مبينا انه "لدينا تصور دقيق نتيجة الدراسة الاستراتيجية التي قمنا بها التي تخطط لسنة 2035 لان مواردنا المائية من خارج الحدود وهناك تطور داخل دول المنبع مثل تركيا وسوريا وايران".
وأضاف، انه "علينا العمل على تقليل وتقليص فجوة العجز وكيفية إدارة مواردنا المائية من خلال زيادة المياه المتوفرة لدينا والعمل على الاستخدام الأمثل لتقليل الاستهلاك"، مشيرا الى ان "هذه السنة كلفت محافظة البصرة بانشاء محطة تحلية على الخليج ومنها سنحصل على 10 متر مكعب في الثانية وهي مياه تقليدية غير محسوبة ضمن الموازنة المائية وفقط للبصرة لكنها مورد مضاف وهي ليست الأخيرة".
كيفية تنمية الموارد
وشدد ذياب على ضرورة الاعتماد، على "مورد اخر وهو البحر والاتجاه الى استخدام مياه البزل وعلى عدم إخراج مياهها الى الخليج لتدخل ضمن الموازنة المائية مع اعتماد المياه الجوفية"، مؤكدا ان "هناك توجها حكوميا لتقليل الاستهلاك رغم زيادة السكان والأراضي الزراعية من خلال استخدام تقنيات الري الحديثة لان الزراعة هي المستهلك الأول للمياه".
وأشار ذياب الى ان الموارد المائية الاصلية لنهري لدجلة والفرات، "كانت تأتي بالكامل للعراق ولذلك كنا نشهد فيضانات منذ خمسينات القرن الماضي لكن تركيا أنشأت سدودها على النهرين وأول سد كان (كيبان في 1969) وتبعته مجموعة سدود على نهر الفرات واخرها السد العملاق "اتاتورك" الذي غير المعادلة بالكامل في عام 1993 ومن الجانب السوري سد "الطبقة" الذي غير الشكل الحقيقي للفرات".
وبين ان "العراق لديه اتفاقية مع سوريا وتركيا ان تكون المياه المطلقة من الحدود 500 متر مكعب في الثانية يصل منها 290 للعراق والان هناك اخلال بهذه الاتفاقية من الجانب التركي والعام الماضي لم تلتزم بتنفيذها لكن الأمور الان بطور التحسن"، موضحاً ان "نهر دجلة لم يكن عليه أي سدود لكن الان في شمال شرق ديار بكر تم انشاء واحد وبعدها جاء سد الجزرة وهو سد تكميلي الهدف منه ارواء المساحات الزراعية الكبيرة على الحدود السورية العراقية التركية وهذا أيضا غير شكل نهر دجلة ولهذا لدينا موقف واضح وصريح بعدم الموافقة على انشاءه ما لم نصل الى اتفاق محدد مع تركيا حول الحصة المائية".
وكشق ذياب، ان "العراق يمر بنزاعات مائية لان المورد محدود والحاجة كبيرة ولا تقتصر على دول المنبع وانما داخل البلاد أيضا على أنهر مشتركة مثل ما يحدث في شط الحلة الذي يخدم ثلاث محافظات (بابل والديوانية والمثنى)"، منوهاً انه "يجب وضع قواعد صحيحة للاستخدام ونحن بصدد تشريع قانون لتوزيع المياه وفق ما نص عليه الدستور والان تتم دراسته من قبل مجلس الدولة وبعدها يرسل لرئاسة الوزراء ومن ثم الى البرلمان لتشريعه".
المصادر الاصلية لدجلة والفرات
بين ذياب ان "المصدر الرئيسي للفرات من تركيا مرورا بسوريا واما دجلة فهو من تركيا أيضا بنسبة 82 % والباقي من الزاب الأعلى اما إيران فلها علاقة بالزاب الأسفل فقط ونهر ديالى ومجموعة أنهر ووديان موسمية تعبر حدودها ونسبة مساهمتها في دجلة 18% فقط، وبعد اتفاقية 75 الجزائرية أصبح نهر الكارون يصب في إيران بعد ما كان في شط العرب عندما كان كله للعراق".
وأوضح ان "إيران تعتمد بالكامل بملاحتها على شط العرب لان نهر بهمانشير يحتوي على رمال بحرية متحركة ولا يتسع للفيضانات لذلك تعتمد عليه في ملاحتها وتوصلنا لاتفاق معهم على إطلاق مياه تحافظ على استقرار شط العرب لابعاد اللسان الملحي من البحر وكان الامر إيجابي لمسناه الصيف الماضي في البصرة"، مردفا انه "على نهر ديالى يوجد سدين الأول دربنديخان والاخر حمرين وهما من خدم النهر والموقف ايجابي بعملية خزن المياه في السد الأول والثاني كميته لا بأس بها وتعد أفضل من العام الماضي".
مياه الامطار وزيادة الخزين
ولفت وزير الموارد المائية، الى ان "مياه الامطار رفدت العراق بـ 10 مليارات متر مكعب أي ارتفع مخزون المياه بنسبه 10% وتضاعف عن ما هو عليه في كانون الأول ونتوقع ان يزداد في الأيام المقبلة وهو امر مهم لأننا لا نحتاج الى اطلاق كميات كبيرة من مخزون المياه من سد الموصل على دجلة ولا حديثة على الفرات"، مشيرا الى ان "ايران لديها مشاريع مياه مشتركة مع الدول المجاورة لها كبيرة ومهمة لكن لا يوجد مشروع مشترك واحد مع العراق على الرغم من الحدود الطويلة التي تربطنا بهم بسبب الارادات السياسية ويجب ان نتعامل وفق المعيار الفني بعيدا عن السياسة".
حاجة العراق الى السدود
وكشف ذياب، ان "العراق لا يحتاج الى سدود لأننا نمتلك طاقة خزنية مثل سد الثرثار الذي يستوعب أكثر من 40 مليار متر مكعب ولكن بحاجة الى سدود الحصاد التي تعمل على خزن مياه السيول التي تأتي في المواسم المطرية وهو إيجابي لتغذية المياه الجوفية والمجتمعات المحلية الرعوية ونحن نعمل على الشروع بها وتم انشاء سد المساد في صحراء الانبار والثاني مهيأ للمباشرة بعد ان يدرج في وزارة التخطيط وهو الأبيض سعته 4 مليون متر مكعب بالقرب من واحة عين التمر لأنها فقدت مياهها بسب الاستهلاك غير المنصف للمياه الجوفية".
واكمل ان "العراق لا يحتاج الى سدات او نواظم لأنه يمتلك العديد منها مثل سدة سامراء التي لولها لتعرضت بغداد للفيضانات سنوياً وغيرها مثل سدة الرمادي والفلوجة والهندية والنواظم نحتاجها في حال انشاء مشاريع الإصلاح والتي نحن بصدد القيام بها للمستقبل"، مضيفا "نعمل على انشاء سدة على شط العرب مع شركة إيطالية يتم تحديد موقعها وتصاميمها من قبل الاستشاريين ورغبتنا ان تكون في فوهة الشط في منطقة رأس البيشة لكن اذا كانت هناك يجب ان تكون مشتركة مع ايران ويتم من خلالها السيطرة على كمية المياه الذاهبة باتجاه الخليج وأيضا للاستفادة من نهر الكارون الإيراني ومنع المد الملحي".
وبين ان "شط العرب كانت تزال منه الرواسب قبل الحرب العراقية الإيرانية بكمية تصل الى مليون متر مكعب سنويا ومنذ عام 1980 الى الان توقف كل شيء يخص الإزالة واثرت علينا بانحراف القناة الملاحية وتقدم الجانب الإيراني علينا بشكل حاد وهناك نقاش وجدل حول هذا الموضوع والجانب الإيراني لديه رغبة بإعادة اتفاقية 1975 من جديد وهي تصب بصالح العراق"، مبينا ان "وزارة النقل والموانئ هي المسؤول المباشر عن انحراف القناة الملاحية لشط العرب لعدم كري الشط وترك الامر للطبيعة التي حرفتها".
وبشأن تجفيف الروافد العراقية من قبل الجانب الإيراني، اكد ذياب انها "لم تجفف أي رافد وكل التي اصابها الجفاف وجدت من تساقط الامطار وعند انتهاء موسمها جفت ومن اصل 42 مجرى هناك 4 انهر فقط إيرانية تم انشاء عليها مشاريع لنقل المياه من حوض ديالى الى كرخة وقدمنا اعتراضنا عليها".
التجاوزات على الانهر
وأوضح ذياب، انه "بغطاء سياسي وعسكري واسناد حكومي ازلنا الى الان اكثر من 7900 بحيرة اسماك غير مجازة وبقيت كميات قليلة ونحن بصدد ازالتها كلها لأنها مخالفة للقانون بشكل كامل، ويجب ان تذهب مياه هذه البحيرات الصناعية للأهوار لكي نسترد الأسماك الطبيعية "الكطان والبني" الذي حرمنا منه وهو من الذ أنواع الأسماك"، لافتا الى انه "وجدنا 76 بحيرة موزعة على مناطق محيطة لبغداد وبابل يمتلكها شخص واحد".
الزراعة ونظام الري الحديث
اعتبر عون ذياب، ان "الفترة الحالية هي انتقالية بالنسبة للعراق بعملية استخدام الري من القديم الى الطرق الحديثة، ووزارة الزراعة لديها خطة لاستيراد 14 ألف مرشة زراعية حديثة فضلا عن الذهاب الى النظام "السيحي المطور" الذي تدعمه منظمات يابانية وهذه الطريقة وحدها توفر 35% من المياه المستخدمة واما بطريقة الرش يصل التوفير الى 50% واما بالتنقيط الى 80% وهذا ما نعول عليه بالمستقبل". واختتم حديثه "تراجع زراعة الشلب في النجف سببه طريقة زراعته حيث يزرع باشد اشهر الصيف حرارة ويحتاج الى مياه كثيرة ومع التبخر الكبير نفقد ارقام كبيرة من المياه ونحن بصدد تغيير هذه الطريقة والتحول الى نظام الرش التي أعطت ناتجا جيدا في الموسم الماضي".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الموارد المائیة متر مکعب شط العرب الى ان
إقرأ أيضاً:
المياه والمجلس القضائي ينظمان ورشة عمل لتعزيز حماية مصادر المياه
صراحة نيوز-رعى وزير المياه والري المهندس رائد أبو السعود ورشة عمل وطنية اليوم السبت تهدف إلى مناقشة سبل حماية الموارد المائية في وادي الأردن وتعزيز الجهود الوطنية في مواجهة التحديات المتصاعدة في قطاع المياه بحضور الدكتور حسن العبداللات النائب العام لعمان – ممثل المجلس القضائي وامين عام المجلس القضائي د. علي المسيمي وأمين عام سلطة وادي الاردن م. هشام الحيصة وامين عام وزارة المياه والري د. جهاد المحاميد وامين عام سلطة المياه وعدد من المسؤولين والمدعين العامين ، التي نظمتها سلطة وادي الاردن استجابة للتوجيهات الملكية السامية والجهود الحكومية الرامية الى تحقيق الأمن المائي والحفاظ على موارد البلاد المائية.
واستعرض وزير المياه والري أبرز التحديات التي يواجهها قطاع المياه في الأردن، مؤكدا على أهمية التصدي للتحديات المائية وتداعيات التغير المناخي المتزايدة ، وكذلك تكرار الاعتداءات على المياه، والتي تشكل تحدياً كبيراً أمام جهود قطاع المياه في توفير المياه للمواطنين والمزارعين.
وبيّن الوزير ابو السعود أن الاستراتيجية الوطنية للمياه تتضمن تعزيز الإدارة الفاعلة للموارد المتاحة، إلى جانب العمل على تحسين كفاءة استهلاك المياه، سواء كان ذلك من خلال المشروعات التكنولوجية أو بالشراكة مع المؤسسات الوطنية والدولية.
وأشاد وزير المياه والري بدور الادعاء العام والمجلس القضائي و المؤسسات الحكومية والخاصة في دعم جهود الوزارة والالتزام بانفاذ القانون بتنفيذ لضمان حماية موارد المياه، والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
من جهته، أكد النائب العام لعمان، الدكتور حسن العبداللات، أن الأمن المائي وحماية الموارد المائية قضية تشاركية تتطلب تضافر جهود جميع الجهات، بدءاً من رفع الوعي لدى المواطنين حول أهمية المحافظة على مصادر المياه ووقف التعديات والإبلاغ عن المعتدين.
وأوضح الدكتور العبداللات أن هذه الجهود تشمل أيضاً دور الضابطة العدلية والموظفين المعنيين بملاحقة المخالفات، وصولاً إلى الدور المحوري للنيابة العامة في ضبط المعتدين وإحالتهم إلى القضاء لتحقيق الردع العام والخاص. وبيّن أن هذه الإجراءات تأتي بهدف حماية الموارد المائية الحيوية وضمان استدامتها للأجيال القادمة، مشدداً على ضرورة التزام الجميع بدورهم في حماية الأمن المائي للوطن.
بدوره، أشاد امين عام المجلس القضائي د. علي المسبمي، بالتعاون البناء على مدار السنوات الثلاث الماضية مبينا ان تنفيذ سيادة القانون والتنسيق الكامل مع كافة الجهات التنفيذية والتشريعية والقضائية يصب في سبيل تطوير منطومة العدالة الجزائية لضمان تحقيق العدالة.
واستعرض أمين عام سلطة وادي الأردن المهندس هشام الحيصة دور السلطة في إدارة المياه والتنمية الزراعية بوادي الأردن، مشيرا الى أن النظام المائي في وادي الأردن يعاني من فاقد مائي يصل إلى 27% من إجمالي المياه المتدفقة، يتمثل في فاقد فيزيائي ناجم عن التسرب وفاقد إداري يعود إلى الاستخدام غير المشروع للمياه. وهذا يتطلب تعزيز جهود تطبيق القانون والرقابة على استخدام الموارد المائية.
وثمن المهندس الحيصة جهود جميع الوزارات والمؤسسات الوطنية، مشيداً بالتعاون المشترك بين السلطة القضائية والوزارات المعنية، وكذلك الشركاء الدوليين مثل مشروع المحافظة على المياه على دعمهم المتواصل ودعمهم لهذة الورشه الهامة ، متطلعا الى الخروج ببرامج عملية تعزز الأمن المائي والتنمية المستدامة.
كما تخلل الورشة نقاش موسع حول التحديات التي تواجه منظومة المياه، وخطط السلطة لتعزيز الجهود الوطنية، و أهمية التعاون المشترك بين مختلف المؤسسات الوطنية لضمان تنفيذ السياسات بفعالية، مع التشديد على أهمية تنفيذ القوانين لمواجهة الاعتداءات التي تتعرض لها منشآت المياه، خاصة في ظل تزايد الحاجة إلى الموارد المائية.